اإلعالم العربي والتطور التكنولوجي

في ظل التطور الهائل والمتسارع الذي نشهده في كافة المجاالت، وخاصة بعد االنتهاء من أزمة وباء كورونا، نجد أن اإلعالم العربي في زخم هذا التطور أصبح مثاال على سوء استخدام التكنولوجيا، بسبب اعتماده على األقمار الصناعية والقنوات الفضائية التي يستحيل من خاللها تطوير عملية النشر دون تطوير المحتوى وطرق إيصالها للجمهور، مما يجعل المشهد اإلعالمي العربي في الوقت الحالي ينقسم بشكل خطير بين األهداف والقدرات، وال يمكننا تحقيق أي نوع من اإلنجازات اإلعالمية ما لم نواكب التطور التقني المتسارع. بسبب هذا الموقف الذي وصل إليه إعالمنا، تسرب الجمهور إلى متابعة منصات التواصل االجتماعية المختلفة مثل: (الفيسبوك والتويتر) وغيرها من المنصات األخرى التي أصبحت األكثر سرعة في وصول المعلومات، واألسهل للجمهور؛ حيث يمكننا معرفة انعكاس تأثير التطور التكنولوجي على وسائل اإلعالم من خالل أنه بات االعتماد على سماع األخبار من الراديو والتليفزيون والصحف بالتالشي، وأصبحت جميع األخبار تذاع على الفور على هذه المنصات، بل إن بعض وسائل اإلعالم أصبحت تتناقل االخبار بعد بثها على منصات التواصل االجتماعي، لذا يجب على اإلعالم العربي أن يسارع في مواكبة التطورات المتسارعة في مجال اإلعالم والذكاء االصطناعي وطرق االستفادة منه في ابتكار طرق سريعة في إيصال المعلومة للجمهور. { ومضة: في ظل الواقع المحزن للمجتمع العربي الذي نعيش فيه، من الناحية التكنولوجية على المستوى اإلعالمي ال تزال هناك فرصة لبدء بتنمية مجال اإلعالم وإعادة مجده في ظل الفوضى العارمة التي نشهدها على منصات التواصل االجتماعي، التي في الحقيقة يهدد بعضها هويتنا اللغوية وقيمنا ومعتقداتنا اإلسالمية، لذا علينا القيام باتخاذ الخطوات المناسبة لضبط هذه المنصات والحث على التركيز على التطور الحقيقي لإلعالم العربي الذي يتسم بالركود الواضح.