أريحا تحت الحصار: عقاب جماعي آخر
تواصل قوات االحتالل اإلسرائيلي، منذ أسبوع، حصارها ألهالي مدينة أريحا شـــرقـــي الــضــفــة الــغــربــيــة بـــزعـــم الـبـحـث عــن منفذ عملية إطـــالق نـــار استهدفت مطعمًا للمستوطنني قرب البحر امليت. وضـــــرب جــيــش االحــــتــــالل اإلســرائــيــلــي طوقًا أمنيًا وإغالقًا شبه تام على مدينة أريحا الحدودية التي تقع شرق الضفة الغربية، بعد عملية إطـــالق نــار نفذها مــســلــحــان مــلــثــمــان اســـتـــهـــدفـــت، مــســاء يـوم السبت املاضي، مطعمًا إسرائيليًا يقع بالقرب مـن مستوطنة مقامة على أراضي جنوبي أريحا بالقرب من البحر امليت، مدعيًا أن منفذي العملية توجهوا إلـــــى داخـــلـــهـــا، وعـــلـــى أثــــرهــــا تــــم إغــــالق املدينة وحاصرها بشكل كامل. وقـــال سـائـق الـحـافـلـة الفلسطيني عبد الــلــه خـــالـــد، لـــ «الــعــربــي الـــجـــديـــد»، أمــس الــخــمــيــس، إنــــه «لـــلـــيـــوم الــــســــادس على التوالي االحتالل عزل أريحا عن العالم الـــخـــارجـــي تـــمـــامـــًا، أغـــلـــق كـــافـــة املـــداخـــل بــــاملــــكــــعــــبــــات اإلســــمــــنــــتــــيــــة الـــضـــخـــمـــة، وتـــــــرك مـــنـــفـــذًا صـــغـــيـــرًا يـــســـمـــح بـــمـــرور مـــركـــبـــة واحـــــــدة فـــقـــط، بـــعـــد خـضـوعـهـا للتفتيش والتحقق من هوية من فيها». وبــــقــــي خــــالــــد مـــحـــتـــجـــزًا ومــــعــــه مـــئـــات الفلسطينيني، ألكثر مـن ثـالث ساعات، عــــلــــى حــــاجــــز عــــســــكــــري أقــــامــــتــــه قـــــوات االحـــتـــالل عــلــى املـــدخـــل الــشــرقــي ملدينة أريحا، قبل السماح له باملرور، بعد إنزال جميع الـركـاب والتدقيق فـي بطاقاتهم الشخصية والتحقيق امليداني معهم من ضباط في املخابرات اإلسرائيلية. وأشــــــار الـــســـائـــق خـــالـــد إلــــى أن ضـبـاط االحـــتـــالل يـــشـــددون عــلــى حــمــلــة هـويـة أريحا ويخضعونهم لتحقيق ميداني، الفـــتـــًا إلـــــى أن الـــحـــصـــار أدى الـــــى عـــزل أريحا عن محيطها الخارجي، وهو ما دفـــع الكثيرين إلـــى الــتــردد فــي التوجه إليها. من جهته، قال الناشط الشبابي مـــهـــران بــراهــمــة، فـــي حــديــث لــ«الـعـربـي الجديد»، إن الحصار عزل أريحا فعليًا عــــن مــحــيــطــهــا، وأدى إلـــــى شـــلـــل كـبـيـر فــــي مــعــظــم مـــنـــاحـــي الـــحـــيـــاة، مـضـيـفـًا: «أريـــحـــا هــي وجــهــة كــل املــســافــريــن إلـى األردن، ومـنـهـا إلـــى الــعــالــم الــخــارجــي، نظرًا لوجود معبر الكرامة فيها، لذلك تتقاطر الـحـافـالت الصغيرة والكبيرة التي تقل املواطنني من كافة املحافظات األخرى إلى هنا، ولكن بسبب الحصار والــتــأخــيــر الــــذي يـسـتـمـر ســـاعـــات، فهم يؤجلون سفرهم كليًا». ونصب جيش االحتالل حاجزًا بني معبر الـكـرامـة ومعبر «الـلـنـبـي»، حيث يفتش الـجـنـود الــحــافــالت، مــا أدى إلــى تكدس عدد كبير من الحافالت، وأضاف معاناة جــديــدة لـلـمـسـافـريـن. وفـــي الــوقــت الــذي يفرض فيه جيش االحتالل حصارًا على مدينة أريـحـا مـن الــخــارج، فهو يقتحم املــديــنــة والـــبـــلـــدات واملــخــيــمــات الـقـريـبـة منها بشكل مستمر، بحثًا عـن منفذي العملية، وفي كل ليلة تكون هناك حالة اسـتـنـفـار كبير فــي مخيم «عـقـبـة جبر» القريب مـن املدينة، الدعـــاء االحـتـالل أن املنفذين ربما خرجوا منه. وقـــــال مــحــافــظ أريـــحـــا واألغــــــــوار جـهـاد أبـــــو الـــعـــســـل، لــــ«الـــعـــربـــي الــــجــــديــــد» إن «ســـيـــاســـة االحــــتــــالل تــتــمــثــل فــــي فـــرض الـعـقـاب الـجـمـاعـي عـلـى الفلسطينيني، وهذه سياسة ثبت فشلها على الدوام». وتــــابــــع أبـــــو الـــعـــســـل: «االحـــــتـــــالل يــــدرك أهمية مدينة أريـحـا ومركزيتها، لذلك أنــــا أرى أن حـــصـــاره وإغــــالقــــه ألريــحــا يستهدف فرض عقوبات على كل الضفة الغربية، فهي املعبر الوحيد للمسافرين والـــــقـــــادمـــــني، والــــطــــريــــق الـــــــذي تـسـلـكـه الشاحنات التجارية، كما تلك التي تنقل البضائع عبر الحدود».