البرهان يطيح حميدتي من مجلس السيادة
في تطور جديد في الصراع السوداني، أقال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو من منصبه كنائب له
في الوقت الـذي كانت فيه املعارك والغارات الـجـويـة تـتـواصـل فـي العاصمة السودانية الــخــرطــوم ومــديــنــة بــحــري املـــجـــاورة، أطــاح قــائــد الــجــيــش عــبــد الــفــتــاح الـــبـــرهـــان، أمــس الـجـمـعـة، قـائـد قـــوات الــدعــم الـسـريـع محمد حــمــدان دقـلـو (حـمـيـدتـي) مــن منصب نائب رئـيـس مجلس الـسـيـادة، وعـــن مكانه مالك عقار. ومــــع تـــواصـــل املـــحـــادثـــات بـــن مـمـثـلـن عن الـجـيـش والـــدعـــم الـسـريـع فــي جـــدة، برعاية ســـعـــوديـــة وأمـــيـــركـــيـــة، لــلــتــوصــل إلــــى وقــف إطـــــاق الــــنــــار، قــــال بـــيـــان صـــــادر عـــن إعـــام مجلس السيادة، أمس الجمعة، إن البرهان
أصــــدر مــرســومــا دســـتـــوريـــا يـقـضـي بـإعـفـاء نـــائـــبـــه مــحــمــد حــــمــــدان دقـــلـــو مــــن مـنـصـبـه، وتكليف مالك عقار بدال منه. ووجه البرهان، بــحــســب الـــبـــيـــان، «األمــــانــــة الـــعـــامـــة ملجلس الـسـيـادة والـجـهـات املعنية بـالـدولـة بوضع هــذا املــرســوم الـدسـتـوري مـوضـع التنفيذ». ومــن غير املـرجـح أن يؤثر قــرار اإلقـالـة على ساحة املعركة، ويبدو أن الطرفن املتحاربن، الجيش وقـــوات الـدعـم السريع، غير راغبن في وقف االشتباكات الدامية بينهما. يشار إلــى أن الـبـرهـان وحميدتي يــديــران مجلس السيادة منذ عام 2019 عندما أطيح الرئيس املــخــلــوع عـمـر الـبـشـيـر، ثــم نــفــذا انــقــابــا في 2021 مــــع اقــــتــــراب مـــوعـــد نـــهـــائـــي لـتـسـلـيـم رئــاســة مجلس الــســيــادة لشخصية مدنية لفترة انتقالية إلــى حــن إجـــراء انتخابات. واندلع القتال في 15 إبريل/ نيسان املاضي جراء خافات بشأن خطط دمج قوات الدعم الـسـريـع فــي الـجـيـش، وتسلسل الـقـيـادة في املــســتــقــبــل بـــمـــوجـــب اتــــفــــاق مــــدعــــوم دولـــيـــا النتقال السودان نحو الحكم املدني. وفـــي بــيــان مـنـفـصـل، قـــال إعــــام املـجـلـس إن الــبــرهــان أصــــدر مــرســومــا دســتــوريــا قضى بتكليف مــالــك عــقــار بمنصب نــائــب رئيس مجلس السيادة االنتقالي اعتبارًا من أمس الــجــمــعــة. ومـــالـــك عـــقـــار هـــو عــضــو مجلس السيادة ورئيس الحركة الشعبية (شمال)، وكـــان قــد تـولـى منصبه فــي املـجـلـس ضمن اتـفـاقـيـة جــوبــا لـلـسـام املــوقــع فــي أكـتـوبـر/ تشرين األول .2020 كما أصدر قرارات، أمس الـجـمـعـة، قـضـت بتعين الـفـريـق أول الـركـن شمس الدين كباشي إبراهيم نائبا للقائد الــعــام لــلــقــوات املـسـلـحـة، والــفــريــق أول ركـن يــاســر عــبــد الــرحــمــن حــســن الــعــطــا مـسـاعـدًا
تجدد الهجوم الجوي على الخرطوم ومدينة بحري وشرق النيل
لــلــقــائــد الـــعـــام لـــلـــقـــوات املــســلــحــة، والــفــريــق بحري إبراهيم جابر إبراهيم كريمة مساعدًا للقائد العام للقوات املسلحة. في هـذا الـوقـت، تجدد الهجوم الجوي على الــخــرطــوم ومــديــنــة بــحــري املــــجــــاورة، أمــس الـــجـــمـــعـــة، مــــع دخــــــول الــــحــــرب بــــن الـجـيـش والدعم السريع أسبوعها الخامس، ما يفاقم األزمة اإلنسانية التي يتعرض لها العالقون والــــــنــــــازحــــــون مـــــن املـــــدنـــــيـــــن. واســـتـــهـــدفـــت الضربات الجوية مناطق في شرق الخرطوم. وأفاد شهود، لوكالة «رويترز»، أنهم سمعوا دوي أسلحة مضادة للطائرات تستخدمها قــوات الدعم السريع. كذلك تعرضت بحري وشرق النيل لغارات جوية. وقال أحمد، وهو شاب كان يشق طريقه عبر مدينة بحري، إنه رأى على الطريق نحو 30 شاحنة عسكرية دمـــرتـــهـــا الـــضـــربـــات الـــجـــويـــة. وأضــــــاف أنــه شـاهـد جثثا فـي كـل مـكـان، بعضها لجنود من الجيش وبعضها ألفراد من قوات الدعم الـسـريـع وأن بعضها بـــدأ يتحلل. وتنتشر قوات الدعم السريع في املناطق السكنية في جزء كبير من الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان وهو ما يدفع الجيش إلى استهدافها بالطيران. وقال شهود إن الجيش بدأ أيضا فـــي وضــــع حـــواجـــز عــلــى بــعــض الـــطـــرق في
جنوب الخرطوم إلبقاء قوات الدعم السريع بعيدة عن قاعدة عسكرية هناك. كـمـا انــدلــع قـتـال فــي مـديـنـة نــيــاال، عاصمة واليـــــة جـــنـــوب دارفـــــــور وإحــــــدى أكـــبـــر مــدن الباد، لليوم الثاني بعد هدوء نسبي استمر ألسـابـيـع. وأشـــار ناشط محلي إلــى وجـود قصف باملدفعية الثقيلة، وأن عدة أشخاص لــقــوا حـتـفـهـم. ونـقـلـت وكـــالـــة «أسـوشـيـيـتـد برس» عن نقابة املحامن بدارفور إشارتها إلـــى مـقـتـل 18 مـدنـيـا فــي نــيــاال أمـــس األول الـخـمـيـس. وكــــان قــد قــتــل نـحـو 280 مدنيا عندما اقتحمت قوات الدعم السريع ومعها مليشيات حليفة مدينة الجنينة، في إقليم دارفــــــــــور، واشـــتـــبـــكـــت مــــع مـــســـلـــحـــن، وفــقــا لنقابة أطباء السودان أخيرًا. وكان مبعوث األمــــم املــتــحــدة لــلــشــؤون اإلنــســانــيــة مـارتـن غــريــفــيــث قـــد نــــــدد، أمــــس األول الـخـمـيـس، بـاالنـتـهـاكـات الـعـديـدة والـخـطـيـرة لاتفاق الــذي توصلت إليه األطـــراف املتحاربة في الـــســـودان األســبــوع املــاضــي بـشـأن تجنيب املدنين والبنى التحتية املعارك والسماح بـــــدخـــــول املـــــســـــاعـــــدات إلـــــــى الــــــبــــــاد. وقـــــال غــريــفــيــث، فـــي مــقــابــلــة مـــع وكـــالـــة «فـــرانـــس بــــرس»، إنـــه مــع وصـــول املــســاعــدات «هـنـاك انـتـهـاكـات لــإعــان، وهــي انـتـهـاكـات مهمة وفــظــيــعــة وتـــحـــدث مــنــذ تـــوقـــيـــع» اإلعـــــان. وأشــار غريفيث إلـى أن دارفــور «كـان مكانا يعاني من انـعـدام اإلمـــدادات واألمــن بشكل غير عـادي ومن هشاشة كبيرة» حتى قبل األزمة األخيرة، مشيرًا إلى أن تجدد الصراع كان «مروعا بشكل ال يمكن تصوره» لسكان املنطقة.