إصابتان برصاص االحتالل ومستوطنيه في الضفة
يعكس هجوم األسد على أنقرة عمق الخالفات بين الطرفين
التقارب العربي مع النظام ربما يدفعه إلى التشدد أكثر املـــطـــالـــبـــني بــالــتــغــيــيــر فــــي بـــــالدهـــــم. ورفــــض النظام السوري التجاوب مع الجهود التركية لتطويق األحداث في ذلك العام الذي شهد بدء موجات لجوء السوريني إلى تركيا، حتى بات عــددهــم فــي عـــام 2023 نـحـو 4 مـاليـني الجــئ، وهــو مـا شكل ضغطًا سياسيًا على حكومة حزب «العدالة والتنمية» من جانب املعارضة التركية التي استخدمت ملف الالجئني ورقة رئيسية فـي االنـتـخـابـات التركية الـتـي جرت فـي الـرابـع عشر ّمـن الشهر الـحـالـي. ويعكس الهجوم الذي شنه األسد على الجانب التركي عـمـق الــخــالفــات بــني الــجــانــبــني، والــتــي ربما تعوق املساعي الروسية لتحقيق تقارب بني دمشق وأنقرة بعد أكثر من عقد من القطيعة، إذ يضع األسد االنسحاب التركي من الشمال الــســوري، مــع التخلي عــن فصائل املعارضة السورية في شمال سورية، شرطا للمضي في التقارب، وهو ما ترفضه أنقرة حتى اللحظة. ويــبــدو أن الــتــقــارب الــعــربــي مــع نــظــام األســد أخــيــرًا ربــمــا يــدفــع الــنــظــام إلـــى الــتــشــدد أكثر فــي الــشــروط الــتــي يضعها قـبـل الــشــروع في مفاوضات مع الجانب التركي. ورأى املــحــلــل الــســيــاســي أحـــمـــد الـــقـــربـــي، في حديث مع «العربي الجديد»، أن التصريحات املــتــبــادلــة مـــا بـــني تــركــيــا والـــنـــظـــام «مــحــاولــة لرفع السقف قبل البدء في التفاوض برعاية الجانب الروسي». وتابع: «كل طرف (النظام وتــــركــــيــــا) بـــحـــاجـــة لــــآخــــر، فــــي الـــعـــديـــد مـن القضايا، وأعتقد أن كل طرف سيقدم تنازالت، مـــن قــبــيــل انــســحــاب تـــركـــي جـــزئـــي أو تقييد الـــدعـــم املـــقـــدم لــفــصــائــل املــــعــــارضــــة». وأعــــرب الــقــربــي عــن اعــتــقــاده بـــأن هـــذه الـتـصـريـحـات «لـــــن تـــوقـــف مـــســـار الــتــطــبــيــع الـــحـــاصـــل بـني تـركـيـا والــنــظــام، ولـكـن هـــذا التطبيع يحتاج إلى وقت في ظل تضارب املصالح، والشروط التي يضعها كل طرف. ورأى أن حديث األسد أمـــــام الــقــمــة الــعــربــيــة عـــن الــخــطــر الـعـثـمـانـي التوسعي «مـحـاولـة اللـتـقـاط نـقـاط مشتركة بينه وبني بعض الدول العربية التي تعارض الوجود التركي في الشمال الـسـوري». ويعد الـشـمـال الــســوري غـــرب نـهـر الـــفـــرات، بـــدءًا من ريـف الالذقية الشمالي الشرقي، إلـى منطقة جـــرابـــلـــس شـــمـــال شـــرقـــي حــلــب عــلــى ضـفـاف الـــفـــرات الــغــربــيــة، مـنـطـقـة نــفــوذ تــركــيــة. وفــي شـــرق نـهـر الـــفـــرات، هـنـاك منطقتا تــل أبيض في ريف الرقة الشمالي، ورأس العني في ريف الحسكة الشمالي الغربي. وأقامت الحكومة الــتــركــيــة خـــالل األعــــــوام املــاضــيــة الــعــديــد من القواعد العسكرية داخــل األراضـــي السورية، وتنشر آالف الجنود خصوصًا في ريف إدلب منذ عام 2020 والذي شهد مواجهة عسكرية مـبـاشـرة بـني الجيش الـتـركـي وقـــوات النظام التي قتلت فـي فبراير مـن ذلــك الـعـام عشرات الجنود األتـراك، وهو ما دفع الجيش التركي لشن حملة قصف أدت إلى مقتل العشرات من هذه القوات واملليشيات التابعة لها. وتدخلت موسكو إليقاف الحملة التركية، حيث توصل الــطــرفــان إلـــى اتــفــاق فــي الـعـاصـمـة الـروسـيـة موسكو في مـــارس/آذار ،2020 يتضمن وقفًا إلطالق النار ال يزال صامدًا حتى اللحظة. مـن جهته، رأى الـبـاحـث السياسي فـي مركز جسور للدراسات، رشيد حوراني، في حديث مــع «الــعــربــي الــجــديــد»، أن «الــجــانــب التركي يــــدرك أن تــقــاربــه مـــع الــنــظــام لـــن يـفـضـي إلــى نــتــائــج». وتـــابـــع: «أنـــقـــرة تـعـلـم أن الــنــظــام لن يتخلى أو يواجه قـوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهو املطلب التركي، ألن النظام هو من دعم ودرب حزب العمال الكردستاني». وأشــــــار حــــورانــــي إلــــى أن «انــــخــــراط تـركـيـا فــي مــســار الــتــقــارب مــع الــنــظــام، هــو تلبية لـلـمـطـالـب الــروســيــة مـنـهـا مــقــابــل مصالح تـحـقـقـهـا تــركــيــا مـــن روســــيــــا»، مـضـيـفـًا أن «أنقرة بعد معركة 2020 شمال غرب سورية رفعت كثيرًا من تدريب وتنظيم الفصائل، مــا يعني أن مــيــزان الــقــوى الــيــوم لـيـس في صــالــح الــنــظــام». وأعــــرب عــن اعــتــقــاده بـأن األســـــد «أراد مـــن خــــالل حــديــثــه فـــي الـقـمـة عـــن الــخــطــر الــعــثــمــانــي، تــذكــيــر الـسـعـوديـة بــمــنــافــســة الـــرئـــيـــس الـــتـــركـــي رجـــــب طـيـب أردوغان لها على زعامة العالم اإلسالمي». تتواصل االعـتـداءات اإلسرائيلية بحق الــفــلــســطــيــنــيــني، أكـــــــان عـــلـــى يــــد قــــوات االحــتــالل، أو املستوطنني، فيما يغيب أي حــراك إقليمي أو دولــي فاعل يوقف حكومة بنيامني نتنياهو عن تصعيد انـتـهـاكـاتـهـا بـحـق الفلسطينيني. وفـي هذا السياق، أصيب الفتى الفلسطيني بـــشـــار ســلــيــمــان طــعــمــة 16( عـــامـــًا) من قــريــة قـفـني فــي طــولــكــرم، أمـــس السبت، بـــرصـــاص قــــوات االحـــتـــالل قـــرب حـاجـز بـرطـعـة الـعـسـكـري جــنــوب غـــرب جنني. وذكــــــر مـــديـــر إســــعــــاف الــــهــــالل األحـــمـــر فــــي جـــنـــني مـــحـــمـــود الـــســـعـــدي لـــوكـــالـــة األنـــبـــاء الـفـلـسـطـيـنـيـة «وفــــــا»، أن قـــوات االحتالل أطلقت الرصاص الحي صوب الــفــتــى بـــمـــحـــاذاة الـــســـيـــاج الـــقـــريـــب من الحاجز العسكري، وأصابته بالساق، واحـــتـــجـــزتـــه قـــبـــل أن تــــقــــوم بـتـسـلـيـمـه للطواقم الطبية الفلسطينية. وأضـاف أن طـعـمـة نــقــل مـــن قــبــل طـــواقـــم الــهــالل األحـــمـــر، الـــى مـسـتـشـفـى ابـــن سـيـنـا في جنني، لتلقي العالج. كما أصيب املواطن الفلسطيني مأمون نــصــار بــجــروح فــي قــدمــه، عـقـب إطــالق مــســتــوطــن الـــرصـــاص عـلـيـه قــــرب بـلـدة مـــادمـــا جـــنـــوب نــابــلــس. وقـــــال مــســؤول ملف االستيطان شمالي الضفة غسان دغلس، إن «حارس مستوطنة يتسهار»، أطـــلـــق الــــنــــار عـــلـــى نـــصـــار خـــــالل رعــيــه األغـــنـــام، مــا أدى إلصـابـتـه بــجــروح في الـقـدم، ونقل على إثـرهـا إلــى مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس. وفــــي ســـيـــاق مــتــصــل، اعــتــقــلــت الـــقـــوات اإلســــرائــــيــــلــــيــــة الـــــشـــــاب عــــبــــد الـــنـــاصـــر الـــلـــداويـــة مـــن بـــلـــدة الـــطـــور فـــي الــقــدس املحتلة بعد دهم وتفتيش منزل ذويه. كــمــا اعــتــقــلــت شـــابـــًا أثـــنـــاء مـــــروره على حــاجــز «دوتـــــان» الـعـسـكـري املــقــام فـوق أراضي يعبد، وفق وكالة «وفا». فــــي غــــضــــون ذلـــــــك، اســــتــــولــــت ســلــطــات االحـــــتـــــالل أمـــــس الـــســـبـــت عـــلـــى خـمـسـة دونمات من أراضي قرية شوفة، جنوب شرق طولكرم. وأوضـــــــح أمـــــني ســــر حـــركـــة «فــــتــــح» فـي شـوفـة مـــراد دروبــــي، لـوكـالـة «وفــــا»، أن ســـلـــطـــات االحــــتــــالل ســـلـــمـــت إخــــطــــارات بوضع اليد على نحو خمسة دونمات من أراضي القرية الواقعة على الطريق املـــمـــتـــدة مــــن حـــاجـــز شـــوفـــة الــعــســكــري «البرج»، إلى الشمال باتجاه مستوطنة «أفــنــي حـيـفـتـس»، املـقـامـة عـلـى أراضـــي القرية. وأضـاف أن أهالي القرية قدموا فــــي وقـــــت ســــابــــق اعــــتــــراضــــات إلبـــطـــال اإلجــراءات الرامية لالستيالء على هذه الدونمات، إال أنها قوبلت بالرفض. يـــذكـــر أن جـــرافـــات االحـــتـــالل قــامــت قبل نــحــو ثــالثــة أشــهــر بـتـجـريـف أراض في جـــنـــوب قـــريـــة شـــوفـــة فــــي مــنــطــقــة جـبـل «املرابيع». وتتعرض القرية بشكل يومي للمزيد مـن التضييق وتشديد الخناق عـــلـــيـــهـــا، لــلــســيــطــرة عـــلـــى مــــا تــبــقــى مـن أراضـيـهـا لصالح املستوطنة املــذكــورة، الـــــتـــــي الــــتــــهــــمــــت آالف الــــــدونــــــمــــــات مــن أراضيها وأراضـي القرى املجاورة وهي تمتد بوتيرة متسارعة باتجاه القرية. كما واصلت القوات اإلسرائيلية إغالق مدخلي قرية املغير شرق رام الله لليوم الـــثـــامـــن عــلــى الـــتـــوالـــي. ونــقــلــت «وفــــا» عــن مــصــادر محلية أن قـــوات االحـتـالل أغـــلـــقـــت املـــدخـــلـــني الـــرئـــيـــســـني لــلــقــريــة، ومنعت املواطنني من الدخول إليها أو الخروج منها، ما يضطرهم إلى سلوك طـــرق طــويــلــة. يــذكــر أن قــــوات االحــتــالل اعتقلت يـوم أمـس األول الجمعة أربعة مواطنني مـن القرية التي تتعرض هي والقرى املجاورة لهجمات مستمرة من قـبـل املـسـتـوطـنـني، تتمثل فــي االعــتــداء على املزارعني، وقلع األشجار، وإحـراق املحاصيل، وتخريب خطوط املياه.