Al-Watan (Qatar)

اﻹﻧﺴﺎن ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻨﻴﺎن

-

أﺷﺮف ﺣﺴﻴﻦ

لقد خلق الله اإلنسان وكرمه على سائر المخلوقات قال

‪ََ ْْ ََ َْ ََٰ ََ َْ َُ َْ َّٓ َِ‬ تعالى: ( ولقد كرمنا بنى ءادم وحملنهم فى ٱلبر وٱلبحر

‪ٍِ ِّ‬ ‪ِْ َْ ََ‬ َٰ ورزقنهمم َن َٰ ٱلطيبتَٰ وفضلنهمعلى كثي ۢر ممن خلقنا تفضيل)؛ فاإلنسان مكرم على سائر المخلوقات، فآدم عليه السلم كرمه الله تعالى بسجود الملئكة له، خلق الله تعالى الجمادات لخدمة النبات، وخلق الله تعالى النبات لخدمة الحيوان، كما خلق الله الحيوان لخدمة اإلنسان، ولقد خلق الله تعالى اإلنسان لعمارة األرض، فقد قال السخاوي في المقاصد الحسنة: قال (صلى الله عليه وسلم): «لهدم الكعبة حجاًرا حجاًرا، أهون من قتل المسلم»، لم أقف عليه بهذا اللفظ، ولكن في معناه ما عند الطبراني في الصغير عن أنس مرفوعاًا: «من آذى مسلاًما بغير حق، فكأنما هدم بيت الله)، فاإلنسان مكرم على وجه األرض، فمثل نجد أن الطالب في المدرسة هو محور العملية التعليمية، وقد أنشئت المؤسسات التعليمية من أجل هذا الطالب؛ حتى يصل بعلمه إلى أعلى مستويات التعليم، كذلك الطفل عندما يولد يستقبله والديه بالفرح والسرور، ويكون هذا الطفل مصدر السعادة لوالديه، ويكون مصدر سعادة األسرة بقدوم هذا الطفل الذي نور البيت وزاده بهجة وسروراًا، وأصبح محل اهتمام من ِقَبل والديه، ويبدأ بتنظيم حياته، بجلب مربية خاصة به، وبعد فترة اختيار أفضل حضانة له، والمرحلة القادمة اختيار أفضل مدرسة أجنبية له لتعلمه اللغات، والبحث عن أفضل شيخ يحفظه القرآن الكريم، كل هذه األشياء سوف يحققها والداه لهذا الطفل، وتوفير الرعاية التامة له، قال الشاعر: َو َين َش ُأ نا ِش ُئ ال ِفتيا ِن ِم ّنا *** َعلى ما كا َن َعو َد ُه َأبو ُه فاألب الصالح هو الذي يبني في ابنه وال يبني له، ويستثمر فيه وال يستثمر له، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن َِّ رعيته،واألمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)) كذلك المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، يجب عليها، يجب أن تنصح في البيت، في الطبخ، في القهوة، في الشاي، في الفرش، ال تطبخ أكثر من اللزم، وال تجهز الشاي أكثر مما يحتاج إليه، يجب عليها أن تكون امرأة مقتصدة؛ فإن االقتصاد نصف المعيشة، غير مفرطة فيما ينبغي، مسؤولة أيضا عن أوالدها في إصلحهم وإصلح أحوالهم وشؤونهم؛ كإلباسهم الثياب، وخلع الثياب غير النظيفة، وتغيير فراشهم الذي ينامون عليه، وتغطيتهم في الشتاء، وهكذا، مسؤولة عن كل هذا، مسؤولة عن الطبخ وإحسانه ونضجه، وهكذا مسؤولة عن كل ما في البيت. وأخيرا نرى أن اإلنسان هو أساس الحياة، كرمه الله سبحانه وتعالى في البر والبحر، وفي كل مكان، وخلق الدنيا من أجله، وخلقه من أجل عمارة األرض.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar