«يافا» تحل مشكلة انقطاع الكهرباء

باستخدام خوارزميات الحوسبة الكمية، تمكنت الفلسطينية يافا جرادات بصحبة فريقها الذي جمع طلبة من مختلف دول العالم، من إيجاد حل لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي عبر مشروع «التيار الذكي». تقول يافا ابنة بلدة سعير قضاء الخليل: إن فكرة المشروع جاءت من وحي معاناتها مع االنقطاع المتكرر للكهرباء، والذي استحق فريقها نيل المركز األول في «هاكاثون الحوسبة الكمية» الذي نظمته جامعة نيويورك في أبو ظبي، بمشاركة 263 طالبا ودكتوًرا وباحًثا ومهندًسا من أكثر من 54 دولة في المسابقة. وتمحور تنافس الفرق حول الحوسبة الكمية واستعمال التقنيات القائمة على الكم لحل الخوارزميات المعقدة، والعمل على تطوير الحلول الخاصة باستخدام أجهزة الكمبيوتر الكمية، وابتكار التطبيقات التي تعنى بشؤون الصحة والتعليم واألعمال والعلوم لخدمة المجتمع

في العالم العربي والعالم. تدرس جرادات 21( عاما) تخصص علم البيانات في كلية تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب بجامعة بوليتكنك فلسطين، ولها مشوار مع المشاريع الريادية، منحتها الجامعة بموجبها لقب «سفيرة الريادة». قبل خوض جرادات تلك المسابقة العالمية خاضت مسابقة للحوسبة الكمية على مستوى جامعات فلسطين، وحصدت المركز األول لمشروع له عالقة بإيجاد جميع أشكال البروتينات باستخدام الحوسبة الكمية، وبه تأهلت للمشاركة العالمية. تقول جرادات: «أعطى الفريق مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وكان علينا باستخدام الحوسبة الكمية منع انقطاعه، فعملنا على إيجاد حلول قوية استحقت إجماع الحكام والجمهور، وكان لذلك الدور األكبر في فوزنا». وتلفت جرادات إلى أنها استخدمت طريقة عرض مبتكرة لتقديم فكرة المشروع وطريقة عالج المشكلة بالحوسبة الكمية، «بدأتها بسرد قصصي لزوجين فلسطينيين فقدا ابنهما من جراء انقطاع الكهرباء عن جهاز األكسجين الذي يستخدمه». وتلفت الشابة الفلسطينية إلى حرصها الدائم على مواكبة التطور العلمي في العالم، وتطوير مهاراتها في قطاع ريادة األعمال، وتقديم ورش ودورات لليافعين المقبلين على هذه المجال، وال سيما الحوسبة الكمية وتشجيعهم على المشاركة في المسابقات العالمية. وتقول جرادات: «لدينا الكثير من الطاقات، والمواهب التي يفترض أن تخرج للنور بعد االعتناء بها»، معربة عن إيمانها بقدرات الشباب الفلسطيني على صناعة التغيير واالبتكار العلمي، لتبقى القضية الفلسطينية حاضرة في جميع المحافل الدولية.