Al-Watan (Qatar)

الحصول على الجائزة مسؤولية

بعد فوزه بـ «كتارا للرواية».. الروائي د. أحمد عبدالملك لـ «$‪: »‬ لا شك أن للتجربة دورا مهما في صقل موهبة الكاتب الرغبة في اكتشـاف آفاق جــديدة هــو مــا يدفــع المـرء للكتابــة تكريم للجائزة أن تعلن نتائجها من بلاد النور فرنسا

- أكرم الفرجابي

أعرب الروائي د. أحمد عبدالملك، عن سعادته بفوزه بجائزة «كتارا» للرواية العربية «فئة الرواية القطرية» للمرة الثانية، وذلك عن روايته «دخان.. مذكرات دبلوماسي سابق»، مؤكدا أن الفوز بالجائزة وضع على عاتقه مسؤوليات جساماً أكثر من فوزه الأول عن رواية «ميهود والجنية»، ولكنه يظل أمرا مفرحا بلا شك، وله استحقاقات عديدة. وقال د. عبدالملك في حوار خاص لـ إن المقومات التي ارتكزت عليها الرواية الحائزة على جائزة كتارا هي أن فيها فكرا تسامحيا وتلاقيا مع الآخر، كما أنها حفلت بالمساعدات السردية التي أضافت بعدا تشويقيا في الرواية ناهيك عن المغزى الأساسي للرواية، وهو الثورة على المألوف.

ونوه بأن جائزة كتارا هي الجائزة الوحيدة – حاليا – في المنطقة العربية التي تجتذب أكبر عدد من المشاركات، وأن قيمتها المادية أكبر إن لم تكن أعلى الجوائز العربية، وقد بلغ العدد الإجمالي للمشاركات هذا العام «1483» مشاركا، وغيرها من التفاصيل والتساؤلات التي سنطالع الإجابة عنها في سياق الحوار التالي:

في البدء ماذا يعني لك الفوز بجائزة كتارا للرواية العربية عن فئة الرواية القطرية للمرة الثانية...؟

- حصولي على جائزة «كتارا» للرواية العربية «فئة الرواية القطرية» للمرة الثانية يعني لي الكثير، كونه وضع على عاتقي مسؤوليات جساما أكثر من فوزي الأول عن رواية «ميهود والجنية» الذي وضعني أمام مسؤولية كبيرة من حيث البحث عن قوالب جديدة في عالم الرواية، وحفزني للبحث عن مجاهل لم يتم التطرق إليها على الأقل محليا وخليجيا، وهذا ما تجسد في زواج «عبدالرحمن» من ابنة أحد لوردات بريطانيا، إذ يشكل الموقف من الآخر، أن الرجل آمن بالتقاء الشرق بالغرب، بزواجه وهو الخليجي من امرأة انجليزية.

كيف تنظر لفكرة الإعلان عن الفائزين بالجائزة من مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة )اليونسكو( بالعاصمة الفرنسية باريس...؟

- هذا تكريم للجائزة أن تعلن نتائجها من بلاد النور فرنسا، وفي مقر اليونسكو مما يعطي الجائزة بعدا دوليا، ويعرف العالم بهذه الجائزة التي أصبحت رقما مهما في الجوائز الأدبية ليس على مستوى المنطقة فحسب، وإنما على مستوى العالم.

الجوائز الأدبية هل ترى أن الجوائز الأدبية تضيف للكاتب أم يمكن اختزال قيمتها في المردود المادي فقط...؟

- الجوائز الأدبية تخلق الفرصة للكاتب المؤهل لكي يبدع أكثر، وليس فقط لقيمتها المادية، وإنما في قياس مدى كفاءة الكاتب «الروائي» وقدرته على التنافس مع غيره من الروائيين، بالإضافة إلى قدرته على استنباط أشكال جديدة من الرؤى خارج المألوف، وخارج الإطار المحدود الذي جرت عليه الرواية في منطقة الخليج العربية واختزالها في الموروث الشعبي أو الحلقات الاجتماعية.

ما هي المقومات التي ارتكزت عليها رواية دخان.. مذكرات دبلوماسي سابق وجعلتها تتفوق على الأعمال القطرية الأخرى التي تقدمت للجائزة...؟

» - المقومات التي ارتكزت عليها رواية «دخان.. مذكرات دبلوماسي سابق» أن فيها فكرا تسامحيا، وتلاقيا مع الآخر، كما أنها حفلت بالمساعدات السردية التي أضافت بعدا تشويقيا في الرواية ناهيك عن المغزى الأساسي للرواية، وهو الثورة على المألوف، حيث يرفض البطل «عبدالرحمن» العمل في نفس عمل والده بشركة النفط في دخان، ويتجه إلى الدوحة لكي يبحث عن مجال جديد وهو السلك الدبلوماسي – وينجح – ويؤسس حياة جديدة في بريطانيا، حيث يتزوج امرأة انجليزية بعد فشل زواجه من ابنة خاله «مريم»، كما أن البحث الذي استمر نحو عام في منطقة دخان، والالتقاء بأهلها مكنني من تشرب واقع المكان وخصوصيته بالنسبة للقطريين الذين عمل جلهم في شركة النفط.

يلاحظ أنك دائماً صاحب السبق في الجوائز الأدبية باعتبارك أول قطري يفوز بفئة الرواية القطرية منذ استحداثها في الدورة الخامسة...؟

- الفوز بالجائزة أمر مفرح بلا شك، وله استحقاقات عديدة، ولدينا شباب مؤهل للفوز لو أنهم قرأوا أكثر عن «صنعة الرواية»، ولقد فاز الزميل عبدالرحمن الصديقي في الدورة الثانية للرواية القطرية، كما فازت الكاتبة شمة الكواري في الدورة الماضية أيضا، وهذا مؤشر على أن الرواية القطرية، قد حجزت لها مكانا في عالم الرواية.

ما هو تقييمك لجائزة كتارا للرواية العربية التي بلغت موسمها الثامن الآن...؟

- تقييمي قد يكون غير محايد خصوصا في هذه المرحلة، لكنني أرى أن جائزة كتارا للرواية العربية هي الجائزة الوحيدة – حاليا – في المنطقة العربية التي تجتذب أكبر عدد من المشاركات، وأن قيمتها المادية أكبر إن لم تكن أعلى الجوائز العربية، وقد بلغ العدد الإجمالي للمشاركات هذا العام «1483» مشاركا.

يلاحظ أن معظم الجوائز الأدبية يفوز فيها المؤلفون الذين تعدّوا السبعين أو الثمانين كونهم متمرسين في الحقل الذي يكتبون فيه، وبالتالي يُحرم الشباب من هذه الجوائز.. ما تعليقك على ذلك...؟ جائزة كتارا

- بالنسبة لسن المتقدمين لا نختلف على أن للتجربة دورا مهما في صقل موهبة الكاتب وقدرته على التحليل والتوصيف، بالإضافة إلى البحث في الموضوع والإلمام بجميع جوانبه، وبعض الكُتاب يرون أن الرواية ترف فكري أو وسيلة للثرثرة أو نمط إبداعي ليس له شروط، وهذه مشكلة كبيرة، وأرى أن الرواية مع كونها أحد فنون السرد إلا أنها تحتاج إلى بحث ودراسة واستنباط رؤى جديدة تجعل القارئ متشوقا لإنهاء الرواية، وللأمانة هناك من فازوا بالجائزة وهم في سن الخمسين.

تجربة روائية برأيك ما الذي يدفع المرء إلى الكتابة خصوصاً أنك صاحب رصيد أدبي كبير وتجربة روائية تمتد لسنوات...؟

- ما يدفع المرء للكتابة هو الرغبة في اكتشاف آفاق جديدة في عالم الرواية، وإمتاع القارئ بالأشكال الجديدة للرواية، باعتبار أن الرواية تعبير فني لما يدور في وجدان الكاتب من أفكار ورؤى يقصد من ورائها إعلام القارئ لكي يسعد أو يشقى بها، وأصبحت مهنتي الكتابة خصوصا بعد التقاعد، ولا أقصد بالمهنة وظيفتي بل هوايتي التي تسعدني وتجعلني ألاحق الأسئلة الصعبة في الحياة.

هل لديك طقوس معيّنة أثناء ممارسة الكتابة لبلوغ الفكرة وترجمتها في القالب الأدبي المتميّز الذي تقدمه للقرّاء...؟

- الطقوس موضوع طويل، لكنني يجذبني «القادح» الذي يولد لدى الفكرة، فلقد كتبت رواية «غصن أعوج» من سطر قرأته في «جوجل» عن القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي، عندما فتح بلاد ما وراء النهر.

إذا طلبنا منك كناقد التقييم هل أنت راضٍ عن واقع الرواية الخليجية بصورة عامة والقطرية على وجه الخصوص...؟

- الرواية القطرية تتطور، ولقد قرأت روايات مهمة جدا، وهنالك أسماء ظهرت في عالم الرواية تستطيع أن تنافس، وأنصح كُتاب الرواية بالقراءة أكثر والاطلاع على النماذج العالمية في فن الرواية، لأن هناك الكثير من الكتاب لا يلتفتون إلى الخصائص السردية، أتمنى أن يبحثوا عن هذه الخصائص ويروا كيف تجمّل هذه الخصائص الرواية وهي: الحدث، والشخصيات، والمكان، والزمان، واللغة. أعتقد أن الذي يكتب الرواية ولا يتقن الخصائص السردية مجرد ناقل لأحداث أو مذكرات أو ذكريات.

 ?? ?? } الروائي د. أحمد عبدالملك }
} الروائي د. أحمد عبدالملك }
 ?? { غلاف الرواية الفائزة ??
{ غلاف الرواية الفائزة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar