اﻟﻤﻐﺎﻣـﺮة اﻟﺠﺮﻳـﺌﺔ
ﻟﺴﺖ ﺟ ـﻤ ـﺎدا ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﻹرادة.. ﻟـﻚ ﺣـﻖ اﻻﺧـﺘـﻴـﺎر وﺣــﻖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﻟﻴﺲ ﻣـﻦ اﻟــﻀــﺮوري أن ﺗـﻜـﻮن اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻌﺮﻛًﺔ ﻣﺼﺤﻮﺑًﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ داﺋًﻤﺎ، ﻓﺄﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻧﻜﻮن ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﺴﺎرة ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟـــﻰ اﻻﻧــﺘــﺼــﺎرات اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻧـﺤـﺘـﺎج إﻟـﻰ اﻟـﺤـﺰن اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻴﺘﻮﻟﺪ اﻹﺑـــﺪاع اﻟﻜﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ.
أن ﺗـﺤـﺰن وﺗـﻔـﺎرق ﻣـﻦ أﺣﺒﺒﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺼﺒﺢ ﺷﺎﻋﺮا،
أن ﺗﺘﺰوج ﻣﻦ ﻻ ﺗﺤﺐ ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻚ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ،
ﻛﺬﻟﻚ اﻟُﻤﻌﺎﻧﺎة واﻟﺤﺮﻣﺎن ﻗﺪ ﺗُﻘﺤﻤﻚ ﻓـﻲ اﻟﺘﻤﺮد ﻓﺘﺼﺒﺢ ﺛــﺎﺋــﺮا، ﻓـﻲ اﻟﺤﺮوب ﻳــﻜــﺘــﺸــﻒ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﻟــــﺒــــﺎرز واﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي اﻟـــﺸـــﺠـــﺎع وﻣـــــﻦ رﺣـــــﻢ اﻟـــﻤـــﻌـــﺎرك ﺗــﺘــﻮﻟــﺪ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ، أﻣﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺠﺮب ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑـﺬاﺗـﻚ ﻣـﺎ اﻟــﺬي ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ؟!
أﻧــــﺖ ﺗــﺤــﺘــﺎج إﻟــــﻰ ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﻤـــﻐـــﺎﻣـــﺮات اﻟﺠﺮﻳﺌﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ.
أﻧﺖ إﻧﺴﺎن.. ﻟﺴﺖ ﺟﻤﺎدا ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﻹرادة، ﻟﻚ ﺣﻖ اﻻﺧﺘﻴﺎر وﺣﻖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، واﻟﺤﻴﺎة ﻗﺪ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﻣﺮة ﺟﺮﻳﺌﺔ، ﻧﺤﺘﺎج إﻟـﻰ اﻟﺤﺰن ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻼ ﻧﺠﺎﺣﺎت ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺑﺪون أﻟﻢ وإﺧﻔﺎﻗﺎت.
ﻓــــﻲ رﺣـــﻠـــﺘـــﻚ ﻓــــﻲ اﻟــــﺤــــﻴــــﺎة، ورﺣـــﻠـــﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮك ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ، ﺣﺎول أن ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل واﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ.
اﻻﺳـﺘـﻌـﺠـﺎل واﻟــﻤــﻘــﺎرﻧــﺔ أﻛــﺜــﺮ ﺻﻔﺘﻴﻦ ﺗﺸﻌﺮان اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ واﻻﻛﺘﺌﺎب. ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻌﻲ أن ﻟﻜﻞ ﺷﻲء وﻗﺘﺎ، وأن
ََ ﻛﻞ ﺷـﻲء ﻳﺄﺧﺬ وﻗـﺘـﺎ، ﻓﺘﺤﻞ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ وﻻ ﺗﺴﺘﻌﺠﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ.
ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻌﻲ أن ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ رﺣﻠﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ، وأﻧﱠـَﻚ ﻟﺴﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﺎق ﻣﻊ أﺣﺪ، ﻓﺮﱢﻛﺰ ﻓﻲ أن ﺗﻜﻮن أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وﻻ ﺗﻘﺎرن ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺄﺣﺪ.
اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ُﻳﺰّﻳﻒ وﻋﻴﻚ، واﻟﺒﺮاﻣﺞ ﺗﺄﺧﺬ
وﻗـــﺘـــﻚ، واﻟــــﻮاﻋــــﻆ ﻳــﺨــﺪﻋــﻚ وﻳــﻀــﻠــﻠــﻚ، واﻟـــﺠـــﺪاﻻت اﻟـﻌـﻘـﻴـﻤـﺔ ﺗــﻔــﻘــﺪك ﻃـﺎﻗـﺘـﻚ، وﻣـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﺔ اﻹﺑـــﺎﺣـــﻴـــﺎت ﺗــﺴــﻠــﺐ ﺣــﺮﻳــﺘــﻚ، واﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﻤﻠﺬات ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﺳﺘﻚ، واﻟﻜﺘﺎب اﻟﺠﻴﺪ ﻫﻮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟــﺬي ﻳﺤﺎول إﻋــــــﺎدة وﻋـــﻴـــﻚ وﺗـــﺤـــﺮﻳـــﺮ ﻋــﻘــﻠــﻚ ﺑــﻌــﺪ أن ﺳﺮﻗﻮك.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻘﺪ اﻟـﻤـﺮء ﺷﻐﻔﻪ ﻓـﻲ اﻹﺑـــﺪاع وﻳﻨﻀﺐ ﻗﻠﻴﻼ ﻳﺘﺤﻮل ﺣﺪﻳﺜﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻷدﻳـﺎن أو ﺣﺘﻰ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ وﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻋﺘﻨﺎق ﻓﻜﺮ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻴﻬﺮب ﻣـﻦ ﺟﺤﻴﻢ ذاﺗﻪ وﻣﻦ ﻓﺮدﻳﺘﻪ.
ﻟـﻴـﺲ ﻣــﻦ اﻟـــﻀـــﺮوري أن ﺗــﻜــﻮَن داﺋــًﻤــﺎ ﺷﺨ ًﺼﺎ ُﻣﺘﻮﻫ ًﺠﺎ، ﻣﺒﻬ ًﺮا، ﺷﻐﻮ ًﻓﺎ، ﻃﻤﻮ ًﺣﺎ، ﻟـﻴـﺲ ﻣــﻦ اﻟـــﻀـــﺮوري أن ﺗــﻜــﻮن ﻣـﺜـﺎﻟـﻴـﺎ، أو ﺷـﺨـﺼـﺎ ﻛــﺎﻣــﻼ، ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗـﻌـﺘـﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﻧـﻄـﻔـﺎء، أن ﺗﻌﺘﺎَد ﻋﻠﻰ اﻟـﺤـﺰن واﻷﻟــﻢ، أن ﺗﻌﺘﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮﺿﻰ، أن ﺗﻌﻴﺶ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺜﻨﺎﻳﺎﻫﺎ، اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺸﺮ، اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺤﺰن.