اﺑﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻜﺬب واﻟﻤﺮاوﻏﺔ

اﺑـﻨـﻲ ﻛﺜﻴﺮ اﻟـﻜـﺬب واﻟــﻤــﺮاوﻏــﺔ وﻛﻠﻤﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋـﻦ ﺷﻲء ﻳﺤﺎول أن ﻳﺮاوغ وﻻ أﺷﻌﺮ أﻧﻪ ﻳﺼﺪق ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ، رﻏﻢ أﻧﻨﻲ ﻋﻠﻤﺘﻪ أن اﻟﻜﺬب ﺣــﺮام وﻛـﻢ ﻣﻦ ﻣـﺮة ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك، وﻟﻜﻦ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻦ ذﻟﻚ. أرﺟﻮ أن ﺗﺪﻟﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻞ اﻷﻓﻀﻞ. وﺟﺰاﻛﻢ اﷲ ﺧﻴﺮا.

أﺧﺘﻜﻢ / أم ﻓﻬﺪ.

اﻹﺟﺎﺑﺔ

أﺧﺘﻲ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ أم ﻓﻬﺪ ﺣﻔﻈﻚ اﷲ ورﻋــﺎك، اﻋﻠﻤﻲ أن ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻜﺬب ﻋﻨﺪ اﻷﻃﻔﺎل ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻬﺮوب ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ، أو ﺗﺠﻨﺒﺎ ﻟﻠﻌﻘﺎب، أو ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻄﻒ واﻟﻤﺤﺒﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻜـﺒـﺎر، أو ﻃﻤﻌﺎ ﻓـﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻏــﺮض آﺧـﺮ، واﻟﻤﺼﻴﺒﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ذﻟﻚ أﺣﻴﺎﻧﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﻘﻠﺪ واﻟﺪﻳﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﻛﺬﺑﻬﻤﺎ، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﺬب اﻷﻫﻞ أﻣﺎم أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺷﻌﻮر ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻧﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ، إذا ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﻣﻦ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ أن ﻳﻠﺘﺰﻣﻮا اﻟﺼﺪق وأن ﻳﺘﺤﺮوا اﻟﺼﺪق ﻓﻲ أﻗﻮاﻟﻬﻢ وأﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻧﻜﻮن ﻧﺤﻦ أوﻟﻴﺎء اﻷﻣــﻮر ﻗــﺪوة ﻟﻬﻢ. وﻗﺪ ﺗﺮﺟﻊ أﺳﺒﺎب اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﻜﺬب إﻟﻰ اﺿﻄﺮاب اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺳﺮﻳﺔ، وﺗﻔﻜﻚ اﻷﺳﺮة، وﻋﺪم اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ. واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻜﺬب. وﺗﻤﻴﻴﺰ اﻷﻫﻞ ﺑﻴﻦ اﻷوﻻد، وﺗﻔﻀﻴﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ. وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻮء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻤﺪرس داﺧﻞ اﻟﻤﺪرﺳﺔ، ﻓﻠﻴﺠﺄ اﻟﻄﻔﻞ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل أﺳﻠﻮب اﻟﻜﺬب ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻌﻠﻴﻚ اﺗﺒﺎع اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﺑﻴﺌﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ، واﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺘﺤﺮوا اﻟﺼﺪق. وإذا اﻋﺘﺮف ﻃﻔﻠﻚ ﺑﺬﻧﺒﻪ، ﻓﻼ داﻋـﻲ ﻟﻘﺼﺎص، ﻷن ﻣﻦ اﻋﺘﺮف ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﺎﻓﺄ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻻﻋﺘﺮاف. وﻳﺠﺐ أن ﺗﺸﺠﻌﻲ ﻃﻔﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻮل اﻟﺼﺪق. وﻻ ﺗﺤﺎوﻟﻲ أن ﺗﻜﺮري ﻟﻔﻈﺔ ﻛﺬاب ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻳﺴﺘﻬﻴﻦ ﺑﺈﻃﻼﻗﻬﺎ. وإذا ﻟﺪﻳﻪ إﺧﻮة ﺣﺎوﻟﻲ أن ﺗَﻌِﺪﻟﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﻻ ﺗﻔﻀﻠﻲ واﺣﺪا ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ. وﺣﺎوﻟﻲ أن ﺗﻨﻤﻲ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻋﻨﺪ ﻃﻔﻠﻚ. وﺑﺎﷲ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ.