«مخترق الذخائر الضخمة» لضرب أنفاق إيران النووية
نشر سالح الجو األميركي صورًا للقنبلة «جي بي يو »57 ثم أعاد حذفها، علمًا أن القنبلة مصممة لضرب مخابئ نووية تحت األرض وتدميرها
تؤشر معطيات جـديـدة، ســواء فـي الـواليـات املـــتـــحـــدة أو إيـــــــران، إلــــى أن الـــتـــوتـــر الـــــذي ال يــزال متواصا حـول برنامج إيــران النووي، لـــم يــغــب عـــن شـــاشـــة الـــــــرادار األمـــيـــركـــي رغــم تـصـاعـد خــافــات واشـنـطـن مــع كــل مــن بكني وموسكو، وأن كل الخيارات ال تزال مطروحة على طـاولـة اإلدارة األميركية لحسم مسألة النووي اإليراني وتعزيز ساح الــردع، فيما تـواصـل طـهـران محاولة التكيف والتحضر ألي ضــربــة عـسـكـريـة مـحـتـمـلـة قـــد توجهها إليها أميركا (أو إسرائيل). ويصب تقريران جديدان لوكالة «أسوشييتد بــــــرس» فــــي هـــــذا الـــســـيـــاق. وتــــطــــرق الــتــقــريــر األول الــــذي نــشــرتــه الــوكــالــة أمـــس الــثــاثــاء، بــالــتــفــصــيــل، إلــــى صــــور كــــان نــشــرهــا ســاح الــجــو األمــيــركــي فـــي الــثــانــي مـــن مــايــو/أيــار الـــحـــالـــي، لـقـنـبـلـة «جــــي بـــي يـــو »57 الــقــويــة، املعروفة باسم «مخترق الذخائر الضخمة»، واملــصــمــمــة الخـــتـــراق عــمــق األرض وتـدمـيـر مــنــشــآت تــحــت األرض قـــد تــكــون مخصصة
لتخصيب الــيــورانــيــوم. وجـــاء ذلـــك بـعـد يـوم واحد من نشر الوكالة، تقريرًا آخر أكدت فيه أن إيران تتقدم بثبات في بناء منشأة نووية قادرة على تجاوز قوة «جي بي يو »57 (التي بــدأت الــواليــات املتحدة تطويرها فـي العقد األول من القرن الحالي)، وأن هذه املنشأة في نتانز. وكـــان ســاح الـجـو األمـيـركـي قــد نشر صــورًا للقنبلة «جي بي يو »57 على صفحة قاعدة وايـــتـــمـــان الــجــويــة فـــي واليــــة مــــيــــزوري، على موقع «فيسبوك»، في 2 مايو، وهو ما كشفه بــدايــة مـوقـع «وور زون». وعـنـدمـا تواصلت «أسـوشـيـيـتـد بــــرس» مــع الــقــاعــدة، جـــرى في غضون يوم واحد حذف الصور عن الصفحة. ويـــبـــدو إن الـــحـــذف حــصــل بـحـسـب الــوكــالــة، ألن الــصــور كشفت تـفـاصـيـل حـسـاسـة حـول تـركـيـبـة الــقــنــبــلــة. وتـعـتـبـر قـنـبـلـة «مـخـتـرق الذخائر الضخمة»، بشكل واسع، ساح املاذ األخــيــر لـضـرب املـخـابـئ تـحـت األرض، وبــدأ ســـاح الــجــو األمــيــركــي تـطـويـرهـا مـــع بـدايـة األلــفــيــة الـــجـــديـــدة، فـيـمـا كــــان الــقــلــق الـغـربـي يتزايد بشأن تشديد إيـران حماية منشآتها النووية، وبنائها تحت األرض. وتـضـم قــاعــدة وايـتـمـان الـتـي نـشـرت الصور الـجـديـدة، مـقـاتـات «بــي »2 الشبحية، وهي الوحيدة القادرة على إطـاق القنبلة. وقالت القاعدة تزامنا مع نشر الصور، إنها تسلمت قـنـبـلـتـني مـــن طـــــراز «جــــي بـــي يـــو »57 حتى يتمكن سـرب ذخيرة في القاعدة من اختبار أدائهما. وكشفت الصور كتابة على القنبلة تقول إن وزنها يبلغ 12 ألفا 300و كيلوغرام،
وإنــــهــــا تــحــمــل خــلــيــطــا مــــن املـــــــادة املــتــفــجــرة «آي أف إكـــس »757 الـتـقـلـيـديـة، ومـــن مـركـب تفجيري جديد نسبيا هـو «بــي بـي إكــس أن ،»114 بـحـسـب مـــا شـــرح الـخـبـيـر بـاألسـلـحـة فـــي شــركــة «جـــايـــنـــز» االســتــخــبــاريــة، راهــــول أودوشـــــي، لـلـوكـالـة. ويـظـهـر وزن القنبلة أن معظمه يأتي من إطارها الـفـوالذي السميك، مــا يسمح لـهـا بـاخـتـراق وسـحـق الخرسانة والـتـربـة قبل االنــفــجــار. على الــرغــم مــن ذلــك، ال يــــزال غـيـر واضــــح بــدقــة مـــدى فـعـالـيـة هـذا الساح. وأوضح أودوشي أن القاعدة سحبت الـصـور سريعا ألنها كشفت الكثير على ما يبدو من البيانات حول القنبلة. وكانت «أسوشييتد برس» قد ذكرت أول من أمس اإلثنني، أن صورًا لألقمار االصطناعية مــــن شـــركـــة «بــــانــــت البـــــز بــــي بــــي ســــــي»، قـد كــشــفــت أن طـــهـــران تــعــمــل عــلــى حــفــر أنــفــاق فــي جبل قــرب منشأة نتانز الـنـوويـة وسط إيــــران. ويـشـيـر ركـــام الـحـفـر بحسب الـوكـالـة إلـى أن املنشأة قد تكون بني 80 مترًا ومائة مـتـر تـحـت األرض، بحسب خــبــراء وتحليل الـــوكـــالـــة. ويـــؤكـــد خـــبـــراء أن حــجــم مــشــروع البناء يدل على أن إيران ستكون على األرجح
تعتبر القنبلة سالح المالذ األخير لضرب المخابئ تحت األرض
قــــادرة عـلـى اسـتـخـدام املـنـشـأة تـحـت األرض هذه لتخصيب اليورانيوم، وليس فقط بناء املفاعات النووية. كما أن املفاعات على شكل أنبوب، تسرع عملية تدوير أسطوانات الغاز للطرد املــركــزي، لتخصيب غــاز اليورانيوم. وستسمح مـعـدات إضـافـيـة إليـــران بتسريع التخصيب تحت حماية الـجـبـل. وقــد يكون ذلـــك مشكلة لقنبلة «جـــي بــي يــو ،»57 ففي وصـــف ســابــق لــســاح الــجــو األمـــيـــركـــي، فـإن هــذه القنبلة يمكنها تدمير كـل شــيء حتى 60 مـتـرًا. ولـهـذا السبب، لفتت «أسوشييتد بـــرس» إلــى أن املـسـؤولـني األمـيـركـيـني كانوا قـــد نــاقــشــوا اســـتـــخـــدام قـنـبـلـتـني متتاليتني لضمان تدمير املنشأة. ولكن رغـم ذلــك، فإن العمق الـجـديـد ألنــفــاق نتانز يشكل تحديا جديا، بحسب «أسوشييتد برس». كما لفتت الوكالة إلـى أن ما يعقد األمـر أكثر بالنسبة إلى قنبلة «مخترق الذخائر الضخمة» وأي ضربة أميركية محتملة هو أن مقاتلة «بي »2 الشبحية، كان جرى منعها بشكل مؤقت مــــن الـــطـــيـــران مـــنـــذ ديـــســـمـــبـــر/كـــانـــون األول املاضي، عندما اشتعلت النيران في إحداها إثر هبوط اضطراري. ولكن أول من أمس اإلثنني، أعلن قائد «قيادة الضربة العاملية» في ساح الجو األميركي، الـــجـــنـــرال تـــومـــاس أي بــوســيــيــر، رفــــع حظر الطيران عن مقاتلة «بي .»2 يذكر أنها ليست املــــرة األولـــــى الــتــي يــقــوم فـيـهـا ســــاح الـجـو األمـيـركـي بنشر صــور وفـيـديـوهـات تترافق مع تصاعد التوتر مع إيران.