انتخابات تونس
سيناريوهات عدة لما بعد خسارة سعيّد معركة الشرعية الشعبية
عدنان منصر: لم يستطع قيس سعيد حل مشكلة واحدة
أحمد الغيلوفي: ال أعتقد أن القوى المعارضة ستتحد
انـتـهـت االنـتـخـابـات التشريعية فــــي تــــونــــس، بـــعـــد إتــــمــــام الـــــدور الــــثــــانــــي مـــنـــهـــا األحـــــــد املــــاضــــي، بـــهـــزيـــمـــة قـــاســـيـــة لـــلـــرئـــيـــس قـــيـــس ســعــيــد الـــــذي راهـــــن عــلــى خــريــطــة طـــريـــق قـاطـعـهـا التونسيون بكل وضــوح فـي كـل مراحلها، مـــــن االســـــتـــــشـــــارة اإللـــكـــتـــرونـــيـــة والـــــحـــــوار الـــوطـــنـــي واالســـتـــفـــتـــاء عـــلـــى الـــدســـتـــور ثـم االنـتـخـابـات التشريعية فــي دورتــــن. وفي تــعــلــيــقــه عـــلـــى إعــــــان هــيــئــة االنـــتـــخـــابـــات، التي نصبها بنفسه، أن 11.4 في املائة من التونسين فقط شــاركــوا فـي االنتخابات، قال سعيد: 90« في املائة لم يصوتوا، وهذا يؤكد أن التونسين لم يعودوا يثقون بهذه املؤسسة. خال العقد املاضي كان البرملان مؤسسة تعبث بـالـدولـة وكـــان دولـــة داخــل الدولة». لكن سعيد لم يقل هذا الكام بعد الـــدور األول، الــذي أجـــري فـي 17 ديسمبر/ كـــانـــون األول املــــاضــــي، الـــــذي ســجــلــت فيه النسبة ذاتـهـا تقريبًا، بـل كــان يـراهـن على هــذا الـــدور الـثـانـي، وقـــال حرفيًا إن «نسبة املــشــاركــة ال تــقــاس فـقـط بـــالـــدور األول، بل بـالـدورتـن». واعتبر سعيد وقتها أن ذلك «شــبــيــه بـــإعـــان نـتـيـجـة مــقــابــلــة (مــــبــــاراة) رياضية عند انتهاء شوطها األول». وبعد انـتـهـاء الـشـوطــن، وأمــــام هـــذه املـقـاطـعـة أو العزوف غير املسبوق، عاد سعيد ليتحدث عــن شعبيته مــن جــديــد، وقـــال فــي لـقـاء مع رئيسة الوزراء نجاء بودن قبل أيام: «عمقنا الشعبي أكبر مـن عمقهم الشعبي». وثبت باألرقام أن سعيد سقط في كل االختبارات الشعبية الـتــي حــددهــا بنفسه وبـشـروطـه واختار مواعيدها ومضامينها وأشكالها، وأقصى منها كل معارضيه، ومع ذلك بقي التونسيون في بيوتهم. ورأى الجميع، في الـداخـل والـخـارج، أن التونسين يرفضون هذا املسار، باستثناء الرئيس طبعًا. وعـــلـــق عــضــو مـجـلـس الــشــيــوخ األمــيــركــي، كريس مورفي، في بيان له نشره على موقعه، االثنن املاضي، على النتائج قائا: «تشير جــولــة أخــــرى مــن اإلقـــبـــال املـنـخـفـض بشكل صـــادم فـي الجولة الثانية فـي االنتخابات الــــبــــرملــــانــــيــــة الـــتـــونـــســـيـــة إلـــــــى أن الـــشـــعـــب الـتـونـسـي فـقـد كــل الـثـقـة بـهـذه االنـتـخـابـات واالتـــجـــاه الـــذي يسير فـيـه الـرئـيـس سعيد بــبــلــده. وقـــد أدى تـوطـيـد سلطته وتـحـولـه نحو االسـتـبـداد إلـى إضـعـاف الديمقراطية في تونس بشدة». وأمام هذه النتائج وهذا الضغط املتزايد، لم يجد الرئيس من ملجأ إال التهديد من جديد لكل مـعـارضـيـه. وزار سعيد مـسـاء الثاثاء ثكنة الـحـرس الوطني (الــــدرك) فـي العوينة بـالـعـاصـمـة، فــقــال: «نــخــوض مـعـركـة تحرير وطــنــي لـلـحـفـاظ عــلــى الــــدولــــة... وأقـــــول أمـــام الشعب التونسي، وأمام العالم كله... نخوض معركة تحرير وطني، للحفاظ على الدولة...». وأضــاف: «لـن نخسر أبـدًا املعركة، ولـن نقبل إال باالنتصار والقضاء على هؤالء، بطبيعة الـحـال فـي إطـــار الـقـانـون والــعــدالــة، لـن نقبل إال بأن يأخذ الشعب بزمام أمـره وأن يحقق املطلب األول، وهو املحاسبة». ويؤكد رئيس مركز الدراسات االستراتيجية حول املغرب العربي، مدير الديوان الرئاسي األســـبـــق، عــدنــان مـنـصـر، أن «هــنــاك انـهـيـارًا مـتـسـارعـًا فـــي شـعـبـيـة قـيـس ســعــيــد، إذا ما انطلقنا من املقارنة بحجم التصويت له في الرئاسيات األخيرة قبل ثاث سنوات، مرورًا بنتائج الدور الثاني من االنتخابات العامة، ووصــــــــوال بـــكـــل املـــحـــطـــات الـــتـــي دعــــــي فـيـهـا التونسيون للتصويت بن التاريخن، فإن هــذا االنـهـيـار ال شـك فـيـه». ويــرى فـي حديث مــع «الــعــربــي الــجــديــد» أن «االســتــفــتــاء على الدستور بأقل من ثلث املسجلن، وبرملان بـ11 في املائة من الناخبن، يثير مشكل شرعية حقيقيًا. في املقابل، لم يستطع قيس سعيد حل مشكلة واحدة متعلقة بالحياة اليومية للتونسين لـحـد اآلن. بـعـض هـــذه املـشـاكـل ليس معقدًا، ومع ذلك فهو لم يستطع إزاء ها شيئًا، على الرغم من أنه يحكم بصاحيات إمبراطورية ومن دون رقيب أو حسيب». ويـعـتـبـر مـنـصـر أن «هــــذا األمــــر يـعـمـق أزمــة الــشــرعــيــة بـــأزمـــة مــشــروعــيــة خــانــقــة. الــبــاد على حـافـة إعـــان إفـاسـهـا فعليًا، ومــع ذلك فــــإن قــيــس ســعــيــد ال يـــبـــدو مـسـتـوعـبـًا لـدقـة هـــــذه الـــلـــحـــظـــة. هـــنـــاك حـــالـــة إنــــكــــار تـتـعـمـق لـديـه إزاء كــل مناحي الــوضــع، ســـواء أتعلق األمـــر بالسياسة أم بـاالقـتـصـاد. كاسيكيًا، أزمــة خانقة مـع إنـكـار عميق، تعني انهيارًا مـحـتـومـًا لــلــوضــع. تــونــس لـيـسـت اسـتـثـنـاء وقـواعـد الـتـاريـخ واالقـتـصـاد تنطبق عليها أيــــضــــًا». وبـــخـــصـــوص املــــــآالت املــمــكــنــة لـهـذا الــوضــع والـسـيـنـاريـوهـات املــطــروحــة، يشير منصر إلـــى أن «هــنــاك تعفنًا أكــيــدًا للوضع عــلــى جـمـيـع األصـــعـــدة. هـــذا الـتـعـفـن عندما يـصـل مـرحـلـة معينة فـإنـه يسفر عــن إحــدى وضعيتن: انهيار للوضع تنفجر بموجبه حــالــة مــن الــفــوضــى فــي املـجـتـمـع، أو عملية انــــتــــقــــال ســـلـــســـة لـــلـــســـلـــطـــة، ولــــكــــن مــفــاجــئــة وبطريقة غير متوقعة». ويـرى منصر «أن لتونس تقاليد قديمة في إنجاح السيناريو الثاني، بل إننا إذا نظرنا ملا يتم حاليًا من مبادرات، وتحديدًا مبادرة املنظمات الوطنية، فأعتقد أن األمــر يتعلق فـي األغـلـب بـإعـداد نــوع مـن خريطة الطريق لـلـسـيـنـاريـو الـــثـــانـــي. بـــهـــذه املــــبــــادرة، هـنـاك دخول رمزي في مرحلة ما بعد قيس سعيد كرئيس، أو كرئيس بالصاحيات الحالية. هـــذا منطقي ألن حـــدة األزمــــة الـحـالـيـة على جميع املـــســـارات تجعله غـيـر قــابــل منطقيًا وحسابيًا وتاريخيًا لاستمرار». مـــن جــهــتــه، يـعـتـبـر الـــوزيـــر األســـبـــق، أســامــة الخريجي، أن نتائج «االنتخابات في الدور الثاني أكدت ما قالته كل األطياف السياسية من انتهاء سردية قيس سعيد القائمة على الشرعية واملـشـروعـيـة، والــيــوم قيس سعيد فاقد لكل شرعية ومشروعية، وبالتالي هو
جــاثــم عـلـى صـــدور الـتـونـسـيـن بحكم األمــر الواقع، واستقوائه بأجهزة الدولة». ويضيف الخريجي في حديث مع «العربي الجديد»، أن «هـــنـــاك عــجــزًا واضـــحـــًا فـــي إدارة شـــؤون الــــدولــــة، وخـــصـــوصـــًا املـــســـائـــل االقــتــصــاديــة واالجـــتـــمـــاعـــيـــة، وهـــــذا يــدفــعــه (ســـعـــيـــد) إلــى الخروج ومحاولة تقديم سردية أخرى يفسر بها األمور وقـراءة النتائج بالعكس، ليفسر الخيبة الكبيرة التي مني بها». ويــرى الخريجي أن «مـن الـواضـح أن سعيد ماض في طريقه وال يلتفت ألحد، ولكنه في الحقيقة مــاض فـي تدمير الـدولـة واملجتمع الــتــونــســي». ويــوضــح أنـــه «كــمــواطــن قـبـل أن يـكـون سـيـاسـيـًا، مــذعــور مــن املستقبل الــذي ينتظر الباد، إن لم تتضافر جهود الجميع مـــن نـخـبـة ســيــاســيــة ومـــواطـــنـــن، فالجميع يتحمل املسؤولية في إنهاء االنـقـاب وطي هـــــذه الـــصـــفـــحـــة مــــن أجـــــل اســـتـــئـــنـــاف حــيــاة ديمقراطية قائمة على الـتـنـوع واالخــتــاف والتنافس من أجل الصالح العام». ويضيف الــــخــــريــــجــــي أن «عــــــــــزوف الـــتـــونـــســـيـــن عــن التصويت دليل على عدم إيمان التونسين بـقـدرة سعيد على تقديم مـا يطمحون إليه مــن اســتــقــرار سـيـاسـي وازدهــــــار اجـتـمـاعـي، وأيـــضـــًا هـــنـــاك غـــيـــاب لـلـثـقـة فـــي كـــل الـطـبـقـة السياسية، وهذا أمر يجب اإلقرار به». من جهته، يعتبر عضو مبادرة «مواطنون ضد االنقاب»، أحمد الغيلوفي، في حديث
ًٍ مع «العربي الجديد» أن «سعيد فشل فشا ذريعًا بعد العزوف الكبير للشعب التونسي عما يسميه هو انتخابات تشريعية». ويرى أنــــه «ال يـمـكـن أن يـحـكـم أي شــخــص بـهـذه اإلجـراءات الشكلية، ال بد دائمًا من مشروع يـتـوافـق عليه الـشـعـب والــقــوى السياسية.
وهذا الرجل رأينا أنه ال يتمتع بأية شعبية كما قالت النتائج، وهو أيضًا ليس مسنودًا من أي طرف سياسي، وحتى حركة الشعب ال نـعـتـقـد أنـــهـــا تـــســـانـــده اآلن، واملــنــظــمــات الــنــقــابــيــة واملـــنـــظـــمـــات الـــكـــبـــرى تــبــحــث عن مــــخــــرج مـــــن هــــــذه الـــــــورطـــــــة». ويـــضـــيـــف أن «الــرجــل لــم يعد مـسـنـودًا إال ممن سـاعـدوه عــلــى االنـــقـــاب، وهـــي قـــوى خـفـيـة ال نـجـزم بتحديدها، ويبدو أنها ال تزال تسانده، وإال ما واصل التنكر للواقع وللنتائج». ويـــشـــدد الــغــيــلــوفــي عــلــى أنــــه «ال يـعـتـقـد أن القوى املعارضة ستتحد بعد كل هذا، ألنهم ال يــــســــانــــدون ســـعـــيـــد ويـــتـــمـــنـــون ســـقـــوطـــه، ولكنهم فـي الـوقـت نفسه يتصارعون فيما بينهم على مرحلة ما بعد سعيد، ويفضلون الـــبـــقـــاء فـــي أمــاكــنــهــم صــامــتــن ومــتــذمــريــن، ولــكــنــهــم ال يـــجـــازفـــون بـــاالتـــحـــاد وإســـقـــاط سعيد ما لم يحسموا مسألة اقتسام السلطة بـــــعـــــده». ويــــفــــســــر الـــغـــيـــلـــوفـــي أســــبــــاب هـــذه املــواقــف، موضحًا أن «األحــــزاب تنقسم إلى صنفن تقريبًا: صنف يجد نفسه إذا جرت انتخابات وفــق دسـتـور ،2014 وصـنـف ثـان جرب 10 سنوات حجمه ووزنـه االجتماعي، وعـــــرف أنــــه لـــن يـــكـــون فـــاعـــا فـــي انــتــخــابــات حرة ونزيهة بحسب الدستور نفسه، لذلك ال يريدون املجازفة على قاعدة تعيدهم إلى ما كانوا سابقًا». ويبن الغيلوفي أن «الحل يكمن في مساهمة األحزاب الكبيرة، أي حركة النهضة والحزب الــــدســــتــــوري الــــحــــر، فــــي الـــحـــديـــث مــــع بـقـيـة األحزاب الصغيرة على اقتسام السلطة بعد قـيـس سـعـيـد، بـاملـشـاركـة بينهم ملـــدة تـــراوح بن 10 و51 عامًا». ويلفت إلى أن «ما يقدمه االتـــحـــاد الـتـونـسـي الــعــالــم لـلـشـغـل مـحـاولـة
أخيرة ويائسة للذهاب بالتوافقات والعملية الـسـيـاسـيـة وإخــراجــهــا مــن مـجـلـس الــنــواب، وبــالــتــالــي تــحــديــد شــكــل الــنــظــام والــقــانــون االنـتـخـابـي ملــا بعد قيس سـعـيـد». ويوضح أنـــه «بـحـسـب االتـــحـــاد واملــنــظــمــات، يـجـب أن يــحــدد كـــل ذلــــك قــبــل ســقــوط ســعــيــد وعــــودة الــديــمــقــراطــيــة، ألنــهــم يــعــرفــون أنــــه إذا وقــع اقتراح اإلصالحات السياسية والدستورية من طرف مجلس نواب منتخب، فسيكونون على يقني بأنهم لن يكونوا فاعلني». ويشير الغيلوفي إلــى أن «هــذه الجسيمات الحزبية الصغيرة تسعى بمساعدة االتحاد الفـتـكـاك املـــبـــادرة بطريقة يـدعـوهـا االتـحـاد بــالــحــوار الــوطــنــي»، الفــتــًا إلـــى أن «العملية معقدة جــدًا، وسعيد لـن يسقط بانتخابات حـــتـــى فــــي عـــــام 2024 (مــــوعــــد االنـــتـــخـــابـــات الرئاسية) فهو ينكر االنتخابات. وال يمكن أن نـنـتـظـر مـــن شــخــص افـــتـــك كـــل الـسـلـطـات بـــــاالنـــــقـــــالب أن يـــــخـــــرج بـــــاالنـــــتـــــخـــــاب، فــكــل القرائن تقول إنه لن يخرج عبر االنتخابات، وسـيـكـون خــروجــه مـشـهـديـًا، ولـيـس سلسًا، كما عشناه طوال 10 سنوات ماضية». ويــــــرى الــغــيــلــوفــي أن «تــــونــــس مــقــبــلــة عـلـى سيناريوهات غامضة، وال يبدو أن هناك أي سيناريو سيحدث قبل عام ،2024 ألن هناك قوى خارجية ال تستطيع أن تجازف بإقصاء سعيد، وتراقب حالة االنقسام وعدم التفاهم بني الطبقة السياسية على بديل، فجميعهم يــخــشــون الـــفـــراغ فـــي غـــيـــاب بـــديـــل. الــجــزائــر وإيطاليا وفرنسا والواليات املتحدة تعيش حالة انزعاج من حدوث فراغ في تونس، وما يمسك سعيد إلى حد اآلن، أنهم هم من أتوا به، فضال عن خشيتهم من الفراغ أو االنزالق إلى صراع داخلي». حـمـلـت إيــــران عـلـى لــســان مـنـدوبـهـا إلـى األمــــــم املـــتـــحـــدة أمـــيـــر ســعــيــد إيــــروانــــي، إســرائــيــل مـسـؤولـيـة الــهــجــوم بـطـائـرات مسيرة على منشأة تابعة لوزارة الدفاع فـــي مــديــنــة أصـــفـــهـــان، الــســبــت املـــاضـــي. وذكـــــر ســعــيــد إيــــروانــــي فـــي رســـالـــة إلــى األمـــــني الـــعـــام لـــألمـــم املــتــحــدة أنـطـونـيـو غـــوتـــيـــريـــس، أن «الـــتـــحـــقـــيـــقـــات األولـــيـــة تظهر أن النظام الصهيوني مسؤول عن الــهــجــوم اإلرهـــابـــي عـلـى املـجـمـع الـتـابـع لوزارة الدفاع»، وذلك وفق ما نقلت وكالة أنباء «إيسنا» اإليرانية أمس الخميس. ولــــــم يــــقــــدم إيــــــروانــــــي تـــفـــاصـــيـــل بـــشـــأن الـــتـــحـــقـــيـــقـــات، لـــكـــنـــه ذكــــــر تـــصـــريـــحـــات ملـــــســـــؤولـــــني إســــرائــــيــــلــــيــــني فــــــي اآلونــــــــة األخيرة، أملحوا فيها الحتمال استهداف بــنــى تـحـتـيـة فـــي إيــــــران. ورأى املـــنـــدوب اإليـــرانـــي أن عـلـى مجلس األمـــن الـدولـي «إدانة التصريحات العدوانية للسلطات الـصـهـيـونـيـة، والــطــلــب مـــن هــــذا الـنـظـام الـتـزام القوانني الدولية وإنـهـاء برامجه الــــخــــطــــرة ونــــشــــاطــــاتــــه الـــتـــدمـــيـــريـــة فــي املـــنـــطـــقـــة». وشــــــدد ســعــيــد إيـــــروانـــــي فـي رسـالـتـه على أن «إيــــران تحتفظ بحقها املشروع واملتأصل في الدفاع عن أمنها القومي، والــرد بحزم على أي تهديد أو مــخــالــفــة مـــن الـــنـــظـــام الــصــهــيــونــي، أنـــى وأينما رأت ذلك ضروريًا». وأعلنت السلطات اإليرانية مساء السبت املاضي «فشل» هجوم بطائرات مسيرة صــغــيــرة اســتــهــدف «مــجــمــعــًا عـسـكـريـًا» تابعًا لـوزارة الدفاع في أصفهان، وسط الــبــالد. وأشــــارت إلــى أن وسـائـط الـدفـاع الــجــوي دمــــرت إحـــداهـــا، بينما انفجرت اثـــنـــتـــان أخــــريــــان وتــســبــبــتــا بـــــ«أضــــرار طفيفة في سقف» أحد مباني هذا املجمع. ووصــفــت وكــالــة أنــبــاء «إرنـــــا» الرسمية
فـي وقــت الحــق الـطـائـرات مـن دون طيار بأنها «مروحيات رباعية مزودة بقنابل صــغــيــرة». كـمـا بــث الـتـلـفـزيـون الرسمي اإليــرانــي فـي وقــت الحــق لقطات لحطام الطائرات من دون طيار. ونقلت وسائل إعــــالم غــربــيــة عـــن مــســؤولــني أمــنــيــني لم تسمهم، تأكيدهم أن اسرائيل هي التي تقف خلف العملية. فـي املـقـابـل، بـــرزت روايـــة أخـــرى قدمتها وكالة «نور نيوز»، التي تعد مقربة من أوســـاط املجلس األعـلـى لألمن القومي، إذ اتـــهـــمـــت فـــصـــائـــل كــــرديــــة مـــعـــارضـــة لــــطــــهــــران، وتـــتـــخـــذ مــــن شــــمــــال الــــعــــراق مـــقـــرًا، بــالــضــلــوع فـــي الــعــمــلــيــة لـصـالـح جـهـاز أجنبي. وأشـــارت الـوكـالـة إلــى أن أجزاء من الطائرات املسيرة املستخدمة «دخــلــت إلــى جـانـب مـــواد متفجرة، إلى إيــران بمشاركة وتوجيهات الجماعات الكردية املناهضة للثورة املتمركزة في إقـلـيـم كــردســتــان الـــعـــراق». وأضــافــت أن ذلـــك جـــاء بــنــاء عـلـى «أوامـــــر جــهــاز أمـن أجـنـبـي»، قـبـل أن يـتـم «تجميع األجـــزاء واملواد املذكورة أعاله في ورشة مجهزة باستخدام قوات مدربة». فـــي ســـيـــاق آخـــــر، أكـــــدت إيــــــران أن كشف الـــوكـــالـــة الـــدولـــيـــة لــلــطــاقــة الــــذريــــة أنــهــا أجـرت تعديالت غير معلنة على أجهزة طــرد مـركـزي لتخصيب الـيـورانـيـوم في مــنــشــأة فــــــوردو، يـــعـــود إلــــى «خـــطـــأ» من أحــــد املــفــتــشــني الـــدولـــيـــني، وأن املــســألــة سبق إيضاحها وحلها. وأوردت الوكالة التابعة لـألمـم املـتـحـدة فـي تقرير سري اطـــلـــعـــت عــلــيــه وكــــالــــة «فــــرانــــس بـــــرس»، أول مـــــن أمـــــــس األربــــــــعــــــــاء، أن طــــهــــران أدخلت تعديال جوهريًا على الربط بني
أبدى غروسي قلقه من أن إيران أدخلت تغييرًا جوهريًا في فوردو
سعيد إيرواني: إيران تحتفظ بحقها في الرد على النظام الصهيوني
سلسلتني تعاقبيتني مـن أجـهـزة الطرد لـلـتـخـصـيـب بــنــســبــة تـــصـــل إلـــــى 60 فـي املائة في فوردو، من دون إخطارها بذلك بشكل مسبق. وأفــــادت الـوكـالـة الـدولـيـة بــأن مفتشيها اكتشفوا خالل عملية تفتيش غير معلنة مسبقًا وجرت في 21 يناير/كانون الثاني املــاضــي، أن «سلسلتي طــرد مـركـزي من طراز آي آر-6 مترابطتان بطريقة تختلف اخــتــالفــًا جــوهــريــًا عــن طـريـقـة التشغيل التي أعلنتها إيــران للوكالة». وأضافت في تقريرها إلى الدول األعضاء، أن إيران استخدمت هاتني السلسلتني منذ أواخر عــام 2021 إلنــتــاج الـيـورانـيـوم املخصب بنسبة تصل إلى 60 في املائة. وأشـارت إلى أن إيران أبلغتها في وقت الحق بعد التفتيش، أنها «أجــرت هـذا التغيير في 16 يناير»، املـاضـي. وأعلنت طهران في نــوفــمــبــر/تــشــريــن الــثــانــي املـــاضـــي أنـهـا بدأت للمرة األولى في فوردو، تخصيب الـــيـــورانـــيـــوم بـنـسـبـة 60 فـــي املــــائــــة، في خطوة لقيت انتقاد دول غربية عدة. وأبــــــدى املـــديـــر الـــعـــام لــلــوكــالــة رافــايــيــل غــــروســــي قــلــقــه مــــن أن إيـــــــران «أدخـــلـــت تغييرًا جوهريًا فـي معلومات تصميم محطة تخصيب الــوقــود فـي مـا يتعلق بــإنــتــاج الـــيـــورانـــيـــوم عـــالـــي التخصيب مــن دون إبــــالغ الــوكــالــة مـسـبـقـًا». وكــان غـــــــروســـــــي حــــــــــــذر األســــــــبــــــــوع املـــــاضـــــي أمــــام الـــبـــرملـــان األوروبــــــــي، مـــن أن إيــــران «جــمــعــت مـــا يــكــفــي مـــن املــــــواد الــنــوويــة لصنع الـعـديـد مــن األسـلـحـة الــنــوويــة»، خصوصًا اليورانيوم عالي التخصيب. وقـــال املتحدث بـاسـم املنظمة اإليرانية لــلــطــاقــة الــــذريــــة بـــهـــروز كـــمـــالـــونـــدي إن «أحد مفتشي الوكالة كان قد أفاد سهوًا بـأن إيــران أجــرت تغييرات في إجــراءات الــتــشــغــيــل» فـــي فــــــوردو، وفــــق مـــا نقلت وكـــالـــة «إرنـــــــا» الـــرســـمـــيـــة. وأضــــــاف أنــه فــي أعــقــاب تـقـديـم طــهــران «إيـضـاحـات» بــــهــــذا الـــــشـــــأن، «أدرك املـــفـــتـــش خـــطـــأه، وبعد التنسيق مع أمانة الوكالة الذرية الــدولــيــة، تــم حـــل األمـــــر». وتعليقًا على كـالم غروسي رأى كمالوندي: «إذا كان السيد غروسي قد قال ذلك فإنني أرجح أن معلوماته لم يتم تحديثها»، مؤكدًا أن إيـــران سبق أن ردت على رسـالـة من الوكالة الدولية بهذا الصدد.