ﻧﺸﻄﺎء ﺗﻮﻧﺴﻴﻮن ﻳﻌﻴﺪون ﺑﻨﺎء ﺟﺴﻮر ﺟﻨﺪوﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ
ﺗﻮﻧﺲ- روﻳـﺘـﺮز: ﺑﻌﺪ أن ﻓـﺎض ﺑﻬﻢ اﻟﻜﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺷﺎﻫﺪوﻫﺎ ﻟﻘﺮوﻳﻴﻦ ﻳﺘﻜﺒﺪون اﻟـﺼـﻌـﺎب وﻫــﻢ ﻳـﺤـﺎوﻟـﻮن اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣــﻦ واد إﻟـــﻰ آﺧـــﺮ، ﻳــﻘــﻮم ﻧــﺸــﻄــﺎء ﺗـﻮﻧـﺴـﻴـﻮن ﺑــﺈﻋــﺎدة ﺑـﻨـﺎء ﺟـﺴـﻮر ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺑﻴﻦ اﻷودﻳـــﺔ ﻓﻲ ﺟــﻨــﺪوﺑــﺔ وﻫـــﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ زراﻋـــﻴـــﺔ ﻓـــﻲ ﺷـﻤـﺎل ﻏﺮب ﺗﻮﻧﺲ.
ﻳــﺘــﻜــﺎﺗــﻒ ﻛــﺮﻳــﻢ ﻋـــﺮﻓـــﺔ، وﻫـــﻮ ﻧــﺎﺷــﻂ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟـﻤـﺪﻧـﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻣـﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٦٣ ﻋـﺎﻣـﺎ، ﻣــﻊ ﻣﻬﻨﺪﺳﻴﻦ وﻣـﺘـﻄـﻮﻋـﻴـﻦ آﺧــﺮﻳــﻦ ﻹﻧـﺠـﺎز اﻟــﻌــﻤــﻞ اﻟــــﺬي ﺷــﺮﻋــﻮا ﻓــﻴــﻪ وﻫـــﻮ إﻋـــــﺎدة ﺑـﻨـﺎء اﻟﺠﺴﻮر ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺒﻘﺎﻳﺎ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ واﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ )اﻟﺨﺮدة(.
ﻳﻘﻮﻟﻮن: إن ﻫﺪﻓﻬﻢ أن ﻳﺠﻌﻠﻮا اﻟﻌﺒﻮر أﻛﺜﺮ أﻣـﺎﻧـﺎ، وﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻛـﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻤﻮت أﺛﻨﺎء اﻟﻌﺒﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﺮات اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻠﻮﻫﺎ اﻟﺼﺪأ ﻓﻲ أﺷﻬﺮ اﻟﺸﺘﺎء. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم ﺗﻐﻤﺮ اﻟﻤﻴﺎه اﻷودﻳــﺔ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻌﺒﻮر ﻣﻐﺎﻣﺮة ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل واﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﺘﻮﺟﻬﻴﻦ ﻟﻠﻤﺪارس واﻷﺳﻮاق.
وﻳــــﻘــــﻮل أﺣـــــﺪ اﻟـــﺴـــﻜـــﺎن وﻳــــﺪﻋــــﻰ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻗﻀﻘﺎﺿﻲ: »ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺎة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻔـﺼـﻞ اﻟــﺸــﺘــﺎء. ﻧـﻌـﻴـﺶ ﺣــﻴــﺎة ﻏــﻴــﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻻ ﻧـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ اﻟـــﺬﻫـــﺎب إﻟـــﻰ اﻟـــﺴـــﻮق. اﻷﻃــﻔــﺎل اﻟﺼﻐﺎر ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻤﺪرﺳﺔ. اﻟـــﻤـــﺪرﺳـــﺔ ﺗــﺄﺳــﺴــﺖ ﻣــﻨــﺬ ﺳــﻨــﺔ ٤٩٩١. ﻓـﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻷوﻗــﺎت اﻟﺘﻼﻣﺬة ﻻ ﻳﺬﻫﺒﻮن إﻟﻰ اﻟــﻤــﺪرﺳــﺔ ﻟـﻴـﻮﻣـﻴـﻦ أو أﻛــﺜــﺮ. ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﻔﻴﺾ ﻫﺬا اﻟﻮادي ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻼﺑﻦ أن ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﻷب ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ«.
وﻳــﻀــﻴــﻒ: »ﻟــﻤــﺪة ﻋــﺎﻣــﻴــﻦ ﻟــﻢ ﻧــﺠــﺪ ﺣــﻼ. أﺟﺮﻳﻨﺎ اﺗـﺼـﺎﻻت ﻣـﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت دون ﺟـﺪوى ﻓﺼﻨﻌﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺒﺪاﺋﻲ ﺑﺎﻷﻋﻮاد ﻟﻨﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟـﻌـﺒـﻮر. اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳـﺮﻳـﺪ اﻟﻌﺒﻮر ﻳﺨﺎف وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﻴﺎه ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺘﻈﺮ واﻟﺪه ﻟﻴﺤﻤﻠﻪ وﻳﻌﺒﺮ ﺑﻪ«. ﺑﻨﻰ اﻟﻨﺎﺷﻂ ﻛﺮﻳﻢ ﻋــﺮﻓــﺔ وﻓــﺮﻳــﻘــﻪ اﻟــﺠــﺴــﺮ اﻟــﺤــﺪﻳــﺪي اﻟــﺜــﺎﻟــﺚ وﻳــﺄﻣــﻠــﻮن ﻓــﻲ ﺑــﻨــﺎء اﻟــﻤــﺰﻳــﺪ ﻓــﻲ اﻟـﻤـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ. وﺗــﺤــﺪث ﻋـﺮﻓـﺔ ﻋــﻦ اﻷوﺿـــﺎع اﻟـﺘـﻲ دﻓﻌﺘﻬﻢ ﻟــﻠــﻘــﻴــﺎم ﺑـــﺎﻟـــﻤـــﺒـــﺎدرة. وﻗـــــﺎل »ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻋــﺰﻟــﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺑــﺎدرت ﻣـﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ وﻧﺸﻄﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﻨﻘﻮم ﺑﺒﻨﺎء ﺟﺴﻮر ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ... ﺑﻨﻴﻨﺎ ﺟﺴﺮﻳﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎ وﻫـﺬا اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻔﻚ ﻋﺰﻟﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎﻛﻨﻴﻦ )اﻟﺴﻜﺎن(«.
وأﺿـــــﺎف: »اﻟـــﻬـــﺪف ﻣــﻦ ﻫـــﺬا اﻟــﺠــﺴــﺮ ﻫﻮ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ اﻟﻤﻮت. أوﻻ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻣــﻬــﺎ اﻟــﻘــﻀــﻘــﺎﻗــﻲ اﻟــﺘــﻲ ﻻﻗـــﺖ ﺣـﺘـﻔـﻬـﺎ اﻟـﺴـﻨـﺔ اﻟـﻤـﺎﺿـﻴـﺔ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﻋــﺒــﻮر واد. اﻷﻃــﻔــﺎل ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻤﺪرﺳﺔ. ﻋﺰﻟﺔ اﻷﻫﺎﻟﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﻘﻠﻮن ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻷﺧﺮى، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳـﻔـﻴـﺾ ﻫـــﺬا اﻟــــﻮادي ﻻ ﻳـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ أي ﺷﺨﺺ اﻟـﻌـﺒـﻮر وﺧــﺎﺻــﺔ اﻟــﻤــﺪرﺳــﺔ واﻷﻃــﻔــﺎل اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﺬﻫﺒﻮن إﻟﻴﻬﺎ«.