سورية: دوالر الحواالت بسعر السوق السوداء
فـي خطوة وصفها مختصون، بتعويم تدريجي، أصدر مصرف سورية املركزي أمس، القرار رقم ،144 الخاص باعتماد نشرة أسعار صرف جـديـدة باسم نشرة الــحــواالت والصرافة، رافـــعـــا ســعــر تــصــريــف الــــحــــواالت الـــــواردة عبر شبكات التحويل العاملية إلــى سعر السوق الـسـوداء إذ رفـع الـــدوالر إلـى 6650 ليرة، والـيـورو إلـى 8328.97 ليرة. وسمح قـرار املصرف املركزي السوري للمصارف وشــركــات الـصـرافـة بتسلم قـيـم الــحــواالت الـــخـــارجـــيـــة الـــــــــــواردة وتـــصـــريـــف املـــبـــالـــغ النقدية «كــاش»، وفـق سعر صـرف مقارب لسعر التداول «السعر املحدد وفق العرض والـــطـــلـــب بـــســـوق الـــقـــطـــع غـــيـــر الـــرســـمـــي» معتبرًا خــال تعميم أمـــس، أن هــذا الـقـرار يحقق ميزات مهمة إضـافـة لتعديل سعر الــــــحــــــواالت والــــتــــصــــريــــف، وهــــــي تـسـهـيـل عمليات التصريف املباشر لدى املصارف. يـــقـــول مـــصـــدر وصــــف نــفــســه بــاملــطــلــع من دمشق إن «التعويم جاء بأوامر من رئيس النظام بشار األسد»، كاشفا عبر اتصال مع «العربي الجديد» أن األسد التقى «أخيرًا» مـع اللجنة االقتصادية «مـن دون اإلعـان عن االجتماع بوسائل اإلعام» وأصدر لهم تعليمات تتعلق بتوحيد سـعـر الـصـرف وإعطاء اإلنتاج أولوية خاصة. ويضيف املـصـدر، الــذي رفــض ذكــر اسمه، من العاصمة السورية دمشق أن القرارات الــــتــــي صـــــــدرت وأخـــــــــرى ســـتـــصـــدر تــبــاعــا خاصة لجهة دعم رجال األعمال وتضمني سلع جـديـدة إلــى قائمة الـدعـم املمولة من املصرف املـركـزي، يمكن أن تغير من واقع اإلنـــتـــاج واســتــقــرار الــلــيــرة الــســوريــة التي تشهد تهاويا مستمرا منذ نحو شهرين. وتراجع سعر صرف الليرة السورية، أمس، بنحو 200 لـيـرة مـقـابـل الــــدوالر عــن سعر أمس، بعد أن سجل الدوالر بالسوق 6900 ليرة ووصل الذهب إلى أعلى سعر بتاريخ الــبــاد، مسجا 382 ألــف لـيـرة لـلـغـرام من عيار 21 قيراطا. ويـــرى االقـتـصـادي الــســوري، حسني جميل أن قرارات حكومة األسد تأتي متأخرة على الــدوام، ففي حني أصـدر البنك املركزي قرار تسعير دوالر الـحـواالت بــــ0566 ليرة وصل الـسـعـر بـالـسـوق إلـــى 6900 لــيــرة، مــا يعني استمرار تسرب الـحـواالت إلـى دول الجوار وعـــودتـــهـــا لــلــســوق الـــســـوريـــة بـــالـــلـــيـــرة، ما يزيد التضخم ويفوت على سورية نحو 5 مـايـني دوالر حــــواالت يـومـيـة مــن الــخــارج. ويـــضـــيـــف جــمــيــل لــــ«الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد» أن املرسوم الرئاسي يبقى أقوى من القرارات،
ففي حــني أصـــدر بـشـار األســـد املــرســوم رقم 3 لعام 2020 بتجريم كل من يتعامل بغير الليرة، سمح قرار املركزي للمصارف بشراء القطع األجنبي من األفراد بالسعر املتداول. وحـول أهـم الـقـرارات النقدية التي أصدرها ملصرف املركزي أخيرًا، يشير جميل إلى أنه تم رفع سقف السحب اليومي من املصارف إلــى 15 مليون لــيــرة، ورفـــع مبلغ التحويل بني املحافظات السورية والسماح للتجار بالشراء والبيع للمصارف الخاصة بالسعر الرائج. ولكن، يختم جميل، جميع القرارات متأخرة والسوق تسبق النظام، لذا لن نرى أي فـــائـــدة، بـــل تـــراجـــع مـسـتـمـر لــلــيــرة. ولــم يـــطـــاول قــــرار املـــركـــزي الـــيـــوم ســعــر الــــدوالر الـــرســـمـــي أو املــــحــــدد لـــلـــمـــصـــارف الــعــامــلــة بــســوريــة، بــل أبــقــى الـسـعـر عـنـد 4522 ليرة للدوالر الواحد وفق ما حدده في الثاني من كانون الثاني/يناير املاضي.