Al Araby Al Jadeed

روسيا تهّدد بإحراق أوكرانيا

دشنت الواليات المتحدة مرحلة جديدة من الدعم العسكري ألوكرانيا، بإعالن تزويدها بصواريخ يصل مداها إلى 150 كيلومترًا، مما يسمح لكييف باستهداف مواقع القوات الروسية في أوكرانيا. في المقابل، هددت موسكو على لسان دميتري ميدفيديف بإحراق أوكرانيا واشنطن تدشن مرحلة ت

-

قـــبـــل نـــحـــو ثــــالثــ­ــة أســــابــ­ــيــــع عـلـى دخـــول الــغــزو الــروســي ألوكـرانـي­ـا عامه األول في 24 فبراير/شباط الحالي، ارتفع حجم الدعم العسكري الغربي للقوات األوكـرانـ­يـة لصد الـــروس، خصوصًا إثـــر اإلعـــالن­ـــات األخـــيــ­ـرة لــــدول عـــدة بـتـزويـد كييف بالدبابات ملعركة مرتقبة في الربيع. ودفـع اإلعـالن األميركي، مساء أول من أمس الجمعة، بمد الجيش األوكــران­ــي بصواريخ بــعــيــد­ة املــــــد­ى، نـــائـــب رئـــيـــس مــجــلــس األمـــن الـروسـي، دميتري ميدفيديف، إلـى التهديد بـــ«رد روســي سريع وصــارم وبجميع أنـواع األسلحة في حـال شنت كييف هجومًا على األراضي الروسية». ونـــــقــ­ـــلـــــت وكـــــــا­لـــــــة «تـــــــــ­ــــاس» الــــــرو­ســــــيــ­ــــة عـــن ميدفيديف قوله أمس السبت: «في حال شن ضربات أوكرانية على القرم (شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا بالقوة في عام ،)2014 لــن تـكـون هـنـاك مــفــاوضـ­ـات، لــن يـكـون هناك ســوى ضــربــات انتقامية فـقـط. كــل أوكـرانـيـ­ا املـــتـــ­بـــقـــيـ­ــة تـــحـــت حـــكـــم كـــيـــيـ­ــف ســـتـــحـ­ــتـــرق».

وأوضــــــ­ح أن «روســــيــ­ــا ال تــضــع لـنـفـسـهـ­ا أي قيود، فهي مستعدة الستخدام جميع أنواع األســـلــ­ـحـــة وفـــقـــًا لــوثــائـ­ـقــنــا الـــعـــق­ـــائـــدي­ـــة، بما فــي ذلـــك أســاســيـ­ـات الــــردع الـــنـــو­وي». ووفـقـًا للعقيدة الــنــووي­ــة الــروســي­ــة، فـــإن اسـتـخـدام روسيا لألسلحة النووية ممكن إذا استخدم الـــعـــد­و أنــــواعـ­ـــًا مـــن أســلــحــ­ة الــــدمــ­ــار الــشــامـ­ـل

ميدفيديف: مستعدون الستخدام كل األسلحة بما فيها النووي

حولت واشنطن مبلغًا من األصول الروسية المجمدة إلى كييف

ضـــد روســـيـــ­ا وحــلــفــ­ائــهــا. وتــعــتــ­بــر مـوسـكـو مقاطعات زابوريجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك وشبه جـزيـرة الـقـرم األوكـرانـ­يـة، جزءًا من أراضيها. ورد ميخايلو بـودولـيـا­ك مستشار الرئيس األوكـــــ­ـرانــــــ­ي فـــولـــو­ديـــمـــي­ـــر زيــلــيــ­نــســكــي عـلـى تــصــريــ­حــات مــيــدفــ­يــديــف، فـــي تــغــريــ­دة على «تويتر» جاء فيها: «القانون الدولي واضح، يـــحـــق ألوكـــــر­انـــــيــ­ـــا تـــحـــري­ـــر أراضــــيـ­ـــهــــا بــكــل الوسائل املمكنة. القرم أوكرانية». بدوره، اعتبر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، أن «نقل أسلحة أكثر قوة إلــى كييف هـو تصعيد متعمد للصراع من قبل واشنطن». وكانت واشنطن قد أعلنت مساء الجمعة، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة ألوكرانيا بقيمة 2.2 مليار دوالر ألوكرانيا. وتشمل هذه الـحـزمـة مـنـظـومـا­ت دفـــاع جـــوي، وصــواريــ­خ لــنــظــا­م «هــــيــــ­مــــارس»، وقـــنـــا­بـــل «جــــي أل أس دي بـي» بعيدة املـــدى. وذكـــرت وزارة الدفاع األمــيــر­كــيــة (الــبــنــ­تــاغــون) فـــي بــيــان للكشف عن املساعدات الجديدة أن «واشنطن تترك لكييف تقدير ما إذا كانت ستستخدم هذه األسلحة فـي ضــرب شبه جـزيـرة الــقــرم». من جهته، أوضــح املتحدث باسم «البنتاغون» باتريك رايدر للصحافيني أن قنابل «جي أل أس دي بي» صغيرة ومتصلة بصواريخ يتم إطـالقـهـا مـن األرض ويـصـل مـداهـا إلــى 150 كيلومترًا. وأضـاف رايـدر أن هذه الصواريخ ستوفر لألوكرانين­ي «قـدرة استهداف مداها أطـــــول، مــمــا سيمكنهم مـــن تـنـفـيـذ عمليات للدفاع عن بالدهم واستعادة أراضيهم». وحتى اآلن زودت واشنطن القوات األوكرانية بـــصـــوا­ريـــخ «هـــيـــمـ­ــارس» الــتــي يــصــل مــداهــا إلــــى 80 كــيــلــو­مــتــرًا، الـــتـــي ســمــحــت للجيش األوكراني في استعادة مساحات واسعة من البالد في سبتمبر/أيلول املاضي، خصوصًا في خاركيف في الشمال الشرقي وخيرسون فـــي الـــجـــن­ـــوب. وبــامــتـ­ـالكــهــا صـــواريــ­ـخ يصل مـداهـا إلــى 150 كيلومترًا، ستتمكن القوات األوكــران­ــيــة مـن ضــرب أهـــداف فـي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون وشمال شبه جزيرة القرم. وصاروخ «جي أل أس دي بي» الذي تصنعه شركتا «بوينغ» األميركية و«ســــــاب» الــســويـ­ـديــة هـــو صـــــاروخ انـــزالقـ­ــي مـــزود بقنبلة صغيرة متصلة بــه. وبحسب «ســـاب»، فـإن هـذا الـصـاروخ بإمكانه إصابة هدفه، من أي زاوية كانت، بهامش خطأ يقل عن متر واحد. وشــــــــ­ـدد الــــرئــ­ــيــــس األوكـــــ­ــرانـــــ­ــي فـــولـــو­ديـــمـــي­ـــر زيلينسكي على أنــه «إذا تسارعت عمليات

تسليم أسلحة غربية إلــى كييف وال سيما أســـلـــح­ـــة بـــعـــيـ­ــدة املـــــــ­ـدى، فـــلـــن نــكــتــف­ــي بــعــدم االنكفاء من باخموت، بل سنباشر وضع حد الحتال دونباس (لوغانسك ودونيتسك)». وبــحــث زيلينسكي كيفية «زيـــــادة الـتـوسـع في قــدرات» الجيش األوكـرانـ­ي خال اتصال مع رئيس الـوزراء البريطاني ريشي سوناك أمس. وبـــــالـ­ــــتـــــ­زامـــــن، أعــــلـــ­ـنــــت بـــــاريـ­ــــس أن فـــرنـــس­ـــا وإيــــطــ­ــالــــيـ­ـــا ســــتــــ­مــــدان كـــيـــيـ­ــف فــــــي الـــربـــ­يـــع بـمـنـظـوم­ـة دفــــاع أرض جــو مـتـوسـطـة املــدى مـــن طـــــراز «ســـامـــب تــــي» ملــســاعـ­ـدة أوكــرانــ­يــا عـلـى «الـــدفـــ­اع عــن نفسها فــي وجـــه هجمات املسيرات والصواريخ والطائرات الروسية». كما أعلن رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كــوســتــ­ا، أمــــس، أن بــــاده مـسـتـعـدة إلرســــال دبـــابـــ­ات ثـقـيـلـة مـــن طــــراز «لـــيـــوب­ـــارد »2 إلــى أوكــرانــ­يــا، لكن يتعني عليها أوال العمل مع أملانيا إلعادة تأهيل بعض هذه املدرعات. إلى جانب ذلك، أعلنت وزارة العدل األميركية، مـسـاء الـجـمـعـة، تـحـويـل أول أصـــول روسـيـة مـصـادرة مـن أوليغارشي تبلغ قيمتها 5.4 مـــايـــن­ي دوالر بـــهـــدف مـــســـاع­ـــدة أوكـــرانـ­ــيـــا. ونقلت شبكة «سي أن أن» األميركية عن وزير الــعــدل األمــيــر­كــي مـيـريـك غــارالنــ­د قــولــه: «إن األصــول املـصـادرة جــاءت في أعقاب توجيه االتــــهـ­ـــام إلـــــى األولـــيـ­ــغـــارشـ­ــي كــونــســ­تــانــتــ­ني مالوفييف في إبريل/نيسان املاضي». وأكد الـــوزيــ­ـر أن هــــذا املــبــلـ­ـغ ســيــذهــ­ب إلــــى وزارة الخارجية «لـدعـم الشعب األوكـــرا­نـــي». وإلـى

جانب غارالند، رحب املدعي العام األوكراني أنـدريـه كوستني بهذا التحويل أجـل «إعــادة بـنـاء أوكـــرانـ­ــيـــا». ومـالـوفـي­ـيـف أحـــد املـصـادر الــرئــيـ­ـســيــة لــتــمــو­يــل االنــفــص­ــالــيــن­ي املـــوالـ­ــني لروسيا في شرق أوكرانيا. وحــــــــ­ـذرت الـــــوال­يـــــات املـــتـــ­حـــدة تـــركـــي­ـــا خـــال اليومني املاضيني من تصدير مواد كيميائية ورقائق دقيقة ومنتجات أخرى إلى روسيا، يمكن أن تستخدمها في مجهودها الحربي بـــأوكـــ­رانـــيـــ­ا، مـــشـــيـ­ــرة إلـــــى أنـــهـــا قــــد تــتــحــر­ك ملعاقبة الــشــركـ­ـات واملـــصــ­ـارف الـتـركـيـ­ة التي تنتهك الـعـقـوبـ­ات. والـتـقـى بــرايــن نيلسون، كبير مسؤولي العقوبات في وزارة الخزانة األميركية، مسؤولني من الحكومة والقطاع الخاص في تركيا يومي الخميس والجمعة املاضيني للحث على مزيد مـن التعاون في عرقلة تدفق هذه السلع. وعقب القمة األوروبية ـ األوكرانية في كييف، أول من أمس الجمعة، أملح الرئيس األوكراني فــولــودي­ـمــيــر زيـلـيـنـس­ـكـي، إلـــى إمــكـانــ­يـة بـدء بــــــــا­ده مــــفــــ­اوضــــات النـــضـــ­مـــامـــه­ـــا الـــســـر­يـــع لاتحاد األوروبـــ­ـي. وكـشـف زيلينسكي، في كلمته املسائية اليومية، أن رئيسة املفوضية األوروبـــ­يـــة أورســــوا­ل فـــون ديـــر اليـــن ورئـيـس املـجـلـس األوروبـــ­ــي شـــارل مـيـشـال، أشــــارا له خــــال الــقــمــ­ة إلــــى «احـــتـــم­ـــال بــــدء مــفــاوضـ­ـات االنضمام خال العام الجاري». وتبادلت أوكرانيا وروسيا األسرى أمس، في عملية أعلنها كل جانب على حدة، مع إعادة جثتي متطوعني بريطانيني إلــى أوكـرانـيـ­ا. ونقلت وكاالت أنباء روسية عن وزارة الدفاع قـولـهـا إنـــه تــم إطـــاق ســـراح 63 أســيــر حـرب

روسيا، بينهم أشخاص من «فئة حساسة»، أمـــكـــن تــبــادلـ­ـهــم بــفــضــل جـــهـــود وســـاطـــ­ة من اإلمــــــ­ارات. وقـــال أنـــدريــ­ـه يــرمــاك مــديــر مكتب الـــرئـــ­يـــس األوكـــــ­رانـــــي إنـــــه جـــــرى إعـــــــا­دة 116 أوكـــــرا­نـــــيـــ­ــا. وأضـــــــ­ـاف أن جـــثـــتـ­ــي مــتــطــو­عــني بريطانيني من موظفي اإلغاثة، وهما آندرو باجشو وكـريـس بـــاري، تمت إعادتهما إلى أوكرانيا. فـي أوديـسـا، أعلن رئيس الـــوزراء األوكـرانـ­ي ديـنـيـس شـمـيـغـال، أمــــس، أن حــادثــا خطيرًا فــي محطة فـرعـيـة عـالـيـة الـجـهـد تسبب في انقطاع للكهرباء على نطاق واسع في املدينة الساحلية. وكتب على «تيليغرام»: «الوضع صعب، وحجم الحادث كبير، ومن املستحيل استعادة إمدادات الطاقة سريعا، ال سيما في البنية التحتية الحيوية». ولقي ما ال يقل عن ثاثة مدنيني حتفهم في أوكـرانـيـ­ا خــال الـسـاعـات األربـــع والعشرين املاضية، حيث قصفت القوات الروسية تسع مناطق بجنوب الـبـاد وشمالها وشرقها، وفــقــا لــتــقــا­ريــر بـثـهـا الــتــلــ­فــزيــون األوكـــرا­نـــي. وفي بيلغورود الروسية، املتاخمة للحدود األوكرانية، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن حاكم املنطقة، فياتشيساف غادكوف قوله إن «املستوى العالي للتهديدات اإلرهابية، في بيلغورود وكورسك وبريانسك، سيبقى حــتــى إشـــعـــا­ر آخــــــر». وأشــــارغ­ــــادكـــ­ـوف إلــى أن «الـــجـــي­ـــش األوكـــــ­رانـــــي اســـتـــه­ـــدف مـنـشـأة صناعية مدنية في بوريسوفكا، ولم يصب أحد».

 ?? (يوري دياشيشين/فرانس) ?? جنود أوكرانيون في لفيف أمس، يؤدون التحية لرفاقهم الذين سقطوا في المعارك
(يوري دياشيشين/فرانس) جنود أوكرانيون في لفيف أمس، يؤدون التحية لرفاقهم الذين سقطوا في المعارك
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar