Al-Watan (Qatar)

قمة شرم الشيخ 2015

-

وفي مارس ،2015 شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البالد المفدى إخوانه قادة الدول العربية في الجلسة االفتتاحية الجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها السادسة والعشرين بمدينة شرم الشيخ المصرية. وألقى حضرة صاحب السمو أمير البالد المفدى كلمة في جلسة العمل األولى الجتماعات قمة شرم الشيخ، أكد فيها مجددا على أن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة التحديات، فلن يتحقق السالم واالستقرار واألمن في منطقتنا إال بالوصول إلى تسوية عادلة وشاملة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والعربية وفق مبدأ حل الدولتين.

ودعا سموه مجلس األمن الدولي لتحمل مسؤولياته األخالقية والقانونية، وإلى أخذ المبادرة لتحديد اإلجراءات والتدابير الالزمة إلنهاء االحتالل اإلسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للقرارات الصادرة عنه ذات الصلة، وفي مقدمتها القرارات )242( ،)338(و بموجب نصوص الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة، وضمن خطة عمل سياسية واضحة، وفي إطار برنامج زمني محدد. كما أكد على ضرورة التحرك العربي دوليا لوقف االستيطان ورفع الحصار عن قطاع غزة، الذي يعاني أزمة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ جراء استمرار هذا الحصار الظالم الذي ينذر بعواقب وخيمة. وحول تنامي ظاهرة اإلرهاب وامتدادها في دول عربية عديدة لتمثل خطرا جديا على األمن اإلقليمي العربي واألمن الدولي على حد سواء، شدد صاحب السمو أمير البالد المفدى على أنه ال يمكن فصل ظاهرة اإلرهاب عن عوامل عديدة تراكمت على مدى العقود الماضية. وأوضح سموه أنه أيا كانت األسباب، ال يجوز تبرير اإلرهاب، فنحن جميعا ندين اإلرهاب بكافة أشكاله وصوره، والواجب علينا جميعا العمل على اجتثاثه من جذوره لكونه يهدد مجتمعاتنا ووحدتها الوطنية، ويشل قدرتها على العطاء والبناء والتفاعل اإلنساني والحضاري.. أما على المدى البعيد فال بد من معالجة األسباب ومواجهة العوامل التي أدت إلى بروزه، مع ضرورة التفريق بين اإلرهاب ومقاومة االحتالل وحق الشعوب في النضال من أجل تقرير مصيرها. وفي الشأن الليبي، أكد سمو األمير المفدى على الموقف القطري الثابت إزاء تطورات األوضاع في ليبيا الشقيقة، حيث سيبقى داعما للحوار الوطني بين جميع األطراف انطالقا من رؤية قطر في أنه ال حال عسكريا في ليبيا، وأن المخرج الوحيد من تداعيات األزمة هو حل سياسي يحترم إرادة الشعب الليبي، ويلبي طموحاته المشروعة في األمن واالستقرار، ويهيئ الظروف إلعادة بناء الدولة ومؤسساتها، بمشاركة جميع القوى السياسية واالجتماعي­ة الليبية، ودون إقصاء أو تهميش بعيدا عن التدخالت الخارجية. كما أكد سموه على دعم قطر ومساندتها للجهود التي تبذلها األمم المتحدة، ودول الجوار الليبي، والهادفة إلى تفعيل الحوار الوطني بين جميع مكونات الشعب الليبي الشقيق للوصول إلى حل سياسي يحقق تطلعات وآمال الشعب الليبي.

وأعاد سموه التأكيد في كلمته على أن تحقيق التنمية لشعوب المنطقة هي المرتكز األساسي الستقالل إرادتها وقراراتها، وهي الضامن للحياة الكريمة لشعوبها والمكانة الالئقة به في األسرة الدولية.. داعيا إلى تحقيق التكامل االقتصادي الحقيقي والفعلي بين دولنا العربية، وال سيما في مجاالت األمن الغذائي، وتكامل سياسات التربية والتعليم، وتنمية المناطق المهمشة. وقال سمو األمير المفدى: «لقد رأينا كيف اندمجت الدول األخرى في تكتالت اقتصادية إقليمية للمحافظة على مصالحها، بينما جهودنا حتى اآلن لم تحقق الوحدة االقتصادية المأمولة». وأوضح سموه أنه «آن األوان إلصالح الجامعة العربية واالرتقاء ببنيتها وهياكلها إلى مستوى التحديات التي تواجهها األمة، فعند كل منعطف تاريخي يثبت أنه ال يكون معنا أحد كعرب إذا لم نكن نحن مع أنفسنا، وإذا لم نفعل نحن ما يجب فعله».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar