Al-Watan (Qatar)

اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺗﺒﻨﻰ ﻟﻠﺼﻼة وﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﻤﻔﺎﺧﺮة

ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺠﺎﻣﻊ اﻹﻣﺎم.. اﻟﺪاﻋﻴﺔ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﻨﻌﻤﺔ: ﻳﻌﻤﺮﻫﺎ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن اﻟﺬاﻛﺮون اﻟﺮاﺟﻮن ﺛﻮاب اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﺑﻴﻮت اﻟﻠﻪ وﻣﺄوى اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﻌﺒﺎد اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ رﺳŠŠŠﺎﻟŠﺔ اﻹﻳŠﻤŠﺎن اﻧŠﻄﻠŠﻘŠŠﺖ ﻣŠŠﻦ اﻟﻤﻨŠﺎﺑﺮ ﻓﻔﺘﺤﺖ اﻟﻘﻠŠﻮب وﻣﺤŠﺖ ﻇﻼم اﻟﺸŠﺮك واﻷوﺛﺎن اﻟﻤﺸﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻇﻠﻤ

- الدوحة $

من مآذنها تتردد شهادة التوحيد كل يوم على األذان أشهد أن ال إله إال الله، أشهد أن محمدا رسول الله، ومن مآذنها يتردد النداء إلى الصالة عمود اإلسالم وثاني أركانه العظام، حي على الصالة على الفالح، ومن محاريبها ومنابرها انطلقت رسالة اإليمان ففتحت القلوب واآلذان ومحت ظالم الشرك واألوثان، فهي أول مدرسة تربوية وعلمية في اإلسالم تخرج منها جيل الصحابة الكرام وهي أول صرح تأسست فيه المنابر الدعوية، وخرجت منه الجيوش اإلسالمية وانطلقت منه وفود الدعوة والتبليغ فنشرت اإلسالم في جميع اآلفاق بالدعوة والجهاد واألخالق، وهي أحب األماكن إلى الله على اإلطالق روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أحب البالد إلى الله مساجدها وأبغض البالد إلى الله أسواقها». وأكد الخطيب أن الله قد عظم من شأن بيوته وأضافها إليه إضافة تشريف 18

وتكريم وأثنى على الذين يسبحون له فيها بالغدو واآلصال ووعدهم بجزيل الثواب يوم الحساب وشهد باإليمان لمن عمرها بإقام الصالة فيها وأكثر من اعتيادها فقال سبحانه: «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم اآلخر وأقام الصالة وآتى الزكاة ولم يخش إال الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين». وأضاف: أن عمارة المساجد نوعان، عمارة حسية وعمارة معنوية، يقول 555 25 ابن رجب -رحمه الله-: «عمارة المساجد تكون بمعنيين، أحدهما عمارتها الحسية ببنائها وإصالحها وترميمها وما أشبه ذلك، والثاني عمارتها المعنوية بالصالة فيها وذكر الله وتالوة كتابه ونشر العلم الذي أنزله على رسوله ونحو ذلك.. إلى أن قال: والمعنى الثاني: أي «العمارة المعنوية» أخص بها، فهي عمارة حسية ببنائها وتشييدها ففي الصحيحين عن عثمان بن عفان

رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة«وجاء في حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:»من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة» رواه ابن حبان، فيا بشرى من بنى لله مسجدا أو ساهم فيه أو سعى في صيانته ولو بالقليل فإن له أجر من عمل فيها ال ينقص من أعمالهم شيئا، فما صلى مصل في هذا المسجد وما دعا داع وال تال حرفا من كتاب الله إال وتلك األجور العظيمة في ميزان من بنى هذا المسجد وأقامه، فهل بعد هذا الفوز من فوز؟ «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون». وذكر الشيخ عبدالله النعمة أنه لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان أول عمل قام به هو بناء المسجد، مما يدل على أهمية المساجد ومكانتها في اإلسالم فهي بيوت الله ومأوى المالئكة ودور عبادة لله، وملتقى عباده المؤمنين، ال تبنى ألجل المباهاة والزينة وال تتخذ آثارا ومتاحف وأضرحة وال مظاهر ومزارا للمفاخرة وإنما تبنى إلقامة الصالة وذكر الله. وهو النوع الثاني من عمارة المساجد، العمارة المعنوية بالصالة والذكر والدعاء وتالوة القرآن وإحياء دور المسجد واالهتمام بروح المسجد ال بشكله وظاهره، بالمشي إلى المسجد عبادة تؤجر عليها في الحديث «كانت خطواته: إحداها تحط خطيئة

واألخرى ترفع درجة» رواه مسلم. وقد هيأ الله لمن جاء المسجد نزال فهو ضيف عند الرب الكريم، ففي الحديث «من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزال من الجنة كلما غدا أو راح» متفق عليه، والجلوس والمكث في المسجد النتظار الصالة رباط في سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم: «وانتظار الصالة بعد الصالة فذلكم الرباط فذلكم الرباط» رواه مسلم، والمشي إلى المسجد في ظلمة الليل يكون نورا وضياء لصاحبه يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» رواه أبو داود والترمذي. ونوه الخطيب أنه كلما تعلق قلب العبد بالمسجد عظم األمر وفاض الثواب، قال صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم ال ظل إلى ظله - وذكر منهم- رجال قلبه معلق بالمساجد» متفق عليه، بل في هذه المساجد تتنزل السكينة والرحمة وهي مأوى المالئكة تحف أهل الذكر والقرآن في بيت الله وأعظم من ذلك ذكر الله سبحانه لعباده وهو يباهي بهم من عنده ي المأل األعلى من المالئكة المقربين، قال عليه الصالة والسالم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إال نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم المالئكة وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar