Al-Watan (Qatar)

الخطابة ثمرة علم وموهبة

وجــاهــة الـمـهـنـد­س لـهـا أثــرهــا فــي قـبـولـي لـــدى الــنــاس كـداعـيـة

- أكرم الفرجابي

توجهت لمركز تحفيظ بمنطقة مريخ وحفظت أجـزاء من القرآن

الرفقة الصالحة لها دور في محافظتي والتزامي

الدعوة إلى الله توفيق واختيار من المولى عز وجل

مراكز التحفيظ تلعب دورًا فّعاًال في تعزيز قدرات الشباب

دراسته للهندسة الميكانيكي­ة بأميركا، لم تنسه أمور دينه، وقضايا وطنه، وهموم أمته، لذلك لم يكن مستغربًا أن يختار طريق الدعوة إلى الله، ويصبح من الخطباء القطريين، الذين أثبتوا جدارتهم في تحمل المسؤولية، بإلقاء الخطب في كل مساجد الدولة، بحسن اإللقاء وعرض الموضوعات وطرقها من الوجهة الصحيحة، وبيان المنافع والتحذير من المضار، بل كانوا جديرين بالخطابة، ألنهم أعرف الخطباء وأعلمهم بالمجتمع القطري، وأكثرهم إحاطة بما ُيقال وما ال يقال، باعتبارهم أدرى وأقدر تلمسًا ألحاسيس المجتمع من غيرهم.

وتستعرض $ بالتعاون مع إدارة الدعوة واإلرشاد الديني تجربة فضيلة الداعية الدكتور محمد عبد اللطيف النعيمي، أحد الدعاة القطريين بوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، حيث نسلط من خالل هذه المقابلة الضوء على جوانب مضيئة في مسيرته الدعوية واإلمامة والخطابة؛ لتكون حافزًا للشباب القطري على المضي قدمًا في طريق العلم والعمل النافع، وبذل جهدهم لنيل أعلى الدرجات العلمية، والدعوة إلى الله على هدى وبصيرة، وفق منهج وسطي معتدل، وأن يكون له أثر طيب ونافع في مجتمعه وأمته اإلسالمية، وغيرها من التفاصيل والتساؤالت التي سنطالع اإلجابة عنها في سياق الحوار التالي:

* في البدء نرجو أن تطلعنا على نبذة تعريفية مختصرة.

- االسم: محمد عبد اللطيف النعيمي، خطيب جامع موزة بالدفنة، حاصل بكالوريوس الهندسة الميكانيكي­ة من أميركا ،2003 وماجستير في إدارة األعمال التنفيذية 2016 من بريطانيا، كما حصلت على الدكتوراه في إدارة األعمال من فرنسا ،2021 عملت في قطر للبترول وحصلت على بعثة دراسية، ثم عملت بها حتى 2011 كمهندس إنشاءات ميكانيكي، وانتقلت بعد ذلك إلى شركة الريل وتدرجت في الوظائف التالية: عملت في إدارة العقود والمشتريات، ثم انتقلت للعمل في مكتب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة الريل، وأعمل حاليا كأمين سر للجنة التنفيذية ولجنة المناقصات الكبرى، كما أعمل حاليا كأمين سر لجنة التسيير ومجلس اإلدارة.

* كيف كانت بداية فضيلتكم مع الدعوة وااللتزام...؟

- بدايتي مع الدعوة وااللتزام كانت أثناء الدراسة في أميركا، حيث نصحني صديقي عبد الحميد السادة بالصالة وحضور الجمعة والدروس والمحاضرات، فأحببت ذلك وأطلقت لحيتي والتزمت بالسنة بعد رجوعي إلى قطر، كما أن الرفقة الصالحة لها دور في محافظتي والتزامي، وكان صديق الطفولة عسكر القحطاني الذي نصحني عدة مرات بالتراجع عن حلق اللحية والمحافظة على ما أنا عليه من التزام ومحافظة على الصالة، حتى أني كنت أتعرض لضغوطات كثيرة، ولكن بفضل الله تعالى صمدت أمام تلك الضغوطات.

طريق الدعوة * كيف توجهت فضيلتكم إلى طريق الدعوة بشكل جاد...؟

- خالل عملي في حقل الشمال كنا نقضي أياما هناك فأقبلت على القرآن واإلمامة بالمصلين، وحفزني األخ إلهامي على خطبة الجمعة واالستعانة بالكتيبات في التحضير للخطبة، ثم توطدت عالقتي مع إمام المسجد بمنطقتي فضيلة الداعية حسام السامرائي، وكان له دور كبير في النصح والتوجيه والمساعدة في كثير من األعمال الدعوية.

* ما هي الدوافع التي كانت تدفعك لطلب العلم الشرعي...؟

- ذهبت لليابان في مهمة عمل في عام 2008 فوجدت الجميع يتوجه إلي بالسؤال والفتوى فكان ذلك دافعا لي للبحث والمعرفة، وكان موقع الشبكة اإلسالمية وفضيلة الداعية حسام السامرائي مرجعا لي في العلم والتعلم وخاصة فيما يتعلق بالحالل والحرام، وأيضا كنت أخطب الجمعة في مصلى بمكان العمل.

حفظ القرآن * كيف بدأت مسيرتك مع حفظ القرآن الكريم...؟

- توجهت لمركز تحفيظ بمنطقة مريخ في 2009 وحفظت

أجزاء من القرآن وكانت قراءتي وتصحيحي للتالوة على يد الشيخ إبراهيم األهدل جزاه الله خيرا، حيث تلعب مراكز التحفيظ دورًا فّعاًال في تعزيز قدرات الشباب القطري، في اإلمامة والخطابة والدعوة وتعليم القرآن الكريم، والمشاركة بقوة في المنافسات الدولية وتحقيق مراكز متقدمة.

* متى اتجهت نحو منابر الدعوة وكيف وصلت للخطابة...؟

- التحقت بدورة األئمة والخطباء ،2016 وكان فضيلة الداعية عبد الرحمن أبو الياس يحفظ أوالدي القرآن وكان يشجعني دائما على الخطابة والدعوة، ثم تواصل معي فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي لاللتحاق بدورة األسرة في اإلسالم والتي كانت لمدة 3 أشهر في ،2021 وبعدها قمت بإلقاء محاضرات مع الشيخ الفرجابي متعلقة باألسرة وبعد ذلك دخلت دورة الخطابة وأصبحت خطيبا في جامع موزة بالدفنة.

وسائل الدعوة * هل وجدت صعوبة في الجمع بين العملين...؟

- نعم عملت باإلمامة لفترة بسيطة، ولم أستطع التوفيق بسبب التزام حضور الصلوات في المسجد وإمامة المصلين في نفس المسجد، خصوصا أني كنت أعمل إلى الليل في الريل وأوقات ألتزم مع األطفال والبيت وبعدها انشغلت بمسألة الدراسة.

* هل تتعامل دعويا مع وسائل التواصل االجتماعي...؟

- لي حلقات في اليوتيوب نصف دقيقة حول التمعن في آيات القرآن، وفي رمضان لي برنامج من تصوير ابنتي آمنة ومشاركة أبنائي عبد اللطيف وعبد الرحمن وعبد الله وهو بعنوان (كان خلقه القرآن) والحلقة كانت من ثالث دقائق إلى أربع.

* ماذا كان موقف العائلة من هذه اإلضافة الشرعية...؟

- دائما أجد من أمي وأبي وزوجتي وأهلي وأقاربي التشجيع والتحفيز، فالدعوة إلى الله توفيق واختيار من المولى عز وجل، فمن أعطاه الله مهمة الدعوة إلى دينه فقد اصطفاه واختاره وليعلم أن الله تعالى امتن عليه بها فليشكر ربه باإلخالص والعمل.

المهندس الداعية * برأيك هل المهندس حينما يكون داعيا إلى الله يكون مؤثرا أكثر في الناس...؟

دعويا. قد تكون هناك شريحة من الناس ترى وجاهة للمهندس والدكتور، ويكون لذلك األثر في القبول منه

* ما هي أفضل المحفزات للقيام بالدعوة...؟

- يحضرني دائمًا حديث: (ألن يهدي الله بك رجًال واحدًا خير لك من حمر النعم) وأستحضر دائما أننا نقوم من خالل الدعوة بتصحيح المفاهيم لذلك يهون األمر.

* ما هي نصيحتك للدعاة...؟

- نحتاج دائما لتصحيح النية ومجاهدة النفس حتى يكون العمل مقبوال، وكذلك االهتمام بقضية العلم الشرعي وتجويده بالدراسة األكاديمية، والتغلب على مسألة الرهبة من مواجهة الناس، بالتمرين المتواصل على المواجهة، ألن الخطابة ثمرة علم وموهبة االثنين معا، وال يحل أحدهما مكان اآلخر، فالمجال الدعوي يؤثر في أخالقك ومعامالتك وانتظامك في العمل وإتقانك له، لذلك هناك توافق بين الدنيوي والدعوي، والحمد لله.

 ?? ?? } الداعية د.محمد عبداللطيف النعيمي } من أحد الدروس الدعوية
} الداعية د.محمد عبداللطيف النعيمي } من أحد الدروس الدعوية
 ?? ??
 ?? ?? } النعيمي يتلو القرآن
} النعيمي يتلو القرآن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar