Al Araby Al Jadeed

انتخابات تونس

سيناريوهات عدة لما بعد خسارة سعيّد معركة الشرعية الشعبية

- تونس ـ وليد التليلي

عدنان منصر: لم يستطع قيس سعيد حل مشكلة واحدة

أحمد الغيلوفي: ال أعتقد أن القوى المعارضة ستتحد

انـتـهـت االنـتـخـا­بـات التشريعية فــــي تــــونـــ­ـس، بـــعـــد إتــــمـــ­ـام الـــــدور الــــثـــ­ـانــــي مـــنـــهـ­ــا األحــــــ­ـد املــــاضـ­ـــي، بـــهـــزي­ـــمـــة قـــاســـي­ـــة لـــلـــرئ­ـــيـــس قـــيـــس ســعــيــد الـــــذي راهـــــن عــلــى خــريــطــ­ة طـــريـــق قـاطـعـهـا التونسيون بكل وضــوح فـي كـل مراحلها، مـــــن االســـــت­ـــــشــــ­ـارة اإللـــكــ­ـتـــرونــ­ـيـــة والـــــحـ­ــــوار الـــوطـــ­نـــي واالســـتـ­ــفـــتـــ­اء عـــلـــى الـــدســـ­تـــور ثـم االنـتـخـا­بـات التشريعية فــي دورتــــن. وفي تــعــلــي­ــقــه عـــلـــى إعــــــان هــيــئــة االنـــتــ­ـخـــابـــ­ات، التي نصبها بنفسه، أن 11.4 في املائة من التونسين فقط شــاركــوا فـي االنتخابات، قال سعيد: 90« في املائة لم يصوتوا، وهذا يؤكد أن التونسين لم يعودوا يثقون بهذه املؤسسة. خال العقد املاضي كان البرملان مؤسسة تعبث بـالـدولـة وكـــان دولـــة داخــل الدولة». لكن سعيد لم يقل هذا الكام بعد الـــدور األول، الــذي أجـــري فـي 17 ديسمبر/ كـــانـــو­ن األول املــــاضـ­ـــي، الـــــذي ســجــلــت فيه النسبة ذاتـهـا تقريبًا، بـل كــان يـراهـن على هــذا الـــدور الـثـانـي، وقـــال حرفيًا إن «نسبة املــشــار­كــة ال تــقــاس فـقـط بـــالـــد­ور األول، بل بـالـدورتـ­ن». واعتبر سعيد وقتها أن ذلك «شــبــيــه بـــإعـــا­ن نـتـيـجـة مــقــابــ­لــة (مــــبــــ­اراة) رياضية عند انتهاء شوطها األول». وبعد انـتـهـاء الـشـوطــن، وأمــــام هـــذه املـقـاطـع­ـة أو العزوف غير املسبوق، عاد سعيد ليتحدث عــن شعبيته مــن جــديــد، وقـــال فــي لـقـاء مع رئيسة الوزراء نجاء بودن قبل أيام: «عمقنا الشعبي أكبر مـن عمقهم الشعبي». وثبت باألرقام أن سعيد سقط في كل االختبارات الشعبية الـتــي حــددهــا بنفسه وبـشـروطـه واختار مواعيدها ومضامينها وأشكالها، وأقصى منها كل معارضيه، ومع ذلك بقي التونسيون في بيوتهم. ورأى الجميع، في الـداخـل والـخـارج، أن التونسين يرفضون هذا املسار، باستثناء الرئيس طبعًا. وعـــلـــق عــضــو مـجـلـس الــشــيــ­وخ األمــيــر­كــي، كريس مورفي، في بيان له نشره على موقعه، االثنن املاضي، على النتائج قائا: «تشير جــولــة أخــــرى مــن اإلقـــبــ­ـال املـنـخـفـ­ض بشكل صـــادم فـي الجولة الثانية فـي االنتخابات الــــبـــ­ـرملــــان­ــــيــــة الـــتـــو­نـــســـيـ­ــة إلـــــــى أن الـــشـــع­ـــب الـتـونـسـ­ي فـقـد كــل الـثـقـة بـهـذه االنـتـخـا­بـات واالتـــجـ­ــاه الـــذي يسير فـيـه الـرئـيـس سعيد بــبــلــد­ه. وقـــد أدى تـوطـيـد سلطته وتـحـولـه نحو االسـتـبـد­اد إلـى إضـعـاف الديمقراطي­ة في تونس بشدة». وأمام هذه النتائج وهذا الضغط املتزايد، لم يجد الرئيس من ملجأ إال التهديد من جديد لكل مـعـارضـيـ­ه. وزار سعيد مـسـاء الثاثاء ثكنة الـحـرس الوطني (الــــدرك) فـي العوينة بـالـعـاصـ­مـة، فــقــال: «نــخــوض مـعـركـة تحرير وطــنــي لـلـحـفـاظ عــلــى الــــدولـ­ـــة... وأقـــــول أمـــام الشعب التونسي، وأمام العالم كله... نخوض معركة تحرير وطني، للحفاظ على الدولة...». وأضــاف: «لـن نخسر أبـدًا املعركة، ولـن نقبل إال باالنتصار والقضاء على هؤالء، بطبيعة الـحـال فـي إطـــار الـقـانـون والــعــدا­لــة، لـن نقبل إال بأن يأخذ الشعب بزمام أمـره وأن يحقق املطلب األول، وهو املحاسبة». ويؤكد رئيس مركز الدراسات االستراتيج­ية حول املغرب العربي، مدير الديوان الرئاسي األســـبــ­ـق، عــدنــان مـنـصـر، أن «هــنــاك انـهـيـارًا مـتـسـارعـًا فـــي شـعـبـيـة قـيـس ســعــيــد، إذا ما انطلقنا من املقارنة بحجم التصويت له في الرئاسيات األخيرة قبل ثاث سنوات، مرورًا بنتائج الدور الثاني من االنتخابات العامة، ووصـــــــ­ـوال بـــكـــل املـــحـــ­طـــات الـــتـــي دعــــــي فـيـهـا التونسيون للتصويت بن التاريخن، فإن هــذا االنـهـيـا­ر ال شـك فـيـه». ويــرى فـي حديث مــع «الــعــربـ­ـي الــجــديـ­ـد» أن «االســتــف­ــتــاء على الدستور بأقل من ثلث املسجلن، وبرملان بـ11 في املائة من الناخبن، يثير مشكل شرعية حقيقيًا. في املقابل، لم يستطع قيس سعيد حل مشكلة واحدة متعلقة بالحياة اليومية للتونسين لـحـد اآلن. بـعـض هـــذه املـشـاكـل ليس معقدًا، ومع ذلك فهو لم يستطع إزاء ها شيئًا، على الرغم من أنه يحكم بصاحيات إمبراطورية ومن دون رقيب أو حسيب». ويـعـتـبـر مـنـصـر أن «هــــذا األمــــر يـعـمـق أزمــة الــشــرعـ­ـيــة بـــأزمـــ­ة مــشــروعـ­ـيــة خــانــقــ­ة. الــبــاد على حـافـة إعـــان إفـاسـهـا فعليًا، ومــع ذلك فــــإن قــيــس ســعــيــد ال يـــبـــدو مـسـتـوعـب­ـًا لـدقـة هـــــذه الـــلـــح­ـــظـــة. هـــنـــاك حـــالـــة إنــــكـــ­ـار تـتـعـمـق لـديـه إزاء كــل مناحي الــوضــع، ســـواء أتعلق األمـــر بالسياسة أم بـاالقـتـص­ـاد. كاسيكيًا، أزمــة خانقة مـع إنـكـار عميق، تعني انهيارًا مـحـتـومـًا لــلــوضــ­ع. تــونــس لـيـسـت اسـتـثـنـا­ء وقـواعـد الـتـاريـخ واالقـتـصـ­اد تنطبق عليها أيــــضـــ­ـًا». وبـــخـــص­ـــوص املــــــآ­الت املــمــكـ­ـنــة لـهـذا الــوضــع والـسـيـنـ­اريـوهـات املــطــرو­حــة، يشير منصر إلـــى أن «هــنــاك تعفنًا أكــيــدًا للوضع عــلــى جـمـيـع األصـــعــ­ـدة. هـــذا الـتـعـفـن عندما يـصـل مـرحـلـة معينة فـإنـه يسفر عــن إحــدى وضعيتن: انهيار للوضع تنفجر بموجبه حــالــة مــن الــفــوضـ­ـى فــي املـجـتـمـ­ع، أو عملية انــــتـــ­ـقــــال ســـلـــسـ­ــة لـــلـــسـ­ــلـــطـــ­ة، ولــــكـــ­ـن مــفــاجــ­ئــة وبطريقة غير متوقعة». ويـرى منصر «أن لتونس تقاليد قديمة في إنجاح السيناريو الثاني، بل إننا إذا نظرنا ملا يتم حاليًا من مبادرات، وتحديدًا مبادرة املنظمات الوطنية، فأعتقد أن األمــر يتعلق فـي األغـلـب بـإعـداد نــوع مـن خريطة الطريق لـلـسـيـنـ­اريـو الـــثـــا­نـــي. بـــهـــذه املــــبــ­ــادرة، هـنـاك دخول رمزي في مرحلة ما بعد قيس سعيد كرئيس، أو كرئيس بالصاحيات الحالية. هـــذا منطقي ألن حـــدة األزمــــة الـحـالـيـ­ة على جميع املـــســـ­ارات تجعله غـيـر قــابــل منطقيًا وحسابيًا وتاريخيًا لاستمرار». مـــن جــهــتــه، يـعـتـبـر الـــوزيــ­ـر األســـبــ­ـق، أســامــة الخريجي، أن نتائج «االنتخابات في الدور الثاني أكدت ما قالته كل األطياف السياسية من انتهاء سردية قيس سعيد القائمة على الشرعية واملـشـروع­ـيـة، والــيــوم قيس سعيد فاقد لكل شرعية ومشروعية، وبالتالي هو

جــاثــم عـلـى صـــدور الـتـونـسـ­يـن بحكم األمــر الواقع، واستقوائه بأجهزة الدولة». ويضيف الخريجي في حديث مع «العربي الجديد»، أن «هـــنـــاك عــجــزًا واضـــحـــًا فـــي إدارة شـــؤون الــــدولـ­ـــة، وخـــصـــو­صـــًا املـــســـ­ائـــل االقــتــص­ــاديــة واالجـــتـ­ــمـــاعــ­ـيـــة، وهـــــذا يــدفــعــ­ه (ســـعـــيـ­ــد) إلــى الخروج ومحاولة تقديم سردية أخرى يفسر بها األمور وقـراءة النتائج بالعكس، ليفسر الخيبة الكبيرة التي مني بها». ويــرى الخريجي أن «مـن الـواضـح أن سعيد ماض في طريقه وال يلتفت ألحد، ولكنه في الحقيقة مــاض فـي تدمير الـدولـة واملجتمع الــتــونـ­ـســي». ويــوضــح أنـــه «كــمــواطـ­ـن قـبـل أن يـكـون سـيـاسـيـًا، مــذعــور مــن املستقبل الــذي ينتظر الباد، إن لم تتضافر جهود الجميع مـــن نـخـبـة ســيــاســ­يــة ومـــواطــ­ـنـــن، فالجميع يتحمل املسؤولية في إنهاء االنـقـاب وطي هـــــذه الـــصـــف­ـــحـــة مــــن أجـــــل اســـتـــئ­ـــنـــاف حــيــاة ديمقراطية قائمة على الـتـنـوع واالخــتــ­اف والتنافس من أجل الصالح العام». ويضيف الــــخـــ­ـريــــجــ­ــي أن «عـــــــــ­ـزوف الـــتـــو­نـــســـيـ­ــن عــن التصويت دليل على عدم إيمان التونسين بـقـدرة سعيد على تقديم مـا يطمحون إليه مــن اســتــقــ­رار سـيـاسـي وازدهـــــ­ـار اجـتـمـاعـ­ي، وأيـــضـــًا هـــنـــاك غـــيـــاب لـلـثـقـة فـــي كـــل الـطـبـقـة السياسية، وهذا أمر يجب اإلقرار به». من جهته، يعتبر عضو مبادرة «مواطنون ضد االنقاب»، أحمد الغيلوفي، في حديث

ًٍ مع «العربي الجديد» أن «سعيد فشل فشا ذريعًا بعد العزوف الكبير للشعب التونسي عما يسميه هو انتخابات تشريعية». ويرى أنــــه «ال يـمـكـن أن يـحـكـم أي شــخــص بـهـذه اإلجـراءات الشكلية، ال بد دائمًا من مشروع يـتـوافـق عليه الـشـعـب والــقــوى السياسية.

وهذا الرجل رأينا أنه ال يتمتع بأية شعبية كما قالت النتائج، وهو أيضًا ليس مسنودًا من أي طرف سياسي، وحتى حركة الشعب ال نـعـتـقـد أنـــهـــا تـــســـان­ـــده اآلن، واملــنــظ­ــمــات الــنــقــ­ابــيــة واملـــنــ­ـظـــمـــا­ت الـــكـــب­ـــرى تــبــحــث عن مــــخــــ­رج مـــــن هــــــذه الـــــــو­رطـــــــة». ويـــضـــي­ـــف أن «الــرجــل لــم يعد مـسـنـودًا إال ممن سـاعـدوه عــلــى االنـــقــ­ـاب، وهـــي قـــوى خـفـيـة ال نـجـزم بتحديدها، ويبدو أنها ال تزال تسانده، وإال ما واصل التنكر للواقع وللنتائج». ويـــشـــد­د الــغــيــ­لــوفــي عــلــى أنــــه «ال يـعـتـقـد أن القوى املعارضة ستتحد بعد كل هذا، ألنهم ال يــــســــ­انــــدون ســـعـــيـ­ــد ويـــتـــم­ـــنـــون ســـقـــوط­ـــه، ولكنهم فـي الـوقـت نفسه يتصارعون فيما بينهم على مرحلة ما بعد سعيد، ويفضلون الـــبـــق­ـــاء فـــي أمــاكــنـ­ـهــم صــامــتــ­ن ومــتــذمـ­ـريــن، ولــكــنــ­هــم ال يـــجـــاز­فـــون بـــاالتــ­ـحـــاد وإســـقـــ­اط سعيد ما لم يحسموا مسألة اقتسام السلطة بـــــعـــ­ــده». ويــــفـــ­ـســــر الـــغـــي­ـــلـــوفـ­ــي أســــبـــ­ـاب هـــذه املــواقــ­ف، موضحًا أن «األحــــزا­ب تنقسم إلى صنفن تقريبًا: صنف يجد نفسه إذا جرت انتخابات وفــق دسـتـور ،2014 وصـنـف ثـان جرب 10 سنوات حجمه ووزنـه االجتماعي، وعـــــرف أنــــه لـــن يـــكـــون فـــاعـــا فـــي انــتــخــ­ابــات حرة ونزيهة بحسب الدستور نفسه، لذلك ال يريدون املجازفة على قاعدة تعيدهم إلى ما كانوا سابقًا». ويبن الغيلوفي أن «الحل يكمن في مساهمة األحزاب الكبيرة، أي حركة النهضة والحزب الــــدســ­ــتــــوري الــــحـــ­ـر، فــــي الـــحـــد­يـــث مــــع بـقـيـة األحزاب الصغيرة على اقتسام السلطة بعد قـيـس سـعـيـد، بـاملـشـار­كـة بينهم ملـــدة تـــراوح بن 10 و51 عامًا». ويلفت إلى أن «ما يقدمه االتـــحــ­ـاد الـتـونـسـ­ي الــعــالـ­ـم لـلـشـغـل مـحـاولـة

أخيرة ويائسة للذهاب بالتوافقات والعملية الـسـيـاسـ­يـة وإخــراجــ­هــا مــن مـجـلـس الــنــواب، وبــالــتـ­ـالــي تــحــديــ­د شــكــل الــنــظــ­ام والــقــان­ــون االنـتـخـا­بـي ملــا بعد قيس سـعـيـد». ويوضح أنـــه «بـحـسـب االتـــحــ­ـاد واملــنــظ­ــمــات، يـجـب أن يــحــدد كـــل ذلــــك قــبــل ســقــوط ســعــيــد وعــــودة الــديــمـ­ـقــراطــي­ــة، ألنــهــم يــعــرفــ­ون أنــــه إذا وقــع اقتراح اإلصالحات السياسية والدستورية من طرف مجلس نواب منتخب، فسيكونون على يقني بأنهم لن يكونوا فاعلني». ويشير الغيلوفي إلــى أن «هــذه الجسيمات الحزبية الصغيرة تسعى بمساعدة االتحاد الفـتـكـاك املـــبـــ­ادرة بطريقة يـدعـوهـا االتـحـاد بــالــحــ­وار الــوطــنـ­ـي»، الفــتــًا إلـــى أن «العملية معقدة جــدًا، وسعيد لـن يسقط بانتخابات حـــتـــى فــــي عـــــام 2024 (مــــوعـــ­ـد االنـــتــ­ـخـــابـــ­ات الرئاسية) فهو ينكر االنتخابات. وال يمكن أن نـنـتـظـر مـــن شــخــص افـــتـــك كـــل الـسـلـطـا­ت بـــــاالن­ـــــقــــ­ـالب أن يـــــخـــ­ــرج بـــــاالن­ـــــتــــ­ـخـــــاب، فــكــل القرائن تقول إنه لن يخرج عبر االنتخابات، وسـيـكـون خــروجــه مـشـهـديـًا، ولـيـس سلسًا، كما عشناه طوال 10 سنوات ماضية». ويــــــرى الــغــيــ­لــوفــي أن «تــــونـــ­ـس مــقــبــل­ــة عـلـى سيناريوهات غامضة، وال يبدو أن هناك أي سيناريو سيحدث قبل عام ،2024 ألن هناك قوى خارجية ال تستطيع أن تجازف بإقصاء سعيد، وتراقب حالة االنقسام وعدم التفاهم بني الطبقة السياسية على بديل، فجميعهم يــخــشــو­ن الـــفـــر­اغ فـــي غـــيـــاب بـــديـــل. الــجــزائ­ــر وإيطاليا وفرنسا والواليات املتحدة تعيش حالة انزعاج من حدوث فراغ في تونس، وما يمسك سعيد إلى حد اآلن، أنهم هم من أتوا به، فضال عن خشيتهم من الفراغ أو االنزالق إلى صراع داخلي». حـمـلـت إيــــران عـلـى لــســان مـنـدوبـهـ­ا إلـى األمــــــ­م املـــتـــ­حـــدة أمـــيـــر ســعــيــد إيــــروان­ــــي، إســرائــي­ــل مـسـؤولـيـ­ة الــهــجــ­وم بـطـائـرات مسيرة على منشأة تابعة لوزارة الدفاع فـــي مــديــنــ­ة أصـــفـــه­ـــان، الــســبــ­ت املـــاضــ­ـي. وذكـــــر ســعــيــد إيــــروان­ــــي فـــي رســـالـــ­ة إلــى األمـــــن­ي الـــعـــا­م لـــألمـــ­م املــتــحـ­ـدة أنـطـونـيـ­و غـــوتـــي­ـــريـــس، أن «الـــتـــح­ـــقـــيــ­ـقـــات األولـــيـ­ــة تظهر أن النظام الصهيوني مسؤول عن الــهــجــ­وم اإلرهـــاب­ـــي عـلـى املـجـمـع الـتـابـع لوزارة الدفاع»، وذلك وفق ما نقلت وكالة أنباء «إيسنا» اإليرانية أمس الخميس. ولــــــم يــــقــــ­دم إيــــــرو­انــــــي تـــفـــاص­ـــيـــل بـــشـــأن الـــتـــح­ـــقـــيــ­ـقـــات، لـــكـــنـ­ــه ذكــــــر تـــصـــري­ـــحـــات ملـــــســ­ـــؤولــــ­ـني إســــرائـ­ـــيــــلـ­ـــيــــني فــــــي اآلونـــــ­ـــة األخيرة، أملحوا فيها الحتمال استهداف بــنــى تـحـتـيـة فـــي إيــــــرا­ن. ورأى املـــنـــ­دوب اإليـــران­ـــي أن عـلـى مجلس األمـــن الـدولـي «إدانة التصريحات العدوانية للسلطات الـصـهـيـو­نـيـة، والــطــلـ­ـب مـــن هــــذا الـنـظـام الـتـزام القوانني الدولية وإنـهـاء برامجه الــــخـــ­ـطــــرة ونــــشـــ­ـاطــــاتـ­ـــه الـــتـــد­مـــيـــري­ـــة فــي املـــنـــ­طـــقـــة». وشــــــدد ســعــيــد إيـــــروا­نـــــي فـي رسـالـتـه على أن «إيــــران تحتفظ بحقها املشروع واملتأصل في الدفاع عن أمنها القومي، والــرد بحزم على أي تهديد أو مــخــالــ­فــة مـــن الـــنـــظ­ـــام الــصــهــ­يــونــي، أنـــى وأينما رأت ذلك ضروريًا». وأعلنت السلطات اإليرانية مساء السبت املاضي «فشل» هجوم بطائرات مسيرة صــغــيــر­ة اســتــهــ­دف «مــجــمــع­ــًا عـسـكـريـًا» تابعًا لـوزارة الدفاع في أصفهان، وسط الــبــالد. وأشــــارت إلــى أن وسـائـط الـدفـاع الــجــوي دمــــرت إحـــداهــ­ـا، بينما انفجرت اثـــنـــت­ـــان أخــــريــ­ــان وتــســبــ­بــتــا بـــــ«أضــــرار طفيفة في سقف» أحد مباني هذا املجمع. ووصــفــت وكــالــة أنــبــاء «إرنـــــا» الرسمية

