»ﺳﺒﻴﻞ ﻗﺎﻳﺘﺒﺎي« .. ﻳﺰﻳﻦ ﺳﺎﺣﺎت اﻷﻗﺼﻰ
اﻟﻘﺪس اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ - وﻛﺎﻻت: ﺗــﻌــﻠــﻮه ﻗــﺒــﺔ ﺣــﺠــﺮﻳــﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ُﻣـﺰﺧـﺮﻓـﺔ ﺑــﺰﺧــﺎرف ﻧﺒﺎﺗّﻴﺔ، ﻳـــﺘـــﻤـــﻴـــﺰ ﺑـــﻔـــﻨـــﻮن ﻣــﻌــﻤــﺎرﻳــﺔ ﻣـﻤـﻠـﻮﻛـﻴـﺔ ﺗـﻜـﺘـﺴـﻲ ﺑـﺤـﺠـﺎرة ﻣـﻠـّﻮﻧـﺔ ﻣﺒﻬﺮة ُﻣـﺘـﺪاﺧـﻠـﺔ ﻓﻲ ﺑــﻨــﺎﺋــﻪ، ذات رﻣــــﺰ ﻣـﻘـﺪﺳـﻲ وإرث ﺗﺎرﻳﺨﻲ وأﺛـﺮي ﻋﺮﻳﻖ وﻻﻓﺖ ﻳﻘﺼﺪه رواد اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗــﺼــﻰ اﻟــﻤــﺒــﺎرك ﻟــﻼرﺗــﻮاء ﻣــــﻦ ﻣـــﻴـــﺎﻫـــﻪ اﻟــــﻌــــﺬﺑــــﺔ. إﻧـــﻪ »ﺳﺒﻴﻞ ﻗﺎﻳﺘﺒﺎي« أﺣﺪ أﺟﻤﻞ وأﻫـــــﻢ اﻷﺳــﺒــﻠــﺔ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺨــﻴــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗــﺼــﻰ، اﻟـﺬي ﻳـﻘـﻊ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ﺑــﺎب اﻟـﻤـﻄـﻬـﺮة، ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺎب واﻟـﻄـﺮف اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟــﺼــﺤــﻦ ﻗــﺒــﺔ اﻟــﺼــﺨــﺮة ﻓﻲ اﻟـﺴـﺎﺣـﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ، ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ إﻧﻪ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣــــﻦ ﻧـــﻮﻋـــﻪ ﻓــــﻲ ﻓــﻠــﺴــﻄــﻴــﻦ. وﻳــﺤــﺘــﻮي اﻟـﻤـﺴـﺠـﺪ اﻷﻗــﺼــﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺳﺒﻠﺔ واﻵﺑﺎر، اﻟﺘﻲ ﺣــﺮص اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب واﻟﻄﻬﻮر ﻓـﻴـﻬـﺎ، ﻟـﺬﻟـﻚ ﺗــﻢ ﺣـﻔـﺮ اﻵﺑــﺎر وإﻧــﺸــﺎء اﻟـﺼـﻬـﺎرﻳـﺞ واﻷﺳـﺒـﻠـﺔ داﺧــﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺎت اﻟــﻤــﻜــﺸــﻮﻓــﺔ ﻟــﺘــﺨــﺰﻳــﻦ ﻣــﻴــﺎه اﻷﻣﻄﺎر. وﺑﻨﻴﺖ ﻫﺬه اﻷﺳﺒﻠﺔ ﻟـﺘـﺨـﺪم أﻫــﻞ اﻟــﻘــﺪس وزوار اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗــﺼــﻰ، وﺗﻤﺪﻫﻢ ﺑــﺎﻟــﻤــﺎء اﻟـــﻌـــﺬب، ﺑـﺤـﻴـﺚ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﻠﺸﺮب واﻟﻮﺿﻮء. وﻳـﻌـﻮد إﻧـﺸـﺎء أﺳﺒﻠﺔ اﻷﻗﺼﻰ إﻟـــــــﻰ اﻟــــﻌــــﺼــــﺮﻳــــﻦ اﻷﻳـــــﻮﺑـــــﻲ واﻟــﻤــﻤــﻠــﻮﻛــﻲ، وﺟــــــﺪد ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ أو اﺳﺘﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ )٦٢٩-٤٧٩
اﻟـــﺬي ﻫــــ /٠٢٥١-٦٦٥١ م( ﺗﻤﻴﺰ ﻋﻬﺪه ﺑﺒﻨﺎﺋﻬﺎ. ﺗﺤﻔﺔ ﻣﻌﻤﺎرﻳﺔ وﻳُـــﻌـــّﺪ »ﺳــﺒــﻴــﻞ ﻗــﺎﻳــﺘــﺒــﺎي« ﻣﻦ أﻫﻢ اﻷﺳﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎت اﻷﻗــــﺼــــﻰ، ﻟــﻤــﺎ ﻳـــﻤـــﻴـــﺰه ﻣـﻦ ﺿــﺨــﺎﻣــﺔ ﺑــﺎﻟــﺤــﺠــﻢ وﺟــﻤــﺎل ﻓـﻲ اﻟﺒﻨﺎء واﻟـﺮﺳـﻢ واﻟﻨﻘﺶ، إﺿـــﺎﻓـــﺔ ﻟــﻤــﻮﻗــﻌــﻪ اﻟــ ُﻤــﺘــﻤــ ّﻴــﺰ أﻣـــــﺎم ﺑــــﺎب اﻟــﻤــﻄــﻬــﺮة، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻧﺎﺋﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم داﺋﺮة اﻷوﻗـــــــــــﺎف اﻹﺳــــﻼﻣــــﻴــــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘﺪس ﻧﺎﺟﺢ ﺑﻜﻴﺮات. »وﺑﻨﻲ اﻟﺴﺒﻴﻞ ﻓﻮق اﻟﻄﺮف اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ اﻟـــﻐـــﺮﺑـــﻲ ﻟــﻤــﺼــﻄــﺒــﺔ واﺳــﻌــﺔ ﺗــﺤــﻤــﻞ ﻧــﻔــﺲ اﻻﺳــــــﻢ، وﻟــﻬــﺎ ﻣﺤﺮاب ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﺑﻨﺎه اﻟﻤﻠﻚ ﺳﻴﻒ اﻟﺪﻳﻦ أﻳﻨﺎل ﻋـــﺎم ٥٥٤١، ﺛـــﻢ ُﻫـــــِﺪم وﻟــﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﻣﻨﻪ ﺷــﻲء ﺳــﻮى اﻟﺒﺌﺮ، وﻓــــﻲ ﻋــــﺎم ٢٨٤١م، أﻗــﺎﻣــﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻗﺎﻳﺘﺒﺎي، وزﻳﻦ ﻗﺒﺘﻪ ﺑــﺰﺧــﺎرف إﺳـﻼﻣـﻴـﺔ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺗﺤﻔﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﻌﻤﺎرﻳﺔ راﺋﻌﺔ ﺗﺰﻳﻦ ﺳﺎﺣﺎت اﻷﻗﺼﻰ«.