ﻧﻔﻖ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﺟﺪﻳﺪ أﺳﻔﻞ ﻋﻴﻦ ﺳﻠﻮان ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻷﻗﺼﻰ
اﻟﻘﺪس اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ- وﻛــﺎﻻت: ﻻ ﺗﺘﻮّﻗﻒ ﺳــﻠــﻄــﺎت اﻻﺣــــﺘــــﻼل اﻹﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻠـــﻲ ﻋـﻦ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﺎ وأﻋﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﻤﻤﻨﻬﺠﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﺮ اﻷﻧــﻔــﺎق أﺳـﻔـﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟـﻘـﺪس اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ واﻟــﻤــﺴــﺠــﺪ اﻷﻗــﺼــﻰ اﻟــﻤــﺒــﺎرك، ﺑـﻬـﺪف ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺨﻄﻄﻬﺎ اﻟــﻬــﺎدف إﻟــﻰ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺷﺎﻣﻞ وﻛﺎﻣﻞ ﻟﻶﺛﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟـــﻌـــﺮﻳـــﻘـــﺔ، وﺗــﻐــﻴــﻴــﺮ ﻣــﺸــﻬــﺪ اﻟــﻤــﺪﻳــﻨــﺔ اﻟﺤﻀﺎري واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ.
وآﺧـــﺮ ﻫـــﺬه اﻷﻧـــﻔـــﺎق، ﻣــﺎ ﻛـﺸـﻒ ﻋﻨﻪ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓـﻲ ﺷــﺆون اﻟـﻘـﺪس ﻓﺨﺮي أﺑﻮ دﻳـــﺎب ﻣــﻦ ﻧـﻔـﻖ وأﻋــﻤــﺎل ﺣـﻔـﺮ ﺟـﺪﻳـﺪة ﺗــﺠــﺮﻳــﻬــﺎ ﺳــﻠــﻄــﺎت اﻻﺣـــﺘـــﻼل وﺟـﻤـﻌـﻴـﺔ »إﻟﻌﺎد« اﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻴﺔ أﺳﻔﻞ ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻴﻦ وﻣـﺴـﺠـﺪ ﺑــﻠــﺪة ﺳــﻠــﻮان ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه اﻷﻗـﺼـﻰ واﻟﺒﻠﺪة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. وﻳﻮﺿﺢ أﺑﻮ دﻳـﺎب أن ﻋﻤﺎﻻ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺔ »إﻟـﻌـﺎد«، ﺑﻐﻄﺎء ﻣﻦ »ﺳﻠﻄﺔ اﻵﺛـــﺎر« اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﻳﻮاﺻﻠﻮن ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻣــﻜــﺜــﻒ أﻋـــﻤـــﺎل اﻟــﺤــﻔــﺮ داﺧـــﻞ اﻟــﻨــﻔــﻖ، اﻟــــﺬي ﻳــﺒــﺪأ ﻣــﻦ ﻋــﻴــﻦ وﻣـﺴـﺠـﺪ ﺳﻠﻮان ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻟﻸﻗﺼﻰ، ﺗﻤﻬﻴﺪا ﻟﻮﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﺷﺒﻜﺔ اﻷﻧﻔﺎق اﻟﻤﺤﻔﻮرة ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺳــﻨــﻮات وﻣــﺎ ﺗـــﺰال. وﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟــﻰ أن ٦٢ ﺣﻔﺮﻳﺔ وﻧـﻔـًﻘـﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻠًﻴﺎ ﺗـﻢ ﺑـﻨـﺎؤه ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺠﻤﻊ أﺳﻔﻞ ﻋﻴﻦ ﺳﻠﻮان ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻷﻗـﺼـﻰ واﻟـﺒـﻠـﺪة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. وﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮل اﻟﻨﻔﻖ اﻟﺠﺪﻳﺪ-ﻛﻤﺎ ﻳﺒﻴﻦ أﺑــﻮ دﻳﺎب- ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ٠٥٢-٠٠٣ ﻣﺘﺮ، وارﺗـﻔـﺎﻋـﻪ ﻳﺘﺮاوح ﻣﻦ ٠٨١ ﺳﻢ إﻟﻰ ﻣﺘﺮﻳﻦ، وﻋﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﺮ إﻟﻰ ﻣﺘﺮ وﻧﺼﻒ، وﻋﻤﻘﻪ ٥١ ﻣﺘﺮا ﺗﺤﺖ اﻷرض.
وﻳـﻘـﻮل: »أﺛـﻨـﺎء ﺗﺠﻮﻟﻨﺎ داﺧــﻞ اﻟﻨﻔﻖ، اﻟﺬي ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺤﻔﺮه ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻌﺎم اﻟــﺠــﺎري، اﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﻣﻘﻄﻌﺎ ﻳﻀﻢ ﻏﺮﻓﺔ وﻣﺤﺮاﺑﺎ ﻳﻌﻮدان رﺑﻤﺎ ﻟﻠﻔﺘﺮة اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺟﺮى ﺗﺮﻣﻴﻤﻬﻤﺎ وﺣﺪوث إﺿﺎﻓﺎت ﻋـﻠـﻴـﻬـﻤـﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻔــﺘــﺮة اﻷﻣـــﻮﻳـــﺔ، وﻳـﺘـﻮﻗـﻊ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ﻟﻴﻜﻮن ﻣـــﺰارا ﻟـﺘـﺮوﻳـﺞ رواﻳــﺎت اﻻﺣﺘﻼل وﺧﺪﻣﺔ ﻣﺸﺮوﻋﻪ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ«.
وﻳﺒﻴﻦ أن أﻋﻤﺎل اﻟﺤﻔﺮ ﻫﺬه ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎت اﻻﺣﺘﻼل وأذرﻋـﻬـﺎ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﺗــﺴــﺘــﻬــﺪف ﻣـــﺎ ﻓــــﻮق اﻷرض وﺗــﺤــﺘــﻬــﺎ، ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺨﻄﻄﻬﺎ اﻟﺮاﻣﻲ ﻟﻤﺤﻮ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ واﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ ﻟـﻤـﺪﻳـﻨـﺔ اﻟــﻘــﺪس، وﺗﻬﻴﺌﺘﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ذات ﻃﺎﺑﻊ ﻳﻬﻮدي ﺗﺤﺖ ﻣـﺴـﻤـﻰ ﻣــﺸــﺮوع »أورﺷﻠﻴﻢ«- ﺣﺴﺐ »اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺘﻮراﺗﻲ ﻟﻠﻴﻬﻮد«.
وﺗــﺴــﻌــﻰ ﺣــﻜــﻮﻣــﺔ اﻻﺣـــﺘـــﻼل ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣـﺸـﺮوﻋـﻬـﺎ اﻟــﺘــﻬــﻮﻳــﺪي، اﻟـــﺬي ﻳــﺒــﺪأ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺒﻠﺪة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻣﺤﻴﻂ اﻷﻗﺼﻰ، وﻳﺘﺮﻛﺰ ﻓـﻲ ﺑـﻠـﺪة ﺳـﻠـﻮان ﻹﻗـﺎﻣـﺔ ﻛﻨﺲ ﻳــﻬــﻮدي وﻣــﺘــﺎﺣــﻒ ﺗــﻮراﺗــﻴــﺔ وﻣــﺴــﺎرات
ﺗــﻠــﻤــﻮدﻳــﺔ، ﻻﺳــﺘــﻐــﻼﻟــﻬــﺎ ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﺮوﻳــﺞ ﻟــﺮواﻳــﺎﺗــﻬــﺎ اﻟــﻤــﺰﻋــﻮﻣــﺔ، ﻛــﻤــﺎ ﻳــﺆﻛــﺪ أﺑــﻮ دﻳﺎب. وﻳﻠﻔﺖ إﻟﻰ أن ﺳﻠﻄﺎت اﻻﺣﺘﻼل ﺗﺪﻋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺟﺮاء اﻟﺤﻔﺮﻳﺎت أﺳﻔﻞ اﻟـﻤـﺪﻳـﻨـﺔ اﻟــﻤــﻘــﺪﺳــﺔ، اﻟـﺒـﺤـﺚ ﻋــﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ آﺛـــﺎر ﻟــﻮﺟــﻮد »اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﻦ اﻷول واﻟـﺜـﺎﻧـﻲ اﻟـــﻤـــﺰﻋـــﻮﻣـــﻴـــﻦ«. ﻟــﻜــﻦ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ، ﻳﺘﺎﺑﻊ أﺑـﻮ دﻳــﺎب: »ﻣـﺎ ﻳﺠﺮي ﻫﻮ ﻃﻤﺲ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺤﻀﺎرة واﻵﺛــﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، وﺗﺰﻳﻴﻒ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ ﻹﻋــﺎدة ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻋـﺒـﺮي ﻣـﻮﻫـﻮم، وﻧـﺴـﺞ رواﻳـــﺎت ﺗﺤﺎﻛﻲ وﺟـــــﻮد ﺣـــﻀـــﺎرة ﻟــﻠــﻴــﻬــﻮد ﻓـــﻲ اﻟــﻘــﺪس، رﻏــﻢ ﻋــﺪم إﺛـﺒـﺎت أي دﻟـﻴـﻞ ﻋﻠﻰ وﺟـﻮد ذﻟــﻚ«. وﻳـﻮﺿـﺢ أﺑـﻮ دﻳــﺎب أن اﻻﺣﺘﻼل وﺟﻤﻌﻴﺎﺗﻪ اﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻳﺘﻌﻤﺪان ﻃﻤﺲ ﻛـﻞ اﻵﺛــﺎر واﻷدﻟــﺔ واﻟـﺸـﻮاﻫـﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻟﻞ ﻋــﻠــﻰ وﺟـــــﻮد ﺣــــﻀــــﺎرات ﻏــﻴــﺮ ﻋــﺒــﺮﻳــﺔ، وﺟﺮى ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤﻨﻬﺠﺔ ﺑﻤﺎ ﻳـﺨـﺪم اﻟــﺮواﻳــﺔ اﻟــﻤــﺰورة ﻓــﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ.