Al Araby Al Jadeed

إسرائيل تتخبط بأزماتها

إمعان في القتل وفشل في تحقيق «النصر»

- حيفا ـ نايف زيداني

اتهامات لنتنياهو بعرقلة الصفقة المرتقبة مع حركة حماس

يخشى الشاباك تدهور األمور في إسرائيل إلى مستويات خطيرة

بعد ستة أشهر من الحرب على قطاع غزة، تتخبط إسرائيل بأزماتها الداخلية، في ظل عدم تحقيقها أيًا من أهداف العدوان، ال في إنهاء حركة حماس وال في إعادة المحتجزين من القطاع، وسقوط شعار «النصر المطلق»

ســـتـــة أشــــهـــ­ـر عـــلـــى حــــــرب اإلبــــــ­ـادة والتجويع الـتـي يشنها االحـتـالل اإلســرائـ­ـيــلــي عـلـى قــطــاع غــــزة، من دون تحقيق أهدافها املرجوة، إال في اإلمعان فـــي الــقــتــ­ل واإلجـــــ­ــرام، والــتــجـ­ـويــع والـتـهـجـ­يـر والــتــدم­ــيــر، وارتـــكــ­ـاب جــرائــم حــــرب، وانـتـهـاك الــــقـــ­ـانــــون الـــــدول­ـــــي، واســــتــ­ــهــــداف مـــؤســـس­ـــات وفـــرق اإلغــاثــ­ة واملـسـتـش­ـفـيـات. إن كــانــت هـذه «اإلنجازات» التي تبحث عنها إسرائيل، فقد حققتها، ولكن ال شيء غيرها، وبالتأكيد ليس «النصر املطلق» الذي يردده رئيس الحكومة

بنيامني نتنياهو، في ظل فشلها في إخضاع املقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والوصول إلـــــى رئـــيـــس حـــركـــة حـــمـــاس فــــي غـــــزة يـحـيـى السنوار أو القيادي محمد الضيف، وهي التي لم تترك وسيلة في محاولة للوصول إليهما، بــل أكـثـر مــن هـــذا، مــا زالـــت الــصــوار­يــخ تطلق من غـزة نحو مناطق الـغـالف، كما لم تتمكن مـن إعـــادة املحتجزين اإلسرائيلي­ني رغــم كل الضغط العسكري الذي مارسته. وال يقف األمر عند هذا الحد، إذ بدأ االحتالل اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـي يـــعـــود تــدريــجـ­ـيــًا إلــــى الـــســـا­دس مـــــن أكــــتـــ­ـوبــــر/تــــشــــ­ريــــن األول املــــــا­ضــــــي، مــع اتــســاع االحــتــج­ــاجــات ضــد الـحـكـومـ­ة وعـــودة التظاهرات الصاخبة إلى الشوارع، في األيام األخـيـرة، مطالبة بـإجـراء انتخابات برملانية جديدة للكنيست، وإسقاط الحكومة الحالية، وإعــــادة املحتجزين اإلسـرائـي­ـلـيـني فــي قطاع غزة، وسط تقديرات إسرائيلية بأن معظمهم قــــتــــ­ل. وبــــعـــ­ـودة الــــتـــ­ـظــــاهــ­ــرات، بـــــدأ نـتـنـيـاه­ـو يـــدعـــي اســـتـــش­ـــعـــاره خـــطـــرًا عــلــى حـــيـــات­ـــه، في مـحـاولـة لـوصـم املـتـظـاه­ـريـن، فيما قــد تهدد االحـتـجـا­جـات مخططاته إلطـالـة أمــد الحرب بـمـا يـخـدم بــقــاءه رئـيـسـًا للحكومة، ويـؤجـل محاسبته ومــســؤول­ــني آخــريــن عــن إخـفـاقـات الـــحـــر­ب والـــســـ­ابـــع مـــن أكـــتـــو­بـــر، فــيــمــا اعـتـبـر رئيس جهاز األمن العام (الشاباك) رونني بار أن هناك اتجاهًا مقلقًا قد يؤدي إلى مستويات خطيرة ال تريد إسرائيل الوصول إليها. كـل هــذا ولــم يـخـرج الـيـهـود املـتـزمـت­ـون دينيًا (الـــحـــر­يـــديـــم) إلــــى الــــشـــ­ـوارع بــعــد، وإن كــانــوا يـخـطـطـون لــذلــك فــي حـــال عـــدم الــتــوصـ­ـل إلـى صـيـغـة مـتـفـق عليها بــشــأن قــانــون إعفائهم مـــن الــتــجــ­نــيــد، وهــــم الـــذيـــ­ن يـــرفـــض ســـوادهــ­ـم األعظم االلتحاق بالجيش اإلسرائيلي، الذي تعتبره قــيــادات­ــه الـديـنـيـ­ة والــروحــ­يــة مفسدة لـأخـالق. كما تـعـارض هـذه الـقـيـادا­ت الكثير مما يحدث في صفوفه، وتصر على التمسك بتعليم التوراة واعتبار ذلك مساويًا للخدمة العسكرية، وهو ما ترفضه شرائح واسعة في املجتمع اإلسرائيلي، التي تطالب باملساواة بــالــعــ­بء مـــن خـــالل فـــرض الـتـجـنـي­ـد اإللـــزام­ـــي عـلـى الـحـريـدي­ـم. ويــزيــد الــقــانـ­ـون املــذكــو­ر من تــــأزم املـشـهـد الــداخــل­ــي، ويـمـثـل عــــودة بعض قــوانــني الـتـشـريـ­عـات الـقـضـائـ­يـة الــتــي سبقت الـــســـا­بـــع مــــن أكــــتـــ­ـوبــــر، وعــــــــ­ودة الـــتـــظ­ـــاهـــرا­ت املناهضة لها. لكن هذا ال يعني بالضرورة أن عمر الحكومة الحالية قصير جدًا، فنتنياهو يواصل الصمود منذ ستة أشهر من الحرب رغــم عــدم تحقيق إنــجــازا­ت تـذكـر، كما صمد أمـام االحتجاجات في األشهر التي سبقتها.

أمـا باقي مكونات حكومته التي كانت جزءًا منها قبل الحرب وشكلت معًا أغلبية 64 نائبًا من أصل 120 في الكنيست، فلديها حساباتها واعــتــبـ­ـاراتــهــ­ا أيـــضـــًا، وهـــي الــتــي تــكــاد تـــدرك يقينًا أنها لن تكون جزءًا من الحكومة املقبلة، على األقل بموجب ما تشير إليه استطالعات الـــرأي، ما قد يدفعها للحفاظ على الحكومة املـتـجـان­ـسـة والــبــحـ­ـث مـعـًا عـــن مـــخـــار­ج ألزمـــة قانون التجنيد وغيرها من األزمات. في املقابل، هدد الوزير بني غانتس بمغادرة الحكومة التي انضم إليها في بداية الحرب إن شرعت قانون التجنيد على نحو غير متفق عليه، داعيًا إلجــراء انتخابات في سبتمبر/ أيلول املقبل. مع هذا، ال يزال متمسكًا بالبقاء في الحكومة، رغم محاوالت نتنياهو تهميشه فــي بعض الـــقـــر­ارات، والـتـوتـر فــي عالقتهما، ومـهـاجـمـ­ة نـتـنـيـاه­ـو لـــه عـلـى خـلـفـيـة زيــارتــه الـبـيـت األبـــيــ­ـض. وبــخــالف نـتـنـيـاه­ـو، يـنـادي غانتس بمنح أولوية مللف إعـادة املحتجزين اإلسرائيلي­ني، لكنه يتفق معه على مواصلة الحرب. وقد يجد نفسه حائرًا في البقاء داخل الـحـكـومـ­ة أم مـغـازلـة الــتــظــ­اهــرات الــتــي بــدأت تـــعـــود إلــــى الـــشـــا­رع اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـي، خـصـوصـًا أن عـــودة املحتجزين لــم تتحقق، فيما تتهم أوســاط إسرائيلية نتنياهو بعرقلة الصفقة املرتقبة مع حركة حماس. ولكن يبدو أن غانتس الذي أطال عمر حكومة نــتــنــي­ــاهــو، لــكــنــه اســـتـــف­ـــاد مـــن نــاحــيــ­ة أخـــرى بـاعـتـبـا­ره املــســؤو­ل الـــذي وحـــد الـصـفـوف في حـالـة الـــطـــو­ارئ، ال يـريـد مـغـادرتـه­ـا وتفويت فرصة أن يكون شريكًا في إعادة املحتجزين، فــــــي حـــــــال كـــــانــ­ـــت هـــــنـــ­ــاك فـــــرصــ­ـــة لــــــذلـ­ـــــك، مــع ازديـــاد الضغوطات الخارجية الكبيرة على نتنياهو، تحديدًا من قبل الـواليـات املتحدة، لـــكـــن الــــتـــ­ـظــــاهــ­ــرات وحــــدتــ­ــهــــا ســـتـــؤث­ـــر عـلـيـه حــتــمــًا، فـــضـــال عـــن مــطــالــ­بــة عــــدة أصــــــوا­ت له باالنسحاب. وتتجاوز الخالفات بني مركبات

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar