الجزائر: كسوة العيد ألطفال فقراء
يـــــــزداد الـــنـــشـــاط الـــتـــضـــامـــنـــي والـــخـــيـــري فــي الــجــزائــر خـــال شـهـر رمــضــان، وبعد توزيع مساعدات تموينية على عائات فقيرة وتوفير مئات من موائد اإلفطار للصائمني وعابري السبيل، يجري توزيع كسوة العيد على أيتام وأطفال. وتتحول غالبية الجمعيات الخيرية واألهــلــيــة فــي الــجــزائــر إلـــى الـعـمـل لتوفير كسوة وثياب العيد ألطفال العائات الفقيرة وتلك التي تعيش فـي حـالـة عــوز خــال األســبــوع األخـيـر من شهر رمـضـان. وتنشط هـذه الجمعيات في جمع معونات وتبرعات لشراء مابس لألطفال تمهيدًا إلدخال الفرحة إلى قلوبهم. وتطلق هذه الجمعيات نــداءات وتصمم إعانات لـــطـــلـــب مــــعــــونــــات والــــحــــصــــول عـــلـــى مـــســـاعـــدات وتـــبـــرعـــات لـــصـــالـــح األطــــفــــال الــــفــــقــــراء، وإحــــداهــــا مـؤسـسـة الــجــزائــر املــتــحــدة الـخـيـريـة الــتــي تـــدرج أعمالها الخيرية ضمن ما تقول إنه «عمل لضمان كـــرامـــة األفـــــراد الــجــزائــريــني، ونــشــر أفـــعـــال الخير باعتبارها وســائــل لبناء الــفــرد واملجتمع معًا». وهي أعلنت أخيرًا أنها تهدف إلى توفير مابس ألكــثــر مــن ألــفــي طـفـل خـــال عـيـد الـفـطـر. بــدورهــا، تجدد جمعية اإلرشاد واإلصاح، وهي أكبر وأقدم الجمعيات الخيرية في الجزائر، في هذه املناسبة تعهداتها الخيرية مـن خــال برنامج «بعطائكم يكتمل الخير». ويوضح املتحدث باسمها مسؤول شــؤون العاقات فيها محمد قـاضـي، فـي حديثه لـ«العربي الجديد»، أن «الجمعية تكفل أكثر من تسعة آالف طفل في أنحاء الـوطـن، والـذيـن تنظم لـهـم إفـــطـــارات رمـضـانـيـة وتسلمهم كـسـوة العيد ملعالجة أي عوز في هذا املجال. وامليزة األساسية فـي برنامج كسوة العيد السماح بـشـراء عائات مابس أطفالهم من خال تسليمها قسائم يجري صرفها في املحات لشراء ما ترغب به». إلـى ذلــك، تحصي جمعيات محلية تغطي بلدات ومناطق ضيقة مبكرًا األطـفـال الـذيـن يحتاجون إلــــى مـــابـــس الـــعـــيـــد، وتــســتــعــد لـتـجـهـيـزهـم بـهـا، وبينها جمعية «البسمة» الخيرية في والية عني الدفلى (غـــرب)، التي تطبق صيغة مختلفة لهذا املجهود الـخـيـري، إذ تربط املتبرعني بالعائات مباشرة من أجـل تغطية تكاليف ما تحتاج إليه مـــن مـــســـاعـــدات. ويـــــورد إعــــان نــشــرتــه الـجـمـعـيـة: «يـا أهـل الخير أسـرعـوا وتسابقوا لتنفيذ أعمال الخير. ننتظركم لكسوة يتيم أو التبرع بجزء من كسوة يتيم. سنعطيكم أرقـــام عـائـات لتقديم ما تستطيعون إلـيـهـا. وفعليًا إذا تكفل كـل شخص مــقــتــدر بــكــســوة يـتــيــم لـــن يـبـقــى واحـــــد مــنــهــم با كسوة العيد». وكي ال تبقى هذه األنشطة الخيرية محصورة بهيئات خيرية، عقدت هيئات شراكات مــع مــؤســســات اقـتـصـاديـة لتغطية احتياجاتها واحتياجات العائات الفقيرة واملعوزة في الوقت نفسه. وقبل أيــام شهد ملعب تيزي وزو، شرقي الـجـزائـر، تنظيم جمعية «كـافـل اليتيم» الخيرية أضخم مائدة إفطار جماعي أليتام وأرامـــل، على شـــرف أطــفــال أيــتــام، ووزعــــت فيها مـابـس العيد على أكثر مـن ألفي طفل. وسـاهـم مجلس تجديد االقتصاد الجزائري في هذه العملية الخيرية، ما كـــرس نـجـاح تجربة مـشـاركـة مـؤسـسـات فـي هذه العملية الخيرية هــذا الــعــام، تجسيدًا اللتزامها بمسؤولياتها االجتماعية. ويتحدث الناشط في املجتمع املدني وليد قلوز لـ «العربي الجديد»، عن «تزايد أعمال الخير لدرجة أن البرامج املوجهة إلى الفقراء وأطفال العائات املعوزة باتت تشهد تنافسًا وتطويرًا جديًا. وما شـجـع عـلـى ذلـــك احــتــرام الـسـلـطـات هـــذه األنشطة واتخاذها إجراءات لتسهيلها. وقد أشاد الرئيس عبد املجيد تـبـون نفسه مـــرات بعمل الجمعيات الخيرية التضامنية التي قال إنها تحقق الكثير
من األهداف، وتدعم الجهود الحكومية في املجال، خـاصـة أن ثقة املحسنني واملـتـبـرعـني باملنظمات األهلية أكبر بكثير من الهيئات الرسمية». ومن بني املبادرات التي شهدتها الجزائر توقيف متطوعني شبان السيارات على جوانب الطرقات ودعــوة سائقيها واملسافرين إلـى تناول وجبات إفطار ما دام الوقت الباقي ال يسمح لهم بالوصول إلـــى األمـــاكـــن الــتــي يـقـصـدونـهـا. وفـــي حـــال اعـتـذر السائقون، تقدم لهم وجبات مجهزة في أكياس.