باكستان: الحكومة تشرك األحزاب في بحث الوضع األمني
يــــحــــاول رئـــيـــس الـــحـــكـــومـــة الــبــاكــســتــانــيــة شــــهــــبــــاز شــــــريــــــف، عــــبــــر دعــــــوتــــــه زعــــمــــاء األحـــــــــــــزاب، حــــتــــى املـــــعـــــارضـــــة مــــنــــهــــا، إلــــى اجـــتـــمـــاع الـــثـــالثـــاء املـــقـــبـــل، الـــحـــصـــول على أكبر إجـمـاع لوضع خطة ملواجهة تدهور األمـــــــــن فــــــي الــــــبــــــالد، فـــيـــمـــا كـــــــان الـــجـــيـــش الـــبـــاكـــســـتـــانـــي يــــداهــــم مـــخـــبـــأ فــــي مـنـطـقـة وزيــرســتــان الـشـمـالـيـة، الــتــي كــانــت تعتبر معقال لحركة «طالبان باكستان». ودعــــا رئــيــس الــــــوزراء شـهـبـاز شــريــف إلـى اجـتـمـاع لــقــادة جميع األحــــزاب السياسية املـتـحـالـفـة فـــي الــحــكــومــة واملـــعـــارضـــة لـهـا، الــثــالثــاء املــقــبــل، مــن أجـــل الـتـبـاحـث بـشـأن الــــوضــــع األمــــنــــي، بـــعـــد الـــهـــجـــوم الــــدمــــوي، اإلثـــنـــن املـــاضـــي، عــلــى مـسـجـد فـــي مـديـنـة بـيـشـاور شــمــال غــربــي الـــبـــالد، والــــذي أدى إلـى مقتل 101 شخص، جلهم من عناصر الـــشـــرطـــة، وإصــــابــــة أكـــثـــر مـــن 200 آخــريــن بـــــجـــــروح. وذكــــــــرت مـــــصـــــادر حـــكـــومـــيـــة أن الحكومة دعــت جميع الـقـادة السياسين، بـــمـــن فـــيـــهـــم عــــمــــران خـــــــان، زعــــيــــم «حـــركـــة اإلنـــــــصـــــــاف» ورئـــــيـــــس الـــــــــــــوزراء الـــســـابـــق وأشــد املـعـارضـن للحكومة. وتـأتـي دعـوة الـــحـــكـــومـــة قــــــادة األحــــــــزاب لــعــقــد اجــتــمــاع بـــالـــتـــزامـــن مــــع حـــمـــلـــة اعــــتــــقــــاالت طـــاولـــت املـــعـــارضـــن لـــهـــا. فــبــعــد أن اعــتــقــلــت نـائـب خان، وزير القانون السابق فؤاد شودري، أوقــفــت الـسـلـطـات الباكستانية، الخميس املــاضــي، وزيـــر الـداخـلـيـة فــي حـكـومـة خـان السابقة، شيخ رشيد أحمد، بتهمة توجيه الـتـهـديـدات للرئيس الباكستاني السابق آصــــف عــلــي زرداري. ويـــــرى مـــراقـــبـــون أن جـــهـــود الــحــكــومــة مـــن أجــــل تــوحــيــد كـلـمـة األحــــــــزاب، ووضـــــع خــطــة شــامــلــة ملــواجــهــة الـــوضـــع األمـــنـــي واملــعــيــشــي، قـــد تـواجـهـهـا عــــراقــــيــــل مـــــن أبـــــرزهـــــا حـــمـــلـــة االعــــتــــقــــاالت األخيرة التي طاولت قيادين في أحزاب. مــــن جـــهـــتـــهـــا، اعـــتـــبـــرت وزارة الـــخـــارجـــيـــة الــبــاكــســتــانــيــة أنــــه آن األوان ألن تـسـاعـد الــحــكــومــة األفــغــانــيــة إســــالم أبــــاد مـــن أجــل الــقــضــاء عــلــى اإلرهـــــــاب، طــالــبــة مـــن حـركـة «طـــالـــبـــان» األفــغــانــيــة أن تـعـمـل بــجــد ضد اإلرهــــــــــــاب والـــــجـــــمـــــاعـــــات املـــســـلـــحـــة الـــتـــي تـسـتـهـدف املــصــالــح الـبـاكـسـتـانـيـة. ويـأتـي الـطـلـب الـبـاكـسـتـانـي ردًا عـلـى تصريحات وزيـــــر الـــخـــارجـــيـــة فـــي حــكــومــة «طـــالـــبـــان» املـــال أمــيــر خـــان مـتـقـي، الـــذي أكـــد أن بــالده ال دخـــــل لـــهـــا بـــمـــا تـــشـــهـــده بـــاكـــســـتـــان مـن مــــوجــــة أعـــــمـــــال عــــنــــف، وتــــحــــديــــدًا هـــجـــوم مــديــنــة بـــيـــشـــاور. وقـــالـــت املــتــحــدثــة بـاسـم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرا بـــلـــوش، فـــي بـــيـــان، إن بـــالدهـــا تــتــوقــع من أفـغـانـسـتـان مـسـاعـدتـهـا مــن أجـــل الـقـضـاء على ظاهرة اإلرهـاب، وعلى كابول أن تفي بما قطعته من وعـود مع املجتمع الدولي. ولفتت إلى أن باكستان تعتبر قضية قتل املـدنـيـن وعـنـاصـر األمـــن حساسة للغاية، وال تــســاوم عليها، و«مـــن هـنـا، نـتـوقـع من أفــغــانــســتــان أن تــــدرك ذلـــــك»، مــوضــحــة أن «اإلرهــــــــــاب خـــطـــر عـــلـــى كـــــل مــــن بــاكــســتــان وأفــغــانــســتــان، لــذلــك ال بـــد مـــن اسـتـئـصـال جذوره». ولــفــتــت إلــــى أن الـــخـــارجـــيـــة الـبـاكـسـتـانـيـة تعي مـا قـالـه وزيـــر الـخـارجـيـة فـي حكومة «طـــالـــبـــان»، لـكـنـهـا تــؤكــد أن كــل مــن يعبث بــأمــن بــاكــســتــان ويــقــتــل املــدنــيــن تـتـعـامـل معه بشدة، موضحة «أنـه «ال نوجه التهم ألي أحــــد، ولــكــن نـطـلـب الـــتـــعـــاون مـــن أجــل الــقــضــاء عــلــى اإلرهـــــــاب». مـــن جــهــة ثـانـيـة، أعــــلــــن الـــجـــيـــش الـــبـــاكـــســـتـــانـــي، فـــــي بـــيـــان أمـــــس الـــجـــمـــعـــة، أن قــــواتــــه داهــــمــــت مـخـبـأ لـــلـــمـــتـــشـــدديـــن فـــــي مـــعـــقـــل ســــابــــق لــحــركــة «طــالــبــان بــاكــســتــان» بــالــقــرب مــن الــحــدود مــــــع أفــــغــــانــــســــتــــان، مــــــا أدى إلـــــــى تــــبــــادل إطـــــــالق نــــــار أســــفــــر عـــنـــه مـــقـــتـــل اثــــنــــن مـن املسلحن. وأوضـح أن «القوات عثرت على مــخــبــأ لــألســلــحــة فـــي مــخــبــأ لـلـمـتـشـدديـن بــوزيــرســتــان الــشــمــالـيــة» فـــي إقــلــيــم خيبر بـخـتـونـخـوا، شـمـال غـربـي الــبــالد، مضيفًا أن املـــســـلـــحـــن الــــلــــذيــــن قــــتــــال شـــــاركـــــا فــي هجمات سابقة على قوات األمن. ولم يقدم الــبــيــان مـــزيـــدًا مـــن الـتـفـاصـيــل، ولـــم تـعــرف على الفور هوية املسلحن القتيلن.