Al-Watan (Qatar)

ﻟﻬﺬه اﻷﺳﺒﺎب ﺳﻴﺘﺠﻪ اﻻﻧﺘﻘﺎم اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ إﻟﻰ رﻓﺢ

- ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ

عشرة أيام فصلت بين الهجوم اإلسرائيلي على قنصلية إيران في العاصمة السورية دمشق وبين رد الفعل اإليراني واستهداف قواته كيان االحتالل بعشرات المسيرات والصواريخ ليلة 13 ابريل التي خيم خاللها الوجوم والترقب على العالم وأغلق أكثر من بلد مجاله الجوي وتوقفت حركة المالحة الدولية ألول مرة كما حدث في هجمات 11 سبتمبر.. أكثر من اثنتين وسبعين ساعة فصلت ايضا بين كشف إيران نواياها القيام بمهاجمة إسرائيل وبين تنفيذ العملية التي تأتي بعد إعالم واشنطن عبر الوسيط السويسري باألمر.. وهو ما يحيلنا إلى مسألة مهمة ان إيران تجنبت عنصر المباغتة والمفاجأة في العملية وهي من العناصر المطلوبة لنجاح أي عملية عسكرية.. واألرجح ان إيران أرادت من هذه العملية جس النبض وتوجيه رسائل ألكثر من طرف. بعيدا عن التهوين مما حدث وبعيدا عن التهويل أيضا فإن الرد اإليراني يفترض أكثر من قراءة وعلى اكثر من مستوى وقد اعلنت إيران ان ما قامت به جاء في إطار الدفاع المشروع عن النفس ووفق ما أقره البند 51 من ميثاق األمم المتحدة، كما شدد الجانب االيراني على انه لو اتخذ مجلس األمن قرارا بإدانة ما حدث لما كان ذهب إلى تنفيذ تهديداته وتحريك مسيراته. طبعا يبقى تقييم نتائج العملية االيرانية مسألة دقيقة تحتاج لمعرفة عسكرية وهذه مسؤولية الخبراء العسكريين. كيف سيكون الرد اإلسرائيلي، وهل سينضبط نتانياهو لتحذيرات الحليف األميركي بعدم تأجيج حرب جديدة في المنطقة ؟ سيكون من الصعب التكهن بما يدور في رأس نتانياهو في ظل االنقسامات الكبيرة في الحكومة االسرائيلي­ة والمجلس الحربي ودعوات غالنت وسموتريتش إلى رد الفعل وعدم تفويت الفرصة.. من الواضح ان نتانياهو حتى اذا ساير المحاذير األميركية واختار االنحناء للعاصفة فقد بدأ حملة شرسة لالستثمار فيما حدث واستحضار دور الضحية في مجلس األمن الدولي، وكان سفيره في مجلس األمن الدولي بارعا في التسويق لألمر وهو يخاطب ممثل الجزائر ويستعرض فيديو أمام المجلس مخاطبا الجزائر رئيس المجلس الحالي ويصور إيران باعتبارها الشيطان االكبر الذي ال يهدد بإزالة إسرائيل ولكن يهدد المسلمين ويستهدف األقصى.. وقد ال نبالغ اذا اعتبرنا ان الرد االنتقامي االسرائيلي القادم سيتجه إلى غزة لمواصلة المحرقة التي نسيها العالم خالل الساعات القليلة الماضية وربما تشهد الساعات القادمة اجتياحا كامال لمدينة رفح لتنفيذ المخطط األخير.

آﺳﻴﺎ اﻟﻌﺘﺮوس

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar