Al-Watan (Qatar)

لماذا أحيت األمم المتحدة ذكرى النكبة ؟

- طه خالد منصور كاتب فلسطيني عربي بوست

حملت أجواء إحياء الذكرى الـ 75 للنكبة الكثير من المشاعر المتداخلة بين الغضب والحزن والشعور باألسى وبالظلم لما يعيشه الشعب الفلسطيني، لكن ذلك لم يعد يهم، فقد اعتاد هذا الشعب على هذه المشاعر، لكنه لم ييأس قط من النضال في وجه االحتالل الغاشم، هذا الشعب يملك من القوة ما يكفي أن يجعله صامد ًا طوال تلك السنوات، ومصر ًا على المقاومة، للحفاظ على ما تبقى من أرضه المنهوبة. المفارقة هذه السنة أن ذكرى هذه النكبة لم تكن عادية، فقد تم االحتفال بها داخل أسوار األمم المتحدة، ألول مرة.. في حقيقة األمر، ال يمكن إنكار أن هذا االحتفال يجسد في أحد مضامينه اعتراف ًا ضمني ًا من دول العالم بالمأساة الفلسطينية، وأن هناك رواية فلسطينية سمعها العالم ويحييها في قاعة األمم المتحدة، وأن هذه المؤسسة الدولية سطرت العديد من قرارات الشرعية الدولية إلنصاف الشعب الفلسطيني، لكن بعين المنطق ال بد من االعتراف بأن مثل هذه االلتفاتات لم تتعد في جوهرها كونها مسكنات ألم على ما يشهده الفلسطينيو­ن من وحشية االحتالل، حالها حال

باقي القرارات التي تعودت األمم المتحدة على إصدارها خالل السنوات الماضية، والتي كان أهمها قرار 194 الذي يكفل حق العودة لالجئين الفلسطينيي­ن إلى ديارهم وممتلكاتهم التي ُهّجروا منها منذ العام ،1948 ولن نبالغ إن قلنا إن ملف الالجئين وحق العودة أهم ملف في ملفات القضية الفلسطينية. في الوقت نفسه لم تضيع حكومة االحتالل المتطرفة بقيادة نتانياهو أي فرصة من أجل سلب حقوق هذا الشعب األعزل،

وتسخير كافة السبل الممكنة من أجل إسقاط جميع حقوقه المشروعة التي منحته إياها األمم المتحدة نفسها، هي نفسها التي لم تتجرأ على وقف هذا العدوان، رغم أن الدور الذي تتغنى به األمم المتحدة هو دعم القضية الفلسطينية، والذي أصبح معدوم ًا وبال جدوى، مثل ما حدث منذ أيام حين ش ّنت حكومة االحتالل تصعيد ًا على قطاع غزة المحاصر، ضارب ًة بذلك كل المواثيق الدولية واحترام حقوق اإلنسان ومساعي السالم عرض الحائط، لتستمر بذلك عقلية االحتالل التي يظهر من خاللها مرونة أمام العالم في الموافقة على اللقاءات الفلسطينية، إال أنها في الوقت نفسه تقوم بإعادة ترتيب أوراقها، من دون أن يؤثر ذلك على جوهر المشروع الصهيوني القائم على احتالل األراضي الفلسطينية وإخالئها من السكان، وقصف منازلهم وتجنيد ميليشيات المستوطنين، وعلى هذا الحال تستمر النكبة ويستمر معها االحتالل.. لكن رغم كل ما يجري من انتهاك لحقوق الفلسطينيي­ن، فإنهم صامدون فوق أرضهم إلفشال ُمخ ّططات االحتالل.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar