عسكر بوركينا فاسو ينفون قطع العالقات مع فرنسا
أكدت السلطات العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو، أنها لم تقطع عالقاتها مع فرنسا وال تستضيف قوات من المرتزقة الروس على أراضيها
نــفــت بــوركــيــنــا فـــاســـو، الـــدولـــة الـــواقـــعـــة في منطقة الـسـاحـل األفــريــقــي، شـمـال أفريقيا، أمـس السبت، أن تكون قـد قطعت عالقاتها الــدبــلــومــاســيــة مـــع فــرنــســا، بــعــد مطالبتها الــجــيــش الــفــرنــســي بــســحــب قـــواتـــه مـــن هــذا البلد، والعاملة في إطار مهمة «سابر». وقال قائد املجلس العسكري الحاكم في بوركينا فــاســو، إبــراهــيــم تـــــراوري، إن واغـــادوغـــو لم تقطع عـالقـاتـهـا الـدبـلـومـاسـيـة مــع فرنسا، نافيًا من جهة أخرى انتشار مرتزقة تابعني ملـجـمـوعـة «فــاغــنــر» الــروســيــة فـــي األراضــــي البوركينية. وأوضح تراوري، خالل مقابلة مع صحافيني
مـحـلـيـني بــثــهــا الــتــلــفــزيــون الــرســمــي، أنـــه ال وجـــــود لــنــهــايــة لــالتــفــاقــيــات الـدبـلـومـاسـيـة مـــع فــرنــســا، مـضـيـفـًا أن «ال قـطـع لـلـعـالقـات الدبلوماسية وال حقد تجاه دولــة معينة». كما نفى وجــود مرتزقة ملجموعة «فاغنر» الروسية في بوركينا فاسو. وقال حول ذلك: «نسمع مرارًا بأن فاغنر باتت في واغادوغو. هــــذه الــشــائــعــة خــلــقــت لــكــي يـــنـــأى الـجـمـيـع بأنفسهم عنا». وتـأتـي تصريحات قائد املجلس العسكري الـحـاكـم فـي بوركينا فـاسـو، بعد أن أعلنت بــــاريــــس فــــي شـــهـــر يـــنـــايـــر/ كــــانــــون الــثــانــي املـــاضـــي أن قـــواتـــهـــا الـــخـــاصـــة الـــتـــي نــشــرت في إطـار مــؤازرة جهود مكافحة التمرد في منطقة الساحل، ستغادر فـي غضون شهر التزامًا بطلب من واغادوغو. ويتنامى النفور الشعبي في منطقة الساحل األفريقي، من الـوجـود الفرنسي، خصوصًا مع تزايد نشاط الجماعات املسلحة املتطرفة والـــتـــي تــــدور فـــي فــلــك تـنـظـيـمـي «الـــقـــاعـــدة» و«داعـــــــــــش» فـــــي كـــــل مـــــن مــــالــــي وبـــوركـــيـــنـــا فاسو والنيجر، وذلـك على الرغم من تأكيد فـرنـسـا أن وجـــودهـــا الـعـسـكـري فــي املنطقة هـدفـه محاربة اإلرهــــاب. وبــالــتــوازي، توجه اتهامات من منظمات دولية ومعنية بحقوق اإلنـــســـان، إلـــى الـجـيـش فــي بـوركـيـنـا فـاسـو،
بـــارتـــكـــاب مـــجـــازر بــحــق الـــســـكـــان و»جـــرائـــم حــــــرب»، بــعــضــهــا بـــالـــتـــعـــاون مـــع «فـــاغـــنـــر»، خالل عمليات مالحقة املتطرفني، خصوصًا في األرياف. وفــــي هــــذا اإلطــــــار، اتــهــمــت مـنـظـمـة «تـجـمـع مـــنـــاهـــضـــة اإلفــــــــالت مــــن الــــعــــقــــاب» املــعــنــيــة بــالــدفــاع عـــن حــقــوق اإلنـــســـان فـــي بـوركـيـنـا فاسو، أول من أمس الجمعة، الجيش بقتل 25 مدنيًا على األقل األسبوع املاضي، بينهم نساء وطفل فـي شــرق الـبـالد، بحسب بيان صدر عنها، ولم تنفه الحكومة. وقالت املنظمة إنـه مساء األربـعـاء في األول مـــن فـــبـــرايـــر/شـــبـــاط الـــحـــالـــي، «أبـــلـــغ أقــــارب الـــعـــديـــد مــــن الـــضـــحـــايـــا، املـــنـــظـــمـــة، بــمــزاعــم عــــن إعـــــــدام مـــدنـــيـــني خــــــارج نـــطـــاق الــقــضــاء بأيدي عناصر في قــوات الـدفـاع واألمــن في
بوركينا فاسو في بلدات بييغا، وساكواني، وكانكانغو». ورجحت املنظمة أن اإلعدامات حصلت أثـنـاء مـــرور مـوكـب يضم «أكـثـر من 100 مركبة» في البلدات الثالث الواقعة على طـــول طــريــق «نــاســيــونــال 4»، كـــان متوجهًا األربعاء إلى منجم بونغو للذهب. وأشارت املنظمة إلـى سقوط 3 نساء وطفل في بلدة ساكواني على بعد حوالي 125 كم من فادا نغورما، عاصمة املنطقة الشرقية، و7 قتلى بينهم 4 نساء في بلدة بييغا (على بعد 60 كـيـلـومـتـرًا مــن فــــادا نــغــورمــا)، و6 قـتـلـى في منطقة كانكانغو الصغيرة الـواقـعـة ضمن أراضـــــي بــلــدة ســامــبــيــيــري. وقـــالـــت املنظمة إن «حصيلة الضحايا تستمر بـاالرتـفـاع»، مــؤكــدة أن الـضـحـايـا وصـــفـــوا فــي شــهــادات متطابقة بـ«مدنيني عـزل». وطالبت املنظمة بـــوضـــع حـــد لــــ «الـــجـــرائـــم ضـــد اإلنـــســـانـــيـــة»، مـؤكـدة مواصلة «جـمـع املعلومات مـن أجل الــتــمــكــن مـــن تــقــديــم جــمــيــع املـــســـؤولـــني عن الجرائم إلى العدالة». وفـي بيان لها أصـدرتـه فـي الـيـوم نفسه، لم تنف الحكومة مقتل املدنيني. وقال متحدث بــاســمــهــا إن «تــحــقــيــقــات قــــد فـــتـــحـــت لـيـس لتبيان الوقائع فحسب، إنما أيضًا لتحديد املسؤولني إذا لزم األمر».