إيران تنتقد وكالة الطاقة الذرية
أميركا تدرس عقوبات على شركات صينية ال تزال العالقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية متوترة، مع ترقب زيارة لمدير الوكالة رافاييل غروسي لطهران
ردت إيران، أمس السبت، على املعلومات الــتــي أوردتـــهـــا الــوكــالــة الــدولــيــة للطاقة الـــذريـــة خــــال األســـبـــوع الـــحـــالـــي، والــتــي تـــحـــدثـــت فـــيـــهـــا عــــن تــــعــــديــــات أجـــرتـــهـــا طهران على أجهزة طرد مركزي. واعتبرت طــــهــــران أن الــــوكــــالــــة الــــدولــــيــــة تــقــصــدت نــشــر هــــذه املـــعـــلـــومـــات، رغــــم الــتــوضــيــح اإليراني لها في وقت سابق. وبينما جر التقرير انـتـقـادات دولـيـة جـديـدة إليــران، ولبرنامجها النووي، فإنه قد يؤثر على زيارة يعتزم املدير العام للوكالة الدولية رافـــايـــيـــل غـــروســـي إجــــراءهــــا إلــــى إيــــران خال شهر فبراير/شباط الحالي، ويلقي بظاله على العاقة املتصاعدة بالتوتر بن طهران والوكالة. وانـتـقـدت إيــــران، أمـــس، الـتـصـرف «غير املــقــبــول» لــغــروســي، فـــي أعـــقـــاب تقرير للوكالة األممية عن تعديات على أجهزة طـــرد مــركــزي، تـؤكـد طــهــران أنـــه استند الـــى خـطـأ مــن أحـــد املـفـتـشـن الــدولــيــن. وجاءت االنتقادات بعد زهاء أسبوعن مــن إعــــان غــروســي عــزمــه الــتــوجــه الـى طـهـران خــال فبراير لحض إيـــران على زيادة تعاونها بشأن أنشطتها النووية، بعد تقليصه منذ أشهر في ظل الجمود الــــذي يــســود مـبـاحـثـات إحــيــاء االتــفــاق النووي اإليراني. وأوردت الـوكـالـة فــي تـقـريـر ســـري لها، األربــعــاء املـاضـي، واطلعت عليه الــدول األعــضــاء فـي املنظمة، أن إيـــران أدخلت تــــعــــديــــا جــــوهــــريــــًا عــــلــــى الــــــربــــــط بــن سلسلتن تعاقبيتن من أجهزة الطرد لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في املائة في منشأة فوردو، من دون اإلبــــــاغ عـــن ذلــــك بــشــكــل مــســبــق. وذكـــر الــتــقــريــر أن املــفــتــشــن اكــتــشــفــوا خــال عملية تفتيش غير معلنة في 21 يناير/ كــانــون الــثــانــي املـــاضـــي، أن «سلسلتي طرد مركزي من طراز آي آر 6 مترابطتان بطريقة تختلف اخـتـافـًا جـوهـريـًا عن طـريـقـة الـتـشـغـيـل الــتــي أعـلـنـتـهـا إيـــران للوكالة»، مضيفًا أن إيـــران استخدمت هاتن السلسلتن منذ أواخر عام 2021 إلنـــتـــاج الـــيـــورانـــيـــوم املــخــصــب بنسبة تصل إلى 60 في املائة. وتنطوي منشأة فـوردو على قدر من الحساسية لدرجة أن االتـــفـــاق الـــنـــووي املـــوقـــع بـــن إيــــران والدول الكبرى في عام 2015 (انسحبت منه الــواليــات املتحدة فـي )2018 حظر عمليات التخصيب هناك. وردت املنظمة اإليرانية للطاقة الذرية، أمــــس، بـــأن الــتــقــريــر يــعــود الـــى «خــطــأ» مـــــن مـــفـــتـــش دولــــــــــي، وأن املــــســــألــــة تــــم «إيــضــاحــهــا» قـبـل صــــدور الـتـقـريـر إلـى الــــدول األعـــضـــاء. ونـقـلـت وكــالــة «إرنــــا» الرسمية عــن رئـيـس املنظمة اإليـرانـيـة محمد إسامي قوله «بعثنا برسالة إلى الـوكـالـة بــأن املفتش ارتـكـب خطأ ورفـع تقريرًا غير دقيق. لكن مجددًا، قام املدير العام للوكالة بنشر ذلـك عبر اإلعــام». ورأى إسامي أن تصرف غروسي «غير احــتــرافــي وغــيــر مــقــبــول، ونــأمــل فــي أال يـــواصـــل هـــذه املـــمـــارســـة، ألن هـــذا األمـــر غير مقبول حيال سمعة الوكالة». وكـــــانـــــت الــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة وفـــرنـــســـا وبريطانيا وأملانيا قد اعتبرت في بيان مشترك، أول من أمـس، أن التصريحات اإليــرانــيــة عــن اســتــنــاد الـتـقـريـر األمـمـي إلـــى خـطـأ مــن أحـــد املفتشن الـدولـيـن، «غــيــر كــافــيــة». وبــــرأي هـــذه الـــــدول، فـإن التغيير «يتعارض مع التزامات إيران»، وأن «عدم اإلخطار املسبق يضعف طاقة الوكالة على الحفاظ على قدرة الكشف
إسالمي: تصرفات غروسي غير مقبولة وغير مهنية
اتهام إيران بتعديل جوهري على الربط بين أجهزة الطرد السريع في املنشآت النووية اإليرانية». وكـــــــان غـــــروســـــي أبـــــــدى فـــــي 24 يــنــايــر املاضي عزمه زيـارة إيـران إلجـراء حوار سياسي «تشتد الحاجة إلـيـه» فـي ظل جمود املباحثات النووية. وكانت إيران انــتــهــكــت الـــعـــديـــد مـــن قـــيـــود أنـشـطـتـهـا الـنـوويـة املنصوص عليها فـي االتـفـاق الــنــووي منذ االنـسـحـاب األمـيـركـي منه وعــــــــودة املـــجـــتـــمـــع الـــــدولـــــي إلـــــى فـــرض عقوبات عليها. وتعثرت منذ سبتمبر/ أيـلـول املـاضـي املباحثات التي أجرتها طــــهــــران والــــقــــوى الـــكـــبـــرى اعـــتـــبـــارًا مـن إبــريــل/نــيــســان ،2021 إلحـــيـــاء االتــفــاق النووي بتنسيق من االتحاد األوروبـي ومشاركة أميركية غير مباشرة. في غضون ذلك، تواصل الواليات املتحدة سياسة الضغوط القصوى على إيـران والدول املتحالفة أو املتعاونة منها، أو التي تحدت العقوبات املفروضة عليها. وفـرضـت الــواليــات املـتـحـدة وحلفاؤها أخيرًا حزمات جديدة من العقوبات على إيران، ردًا على حملة القمع التي نفذتها السلطات اإليرانية ضد الحراك الشعبي فــي الــداخــل بـعـد مقتل املــواطــنــة مهسا أمــيــنــي إثــــر اعــتــقــالــهــا مـــن قــبــل شــرطــة اآلداب فـــي سـبـتـمـبـر املـــاضـــي، كــمــا ردًا على االتهامات الغربية املوجهة إليران، بمدها روسيا باملسيرات الستخدامها فـــي الـــحـــرب الـــروســـيـــة عــلــى أوكـــرانـــيـــا. وفـي هـذا الـصـدد، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» األميركية، أمـس، عن أشـــخـــاص مـطـلـعـن، أن وزارة الـخـزانـة األميركية تدرس فرض عقوبات جديدة عـلـى شــركــات صينية ملــعــدات املـراقـبـة، بسبب مبيعات لقوات األمــن اإليرانية. وأضاف التقرير أن السلطات األميركية تــجــري مــنــاقــشــات فـــي مـــراحـــل متقدمة بـــشـــأن الـــعـــقـــوبـــات، وتــــركــــز خــصــوصــًا عـــلـــى شـــركـــة «تـــيـــانـــدي تــكــنــولــوجــيــز»، وهــي شـركـة تصنيع مـعـدات كهربائية مقرها مدينة تيانجن الصينية، بيعت منتجاتها إلــى وحـــدات تابعة للحرس الــــثــــوري اإليـــــرانـــــي. وذكــــــرت الـصـحـيـفـة أن بيانات الـجـمـارك الصينية، أظهرت ارتـــفـــاع مــعــدل تـصـديـر مــعــدات املـراقـبـة الـتـي تنتجها هـــذه الـشـركـة إلـــى إيـــران، خــــــال الـــــعـــــام املـــــاضـــــي، وتــــحــــديــــدًا فـي األشهر التي تلت انطاق االحتجاجات.