ضعف شراء القمح المحلي
حــدد املغرب سعرًا مرجعيًا للقمح اللني. وهـو السعر الذي يفترض أن يتلقاه املــزارع، في سياق متسم بتراجع اإلنتاج بسبب الجفاف الــذي ضــرب اململكة هــذا الـعـام. ويـأتـي ذلـك، وســــط مـــخـــاوف مـــن املــــزارعــــني بـــعـــدم إقـــبـــال املـــطـــاحـــن على شراء محاصيلهم. وأعلنت وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية واملياه والغابات، عن سعر مرجعي حددته بـ 30 دوالرًا للقنطار الواحد، وهو السعر نفسه الـذي كانت وعــدت به املـزارعـني في العام املاضي. والسعر املرجعي هو الذي يفترض أن يبذله أربـاب املطاحن من أجل شراء القمح اللني من املزارعني هذا العام، علمًا أن الحكومة تدعم الدقيق املــســتــخــرج مـــن ذلــــك الــقــمــح بــهــدف حــصــر ســعــر الــخــبــز في حدود 1.2 درهم للرغيف. ويشمل هذا السعر، حسب الوزارة، الـتـحـمـالت والــضــرائــب والـــرســـوم عـنـد الــشــراء مــن املنتجني والتسليم للمطاحن الصناعية، وهو سعر يمكن أن يزيد أو ينفص حسب القدرة التفاوضية للبائع واملشتري. يـــأتـــي الــكــشــف عـــن الــســعــر املـــرجـــعـــي لـلـقـمـح الـــلـــني فـــي هــذا العام، بعدما أعلنت وزارة الفالحة والصيد البحري واملياه والغابات والتنمية القروية، قبل أيام، عن محصول الحبوب في املوسم الفالحي الحالي، إذ حددته بـ 5.51 ماليني طن، في انتظار الكشف عن اإلنتاج النهائي مع نهاية موسم الحصاد. وقــالــت وزارة الـفـالحـة والـصـيـد الـبـحـري واملــيــاه والـغـابـات والـتـنـمـيـة الــقــرويــة، إن مـحـصـول الــحــبــوب سـيـأتـي مرتفعًا بنسب 62 في املائة في العام الحالي، مقارنة بالعام املاضي، غير أن املحصول املعلن عنه لــم يـــأت فــي مستوى توقعات الحكومة التي بنت توقعاتها للنمو في العام الحالي على أساس محصول حبوب في حدود 7.5 ماليني طن. وأشــارت الــوزارة، إلى أن املحصول الذي أعلنت عنه يتشكل مــن القمح الــلــني بـــــ89.2 مليون طــن، والــقــمــح الصلب بــــ81.1 مليون طن، باإلضافة إلى الشعير. ويأتي محصول الحبوب خــالل الــعــام الـحـالـي فــي ســيــاق متسم بـتـراجـع التساقطات املطرية، فحتى السابع والعشرين من إبريل/نيسان املاضي عـــرف املـــغـــرب تــســاقــطــات مــطــريــة تــراكــمــيــة بـلـغـت 207 مـلـم، بانخفاض بحوالي 36 في املائة مقارنة مع سنة عادية 322( ملم) وبزيادة 13 في املائة مقارنة باملوسم السابق 184( ملم). ويشير نائب رئيس الجمعية املغربية ملكثري البذور، محمد اإلبراهيمي، إلــى أن إنتاج محصول القمح اللني الــذي حدد سعره املرجعي، جاء منخفضًا جدًا، حيث يتراوح في الهكتار الواحد في منطقة الشاوية املعروفة بهذه الزراعة بني 6 و21 قنطارا في الهكتار، مقابل 50 قنطارًا في سنة عادية. ويــــرى اإلبـــراهـــيـــمـــي، فـــي تــصــريــح لـــ «الــعــربــي الـــجـــديـــد»، أن تــحــديــد الــســعــر املــرجــعــي مـــن قــبــل وزارة الــفــالحــة والـصـيـد البحري والتنمية القروية واملياه والغابات، يأتي في وقت لم تبادر فيه الحكومة إلى اتخاذ قرار يلغي تعليق استيفاء رسم االستيراد، بهدف حماية املنتجني املحليني. غـيـر أنـــه يتجلى أن عـــدم مــبــادرة الـحـكـومـة إلـــى اإلعــــالن عن إلغاء تعليق استيفاء رســوم على الـــواردات من القمح اللني مرده إلى التطلع إلى تأمني مخزون كاف من تلك السلعة في األشهر املقبلة. ويؤكد اإلبراهيمي أن السعر املرجعي في هذا العام يأتي في ظل تخوف املزارعني من عدم إقبال املطاحن عليه، وسط توقعات بطرح شروط دقيقة لشرائه، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن املزارعني قد ال يتمكنون من بيع القمح لشركات األعـالف، بعد قرار يمنع على تلك الشركات شراءه في هذا العام، بهدف توفير عرض كاف لالستهالك. ويــرتــقــب أن يـــواصـــل املـــغـــرب االســـتـــيـــراد بــكــثــافــة فـــي الــعــام الحالي، بعد أن أكــدت الوكالة الوطنية للموانئ أن واردات من الحبوب وصلت في العام املاضي إلى 8.8 ماليني طن، ما يمثل زيادة بنسبة ،%23.2 مقارنة بمستوى املشتريات من الخارج في العام الــذي قبله. وينتظر أن يمضي املغرب في خطته لتنويع األسواق الخارجية التي يقتني منها الحبوب في العام الحالي، حسب مراقبني.