فـي وقــت الحــق الـطـائـرا­ت مـن دون طيار بأنها «مروحيات رباعية مزودة بقنابل صــغــيــر­ة». كـمـا بــث الـتـلـفـز­يـون الرسمي اإليــرانـ­ـي فـي وقــت الحــق لقطات لحطام الطائرات من دون طيار. ونقلت وسائل إعــــالم غــربــيــ­ة عـــن مــســؤولـ­ـني أمــنــيــ­ني لم تسمهم، تأكيدهم أن اسرائيل هي التي تقف خلف العملية. فـي املـقـابـل، بـــرزت روايـــة أخـــرى قدمتها وكالة «نور نيوز»، التي تعد مقربة من أوســـاط املجلس األعـلـى لألمن القومي، إذ اتـــهـــم­ـــت فـــصـــائ­ـــل كــــرديــ­ــة مـــعـــار­ضـــة لــــطــــ­هــــران، وتـــتـــخ­ـــذ مــــن شــــمــــ­ال الــــعـــ­ـراق مـــقـــرًا، بــالــضــ­لــوع فـــي الــعــمــ­لــيــة لـصـالـح جـهـاز أجنبي. وأشـــارت الـوكـالـة إلــى أن أجزاء من الطائرات املسيرة املستخدمة «دخــلــت إلــى جـانـب مـــواد متفجرة، إلى إيــران بمشاركة وتوجيهات الجماعات الكردية املناهضة للثورة املتمركزة في إقـلـيـم كــردســتـ­ـان الـــعـــر­اق». وأضــافــت أن ذلـــك جـــاء بــنــاء عـلـى «أوامـــــر جــهــاز أمـن أجـنـبـي»، قـبـل أن يـتـم «تجميع األجـــزاء واملواد املذكورة أعاله في ورشة مجهزة باستخدام قوات مدربة». فـــي ســـيـــاق آخـــــر، أكـــــدت إيــــــرا­ن أن كشف الـــوكـــ­الـــة الـــدولــ­ـيـــة لــلــطــا­قــة الــــذريـ­ـــة أنــهــا أجـرت تعديالت غير معلنة على أجهزة طــرد مـركـزي لتخصيب الـيـورانـ­يـوم في مــنــشــأ­ة فــــــورد­و، يـــعـــود إلــــى «خـــطـــأ» من أحــــد املــفــتـ­ـشــني الـــدولــ­ـيـــني، وأن املــســأل­ــة سبق إيضاحها وحلها. وأوردت الوكالة التابعة لـألمـم املـتـحـدة فـي تقرير سري اطـــلـــع­ـــت عــلــيــه وكــــالــ­ــة «فــــرانــ­ــس بـــــرس»، أول مـــــن أمـــــــس األربـــــ­ـــعــــــ­ــاء، أن طــــهــــ­ران أدخلت تعديال جوهريًا على الربط بني

أبدى غروسي قلقه من أن إيران أدخلت تغييرًا جوهريًا في فوردو

سعيد إيرواني: إيران تحتفظ بحقها في الرد على النظام الصهيوني

سلسلتني تعاقبيتني مـن أجـهـزة الطرد لـلـتـخـصـ­يـب بــنــســب­ــة تـــصـــل إلـــــى 60 فـي املائة في فوردو، من دون إخطارها بذلك بشكل مسبق. وأفــــادت الـوكـالـة الـدولـيـة بــأن مفتشيها اكتشفوا خالل عملية تفتيش غير معلنة مسبقًا وجرت في 21 يناير/كانون الثاني املــاضــي، أن «سلسلتي طــرد مـركـزي من طراز آي آر-6 مترابطتان بطريقة تختلف اخــتــالف­ــًا جــوهــريـ­ـًا عــن طـريـقـة التشغيل التي أعلنتها إيــران للوكالة». وأضافت في تقريرها إلى الدول األعضاء، أن إيران استخدمت هاتني السلسلتني منذ أواخر عــام 2021 إلنــتــاج الـيـورانـ­يـوم املخصب بنسبة تصل إلى 60 في املائة. وأشـارت إلى أن إيران أبلغتها في وقت الحق بعد التفتيش، أنها «أجــرت هـذا التغيير في 16 يناير»، املـاضـي. وأعلنت طهران في نــوفــمــ­بــر/تــشــريــ­ن الــثــانـ­ـي املـــاضــ­ـي أنـهـا بدأت للمرة األولى في فوردو، تخصيب الـــيـــو­رانـــيـــ­وم بـنـسـبـة 60 فـــي املــــائـ­ـــة، في خطوة لقيت انتقاد دول غربية عدة. وأبــــــد­ى املـــديــ­ـر الـــعـــا­م لــلــوكــ­الــة رافــايــي­ــل غــــروســ­ــي قــلــقــه مــــن أن إيـــــــر­ان «أدخـــلـــ­ت تغييرًا جوهريًا فـي معلومات تصميم محطة تخصيب الــوقــود فـي مـا يتعلق بــإنــتــ­اج الـــيـــو­رانـــيـــ­وم عـــالـــي التخصيب مــن دون إبــــالغ الــوكــال­ــة مـسـبـقـًا». وكــان غـــــــرو­ســـــــي حـــــــــ­ـــذر األســــــ­ــبـــــــ­ـوع املـــــاض­ـــــي أمــــام الـــبـــر­ملـــان األوروبـــ­ـــــي، مـــن أن إيــــران «جــمــعــت مـــا يــكــفــي مـــن املــــــو­اد الــنــووي­ــة لصنع الـعـديـد مــن األسـلـحـة الــنــووي­ــة»، خصوصًا اليورانيوم عالي التخصيب. وقـــال املتحدث بـاسـم املنظمة اإليرانية لــلــطــا­قــة الــــذريـ­ـــة بـــهـــرو­ز كـــمـــال­ـــونـــدي إن «أحد مفتشي الوكالة كان قد أفاد سهوًا بـأن إيــران أجــرت تغييرات في إجــراءات الــتــشــ­غــيــل» فـــي فــــــورد­و، وفــــق مـــا نقلت وكـــالـــ­ة «إرنـــــــ­ا» الـــرســـ­مـــيـــة. وأضــــــا­ف أنــه فــي أعــقــاب تـقـديـم طــهــران «إيـضـاحـات» بــــهــــ­ذا الـــــشــ­ـــأن، «أدرك املـــفـــ­تـــش خـــطـــأه، وبعد التنسيق مع أمانة الوكالة الذرية الــدولــي­ــة، تــم حـــل األمـــــر». وتعليقًا على كـالم غروسي رأى كمالوندي: «إذا كان السيد غروسي قد قال ذلك فإنني أرجح أن معلوماته لم يتم تحديثها»، مؤكدًا أن إيـــران سبق أن ردت على رسـالـة من الوكالة الدولية بهذا الصدد.

 ?? (زبير سويسي/رويترز) ?? فرز صندوق اقتراع بانتخابات الدور الثاني، األحد الماضي
(زبير سويسي/رويترز) فرز صندوق اقتراع بانتخابات الدور الثاني، األحد الماضي
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar