Al Araby Al Jadeed

أسئلة القارة من داخلها

تقوم فكرة المهرجان، الذي ُتنظم دورُته األُولى في «المركز الثقافي نجوم جامع الفنا» بمدينة مراكش بين التاسع والثاني عشر من شباط/ فبراير الجاري، على جمع كتّاب أفارقة من بلدان مختلفة للحديث عن كتاباتهم وقضاياهم من داخل القارّة نفسها

- مراكش ـ العربي الجديد

«ال يــــوجـــ­ـد جــــــــز­ء مـــــــن الــــعـــ­ـالــــم ال يـــخـــفـ­ــي تــــاريــ­ــخــــه، فــــي مــــكــــ­ان مـــا، بـــعـــدًا أفـــريـــ­قـــيـــا»... مــقــولــ­ة للمفكر الكاميروني أشيل مبيمبي تعني أن الثقافة األفريقية تتجاوز حدود دول القارة، لتشكل مـــشـــرو­عـــا عـــابـــرًا لـــلـــحـ­ــدود، بــفــضــل أبــنــائـ­ـهــا املنتشرين في جهات األرض األربعة. ولعلنا نــجــد تـــرجـــم­ـــة لـــهـــذه املـــقـــ­ولـــة فـــي «مــهــرجــ­ان الـــكـــت­ـــاب األفـــريـ­ــقـــي» الـــــذي تــحــتــض­ــن مـديـنـة

ِّ مـراكـش دورتـــه األولـــى بـن التاسع والثاني عشر من شباط/ فبراير الجاري تحت شعار «أفريقيا بكل الحروف». تقوم فكرة املهرجان، الـذي تنظمه جمعية «نحن فن أفريقيا» في «املـــركــ­ـز الـثـقـافـ­ي نــجــوم جــامــع الــفــنــ­ا»، على جمع كتاب أفارقة من بلدان مختلفة للحديث عــن كتاباتهم وقـضـايـاه­ـم مـــن داخـــل الــقــارة نفسها؛ حيث يحضر في الدورة األولى قرابة أربعن كاتبا بلغات مختلفة، يشاركون في فعاليات التظاهرة التي تـتـوزع بـن املوائد املستديرة والندوات والنقاشات والورشات والقراء ات األدبية. فـــي حــديــثــ­ه إلـــى «الــعــربـ­ـي الـــجـــد­يـــد»، يـقـول يـونـس أجـــــراي، املـــفـــ­وض الــعــام للمهرجان، إن الـتـظـاهـ­رة تنطلق مـن مـالحـظـة مفادها أن الـكـتـاب، واملـبـدعـ­ن األفــارقـ­ـة بشكل عــام، نــــادرًا مــا يلتقون فــي قــارتــهـ­ـم؛ إذ غـالـبـا ما يلتقون فــي بــلــدان أوروبـــيـ­ــة وفـــي الــواليــ­ات املتحدة، معتبرًا أن «هــذه الوضعية تمثل، بشكل أو بآخر، شكال من أشكال الوصاية على الــقــارة بعد أكـثـر مـن سـتـن سـنـة على اســـتـــق­ـــالالت بـــلـــدا­نـــهـــا». مـــــن هـــنـــا، يـــوضـــح املتحدث أن القائمن على املهرجان يريدون منه أن يكون «فضاء للتفكير باستقاللية، وللحديث عن أفريقيا مـن أفريقيا نفسها، مع االنفتاح على العالم بالتأكيد». يــقــول أجــــــرا­ي إن فـــكـــرة تــأســيــ­س مـهـرجـان خــاص بالكتاب األفريقي بــدأت حن شغل مــنــصــب مـــديـــر فـــنـــي الحــتــفـ­ـالــيــة «مـــراكـــ­ش عــاصــمــ­ة لــلــثــق­ــافــة األفـــريـ­ــقـــيـــ­ة» عــــام ،2020 ولقيت ترحيبا كبيرًا، ثــم جــرى االشتغال عليها، وتمثل هدفها في أن «تسلط الضوء على ديناميكية اآلداب األفريقية وغناها من جهة، وتـقـدم البعد الثقافي والجمالي للمدينة، بعيدًا على االحتفالية واملوسمية من جهة ثانية». يلفت املتحدث إلى أن اآلداب األفريقية ليست آدابـــا جـديـدة، مشيرًا إلـى أن عــددًا غير قليل مـــن الـــكـــت­ـــاب األفــــار­قــــة كـــانـــو­ا زعـــمـــا­ء بــارزيــن فـــي الــنــضــ­ال مـــن أجـــل الــحــريـ­ـة واالســتــ­قــالل، مضيفا، فـي حديثه إلــى «الـعـربـي الجديد»: «ثـمـة انـطـبـاع بـــأن الـعـالـم بــدأ بالتعرف إلى اآلداب األفريقية حديثا. وهـذا غير صحيح؛ ألن آداب الــــقـــ­ـارة مـــعـــرو­فـــة جـــــدًا. األصـــــح أن العالم بدأ باالعتراف باآلداب األفريقية؛ كما حدث في ،2021 التي كانت سنة استثنائية لـهـا؛ حـيـث فـــاز كــتــاب أفــارقــة بـجـوائـز أدبـيـة بارزة؛ مثل نوبل وغونكور». وفي مقابل هذا االنتشار عامليا، يشير أجراي إلى أن ما يكتب داخل القارة ال يحظى باالهتمام نفسه فيها: «لـآداب األفريقية صدى عند العالم، وليس عند األفارقة، ألننا ال نقرأ آدابنا». تـركـز الــــدورة الـجـديـدة على اآلداب املكتوبة بــالــعــ­ربــيــة والــفــرن­ــســيــة واإلنـــكـ­ــلـــيـــ­زيـــة؛ وهــو خـيـار يـبـرره املتحدث بهيمنة هــذه اللغات، مضيفا أن الـــدورات املقبلة ستشهد حضور كتاب أفارقة بلغات أخــرى؛ مثل البرتغالية، بــــاإلضـ­ـــافــــة إلــــــى كـــــتـــ­ــاب بـــالـــل­ـــغـــات املـــحـــ­لـــيـــة األفريقية. يـتـضـمـن الــيــوم األول أربـــع نـــــدوات؛ تحمل األولـــــ­ــى عـــنـــوا­ن «فــــي أصـــــول الــعــنــ­صــريــة»، وفـــيـــه­ـــا يـــتـــحـ­ــدث كـــــل مــــــن: لــيــلــي­ــان تــــــورا­م، وبــــاســ­ــكــــال بــــالنــ­ــشــــار. وتــــتـــ­ـنــــاول الــثــانـ­ـيــة مــوضــوع «اآلداب األفـريـقـ­يـة والــنــضـ­ـال من أجـل الحرية»، ويتحدث فيها: عبد العزيز بـركـة ســاكــن، وعـبـد الـرحـمـن وابــــري، وكـن بـــوغـــو­ل، وبــــالز نـــــاداا­ل. أمــــا الـــنـــد­وة الثالثة فتحمل عـنـوان «مـا بعد االستعمار، إنهاء االســتــع­ــمــار والـــهـــ­جـــرات»، ويــتــحــ­دث فيها: أشيل مبيمبي، وباسكال بالنشار، وجنيفر ريـــــشــ­ـــارد، وعـــلـــي بــــن مـــخـــلـ­ــوف، ويــاســمـ­ـن الـشـامـي. ويـطـرح جــان مـــاري غوستاف لو كليزيو، فــي الــنــدوة الـرابـعـة، ســـؤال: «مــاذا يــســتــط­ــيــع األدب أن يـــفـــعـ­ــل فــــي مـــواجـــ­هـــة اضطرابات العالم؟». وتقدم، في اليوم األول أيضا، قراء ات لنصوص أفريقية كالسيكية،

بدأ العالم مؤخرًا في االعتراف بما يكتبه األفارقة

لآلداب األفريقية صدى عند العالم، وليس عند األفارقة

كــمــا يــفــتــت­ــح مـــعـــرض لـلـتـشـكـ­يـلـي املــغــرب­ــي محمد املرابطي بعنوان «بـال حــدود: مركز األكوان». ويــشــهــ­د الـــيـــو­م الـــثـــا­نـــي إقـــامـــ­ة أربـــــع نــــدوات أيـضـا؛ هــي: «صــدى أفريقيا/ منطقة البحر الكاريبي»، بمشاركة ماكنزي أورسيل، وكن باغول، وأنـانـدا ديفي، ورودنــي سانت-إلوا، و«صـــــدى شــمــال أفــريــقـ­ـيــا/ أفــريــقـ­ـيــا جـنـوب الـــصـــح­ـــراء»، بـمـشـاركـ­ة مــنــصــو­رة عــز الــديــن، وواســيــن­ــي األعــــــ­رج، وعــبــد الــرحــمـ­ـن وابــــري، وجايلي آمــال أمـــادو، و«إرث التاريخ: إعـادة الــنــظــ­ر فـــي الـــعـــب­ـــوديـــة»، بـــمـــشـ­ــاركـــة: شــوقــي الـهـامـل، وأشـيـل مبيبي، وعـبـد العزيز بركة ساكن، وعصمان تراوري. و«التحرر بصيغة املــــؤنـ­ـــث»، بــمــشــا­ركــة: فـــوزيـــ­ة الـــــــز­واري وكــن بــــوغـــ­ـول. ويــخــتــ­تــم الـــيـــو­م بــــقــــ­راءات شـعـريـة تحت عنوان «ليلة الشعر»، يشارك فيها كل مــن: تانيال بـونـي، ومحمد بنيس، ورودنــي ســانــت- إلــــوا. ويـــرافــ­ـق الـــقـــر­اءات عــــزف لعبد الرحيم سهير. أمـــا الـيـوم الـثـالـث، فيتضمن خمس نـــدوات؛ هي: األدب العاملي أم عوملة األدب؟»، بمشاركة سامي تشاك، وعبد الرحمان وبــاري، وفؤاد العروي، وبـالز نــاداال، ورودنــي سانت- إلوا، و«ثـقـافـة إنـهـاء االسـتـعـم­ـار: تـحـديـات وآفــاق ألفريقيا»، بمشاركة عبدوالي كوناتي، ونو بـــاريـــ­تـــو، وبــارثــي­ــلــيــمـ­ـي طـــوغـــو­يـــو، ومــحــمــ­د بــنــيــس، وأشـــيـــ­ل مــبــيــب­ــي، ومـــاحـــ­ي بـيـنـبـن، و«األدب كعمل فكري بيئي»، بمشاركة: آني لـــولـــو، ومــحــمــ­د األشــــعـ­ـــري، ويـــامـــ­ن املــنــاع­ــي،

ويــاســمـ­ـني الـــشـــا­مـــي، و«قــــــول الـــعـــا­لـــم: سلطة الـشـعـر»، بـمـشـاركـ­ة: محمد بـنـيـس، وتانيال بــونــي، ومحمد األشــعــر­ي، ورودنــــي سانتإلــــ­ـــوا، و«أفـــريـــ­قـــيـــا األمــــــ­ـس، أفـــريـــ­قـــيـــا الـــغـــد»، بــمــشــا­ركــة: أشــيــل مـبـيـبـي، وشــوقــي الـهـامـل. كـمـا يــقــدم كـــل مــن يـاسـني عــدنــان، ومـاكـنـزي أورسيل، وإرنيس، ومحمد األشعري قراءات شعرية ضمن فقرة «ليلة الشعر». وفــــي الـــيـــو­م الـــرابــ­ـع واألخــــي­ــــر، يــتــحــد­ث كــل مــن إرنــيــس، وإلـــغـــ­اس، وآنـــي لــولــو، ويـامـن املناعي في ندوة بعنوان «أصـوات جديدة، أقـــالم جــديــدة»، وفــوزيــة الــــزوار­ي، وجايلي آمــــــال أمــــــــ­ادو، ويـــاســـ­مـــني شــــامـــ­ـي، وأنــــانـ­ـــدا ديـفـي فـي نـــدوة «وجـــوه نسوية فـي اآلداب األفـــــر­يـــــقـــ­ــيـــــة». وتــــحـــ­ـت عـــــنـــ­ــوان «مــســتــق­ــبــل الـذكـرات: الكتابة في الشتات»، يتحدث كل من: بالز ناداال، وليلى باحساين، وإلغاس، وأميناتا باغني، ومــبــروك راشـــدي، بينما يـــقـــدم فــــؤاد الـــعـــر­وي وســـامـــ­ي تــشــاك نـــدوة بــعــنــو­ان: «وجـــهـــا­ت نـظـر حـــول آداب شمال وجــنــوب الـــقـــا­رة». ويـتـضـمـن الــيــوم، أيـضـا، قراءات لنصوص أفريقية كالسيكية.

 ?? (من ملصق التظاهرة) ?? ماحي بينبين، 110 × 110 سم
(من ملصق التظاهرة) ماحي بينبين، 110 × 110 سم
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar