مدعوون جدد في «جي »7 للضغط على الصين وروسيا
تحاول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى توسيع نفوذها حول العالم، في إطار معركتها مع الصين وروسيا، وهو ما دفعها لتوسيع قائمة المدعوين لقمتها المقبلة
وسط إجراء ات أمنية غير مسبوقة، دعا قادة مـجـمـوعـة الــــدول الـصـنـاعـيـة الـسـبـع ثمانية بـــلـــدان إضـــافـــيـــة، بـيـنـهـا اقـــتـــصـــادات كــبــرى، للمشاركة في قمتهم في هيروشيما غربي الـــيـــابـــان، بـــني 19 و12 مـــايـــو/ أيــــار الـحـالـي، وذلـــــك بـــهـــدف زيــــــادة الــضــغــط عــلــى الــصــني وروسيا. وســتــكــون قـــوى إقـلـيـمـيـة كــبــرى، مـثـل الهند والــبــرازيــل حـاضـرة فـي هيروشيما، وكذلك إنـدونـيـسـيـا الــتــي تـمـثـل رابــطــة دول جنوب شــــــرق آســــيــــا (آســــــيــــــان) وفـــيـــتـــنـــام وكــــوريــــا الـجـنـوبـيـة وأســتــرالــيــا، وأيــضــا جـــزر الـكـوك التي تمثل جزر املحيط الهادئ، وجزر القمر الـتـي تــتــرأس االتــحــاد األفــريــقــي. وستشارك هــذه الـــدول فـي عــدد مـن جلسات العمل إلى جـانـب اجـتـمـاعـات ثنائية تـهـدف إلــى حشد بعض القادة املترددين في معارضة الحرب الـــروســـيـــة فــــي أوكــــرانــــيــــا وطـــمـــوحـــات بـكـني العسكرية املتنامية.
وقال املـدرس في جامعة كامبريدج تريسنت نـــايـــلـــر، لـــوكـــالـــة «فــــرانــــس بــــــرس»: «بـــــات من الــــشــــائــــع أن تــــكــــون قــــائــــمــــة الــــضــــيــــوف فــي هـــذه املــنــاســبــات طـويـلـة جــــدًا، ولــكــن لـــم تتم دعـــوة الـجـمـيـع». وأضـــاف الخبير فــي القمم الـــدولـــيـــة أن مــجــمــوعــة الـــســـبـــع، الـــتـــي تضم كــنــدا وفــرنــســا وأملــانــيــا وإيــطــالــيــا والــيــابــان وبـريـطـانـيـا وأمــيــركــا، تــريــد أن يـنـظـر إليها على أنها «ناد مكرس لحماية الديمقراطية» وتسعى للحصول على دعم أوسع ألوكرانيا ولــجـهـودهـا ملــواجــهــة الــصــني. وأشــــار نايلر إلــــــى أن نـــيـــودلـــهـــي حـــلـــيـــف عـــســـكـــري قــديــم ملـوسـكـو و«مـوقـفـهـا املـتـنـاقـض» مــن الـحـرب فـي أوكـرانـيـا ال يتماشى مـع الديمقراطيات الكبرى األخـرى، معتبرًا أن القمة هي فرصة «ملحاولة جـذب الهند إلـى قضية» مجموعة السبع، حتى لو بدت املهمة معقدة. وبينما سـيـتـحـدث الــرئــيــس األوكـــرانـــي فـولـوديـمـيـر زيلينسكي عن طريق الفيديو أمام مجموعة الــســبــع، يــفــتــرض أن يــصــل وفـــد روســــي إلــى نيودلهي في نوفمبر/ تشرين الثاني املقبل لحضور قمة مجموعة العشرين، وبالتالي مـــن غــيــر املـــرجـــح أن تــغــيــر الــهــنــد مـواقـفـهـا فـجـأة. واعـتـبـر نايلر أن «الــهــدف الرئيسي» اآلخـــــر لــقــمــة هــيــروشــيــمــا هـــو تــوفــيــر بــديــل الستثمارات الصني في البنية التحتية حول العالم. وكــــان الــرئــيــس الــبــرازيــلــي لــويــس إيـنـاسـيـو لوال دا سيلفا زار بكني، الشهر املاضي، حيث تــعــهــد الــشــريــك الـــتـــجـــاري الــرئــيــســي لــبــالده بــمــواصــلــة «تــنــمــيــة عــالــيــة الــــجــــودة» وفـتـح «فــــرص جـــديـــدة» لــلــبــرازيــل. لـكـن لــــوال، الــذي انتقد خالل رحلته هيمنة الدوالر األميركي، لـــيـــس الـــزعـــيـــم الـــوحـــيـــد الــــــذي تـــــتـــــودد إلــيــه الـصـني، وتـريـد دول مجموعة السبع إظهار قدرتها على تقديم بديل إليه. وقـال الخبير في مركز الدراسات الدولية واالستراتيجية كريس جونستون إن «فكرة محاربة النفوذ الصيني ودعــم نظام قائم على القواعد في دول الـجـنـوب» ستكون أيضا عنصرًا مهما في القمة. وتعمل اليابان على هذه الجبهة، حيث أجـــرى رئـيـس الــــوزراء فوميو كيشيدا ووزير الخارجية يوشيماسا هاياشي عددًا من الرحالت هذه السنة إلى دول في أفريقيا وجــــنــــوب شـــــرق آســـيـــا وأمــــيــــركــــا الــالتــيــنــيــة ودول جزر املحيط الهادئ. وكشف كيشيدا، فـــي مــــــارس/ آذار فـــي نـــيـــودلـــهـــي، عـــن خطة استثمار بقيمة 75 مليار دوالر فـي البنية التحتية وقطاعات أخرى في آسيا واملحيط الهادئ بحلول .2030 وأكد أن الغزو الروسي ألوكــرانــيــا هــو «الــســبــب الـرئـيـسـي» الرتــفــاع أسعار املـواد الغذائية والطاقة، الذي أصاب الـبـلـدان النامية بشكل أكـبـر. وقـــال كيشيدا، بـــدايـــة مـــايـــو/ أيــــار الــحــالــي فـــي مــوزامــبــيــق: «لـكـن هـنـاك حـركـة لتقسيم الـعـالـم مـن خالل
رفعت القوات األمنية اليابانية من مستوى تأهبها في هيروشيما
إعطاء انطباع خاطئ بأن عقوبات مجموعة السبع ضـد روسيا مسؤولة» عن التضخم. وتــنــشــط الــيــابــان أيــضــا فـــي إطــــار الـتـحـالـف الــربــاعــي «كـــــواد» غـيـر الــرســمــي الــــذي يضم الهند والواليات املتحدة وأستراليا أيضا. من جهة أخــرى، تسعى طوكيو وسيول إلى إصـــالح عالقتهما الـتـي تــضــررت مـنـذ فترة طـويـلـة بـسـبـب خــالفــات تــاريــخــيــة. وينتظر أن تـعـقـد مــبــاحــثــات ثــالثــيــة تـجـمـع الــيــابــان مـــع كـــوريـــا الــجــنــوبــيــة والـــــواليـــــات املــتــحــدة عـلـى هــامــش الــقــمــة. ولــكــن لـيـس مــن املــرجــح أن يـكـون كــل الـضـيـوف فـي مـــزاج تصالحي، وفـقـا ألســتــاذ السياسة الـدولـيـة فــي جامعة «كــيــو» الـيـابـانـيـة يــوشــي هــوســويــا. وكـتـب، في مقال الشهر املاضي: «ال ينبغي التسليم بأنهم سيقدمون دعما واسعا وقويا» بشأن أوكرانيا ومبادرات مجموعة السبع األخرى، معتبرًا أن اليابان «يجب أن تسعى إلى فهم مــا يبحث عنه كــل بلد على وجــه التحديد، واالعــتــراف بتنوع املجتمع الـدولـي وتقديم مساهمات محددة». واســـتـــعـــدادًا لــلــقــمــة، رفـــعـــت الـــقـــوات األمــنــيـة اليابانية من مستوى تأهبها، بعد مهاجمة رئـــيـــس الـــــــــوزراء الـــشـــهـــر املــــاضــــي، واغـــتـــيـــال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي عام .2022 وأشارت وسائل إعالم يابانية إلى أنه سيتم نشر 24 ألـف من أفــراد األمـن في هيروشيما خـــالل الـقـمـة، معظمهم تــم نقلهم مــن أجـــزاء أخرى من البالد. وأشارت وكالة «أسوشييتد بـــــرس»، أمــــس األربــــعــــاء، إلــــى أن اإلجــــــراءات األمنية امتدت إلى العاصمة طوكيو.