ﻣﻦ أوراق اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎدات

ﺣــــــﺮب أﻛــــﺘــــﻮﺑــــﺮ ﻟـــﺤـــﻈـــﺔ ﺗــــﺤــــﻮل ﻛـــﺒـــﻴـــﺮة ﻓـــــﻲ ﺣــــﻴــــﺎة اﻷﻣ ـــــــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ

ﻛـﻠـﻤـﺎ ﺟـــﺎء ﺷــﻬــﺮ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ ﻣــﻦ ﻛــﻞ ﻋــﺎم أﻏــﻮص ﻓـﻲ ﻛﺘﺐ وأوراق ووﺛـﺎﺋـﻖ أﻛﺘﻮﺑﺮ ٣٧٩١ وﻣــﺎ ﺗـﻼﻫـﺎ، ﻓـﻬـﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻣـﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺗــﺤــﻮل ﻓــﻲ ﻋــﻮاﻟــﻤــﻬــﺎ، ﺑــﻞ وﻓـــﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ، ﺣﻴﻦ ﻋﺒﺮ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻤﺼﺮي وﺣﻄﻢ ﺧﻂ ﺑﺎرﻟﻴﻒ وأﻋﺎد ﻟﻤﺼﺮ أرﺿﻬﺎ وﻟﻸﻣﺔ ﻋﺮوﺑﺘﻬﺎ.

ﺣﻴﺎة ﻣﻨﻌﺸﺔ ﻟﻠﺬاﻛﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﻃﻠﻘﻬﺎ أﻧـﻴـﺲ ﻣﻨﺼﻮر )٤٢٩١-١١٠٢( ﻓــﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻣــﻦ أوراق اﻟــﺴــﺎدات«، اﻟــﺼــﺎدر ﻋـﻦ دار اﻟــﻤــﻌــﺎرف، واﻟــــﺬي ﻧــﺸــﺮ ﻗـﺒـﻞ ذﻟـــﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺎت ﻓـﻲ ﻣﺠﻠﺔ أﻛـﺘـﻮﺑـﺮ، ﺣﻴﺚ أﺻـﺪر اﻟﺮﺋﻴﺲ أﻧﻮر اﻟﺴﺎدات ﻣﺠﻠﺔ أﻛﺘﻮﺑﺮ ﺗﻴﻤﻨﺎ ﺑﻨﺼﺮ أﻛـﺘـﻮﺑـﺮ، وأوﻛـــﻞ رﺋــﺎﺳــﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻷﻧﻴﺲ ﻣﻨﺼﻮر.

اﻟـﻤـﻤـﺘـﻊ ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻟــﺬﻛــﺮﻳــﺎت أن اﻟــﺬي ﺻﺎﻏﻬﺎ وراء اﻟـﺴـﺎدات ﻫﻮ أﻧﻴﺲ ﻣﻨﺼﻮر، ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ أﻧﻮر اﻟـــﺴـــﺎدات )٨١٩١-٦٨٩١( ﻛـــﺎن ﺻـﺤـﻔـﻴـﺎ وأدﻳﺒﺎ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻘﺼﺔ واﻟﺮواﻳﺔ، إﻻ أن أﻧﻴﺲ ﻣــﻨــﺼــﻮر ﻳـﻤـﺘـﻠـﻚ ذﻟـــﻚ اﻷﺳـــﻠـــﻮب اﻟﺴﻠﺲ اﻷﺧﺎذ واﻟﺒﺴﻴﻂ.

ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺴﺎدات ذاﻛﺮة ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻷﺑﺴﻂ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ وأﻋﻘﺪﻫﺎ أﻳﻀﺎ أو ﺣﺴﺐ ﻗﻮل أﻧﻴﺲ ﻣﻨﺼﻮر: »وذاﻛﺮة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎدات ﻗﻮﻳﺔ. ﻓﻬﻮ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﺘﻮارﻳﺦ ﺑﺄﻳﺎﻣﻬﺎ«. وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه إﺣﺪى اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﺎ رﺋﻴﺲ وزراء ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻫﺎروﻟﺪ وﻟﺴﻮن ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻦ )رﺋﺎﺳﺔ اﻟــﻮزراء( ﻗﺎل: ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺤﻠﻰ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﺑــﺜــﻼث: أن ﻳــﻜــﻮن ﻗـﻮي اﻟﺬاﻛﺮة، وأن ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ إﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺑﺪوره ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، وأن ﻳﻨﺎم ﺑﻌﻤﻖ.

وﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺎت ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎدات.

وﻛـــــﺎن ﻳـــﻘـــﻮل: إن اﻟـــﻔـــﺮق ﺑــﻴــﻨــﻪ وﺑــﻴــﻦ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﻋـﺒـﺪ اﻟــﻨــﺎﺻــﺮ: أن ﻋـﺒـﺪ اﻟـﻨـﺎﺻـﺮ ﻗــﺪ وﺿــﻊ ﺗـﻠـﻴـﻔـﻮﻧـﺎت ﻛـﺜـﻴـﺮة ﻋـﻠـﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ واﻟـــــﺮادﻳـــــﻮ.. وﻟـــﺬﻟـــﻚ ﻓــﻬــﻮ ﻣــﺘــﻮﺗــﺮ داﺋــﻤــﺎ وﻳﻨﺘﻈﺮ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ. ﻳﺼﺤﻮ وﻳﻨﺎم ﻋﻠﻴﻬﺎ. أﻣﺎ اﻟﺴﺎدات ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻜﺘﺐ.

ﺳﺎﻣﻲ ﻛﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ

إﻋﻼﻣﻲ ﻣﺼﺮي

إﻧﻪ ﺟﺎﻟﺲ ﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻧﺎت..ﻋﻦﺷﺪةاﻷﻋﺼﺎب. واﻟﺴﺎداتأنﻟﻘﻴﺎﻣﻦاﻟﻌﺬابواﻟﻬﻮانﻣﺜﻞ

ﺑــﻞ ﻳـﺼـﻒ أﻧـﻴـﺲ ﻋﻘﻠﻴﺔ اﻟــﺴــﺎدات ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺬي ﻟﻘﻴﺎه ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ. وﻛﺎن »ﻟــﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻠﺠﺄ إﻟــﻰ ورﻗــﺔ أو ﻛﺘﺎب ﻳﻨﻘﻞ اﻟﺴﺎدات ﻳﺼﻒ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺄﺳﺎة ﺑﺄﻧﻬﺎ )اﻟﻤﺤﻨﺔ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ أو ﺧﻮاﻃﺮه أو ﻳﺮاﺟﻊ اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻴﺔ( وﻛــﺎن ﻳﻘﻮل: ﻣﻦ أﺟـﻞ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻮارﻳﺦ. وإﻧﻤﺎ ﻗﺪ َذاﻛَﺮﻫﺎ ﻳﻬﻮن ﻛﻞ ﻫﻮان ﺷﺨﺼﻲ. وﻓﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮا وأﻋﺎد اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻔﻴﺾ اﻟــﺴــﺎدات ﻓــﻲ اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ ﻋﻦ اﺳﺘﻘﺮت ﻓﻲ ذﻫﻨﻪ. ﻓﻠﻤﺎ أﺗﻴﺤﺖ ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻛـﻤـﺎل أﺗــﺎﺗــﻮرك وﻳـﺒـﺪو ﻣﻨﺒﻬﺮا أن ﻳﺮوﻳﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ«. ﺑﻪ وﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﺑﻌﺪﻳﺪﻳﻦ ﺳﻮف ﺗﺄﺗﻲ

وﻛــــﺎن ﻫـــﺪف اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ أن ﻳـﻠـﻔـﺖ ﻧﻈﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫـﺬه اﻷوراق، ﺑﻞ وﻳﻨﺼﺢ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺸﺒﺎب وﻫﻮ ﻳﺤﻜﻲ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻤﺼﺮي ﺑـﺎﻻﻗـﺘـﺪاء ﺑـﺄﺗـﺎﺗـﻮرك اﻟــﺬي ﻛﺎن اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻤﺴﺆول ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻳﺮى ﺻﻮرﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﻢ وﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﻘﻮل ﻣـﻌـﻘـﺪة وﺧـﻄـﻴـﺮة ﻋـﻠـﻰ ﺑـــﻼده وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ »أﺗﺎﺗﻮرك ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﺤﻘﻖ ﺷﻴﺌﺎ دون أﺑﻨﺎﺋﻪ. أنﻳﻜﻮنﻫﻨﺎكﺟﻴﺶ،وﻻﺑﺪأنﻳﻜﻮنﻫﺬا

ﻛــﺎن اﻟــﻌــﻨــﻮان اﻟـــﺬي اﻗـﺘـﺮﺣـﻪ اﻟــﺴــﺎدات ﺗﻔﻜﻴﺮ اﻟﺸﺒﺎن ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻛﺬﻟﻚ.. ﻓﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻟﻤﺬﻛﺮاﺗﻪ: )اﻟﺠﻠﻴﺪ ﻻ ﻳﺬوب ﺑﻴﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻳــﺤــﺘــﻠــﻮن أرﺿــــﻨــــﺎ، واﻟـــﺴـــﺎﺳـــﺔ ﻳــﺘــﺎﺟــﺮون واﻟــﻘــﺎﻫــﺮة(. وﻟـﻜـﻦ اﻟــﺴــﺎدات ﻗــﺎل: وﻟﻜﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﻳﻘﺪﻣﻮن ﻟﻨﺎ ﻃﻌﺎًﻣﺎ ﻓﺎﺳًﺪا ﻣﻦ ﻧــﺮﻳــﺪه أن ﻳـــــﺬوب.. وﻟـــﻦ ﺗـﻨـﻘـﻄـﻊ ﺻﻠﺘﻨﺎ أﻓـﻜـﺎرﻫـﻢ وﺳـﻠـﻮﻛـﻬـﻢ.. إﻧـﻬـﻢ أﺳــﻮأ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﺑﺮوﺳﻴﺎ. ﺑﻞ ﻧﺮﻳﺪﻫﺎ أن ﺗﻜﻮن أﺣﺴﻦ.. وﻟﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺜﺮﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻤﺒﻜﺮة، وﻧﺤﻦ

اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ آراء أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻓﻘﻂ وﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ رأي اﻟﺠﺮﻳﺪة

ﻓﻲ ذﻟـﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻘﺮأ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، وﻧﻘﺮأ ﻋﻦ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﻤﺼﺮي ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻛﺎﻣﻞ وﻧﺤﻦ أﻃﻔﺎل ﻛﻨﺎ ﻧﻨﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﻮاوﻳﻞ زﻫﺮان وﻋﻠﻰ دﻧﺸﻮاي وﻋﻠﻰ ﻣﻮاوﻳﻞ أدﻫﻢ اﻟﺸﺮﻗﺎوي.. وﻛﻠﻬﺎ ﻃﻠﻘﺎت ﻣﻦ ﻧﺎر.. ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﻗﻮات اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ.

ﺑﻌﺪ ﺗﺨﺮج اﻟﺴﺎدات ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ، ﺑﺪأ ﻳﻄﺮق أﺑﻮاب اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ،

وﻛـﺎن أول ﻋﻤﻞ ﻣﺤﺪد إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻗـﺎم ﺑﻪ اﺗـﺼـﺎﻟـﻪ ﺑـﻌـﺰﻳـﺰ اﻟــﻤــﺼــﺮي، وﻛـــﺎن ﺷﺮﻳﻜﺎ ﻷﺗــﺎﺗــﻮرك ﻓـﻲ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ، وﻫــﻮ ﻟـﺬﻟـﻚ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻤﻌﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪا، ﺷﺎرك ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﺟﻤﻌﻴﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻐﻠﻲ ﺑﺎﻟﺜﻮرة ﺿﺪ اﻷﺗـﺮاك. أو ﺿﺪ ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟﺘﻲ أﺳﻤﻮﻫﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺮﻳﺾ.. وﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺮﻳﺾ اﺣﺘﺎج ﻣﻦ أﺗﺎﺗﻮرك إﻟﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة ﻟﻴﻨﻬﺾ ﻫﺬا اﻟﻤﺮﻳﺾ وﻳﺼﺒﺢ ﺷﺎﺑﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺮﻛﺐ اﻟـﺤـﻀـﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، وﻳـﺴـﺘـﺪرك ﻣﺎ

ﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺴﻠﻄﻨﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ«.

أﻣــﺎ ﻋــﻦ ﺗـﻮاﺻـﻠـﻪ ﻣــﻊ ﺟـﻤـﺎﻋـﺔ اﻹﺧـــﻮان اﻟــﻤــﺴــﻠــﻤــﻴــﻦ ﻓــﻴــﻘــﻮل اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺴـــﺎدات »وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺗــﻮاﺻــﻠــﺖ ﻣـــﻊ اﻟــﺸــﻴــﺦ ﺣــﺴــﻦ اﻟــﺒــﻨــﺎ ﻓﻘﻂ وﻧﺎﻗﺸﺘﻪ ﻛـﺜـﻴـﺮا. واﺧﺘﻠﻔﻨﺎ.. ﻫـﻮ ﻳـﺮﻳـﺪ أن ﻳﻨﻄﻮي ﺗﻨﻈﻴﻤﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ ﺗﺤﺖ أﺟﻨﺤﺔ اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.

وﻛﺎن ﻫﺪﻓﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ أن ﻧﻨﺘﻈﻢ وأن ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺼﺮ. وﻗﻠﺖ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ: أﺣﺐ أن أواﺟﻬﻚ ﺑﺼﺮاﺣﺔ، ﻟﻘﺪ ﻗﺮرﻧﺎ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻨﻈﻴﻤﻨﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺼﺮ وﺣﺪﻫﺎ. وﻟﻴﺲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﻴﺌﺔ أو ﺣﺰب أو ﺷﺨﺺ.

وﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻮدان اﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ وﺻﺎرﺣﻪ ﺑﻨﻔﺲ اﻟــﻤــﻮﻗــﻒ، وﻇـــﻞ ﻫـــﺬا ﻣـﻮﻗـﻔـﻨـﺎ ﻣـﻨـﺬ ذﻟـﻚ اﻟﺤﻴﻦ ﺣﺘﻰ اﻟـﻴـﻮم. وﻣـﻦ اﻟﻤﺆﻛﺪ أن ﻫﺬا اﻟـﻤـﻮﻗـﻒ أو ﻫــﺬه اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣـﻦ أﻋـﻈـﻢ ﻣﺎ ﻧﻔﺨﺮ ﺑﻪ.. ﻓﺤﺮﻛﺘﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ. وأﻋﺘﻘﺪ أﻧﻰ أﺻﻠﺤﺖ ﺑﻌﺾ »اﻟﻠﺨﺒﻄﺎت« اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، وأزﻟـﺖ ﻛﻞ ﺷﺒﻬﺔ«.