فنانون لبنانيون في ظروف صحية صعبة: يد العون قصيرة
كما كل اللبنانيين، يعاني الفنانون من أزمات صحية تدفع بعضهم إلى االستعانة بوسائل اإلعالم ومواقع التواصل االجتماعي لطلب المساعدة
حــمــلــت األزمـــــــة االقـــتـــصـــاديـــة الـــتـــي تـعـصـف بلبنان مزيدًا من املآسي، منها فقدان التأمن الصحي واالستشفائي، مـا طــاول كثيرًا من الفنانن، ليعانوا من ضائقة صحية ومادية. في هذا السياق، نشر املغني اللبناني هاني صقر، خـالل األسـبـوع املـاضـي، فيديو يطلب فـــيـــه املــــســــاعــــدة لـــدخـــولـــه املـــســـتـــشـــفـــى. صـقـر تـــخـــرج مـــن بــرنــامــج «اســـتـــديـــو الـــفـــن» مطلع الــتــســعــيــنــيــات مــــن الــــقــــرن املـــــاضـــــي، وتــمــيــز بصوته وأدائـــه، على الرغم من عـدم تحقيقه للنجومية كباقي زمـالئـه، مثل وائــل كفوري وفارس كرم. أصـــيـــب هـــانـــي صـــقـــر قـــبـــل عـــامـــن بــفــيــروس كـــــورونـــــا، وتـــســـبـــب ذلـــــك بـــتـــداعـــيـــات صـحـيـة يعاني منها حتى اآلن، ومنها تلف في الرئة، مــا يتطلب بــن وقــت وآخـــر مـراجـعـة األطـبـاء والدخول إلى املستشفى للمتابعة، أو لتلقي الــــعــــالج. لــكــنــه وبـــعـــد الـــوضـــع االســتــشــفــائــي الـــكـــارثـــي، لـــم يــعــد بــإمــكــانــه االســـتـــمـــرار في دفــع مصاريف وتكلفة الـعـالج، مـا دفعه إلى االسـتـنـجـاد عـبـر فـيـديـو مـسـجـل، يطلب فيه مــســاعــدة املــســؤولــن وزمـــالئـــه مــن الـفـنـانـن. وعـــلـــى الــــفــــور، عــمــد الـــفـــنـــان فـــــارس كــــرم إلــى املساعدة، وهي ليست املرة األولى التي يقوم بها كرم بمساعدة زميله. كان كرم قدم العون لـصـقـر بـعـد إصــابــتــه بــكــورونــا، وتـمـكـن قبل أسبوع من إدخاله للمستشفى لتلقي العالج الالزم. في الوقت نفسه، نشر بعض الفنانن الفيديو الخاص بزميلهم عن طريق املشاركة على وسائل التواصل االجتماعي، لكن أحدًا لم يتحرك، وغابت نقابة الفنانن عن السمع. يــــرفــــض الــــفــــنــــان فــــــــارس كــــــرم الــــحــــديــــث عــن مــبــادرتــه فــي اتــصــال مــع «الــعــربــي الـجـديـد». يكتفي بالقول باقتضاب: «الله يشفي هاني صقر، ويصبر الناس الباقن بلبنان على ما وصلنا إليه». ولـــيـــس بـــعـــيـــدًا، نــهــايــة الـــعـــام املــــاضــــي، أثـــار الـزمـيـل أنــدريــه داغـــر قضية مـعـانـاة املغنية جورجيت صايغ، التي عرفت في السبعينيات والــثــمــانــيــنــيــات مـــن الـــقـــرن املــــاضــــي، وكــانــت شريكة نجاح املدرسة الرحبانية في املسرح والتلفزيون، خصوصًا من خـالل مشاركتها في مسرحية «سهرية» لزياد الرحباني. كشف داغر عن الحالة الصحية الصعبة التي تمر بها الفنانة جورجيت صايغ، معلنًا أنها تعاني مـن ضعف فـي النظر، وتـكـاد عينها تنطفئ، فيما الـعـن الـثـانـيـة مـصـابـة بـاملـاء الـــزرقـــاء وال يمكنها تــأمــن املـبـلـغ الـخـاص بكلفة العالج. اإلعالن دفع اإلعالمي ريكاردو كــــرم، عـبـر حـسـابـه الـــخـــاص عـلـى «تــويــتــر»، إلى القول: «جورجيت صايغ تتألم وحيدة. الفنانة اللبنانية التي أسعدتنا لعقود من الــزمــن، والــتــي وقـفـت عـلـى أهـــم املــســارح في لبنان والعالم، تعاني وتواجه قسوة الحياة وخريف العمر من دون سند وضمانة. نداء إلى الجميع ملساندتها كي يعود النور إلى العينن الـسـوداويـن، كما كتب ولـحـن لهما زيـــــاد الـــرحـــبـــانـــي». يـــؤكـــد أنــــدريــــه داغـــــر في اتــصــال مــع «الــعــربــي الــجــديــد»، أن الصايغ تــمــكــنــت مــــن مــعــالــجــة نــفــســهــا بـــعـــد تــقــديــم يــد الــعــون مــن قـبـل نـاشـطـن، ومـــن ضمنهم الــطــبــيــب الــلــبــنــانــي هـــراتـــش ســـبـــاغـــازريـــان، الـــــــذي يــــحــــاول مــــع أصــــدقــــائــــه الـــعـــمـــل عـلـى مساعدة الفنانن، وتأمن ما يضمن األمان الـصـحـي لــهــم. يـسـتـغـل بـعـض الـفـنـانـن في لبنان مواقع التواصل االجتماعي كمحاولة أخيرة للتغلب على أزمات صحية ممكن أن يتعرض لها الجميع، فيما يغلب الصمت والـخـجـل عـلـى بعضهم اآلخــــر، وهـــم بـأمـس الحاجة إلى مد يد املساعدة.