قفزة تجارية بين السعودية وُعمان

قفزة نوعية تشهدها العاقات االقتصادية بني سلطنة عمان واململكة العربية السعودية، خـاصـة على املستوى الـتـجـاري، مـا بــدا أثـره عـــلـــى فـــعـــالـــيـــات أعــــمــــال مـــنـــتـــدى االســتــثــمــار الـسـعـودي العماني بــالــريــاض، الـــذي انطلق أول مــن أمـــس األربـــعـــاء، بــعــدد مــن الجلسات الـــــحـــــواريـــــة الســـــتـــــعـــــراض آفــــــــاق الـــقـــطـــاعـــات االستثمارية الواعدة بني البلدين. وشهد املنتدى توقيع 13 اتفاقية في قطاعات النفط والبتروكيميائيات والطاقة املتجددة والهيدروجني األخضر والتعدين والسياحة والــــخــــدمــــات الـــلـــوجـــســـتـــيـــة والـــنـــقـــل وريـــــــادة األعمال والثروة السمكية وغيرها. وفــــي صــــــدارة تــلــك االتـــفـــاقـــيـــات، جــــاء تـوقـيـع وزارة املالية العمانية والصندوق السعودي لـــلـــتـــنـــمـــيـــة عــــلــــى مــــــذكــــــرة تــــفــــاهــــم لـــتـــمـــويـــل مـــشـــروع إنـــشـــاء الـبـنـيـة األســاســيــة للمنطقة االقتصادية املتكاملة بمحافظة الظاهرة في سـلـطـنـة عـــمـــان. وتـتـمـيـز الــظــاهــرة بموقعها االسـتـراتـيـجـي الـــحـــدودي مــع الـسـعـوديـة، ما يعظم من أهمية مشروع املنطقة الحرة الذي تقدر تكلفة مرحلته األولى بنحو 122 مليون

ريال عماني 317.2( مليون دوالر)، ويقع على بعد نحو 20 كيلومترًا من منفذ الربع الخالي الـــحـــدودي. وكــانــت الهيئة الـعـامـة للمناطق االقتصادية الخاصة والحرة بسلطنة عمان قد أكملت دراسات املخطط الرئيسي لتطوير املنطقة االقتصادية املتكاملة بالظاهرة، التي خصصت لها مساحة 388 كيلومترًا. وتناولت جلسة املنتدى األولــى التكامل في الطاقة املتجددة واملستدامة والهيدروجني، في إطار استهداف التحول إلى اقتصاد خال مــن الــكــربــون والـــوفـــاء بــااللــتــزامــات الوطنية واإلقـــلـــيـــمـــيـــة لـــلـــحـــد مـــــن انــــبــــعــــاثــــات غــــــازات االحــتــبــاس الـــحـــراري وآثــــار تـغـيـر املــنــاخ من خال تسريع التحول للطاقة النظيفة والبدء بـــمـــبـــادرات وإجـــــــــراءات عــاملــيــة فـــوريـــة للحد مـــن انــبــعــاثــات الـــكـــربـــون. ونــاقــشــت الجلسة

مذكرة تفاهم لتمويل البنية األساسية لمنطقة الظاهرة االقتصادية

الثانية فــرص التكامل فـي الـطـاقـة املتجددة وســــاســــل اإلمـــــــــــداد، بـــحـــضـــور مــمــثــلــني عـن سلطنة عـمـان مــن ميناء صـحـار ومجموعة أســيــاد، وعــن السعودية مـن بـرنـامـج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية وهــيــئــة تــنــمــيــة الـــــصـــــادرات. وخـــتـــم املــنــتــدى جلساته بمناقشة سبل االستثمار بالسياحة والـــتـــطـــويـــر الــــعــــقــــاري، بــــوجــــود مــمــثــلــني مـن الــــجــــانــــب الــــعــــمــــانــــي يــــضــــم وزارة الـــــتـــــراث والـسـيـاحـة وشــركــة مـيـسـان الــعــقــاريــة، فيما ضم الجانب السعودي ممثلني عن صندوق التنمية السياحي والشركة الوطنية لإلسكان وشـــركـــة دار األركـــــــان. جــــاء املــنــتــدى بـمـثـابـة فــرصــة لــتــبــادل رجــــال األعـــمـــال الــــرؤى بشأن كيفية إزالة العوائق التي تواجه املستثمرين السعوديني في سلطنة عمان، وتسهيل دخول املــنــتــجــات الــعــمــانــيــة لــــأســــواق الــســعــوديــة، وإيـــجـــاد حــلــول لــشــهــادة املــنــشــأ والــضــريــبــة الجمركية التي تفرضها الحكومة السعودية على املنتجات والـصـنـاعـات العمانية، وهو ما أبدى املسؤولون السعوديون استعدادهم لــلــوصــول إلـــى حــلــول جـــذريـــة بــشــأنــه، وعـلـى رأسهم وزيـر االستثمار السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح.