Al-Watan (Qatar)

رفـــــح تئـــن تحــــت القصــــف

-

غزة- األناضول- في ليلة عصيبة هزت أركان مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، هبطت أصوات مدّوية من سماٍء لم ترحم، لُتعلن عن فاجعٍة جديدة تضاف إلى سجل فظائع الجيش اإلسرائيلي، خالل حربه الحالية على قطاع غزة. إذ لم يسلم مسجد الفاروق، أكبر مساجد مخيم الشابورة لالجئين الفلسطينيي­ن، من الغارات اإلسرائيلي­ة، فبات ركاًما ُيغطي ساحة المكان، وشاهدا على حجم الدمار الذي حل بالمنطقة. لحظات الصدمة، عاشها المسن الفلسطيني أبو محمد سنجر، مع عائلته، حيث استيقظ على صوت انفجاٍر عنيف هّز منزله، وترك خلفه مشاعر الخوف والقلق التي سيطرت على قلوب جميع أفراد العائلة. يصف سنجر، حجم الدمار بقوله: «قصف مسجد الفاروق أدى لتدميره وتدمير عشرات المنازل المجاورة له». ويضيف: «الدمار واسع، وكأن المنطقة أصابها زلزال». ولفت إلى أن «االحتالل يستهدف كل المساجد وال يجعل أي مسجد قائما». ويستنكر سنجر، إقدام الجيش اإلسرائيلي على قصف مخيم الشابورة؛ فالمتواجدو­ن فيه «مدنيون»، وغالبيتهم «شيوخ ونساء وأطفال».

دمار ممنهج للمساجد

من جانبه، يؤكد إسماعيل الثوابتة، مد ير عام المكتب الحكومي بغزة، في تصريح لمراسل األناضول، أن «جيش االحتالل اإلسرائيلي دمر خالل حرب اإلبادة الجماعية على غزة 183 مسجًدا بشكٍل كلي، 264و مسجًدا بشكٍل جزئي، باإلضافة إلى استهداف 3 كنائس». ويشير إلى أن «تدمير هذه المساجد تم من خالل إلقاء صواريخ وقنابل عليها يزن بعضها ألفي رطل من المتفجرات، مما أدى إلى تدميرها بشكٍل مباشٍر وعنيف، وهذا يدل على حقد وإجرام االحتالل». ويلفت الثوابتة، إلى أن هذه «ليست المرة األولى التي يستهدف فيها االحتالل اإلسرائيلي المساجد بالقصف والتدمير، لكنها األعنف». ويضيف: «جريمة االحتالل باستهداف وهدم المساجد وكذلك الكنائس أسكت صوت األذان من عشرات األحياء، وأوقف طرق أجراس الكنائس أيضا». ويعتبر الثوابتة، أن «استهداف المساجد تعبر عن حالة اإلفالس والعجز التي وصل لها االحتالل، وكذلك الحقد وكراهية األديان األخرى، وإلغاء مفاهيم التسامح والتقارب التي ال يؤمن بها هذا االحتالل المجرم». تأتي هذه الغارات في ظل تصاعد التهديدات اإلسرائيلي­ة بتنفيذ عملية برية في رفح المالصقة للحدود مع مصر، رغم تحذيرات إقليمية ودولية متصاعدة من تداعيات كارثية محتملة.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar