إسرائيل وأميركا ترفعان درجة التأهب
إيران تتعهد بالرد على هجوم القنصلية أكدت إيران، أمس السبت، مجددًا، أنها سترد على استهداف قنصليتها في دمشق االثنين الماضي، وسط تأهب أميركي وإسرائيلي
غوتيريس في أول أسبوعن من الحرب، علنًا، بـوقـف إطـــاق الــنــار ألســبــاب إنـسـانـيـة، لكنه بعد قرابة األسبوعن، بدأ بذلك؛ حيث وصل عــــدد الـقـتـلـى والـــجـــرحـــى الـفـلـسـطـيـنـيـن إلــى اآلالف، ونزح فيه مئات اآلالف داخليًا ودمرت إســرائــيــل مــنــاطــق واســـعـــة مـــن الــقــطــاع. ومــع زيــــادة الـعـنـف اإلســرائــيــلــي ازدادت التقارير الصادرة من منظمات األمـم املتحدة األخرى وقيادتها؛ أونـــروا ومنظمة الصحة العاملية ومجلس حقوق اإلنسان وغيرها، الذين أبدوا مـــواقـــف أكـــثـــر شــجــاعــة ووضـــوحـــًا فـــي إدانــــة العنف ضد املدنين والحديث بصراحة عن الجرائم املرتكبة. وشــكــلــت تـــقـــاريـــر وتـــصـــريـــحـــات الــكــثــيــر من قـــيـــادات مـنـظـمـات األمــــم املــتــحــدة اإلنـسـانـيـة ركـــيـــزة مـهـمـة فـــي األدلـــــة الــتــي قــدمــهــا فـريـق دفــــــاع جـــنـــوب أفـــريـــقـــيـــا فــــي مــحــكــمــة الـــعـــدل الدولية املرفوعة ضد إسرائيل بتهم ارتكاب إبـــادة جماعية ضــد الفلسطينين فــي غــزة. وال بد من اإلشارة إلى التقارير الصادرة عن املقررين الخاصن. وفي خطوة غير مسبوقة تمكن مجلس حقوق اإلنـسـان، أول من أمس الـــجـــمـــعـــة، مــــن تــبــنــي قــــــرار يـــدعـــو إلـــــى وقـــف تسليح إسرائيل بسبب ما يجري في غزة. بـعـد 6 أشــهــر مــن حـــرب غـــزة، أصــبــح الـشـرخ داخـــــــل املـــنـــظـــمـــات األمــــمــــيــــة أكــــثــــر وضـــوحـــًا ويـــهـــدد مــصــالــح الــــواليــــات املــتــحــدة نفسها ومــــحــــاوالتــــهــــا الــــتــــقــــرب مـــــن دول الـــجـــنـــوب الـــعـــاملـــي. كـــمـــا يـــفـــرض هـــــذا الـــعـــجـــز والـــدعـــم األمــيــركــي غـيـر املـــشـــروط إلســرائــيــل ضغطًا شـديـدًا على األمـــن الـعـام والعمل اإلنساني عــمــومــًا وإدارة الـــصـــراعـــات؛ بــحــيــث أصـبـح الهجوم على القوافل اإلنسانية والتجويع واســتــهــداف املـسـتـشـفـيـات، لـيـس االسـتـثـنـاء كما هو في أغلب الحروب، بل القاعدة وتحت غطاء ومساعدة الواليات املتحدة.
واصــــلــــت إيــــــــران، أمـــــس الـــســـبـــت، إطــــاق تصريحات تتوعد فيها بالرد الحتمي على استهداف إسرائيل قنصليتها في العاصمة السورية دمـشـق، يــوم االثنن املـــاضـــي، مـــا أدى إلــــى مـقـتـل الـجـنـرالـن بــالــحــرس الـــثـــوري مـحـمـد رضـــا زاهـــدي ونــائــبــه مـحـمـد هــــادي حــاجــي رحـيـمـي، وهما من كبار املستشارين العسكرين اإليــــرانــــيــــن فــــي ســـــوريـــــة، فــــضــــا عــــن 5 ضـــبـــاط مـــرافـــقـــن لــهــمــا. وحـــمـــلـــت إيــــران الــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة أيــــضــــًا مـــســـؤولـــيـــة الهجوم، فيما ظلت القوات األميركية في املنطقة، كما إسـرائـيـل، فـي حالة تأهب، تحسبًا للرد الذي قد يحصل خال األيام القليلة املقبلة، بحسب توقعات أميركية. وأكــــــد رئـــيـــس األركــــــــان الـــعـــامـــة لــلــقــوات املسلحة اإليرانية، الجنرال محمد باقري، أمـــس، خــال تشييع جثمان زاهـــدي في مــديــنــة أصـــفـــهـــان، أن بـــــاده ســـتـــرد بكل تأكيد على الهجوم «ردًا يبعث الـنـدم». وأضاف باقري وفق التلفزيون الرسمي، أن الــقــوات اإليـرانـيـة ستقوم «باالنتقام الـــازم»، مضيفًا: «نحن مـن يحدد زمـان الـعـمـلـيـة وطـبـيـعـتـهـا ونـــوعـــهـــا». وتــابــع بـاقـري وهــو أرفـــع قـائـد عسكري إيـرانـي أن «الـــعـــمـــلـــيـــة (االنـــتـــقـــامـــيـــة) بــمــكــانــهــا وتــــوقــــيــــتــــهــــا وبــــــدقــــــة وتـــــدبـــــيـــــر الزمــــــن ستنفذ حتمًا إليقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر للعدو مما يحمله على الندم». وحــمــل بــاقــري الـــواليـــات املــتــحــدة أيضًا مـــســـؤولـــيـــة الـــهـــجـــوم اإلســـرائـــيـــلـــي عـلـى الـقـنـصـلـيـة اإليـــرانـــيـــة فـــي دمـــشـــق، قـائـا إن واشنطن «شريكة فـي هــذه الجريمة وبقية جـرائـم الصهاينة ســـواء اعترفت بالضلوع فيها أم نفت». من جهته، أعلن الحرس الثوري اإليراني، في بيان، أمس، نــشــرتــه وكــــــاالت األنــــبــــاء اإليـــرانـــيـــة، أنــه يطمئن الشعب اإليــرانــي بـأنـه سيحقق «مطالبه الوطنية بمعاقبة تبعث على الــــنــــدم لـــلـــعـــدو الـــصـــهـــيـــونـــي وحـــمـــاتـــه»، بسبب الهجوم على القنصلية اإليرانية في دمشق واغتيال القيادات العسكرية رفيعة املستوى. فــي األثـــنـــاء، وبينما كـانـت كــل التقارير من األراضي املحتلة، تفيد بأن إسرائيل فـي حالة تأهب تحسبًا ألي رد إيـرانـي، السيما بما يتعلق بأمن سفاراتها، فإن الـواليـات املتحدة تتحضر بـدورهـا كما يبدو لهجوم إيراني قد يستهدف أصوال إســرائــيــلــيــة، أو أمــيــركــيــة، فـــي املـنـطـقـة، وربــمــا فــي مــوعــد قــريــب قــد يــكــون ليس أبعد من األسبوع املقبل. وفـــــي هـــــذا الـــســـيـــاق، قـــــال مــــســــؤول كـبـيـر فـــي اإلدارة األمـــيـــركـــيـــة لـشـبـكـة «ســــي أن أن»، أول مــن أمــــس، إن بــــاده «فـــي حالة تـأهـب قـصـوى وتستعد بنشاط لهجوم كـــبـــيـــر» مــــن قـــبـــل إيــــــــران خـــــال األســـبـــوع املـــقـــبـــل ردا عـــلـــى الـــــغـــــارة اإلســـرائـــيـــلـــيـــة. وبــحــســب املـــصـــدر فــــإن كـــبـــار املــســؤولــن األمـيـركـيـن يـعـتـقـدون حـالـيـًا أن هجومًا من إيــران في إطـار الـرد «أصبح حتميًا»، وهــــو اعـــتـــقـــاد يــشــاركــهــم فــيــه نــظــراؤهــم اإلســرائــيــلــيــون، مـضـيـفـًا أن الـحـكـومـتـن األمـيـركـيـة واإلسـرائـيـلـيـة تـعـمـان حاليًا بــجــهــد لـــاســـتـــعـــداد ملـــا قـــد يـــأتـــي، وهــمــا تتوقعان أن الهجوم اإليراني قد يتكشف بطرق عدة مختلفة، وأن املصالح واألفراد األمـــيـــركـــيـــن واإلســـرائـــيـــلـــيـــن مــعــرضــون لخطر االستهداف. وهـذا األمــر، كان على أجــــنــــدة االتــــصــــال الـــهـــاتـــفـــي الــــــذي جـــرى الخميس املاضي بن الرئيس األميركي
الحرس اإليراني: ردنا سيبعث الندم في العدو وحماته
تقييم أميركي أن قاعدة التنف لم تكن هدفًا لهجوم الثالثاء
جو بايدن ورئيس الحكومة اإلسرائيلية بنيامن نتنياهو. ولكن بحسب املسؤول، فإنه حتى أول من أمـس الجمعة، لم تكن الحكومتان األميركية واإلسـرائـيـلـيـة قد عــرفــتــا بـــعـــد، مــتــى وكـــيـــف تـخـطـط إيــــران للرد. وبحسب املوقع، فإن ضربة إيرانية مـبـاشـرة على إسـرائـيـل هـي إحـــدى أسـوأ الـــســـيـــنـــاريـــوهـــات املـــطـــروحـــة لـــــدى إدارة بــــايــــدن، ألنـــهـــا تــضــمــن تــصــعــيــدًا فـــوريـــًا للصراع في املنطقة. ورأت «سي أن أن»، أن ضربة من هذا النوع، قد تقود إلى توسع الـحـرب فـي املنطقة، وتحولها إلــى حرب إقليمية، وهو ما حاول بايدن تجنبه منذ 7 أكتوبر/تشرين األول املاضي. ومـــــنـــــذ شـــــهـــــريـــــن، لــــــم تـــنـــفـــذ الـــفـــصـــائـــل العراقية املدعومة من إيـران أي عمليات الستهداف القوات األميركية في سورية والعراق، بعد أسابيع إثر اندالع الحرب، كانت حافلة بمثل هذه الهجمات، وأدت إلى مقتل 3 عسكرين أميركين بضربة مسيرة على الحدود األردنـيـة السورية. لـــكـــن يـــــوم الــــثــــاثــــاء، تـــعـــرضـــت الـــقـــاعـــدة األميركية في منطقة التنف على مثلث الــــحــــدود الـــســـوريـــة الـــعـــراقـــيـــة األردنــــيــــة، لـــهـــجـــوم بــــطــــائــــرة مــــســــيــــرة انـــتـــحـــاريـــة. وأسقطت الدفاعات األرضية في القاعدة، املسيرة في منطقة الكتيبة التي تبتعد 4 كيلومترات عـن الـقـاعـدة، دون حـدوث أي أضرار في محيط القاعدة أو داخلها. وقال مسؤول في وزارة الدفاع األميركية، الثاثاء املاضي، بحسب «سي أن أن»، إن «تقييمنا هــو أن قــاعــدة الـتـنـف لــم تكن الـهـدف مـن الهجوم باملسيرة، وبما أنه لم يكن بإمكاننا أن نحدد فــورًا الهدف، وألسباب تتعلق بسامة قواتنا وقوات شركائنا فــي التحالف الــدولــي، فقد تم إسقاط املسيرة». وأكد متحدث باسم الخارجية األميركية لـ «سي أن أن»، الجمعة، أن واشنطن تلقت رسالة من طهران بعد الهجوم، مضيفًا أن «ردنـــــــــا لـــهـــا كـــــان تـــحـــذيـــرهـــا مــــن أال تستغل الضربة كذريعة ملهاجمة قواتنا وقـــواعـــدنـــا فـــي املـــنـــطـــقـــة». وأكــــــد: «نـحـن لـــم نــطــلــب مــنــهــا، بـــل حــــذرنــــاهــــا». وكـــان مـــســـؤوالن إيـــرانـــيـــان قـــد أكــــدا لصحيفة «نـــيـــويـــورك تــايــمــز» األمــيــركــيــة، أول من أمس أيضًا، أن القوات اإليرانية املسلحة وضــعــت فـــي حــالــة تــأهــب قـــصـــوى، وقــد اتــخــذ قــــرار أنـــه ينبغي عـلـى إيــــران الــرد مباشرة الستعادة الردع. قـــــــدمـــــــت الــــــحــــــكــــــومــــــة الــــكــــويــــتــــيــــة اســـتـــقـــالـــتـــهـــا، أمـــــس الـــســـبـــت، عـقـب إعان النتائج الرسمية النتخابات مجلس األمة، أول من أمس الجمعة، وذلــــك تطبيقًا لــنــص املــــادة 57 من الـــدســـتـــور، الـــتـــي تــســتــوجــب إعــــادة تشكيل الحكومة عند بدء كل فصل تشريعي عقب االنتخابات. وجرت انـتـخـابـات مجلس األمـــة الكويتي، الخميس املاضي، للمرة األولى في عهد أمير الكويت الجديد، الشيخ مشعل األحمد الصباح (الصورة).