«الحوار الوطني» المصري يتحول إلى جلسات استشارية
عــلــمــت «الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد» أن شـخـصـيـات مـحـسـوبـة عـلـى املــعــارضــة املــصــريــة تجتمع بــــشــــكــــل غــــيــــر رســـــمـــــي مــــــع مـــــســـــؤولـــــني فــي أجـــهـــزة ســيــاديــة بـــني حـــني وآخـــــر، للتباحث حــــول األوضـــــــاع الــســيــاســيــة واالقـــتـــصـــاديـــة الــــتــــي تـــمـــر بـــهـــا الـــــبـــــالد، ومــــحــــاولــــة إيـــجـــاد حــلــول لــتــهــدئــة الــغــضــب الــشــعــبــي املـتـنـامـي بـسـبـب الـــزيـــادة الــكــبــيــرة فـــي أســـعـــار السلع الـرئـيـسـيـة والـــخـــدمـــات. وقـــالـــت مـــصـــادر من داخـــــل «الـــحـــركـــة املـــدنـــيـــة الــديــمــقــراطــيــة» إن الناشطني السياسيني املفرج عنهما أخيرًا، زيــــــاد الــعــلــيــمــي وحــــســــام مــــؤنــــس، «الــتــقــيــا مسؤوال في الدائرة القريبة من الرئيس عبد الـفـتـاح الـسـيـسـي، أكــثــر مــن مـــرة، فــي الفترة املاضية، وقدما مقترحات في ملفات معينة، المتصاص الغضب الشعبي». وقـــالـــت املـــصـــادر إن «األشــــخــــاص املـمـثـلـني للحركة املدنية، الـذيـن كـانـوا ينقلون رؤيـة الـــحـــركـــة حـــــول الــــحــــوار إلـــــى إدارة الـــحـــوار مـــتـــمـــثـــلـــة فـــــي املـــــخـــــابـــــرات الـــــعـــــامـــــة، جــــرى استبدالهم بزياد العليمي وحسام مؤنس، نظرًا النشغال حمدين صباحي ومرضه في الفترة األخيرة، وانشغال خالد يوسف في مسلسله التلفزيوني الـذي من املفترض أن يـعـرض خــالل شهر رمــضــان املـقـبـل، والــذي يــــقــــدم فـــيـــه شــخــصــيــة الـــبـــطـــل األســــطــــوري (السلطان حامد)». ولـــفـــتـــت املــــصــــادر إلـــــى أن «الـــنـــاشـــط حــســام مــؤنــس، الـــذي أفــــرج عـنـه بـعـد يـــوم واحـــد من طـلـب املـــرشـــح الــســابــق لــرئــاســة الـجـمـهـوريـة حمدين صباحي من الرئيس السيسي، خالل لــقــائــهــمــا عــلــى هـــامـــش حــفــل إفـــطـــار األســــرة املصرية فـي إبـريـل/نـيـسـان املــاضــي، هـو من اقــتــرح تـأجـيـل قــــرار رفـــع أســعــار الـــوقـــود في الفترة الحالية تجنبا لتفاقم أزمة األسعار». وكــشــفــت املـــصـــادر أن «الــعــلــيــمــي قــــدم أيـضـا مــقــتــرحــات بـــشـــأن طــــرق الـــخـــروج مـــن األزمــــة االقـــتــــصــــاديــــة والـــســـيـــاســـيـــة الــــتــــي تـعـيـشـهـا الـــبـــالد، مـنـهـا الــتــوســع فـــي ســيــاســة اإلفــــراج عـن املعتقلني السياسيني، واتـخـاذ إجـــراءات لتخفيف الـفـقـر»، مضيفة أن «العليمي يعد بــرنــامــجــا شـــامـــال لـــإصـــالح وأنــــه يــفــكــر، في الــفــتــرة الــحــالــيــة، فـــي الــتــرشــح لـالنـتـخـابـات الـرئـاسـيـة املقبلة املــقــررة فــي .»2024 وحــول ذلك، قال العليمي في تصريحات تلفزيونية، قبل أيام، تعليقا على االستعداد لالنتخابات البرملانية والـرئـاسـيـة املقبلة، إن «جـــزءًا من املشكلة أن االستعدادات تتم في آخر لحظة، بينما املـفـروض أن تحصل قبل االنتخابات
العليمي قدم مقترحات بشأن طرق الخروج من األزمة االقتصادية
بـــفـــتـــرة طــــويــــلــــة، وتـــــجـــــرى مـــنـــاقـــشـــة كــيــفــيــة التحرك»، مضيفا: «يجب أن تكون هناك عدالة في الحق في الترشح والدعاية، غير ذلـك، ال أعتقد أن هناك انتخابات». وكان السيسي قد أصدر قـرارات بالعفو عن مجموعة محدودة من الناشطني السياسيني، ارتباطا بحديثه عن ضرورة إطالق «حوار سياسي» للتباحث حول األزمة االقتصادية التي تشهدها البالد. وبخالف العليمي، فإن مؤنس محسوب على صباحي. ومنذ دعوة السيسي، التي أطلقها نهاية إبـريـل املـاضـي مـن أجــل حــوار وطني، مرت تسعة أشهر من دون تحقيق أي خطوة حقيقية على الصعيد العملي. فعلى الرغم من عقد العديد من االجتماعات بني املسؤولني في الجهة املسؤولة عن تنظيم الحوار، وبني ممثلني لـ«الحركة املدنية الديمقراطية»، مثل صباحي وخــالــد يـوسـف والـصـحـافـي خالد داود، إال أن تلك االجتماعات، باإلضافة إلى الجلسات التحضيرية التي عقدها مجلس أمـــنـــاء الـــحـــوار بــرئــاســة نـقـيـب الـصـحـافـيـني ضياء رشـــوان، لـم تــؤد إلــى نتيجة ملموسة حـتـى اآلن، إذ لــم يعلن حـتـى مـوعـد انـطـالق جلسات الحوار. وكـان أحـدث بيان صحافي صــادر عن «مجلس أمناء الـحـوار» قد صدر في 12 يناير/كانون الثاني املاضي، بتحديد املوضوعات التي من املفترض أن تناقشها الـــلـــجـــان الـــفـــرعـــيـــة تــمــهــيــدًا لـــبـــدء الــجــلــســات الفعلية، التي لم يحدد موعدها. وفـــي الــســيــاق، عـلـمـت «الــعــربــي الــجــديــد» أن مجلس أمناء الحوار يستعد لتنظيم جلسة غـــدًا اإلثـــنـــني، ملـنـاقـشـة بـقـايـا جـــدول األعــمــال وتـــشـــكـــيـــل الـــلـــجـــان الـــفـــرعـــيـــة، إذ إن بـعـض األحــــــزاب لـــم تـــقـــدم بــعــد أســـمـــاء مـرشـحـيـهـا. وقـالـت مـصـادر مـن داخــل الحركة املدنية إن «هناك حالة من الشد والجذب داخل الحركة حول مبدأ املشاركة في الحوار، ال سيما بعد القرارات االقتصادية التي اتخذتها الحكومة في الفترة املاضية». ولفتت املصادر إلى أن «حــــزب الــكــرامــة عــلــى سـبـيـل املـــثـــال، رفـضـت هيئته العليا املشاركة، لكن مؤسسه حمدين صــبــاحــي والــنــاشــط حــســام مــؤنــس يميالن إلـــى املــشــاركــة». وأضــافــت أن «هــنــاك أحــزابــا رفضت املـشـاركـة ثـم عدلت عـن قــرارهــا، مثل حــزب التحالف الشعبي الـديـمـقـراطـي الــذي قــدم أسـمـاء مرشحيه للمشاركة فـي اللجان الفرعية للحوار». وتابعت املـصـادر: «هناك أحــــــزاب مــتــمــاهــيــة أصـــــال مـــع دعـــــوة الــنــظــام للحوار، ومنها الحزب املصري الديمقراطي برئاسة فريد زهران». وفـــــي الــــوقــــت الـــــــذي لــــم يـــتـــحـــدد فـــيـــه مــوعــد النـــطـــالق الـــحـــوار، تـسـتـعـد الـــدائـــرة املـشـرفـة على «منتدى شباب العالم» لتنظيم النسخة الــخــامــســة لـلـمـنـتـدى بــمــديــنــة شــــرم الـشـيـخ، وهـو ما انتقده ناشطون باعتبار أن البالد تمر بأزمة اقتصادية، وال يوجد داع إلنفاق األمـــــــــوال عـــلـــى املــــنــــتــــدى. األمــــــر نــفــســه أكــــده الدبلوماسي السابق، السفير محمد مرسي، عـــلـــى حـــســـابـــه الـــرســـمـــي بـــمـــوقـــع الـــتـــواصـــل االجتماعي «فيسبوك» قائال: «قريبا انعقاد منتدى شباب العالم في شرم الشيخ... إنفاق فـــي غــيــر مــكــانــه وزمــــانــــه، ومــخــالــفــة للعقل واملنطق في وطن مأزوم ومثقل بالديون».