توتر أمني في بغداد
اشتباكات بين الشرطة و«سرايا السالم»
هاجم عناصر من تنظيم «داعش»، ليل الجمعة ـ السبت، مواقع لقوات النظام السوري واملليشيات اإليرانية عند منطقة الحدود اإلداريــة بن محافظتي الرقة ودير الزور، شرقي سورية، بعد قطع طريق إمدادها بن املحافظتن. وقال الناشط االعامي جاسم عــاوي لـ«العربي الجديد» إن التنظيم سيطر ألكثر مـن ساعة على قرية العوسج القريبة من حاجز القوس في قرية معدان عتيق، على الطريق الواصل بن محافظة ديـر الــزور والرقة وخـط اإلمــداد من ريـف ديـر الــزور الغربي. وكشف أن قـوات النظام استقدمت تعزيزات من مدينة معدان في ريف الرقة الشرقي، لصد الهجوم الذي ترافق مع إطاق قنابل مضيئة. وأوضح عاوي أنها املرة األولى التي يتمكن فيها التنظيم من قطع خط إمــداد الرقة - ديـر الــزور لقوات النظام واملليشيات املوالية لـه. وأسفر الهجوم الذي وقع في محيط قرية معدان عتيق عن قتيلن وجريح في صفوف قوات النظام، وفق مصادر ميدانية. في املقابل، أوضحت القيادة املركزية األميركية، أمس السبت، أنها نفذت بالتعاون مع شركائها من قــوات األمــن العراقية وقــوات سوريا الديمقراطية «قسد» منذ مطلع يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار املاضين، 94 مهمة لهزيمة التنظيم، أسفرت عن مقتل 18 عنصرًا واعتقال 63 آخرين.
شـــهـــدت مـنـطـقـة الــفــضــيــلــيــة، جـــنـــوب شـرقـي الـــعـــاصـــمـــة الـــعـــراقـــيـــة بــــغــــداد، لـــيـــل الـجـمـعـة - الــســبــت، تـــوتـــرًا أمــنــيــًا جـــديـــدًا، إثــــر انــــدالع اشتباك مسلح بن الشرطة وجماعة سرايا الــســام، الــــذراع الـعـسـكـريـة للتيار الـصـدري بــــقــــيــــادة مـــقـــتـــدى الـــــصـــــدر، وســــــط مـــخـــاوف مـــن تـــجـــدد االشـــتـــبـــاكـــات، مـــع إخـــفـــاق األمـــن العراقي املتواصل في بسط نفوذه في بغداد ومحيطها. ويــــحــــاول األمــــــن الـــعـــراقـــي مـــنـــذ فـــتـــرة بـسـط نــفــوذه فــي مـنـاطـق الـعـاصـمـة ومــنــع التمرد فيها على تنفيذ القانون، لـذا لجأ إلـى نشر حواجز أمنية راجلة يوميًا في شوارع معظم املناطق ليا، تستمر حتى فجر اليوم التالي، وتـــفـــتـــش الــــســــيــــارات وتـــحـــاســـب املــخــالــفــن للتعليمات األمنية وتحتجز السيارات التي ال تحمل لوحات تسجيل أو أوراقـــًا ثبوتية. ووفـقـًا للمصادر الـتـي نقلت عنها محطات إخبارية ووكــاالت أنباء محلية عراقية، فإن «قوة من الشرطة االتحادية املرتبطة بوزارة الداخلية أقـدمـت ليل الجمعة - السبت على اعتقال شخص اعتدى على دوريــة للشرطة االتــــحــــاديــــة فــــي مــنــطــقــة الــفــضــيــلــيــة جــنــوب شرقي بغداد»، مبينة أن «املعتقل تبن الحقًا أنه ينتمي إلى جماعة سرايا السام». وأكدت املــــصــــادر أن «الـــعـــشـــرات مـــن ســـرايـــا الــســام تجمعوا إثر ذلك، واشتبكوا بأسلحة رشاشة
مع دورية الشرطة»، الفتة إلى أن االشتباكات اسـتـمـرت حتى فجر أمـــس، مـا سـبـب إصابة ضــابــط شــرطــة و4 مـواطـنـن آخــريــن نتيجة كثافة إطاق النار. ولـــم تـعـلـق الـحـكـومـة الــعــراقــيــة وال الـجـهـات األمـنـيـة الرسمية على الــحــادث حتى عصر أمــــــس، إال أن ضـــابـــطـــًا فــــي قــــيــــادة الــشــرطــة االتحادية، أكد لـ«العربي الجديد»، مشترطًا عـدم ذكـر اسمه، أن «تعزيزات أمنية وصلت إلى املنطقة وانتشرت فيها بكثافة»، مبينًا أن «الوضع ما زال مرتبكًا». وشدد املصدر على أن «التوجيهات العليا أكـدت التعامل بحزم مع أي محاولة من أي جهة لخرق القانون»، مـــشـــيـــرًا إلــــــى أن «قـــــــــوات األمــــــــن ســـتـــواصـــل االنتشار حتى عودة الهدوء». وتــــتــــكــــرر عـــمـــلـــيـــات االشــــتــــبــــاكــــات املــســلــحــة بــــن عـــنـــاصـــر األمــــــن وفـــصـــائـــل مــســلــحــة فـي محافظات الــعــراق، وتسبب معظمها وقـوع قتلى وجرحى، وكـان آخرها في 31 مـارس/ آذار املـــاضـــي، إذ قــتــل عـنـصـر أمــــن وأصــيــب آخــــــرون فـــي مــديــنــة الـــصـــدر، شـــرقـــي بـــغـــداد، بـــعـــد اشـــتـــبـــاكـــات عــنــيــفــة بــــن عـــنـــاصـــر أمـــن ومــســلــحــن تــابــعــن لــجــمــاعــة عــصــائــب أهــل الحق املتنفذة إثر رفضها االنصياع ملحاولة تطبيق القانون. وتتعرض الجهات املسؤولة النـــتـــقـــادات مـــن مــراقــبــن ومـــواطـــنـــن، بسبب ضـعـف إجـــراءاتـــهـــا لـلـسـيـطـرة عـلـى الـجـهـات املسلحة، وسط اتهامات للسلطات بمجاملة تلك الجماعات املتنفذة وعدم محاسبتها.