تعزيز العمل العربي المشترك

إدانة الممارسات واالنتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين التأكيد على التهدئة وتغليب لغة الحوار في السودان

جدة- قنا- أكد قادة الدول العربية على محورية القضية الفلسطينية، معربين عن إدانتهم الشديدة للممارسات واالنتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين، وتقوض جهود إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد القادة العرب، خالل الدورة العادية الثانية والثالثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة (قمة جدة)، على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، والتكاتف والتعاون، وحماية سيادة الدول وتماسك مؤسساتها، وتحقيق المزيد من االرتقاء بالعمل العربي لمواكبة تحديات العصر الجديد، بما يخدم األهداف والتطلعات نحو مستقبل أفضل للشعوب واألجيال العربية القادمة.

جاء ذلك في (إعالن جدة)، في ختام أعمال الدورة العادية الثانية والثالثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة (قمة جدة) وفيما يلي نصه: بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبرئاسة صاحب السمو الملكي األمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس وزراء المملكة العربية السعودية، عقد قادة الدول العربية الدورة العادية الثانية والثالثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة (قمة جدة) بتاريخ 29 شوال ـه1444 الموافق 19 مايو/ أيار م2023 بمحافظة جدة في المملكة العربية السعودية.

العمل المشترك

وتأكيدا على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على األسس والقيم والمصالح المشتركة والمصير الواحد، وضرورة توحيد الكلمة والتكاتف والتعاون في صون األمن واالستقرار، وحماية سيادة دولنا وتماسك مؤسساتها، والمحافظة على منجزاتها، وتحقيق المزيد من االرتقاء بالعمل العربي، واالستفادة من المقومات البشرية والطبيعية التي تحظى بها منطقتنا للتعاطي مع تحديات العصر الجديد، بما يخدم األهداف والتطلعات نحو مستقبل واعد لشعوبنا واألجيال القادمة.

استثمار الفرص

وحرصا على تهيئة الظروف، واستثمار الفرص، وتعزيز وتكريس الشراكات، وترسيخ التفاهمات بين دولنا على أساس المصالح المشتركة، والتعاون لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وتنفيذ الرؤى التنموية الطموحة لدولنا من خالل نهضة شاملة في جميع المجاالت لمواكبة التطورات العالمية، وصناعة مستقبل يلبي آمال وتطلعات شعوبنا، وبما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة لدولنا العربية. واستلهاما من التجارب السابقة التي خاضتها دولنا، واستشعارا لحجم التحديات المحيطة بأمننا العربي، واألحداث التي مرت بها بعض دولنا، وألهمية المحافظة على ثقافتنا وقيمنا وتجاربنا وعزمنا األكيد على أن يكون مواطنو دولنا هدف التنمية، وركنا متينا في االستقرار والبناء، وأن يكون األمن مفتاح االستقرار، فإننا:

القضية الفلسطينية

{ نجدد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية

لدولنا باعتبارها أحد العوامل الرئيسة لالستقرار في المنطقة، وندين بأشد العبارات الممارسات واالنتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة، ونؤكد على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السالم على أساس حل الدولتين وفقا للمرجعيات الدولية، وعلى رأسها مبادرة السالم العربية والقرارات الدولية ذات الصلة، ومبادئ القانون الدولي بما يضمن استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخاصة في العودة وتقرير المصير، وتجسيد استقالل دولة فلسطين ذات السيادة على األراضي الفلسطينية على حدود عام م1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعوة المجتمع الدولي إلى االضطالع بمسؤولياته إلنهاء االحتالل، ووقف االعتداءات واالنتهاكات اإلسرائيلية المتكررة، التي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية، وتقويض جهود السالم الدولية، والتشديد على ضرورة مواصلة الجهود الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها في وجه المساعي المدانة لالحتالل اإلسرائيلي لتغيير ديمغرافيتها وهويتها والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، بما في ذلك عبر دعم الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية المقدسات اإلسالمية والمسيحية، وإدارة أوقاف القدس وشؤون األقصى المبارك التابعة لوزارة األوقاف األردنية، بصفتها صاحبة الصالحية الحصرية، وكذلك دور لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس.

الشأن السوداني

{ نتابع باهتمام تطورات األوضاع واألحداث الجارية في جمهورية السودان الشقيقة، ونعرب عن بالغ قلقنا من تداعيات األزمة على أمن وسالمة واستقرار دولنا وشعوبنا، ونؤكد على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم واألمن اإلقليميين، واعتبار اجتماعات جدة التي بدأت بتاريخ 16 شوال ـه1444 الموافق 6 مايو/ أيار م2023 بين الفرقاء السودانيين خطوة مهمة يمكن البناء عليها إلنهاء هذه األزمة، وعودة األمن واالستقرار إلى السودان وحماية مقدرات شعبه.

األزمة اليمنية

{ نجدد التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود األممية واإلقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل لألزمة اليمنية، استنادا إلى المرجعيات الثالث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس األمن رقم ،2216 كما نجدد الدعم لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، إلحالل األمن واالستقرار والسالم في اليمن بما يكفل إنهاء األزمة اليمنية. { نعرب عن تضامننا مع لبنان ونحث كافة األطراف اللبنانية للتحاور النتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين، وانتظام عمل المؤسسات الدستورية، وإقرار اإلصالحات المطلوبة إلخراج لبنان من أزمته. { نشدد على وقف التدخالت الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة، ونؤكد على أن الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدي إلى انتصار طرف على آخر، وإنما تفاقم معاناة الشعوب، وتثخن في تدمير منجزاتها، وتحول دون تحقيق تطلعات مواطني دولنا.

التنمية المستدامة

{ نؤكد على أن التنمية المستدامة واألمن واالستقرار والعيش بسالم، حقوق أصيلة للمواطن العربي، ولن يتحقق ذلك إال بتكاتف الجهود وتكاملها، ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة، وحشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قائم على اإلبداع واالبتكار، ومواكبة التطورات المختلفة، بما يخدم ويعزز األمن واالستقرار والرفاه لمواطني دولنا. { نؤمن بأن الرؤى والخطط القائمة على استثمار الموارد والفرص، ومعالجة التحديات، قادرة على توطين التنمية وتفعيل اإلمكانات المتوفرة، واستثمار التقنية من أجل تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة تتكامل في تشييدها قدرات دولنا، مما يتطلب منا ترسيخ تضامننا وتعزيز ترابطنا ووحدتنا لتحقيق طموحات وتطلعات شعوبنا العربية. { نعبر عن التزامنا واعتزازنا بقيمنا وثقافتنا القائمة على الحوار والتسامح واالنفتاح، وعدم التدخل في شؤون اآلخرين تحت أي ذريعة، مع التأكيد على احترامنا لقيم وثقافات اآلخرين، واحترام سيادة واستقالل الدول وسالمة أراضيها، واعتبار التنوع الثقافي إثراء لقيم التفاهم والعيش المشترك، ونرفض رفضا قاطعا هيمنة ثقافات دون سواها، واستخدامها ذرائع للتدخل في الشؤون الداخلية لدولنا العربية. { نسعى لتعزيز المحافظة على ثقافتنا وهويتنا العربية األصيلة لدى أبنائنا وبناتنا، وتكريس اعتزازهم بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة، وبذل كل جهد ممكن في سبيل إبراز موروثنا الحضاري والفكري ونشر ثقافتنا العريقة لتكون جسرا للتواصل مع الثقافات األخرى.

اهتمام المملكة

{ نثمن حرص واهتمام المملكة العربية السعودية بكل ما من شأنه توفير الظروف المالئمة لتحقيق االستقرار والنمو االقتصادي في المنطقة، وخصوصا فيما يتعلق بالتنمية المستدامة بأبعادها الثقافية والبيئية واالجتماعية واالقتصادية، وعملها خالل سنة رئاسة المملكة للقمة العربية 32 على عدد من المبادرات التي من شأنها أن تسهم بدفع العمل العربي المشترك في المجاالت الثقافية واالقتصادية واالجتماعية والبيئية، ومن ذلك: - مبادرة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والتي تستهدف أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين العرب، بما يسهم في تعزيز التواصل الحضاري بين الدول العربية والعالم، ويبرز الحضارة والثقافة العربية العريقة والمحافظة عليها. - مبادرة الثقافة والمستقبل األخضر، والتي تهدف إلى رفع مستوى التزام القطاع الثقافي في الدول العربية تجاه أهداف التنمية المستدامة، وتطوير السياسات الثقافية المرتبطة باالستدامة، باإلضافة إلى المساهمة في دعم الممارسات الثقافية الصديقة للبيئة وتوظيفها في دعم االقتصاد اإلبداعي في الدول العربية.

سالسل اإلمداد

{ مبادرة استدامة سالسل إمداد السلع الغذائية األساسية للدول العربية، والتي تعتمد بشكل أساسي على مجموعة من األنشطة، وتوفير فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية ومالية تساهم في تحقيق األمن الغذائي لدول الوطن العربي، والمساهمة الفاعلة في تلبية احتياجات الدول العربية من السلع الغذائية. - مبادرة البحث والتميز في صناعة تحلية المياه وحلولها بغرض تحفيز البحث العلمي والتطبيقي واالبتكار في صناعة إنتاج المياه المحالة وحلول المياه للدول المهتمة والمحتاجة، والتركيز على نشر ومشاركة المعرفة والتجارب والمساهمة في تحسين اقتصاديات هذه الصناعة لخفض التكلفة ورفع كفاءة العمليات واستدامتها بيئيا، والمساهمة في إصدار المواصفات والمقاييس المعيارية والهيكلة المؤسسية لقطاعات المياه لتكون صناعة استراتيجية للدول العربية. - مبادرة إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في االستدامة والتنمية االقتصادية، والتي من شأنها احتضان التوجهات واألفكار الجديدة في مجال التنمية المستدامة، وتسليط الضوء على أهمية مبادرات التنمية المستدامة في المنطقة العربية لتعزيز االهتمام المشترك ومتعدد األطراف بالتعاون البحثي، وإبرام شراكات استراتيجية.

دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية التضامن مع لبنان وحث كافة األطراف اللبنانية للتحاور الــتــشــديــد عــلــى وقـــف الــتــدخــات الــخــارجــيــة فــي الـــشـــؤون الــداخــلــيــة لــلــدول الـعـربـيـة