مسيّرات إيرانية في السودان
جـــــزم قــــائــــد الـــجـــيـــش الـــســـودانـــي رئــــيــــس مـــجـــلـــس الـــــســـــيـــــادة عــبــد الـــفـــتـــاح الـــبـــرهـــان بـــعـــدم إمـكـانـيـة الـتـفـاوض مـع قـــوات الـدعـم الـسـريـع، مشددًا على أن القوات املسلحة السودانية «ستدحر هـــــؤالء املـــتـــمـــرديـــن»، فــيــمــا كــشــفــت مــصــادر فــــي الـــجـــيـــش الــــســــودانــــي وأخـــــــرى إيـــرانـــيـــة ومــســؤولــون ودبـلـومـاسـيـون عــن دور كبير لـــلـــطـــائـــرات املــــســــيــــرة إيــــرانــــيــــة الـــصـــنـــع فـي تـــحـــويـــل دفـــــة املـــعـــركـــة عـــلـــى األرض ووقــــف تقدم قـوات الدعم السريع واستعادة أراض حـــول الــعــاصــمــة. وقــــال الـــبـــرهـــان، عـقـب أداء صـــــالة عـــيـــد الـــفـــطـــر فــــي مــنــطــقــة أم شــجــرة بوالية القضارف شرق البالد أمس األربعاء: «لــن نسلم أمــر دولتنا ألي جهة داخلية أو خــارجــيــة». وأضــــاف، بحسب وكــالــة األنـبـاء السودانية: «ليس لدينا أي حديث إال بعد انتهاء املعركة مع هـؤالء املجرمن». وتابع: «هـــذه املـعـركـة مــع املـتـمـرديـن تـمـايـزت فيها الصفوف، وأي شخص خان الشعب لن يكون له مكان بن السودانين حتى وإن ذهبنا»، مـــؤكـــدًا أن «أي شــخــص تــآمــر عــلــى الـشـعـب الـــســـودانـــي فـــي الـــداخـــل والـــخـــارج لـــن يـكـون له أي دور مستقبال في إدارة هـذه الدولة»، معتبرًا أن «هذه الدولة لن يديرها إال الذين صـــمـــدوا أمــــام ظــلــم وانــتــهــاكــات املـلـيـشـيـا». وشـــدد الـبـرهـان على أن «هـــذه املـعـركـة ضد املليشيا ستنتهي بانتصار القوات املسلحة والشعب السوداني، وعيدنا القادم إن شاء الله بدون جنجويد وبدون مرتزقة وعمالء». وقــــال: «نـحـن فــي الــقــوات املسلحة والــقــوات النظامية األخـــرى وحــركــات الـكـفـاح املسلح واملـقـاومـة الشعبية واملستنفرين والشعب الــــســــودانــــي ســـنـــدحـــر هـــــــؤالء املـــتـــمـــرديـــن». فــي هــذا الــوقــت، نقلت وكــالــة «رويـــتـــرز» عن مـصـدر كبير بالجيش الـسـودانـي قـولـه إنه مع مرور عام على بدء الحرب في السودان، تساعد الـطـائـرات املسيرة املسلحة إيرانية الـصـنـع «الــتــي طــورهــا الـجـيـش الـسـودانـي» على تحويل دفة الصراع ووقف تقدم قوات الــــدعــــم الــــســــريــــع، واســــتــــعــــادة أراض حـــول العاصمة الخرطوم. وقـــالـــت ســتــة مـــصـــادر إيــرانــيــة ومــســؤولــون ودبلوماسيون باملنطقة، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، لـ«رويترز»، إن الجيش حصل على طـائـرات مسيرة إيـرانـيـة الصنع خالل األشهر القليلة املاضية. وذكر أكثر من عشرة مــن سـكـان الـخـرطـوم أن الــقــوات الـسـودانـيـة استخدمت بعض الطائرات املسيرة القديمة فــي األشــهــر األولــــى مــن الـــحـــرب، إلـــى جانب بطاريات صواريخ وطائرات مقاتلة، لكنها لـــم تــحــقــق نــجــاحــا يـــذكـــر فـــي الـــقـــضـــاء على عناصر قوات الدعم السريع املتمركزين في أحياء مكتظة بالسكان في الخرطوم ومدن أخـــــــرى. وقــــــال خــمــســة شـــهـــود مــــن الــســكــان إنــه فــي يـنـايـر/ كــانــون الـثـانـي املــاضــي، بدأ الــجــيــش اســـتـــخـــدام طــــائــــرات مـــســـيـــرة أكــثــر فاعلية مــن قــاعــدة وادي سيدنا العسكرية شمالي الخرطوم، مشيرين إلى أنه بدا أنها تــراقــب تـحـركـات الــدعــم الـسـريـع وتستهدف مواقعها وتحدد بدقة ضربات املدفعية في أم درمــــان وهـــي واحــــدة مــن ثـــالث مـــدن على ضفاف نهر النيل تضم العاصمة الخرطوم. وقــــال مـحـمـد عــثــمــان، وهــــو مـــن ســكــان حي الثورة في أم درمان: «في األسابيع املاضية، أصبح الجيش يستخدم مسيرات دقيقة في العمليات العسكرية أجبرت الدعم السريع عـــلـــى الــــهــــرب مــــن مـــنـــاطـــق كـــثـــيـــرة، وجـعـلـت الـجـيـش يستطيع نـشـر قــواتــه عـلـى األرض فـي أم درمـــان القديمة بكثافة تحت حماية الــطــيــران». ولــم تشر أي تـقـاريـر فـي السابق إلـــى حـجـم وطـريـقـة نـشـر الـجـيـش املـسـيـرات اإليــــرانــــيــــة فــــي أم درمـــــــان ومـــنـــاطـــق أخـــــرى. وأفــــــادت وكـــالـــة بـلـومـبـيـرغ ووســـائـــل إعـــالم ســـودانـــيـــة أخـــيـــرًا بـــوجـــود طـــائـــرات مـسـيـرة إيـــرانـــيـــة فـــي الـــبـــالد. ونـــفـــى املـــصـــدر الـكـبـيـر بــالــجــيــش الــــســــودانــــي أن تـــكـــون املـــســـيـــرات
إيرانية الصنع جــاءت مباشرة مـن طهران، وامـــتـــنـــع عــــن ذكـــــر كــيــفــيــة شـــرائـــهـــا أو عـــدد الـــــطـــــائـــــرات الــــتــــي حـــصـــل عـــلـــيـــهـــا الـــجـــيـــش. وأوضح أنه رغم عودة التعاون الدبلوماسي بـن الــســودان وإيـــران الـعـام املـاضـي، ال يـزال التعاون العسكري الرسمي معلقا. وردًا عـــلـــى ســــــؤال عــــن الــــطــــائــــرات املـــســـيـــرة اإليــرانــيــة، قـــال وزيـــر الـخـارجـيـة الـسـودانـي املكلف علي الصادق، الذي زار طهران العام املــــاضــــي، لـــوكـــالـــة «رويــــــتــــــرز»: «لـــــم يـحـصـل السودان على أي سالح من إيــران». ولم ترد