Al-Watan (Qatar)

اإلسالم دين الفطرة

خالل خطبة الجمعة بجامع الشيوخ.. الداعية النعمة:

- $

أكد فضيلة الداعية عبدالله النعمة خالل خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أن اإلسالم دين الفطرة التي قال فيها سبحانه وتعالى «فطرة الله التي فطر الناس عليها» وللفطرة معان كثيرة، ونحن هنا عباد الله نتكلم عن الفطرة التي تتمثل في طهارة المسلم الظاهرية والباطنية، فأما الطهارة الباطنية ففي تزكية العبد لنفسه، وخلو قلبه من الشرك والنفاق، وهذه طهارة تتطلب إخالص العبادة لله وحده ال شريك له وأداء األعمال الصالحة الخيرة طاعة لله تعالى، وامتثاال ألوامره سبحانه، وطلبا لمرضاته جل في عاله، وأما طهارة الظاهر فهي متعلقة بجوانب الفطرة العملية التي تتعلق بجمال مظهر اإلنسان المسلم، وحسن سمته، ونظافة بدنه، وتحسين هيئته، فإن للبدن حقا على المسلم، ومن حقه أي حق البدن على صاحبه، أن يكون نظيفا طاهرا حسنا، وفي هذا عباد الله اقتداء لألنبياء، واهتداء بهديهم، ومخالفة للمشركين، وأهل الكتاب، جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن عبد الله بن سرجس المزني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «السمت الحسن والتؤدة، واالقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة»، والسمت الحسن هو الهيئة الحسنة المليئة بالسكينة والوقار، ونظافة المظهر والبدن، وهو ما كان عليه األنبياء والصالحون، وهذه الخالل عباد الله جزء من شمائل األنبياء والمرسلين وفضائلهم، فمن اتصف بهن واقتدى بهم فيها، فقد اتصف بما يوصف به األنبياء،

وكانت كرامة له من الله تعالى. وأضاف الخطيب: وألن اإلسالم دين الفطرة الذي عرف أسرارها وكشف خباياها، فقد قدم لها ما يصلحها، وما يصلح لها من تعاليم وسنن وتوجيهات وآداب، اجتمعت كلها في التربية اإلسالمية اإليمانية، التي جاء بها معلم األمة النبي عليه الصالة والسالم لهداية الناس وسعادتهم في كل زمان ومكان، هذه التربية عباد الله التي جاءت بكل جليل وجميل، وكل نافع ومفيد، وليس أدل على ذلك من خصال الفطرة، أو سنن الفطرة التي جاءت لتشكل رافدا مهما من روافد التربية الجمالية، والمظهر الحسن والسمت الصالح في حياة اإلنسان المسلم، فقد جاءت النصوص مبينة لهذه الخصال وهذه السنن، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول «الفطرة خمس: الختان، واالستحداد، وقص الشارب، وتقليم األظافر، ونتف اإلبط»، وقد روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واالستنشاق بالماء، وقص األظافر، وغسل البراجم -أي غسل عقدي أصابع اليد التي في ظهر الكف، كونها محال الجتماع األوساخ، فمن السنة غسلها- ونتف اإلبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء -أي يعني االستنجاء بالماء- قال زكريا: قال مصعب بن شيبة ونسيت العاشرة، إال أن تكون المضمضة». وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن من مجموع أحاديث النبي عليه الصالة والسالم وغيرها يتبين أن سنن الفطرة ليست محصورة في عدد معين، إال أن من أبرزها: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء عند الوضوء، وقص األظافر، وغسل البراجم، ونتف اإلبطين، وحلق العانة، واالستنجاء، والمضمضة، والختان، وعدم نتف الشيب، وترجيل الشعر وغيرها. وأكد الخطيب أن هذه السنن والخصال تعني بمظهر المسلم، وجمال هيأته، وتجعل الشخصية المسلمة في وضع متوازن يتمثل الوسطية المطلوبة في اإلسالم، فال إفراط وال تفريط، وال غلو وال تقصير، وليس هذا فحسب عباد الله، بل إن هذه السنن تمنح اإلنسان تكريما إلهيا، يأتي كأبدع ما يكون التكريم، كما قال سبحانه وتعالى واصفا هذا اإلنسان «ولقد كرمنا بني آدم». ونوه أن هذه الخصال ال شك تتعلق بها أمور دينية ودنيوية مثل تحسين الهيئة وتنظيف البدن جملة وتفصيال، واالحتياط للطهارة، وحسن مخالطة الناس بكف ما يتأذى بريحه عنهم .

عرف أسرارها وكشف خباياها قدم لها ما يصلحها من تعاليم وسنن

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar