واشنطن تحذر بكين بسبب كييف
وجهت الواليات المتحدة تحذيرًا للصين من مغبة تحقيق روسيا مكاسب ميدانية في أوكرانيا، لكن بكين شددت على عدم تقبلها أي «ضغط»
حــــذرت الـــواليـــات املــتــحــدة الــثــالثــاء مــن أنها ستحمل الصني املسؤولية إذا حققت روسيا مـكـاسـب فــي أوكــرانــيــا، بـعـد أن جـــددت بكني تعهداتها بالتعاون مع موسكو خالل زيارة قـــام بـهـا وزيــــر الــخــارجــيــة الـــروســـي سيرغي الفــــروف إلـــى بـكـني، يـومـي االثــنــني والـثـالثـاء املـــاضـــيـــني. وقــــال كــيــرت كــامــبــل، نــائــب وزيـــر الـــخـــارجـــيـــة األمـــيـــركـــي، املــــســــؤول عـــن إعــــادة رســم الـسـيـاسـات األمـيـركـيـة تـجـاه آسـيـا، إنه بالنسبة للواليات املتحدة، فإن الحفاظ على السالم واالسـتـقـرار في أوروبـــا هو «مهمتنا األكثر أهمية تاريخيًا». ومع تعزيز موسكو هــجــومــهــا عـــلـــى أوكــــرانــــيــــا وســـــط مــــــأزق فـي الكونغرس األمـيـركـي بشأن إقـــرار املـزيـد من املساعدات العسكرية ألوكرانيا، حذر كامبل، مساء الثالثاء، من أن املكاسب الروسية على األرض يــمــكــن أن «تـــغـــيـــر مـــيـــزان الـــقـــوى في أوروبـا بطرق تعتبر بصراحة غير مقبولة». وقـــــــال أمـــــــام «الـــلـــجـــنـــة الـــوطـــنـــيـــة لــلــعــالقــات األميركية الصينية»، وهي منظمة تعليمية تعنى بالترويج للتفاهم بني واشنطن وبكني: «لقد أبلغنا الصني مباشرة أنه إذا استمر ذلك فسيكون له تأثير على العالقة بني الواليات املــتــحــدة والــــصــــني». وردًا عــلــى ذلــــك، شـــددت املتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ «يحق للصني وموسكو االنــخــراط في تعاون اقتصادي وتجاري طبيعي»، مضيفة في مؤتمر صحافي أمس األربعاء، أنه «يجب عدم التدخل في تعاون كهذا. وال تقبل الصني كذلك أي انتقاد أو ضغط». بــــــدوره، حــــض وزيـــــر الــخــارجــيــة الـبـريـطـانـي ديفيد كاميرون، مساء الثالثاء، الجمهوريني على إقرار حزمة مساعدات أميركية بقيمة 60 مليار دوالر لدعم أوكرانيا، وذلك خالل زيارة للواليات املتحدة التقى فيها الرئيس السابق دونالد ترامب، املرشح الجمهوري لالنتخابات الرئاسية املقبلة. والتقى كاميرون ترامب في فـلـوريـدا االثــنــني املــاضــي، قبل أن ينتقل إلى واشــنــطــن فــي زيــــارة رسـمـيـة اجـتـمـع خاللها بنظيره األمــيــركــي أنـتـونـي بلينكن. والتقى كـــامـــيـــرون أعـــضـــاء فـــي الـــكـــونـــغـــرس لــكــنــه لم يتمكن من عقد لقاء مع رئيس مجلس النواب الــجــمــهــوري مـــايـــك جـــونـــســـون، الـــــذي يـرفـض منذ أشهر عرض حزمة املساعدات العسكرية ألوكرانيا طلبتها إدارة الرئيس الديمقراطي جـــو بـــايـــدن الـــعـــام املـــاضـــي، عــلــى الـتـصـويـت. وأكــد الـوزيـر البريطاني أن لـقـاءه مـع ترامب كـــان «خـــاصـــًا»، لـكـنـه تــطــرق إلـــى مـلـفـات مثل «مستقبل حلف شمال األطلسي» الذي غالبًا ما يوجه الرئيس األميركي السابق انتقادات لـــه ولـــدولـــه األعـــضـــاء. مـــن جــانــبــه، أكـــد فـريـق حـمـلـة تــرامــب أن األخــيــر بـحـث مــع كـامـيـرون «االنتخابات األميركية والبريطانية املقبلة، وســـيـــاســـات مــرتــبــطــة بــبــريــكــســت (الــــخــــروج البريطاني من االتحاد األوروبـــي)، وضـرورة أن تفي دول حلف شمال األطلسي بمتطلبات إنفاقها الدفاعي، وإنهاء القتل في أوكرانيا». وأبدى ترامب شكوكًا حيال الدعم العسكري ألوكـــرانـــيـــا، وســعــى إلـــى الـــربـــط بـيـنـه وبـني التشدد حيال املهاجرين. كما ادعى أنه قادر على التوصل سريعًا إلى اتفاق يضع حدًا للحرب. وسمحت الواليات املتحدة، مساء الـثـالثـاء، ببيع مـعـدات عسكرية ألوكرانيا بقيمة 138 مـلـيـون دوالر مــن أجـــل إصــالح أنظمة صـواريـخ هــوك وتحديثها. وذكــرت وكالة التعاون األمني الدفاعي األميركية، وهي وكالة فدرالية مسؤولة خصوصًا عن بيع معدات عسكرية أميركية لدول أجنبية، فـي بـيـان، أن «أوكــرانــيــا بحاجة مـاسـة إلى زيادة قدراتها الدفاعية في وجه الضربات الـصـاروخـيـة الـروسـيـة ومـواجـهـة الــقــدرات الجوية للقوات الروسية». وأضافت الوكالة أن «صيانة نظام صواريخ هوك واملحافظة عليه، ستزيد من قدرة أوكرانيا على الدفاع
نقلت واشنطن أسلحة إيرانية كانت موجهة للحوثيين إلى كييف عـــن شـعـبـهـا وحــمــايــة مـنـشـآتـهـا الـوطـنـيـة الـــحـــيـــويـــة»، مــــؤكــــدة أن الـــبـــيـــع «لـــــن يـغـيـر التوازن العسكري األساسي في املنطقة». مـــن جــهــتــه، ذكــــر الــجــيــش األمـــيـــركـــي، مـسـاء الــثــالثــاء، أن الـــواليـــات املــتــحــدة أرســلــت إلـى أوكـرانـيـا آالف األسلحة الخفيفة وأكـثـر من 500 ألـــف طلقة ذخــيــرة صـادرتـهـا قـبـل أكثر مــــن عــــــام، بــيــنــمــا كـــانـــت إيـــــــران تــنــقــلــهــا إلـــى الحوثيني في اليمن. وذكرت القيادة املركزية األمــيــركــيــة «ســنــتــكــوم» فـــي بــيــان نــشــر على منصة الــتــواصــل االجـتـمـاعـي إكـــس (تويتر سـابـقـًا)، أن األسلحة الـتـي نقلتها الـواليـات املــتــحــدة إلــــى كـيـيـف فـــي الـــرابـــع مـــن إبــريــل/ نيسان الحالي «تشكل مـا يكفي مـن العتاد لتجهيز» لواء أوكراني. ويتكون لواء املشاة عادة من 3500 إلى 4 آالف جندي. وأوضحت الــقــيــادة املــركــزيــة أن الــعــتــاد شـمـل أكــثــر من خمسة آالف بندقية هجومية كالشنيكوف (إيه.كيه-74) ورشاشات آلية وبنادق قنص وقذائف صاروخية وأكثر من خمسمائة ألف طلقة ذخيرة. وأضافت أن الذخائر صودرت من أربع سفن «عديمة الجنسية» اعترضتها سفن البحرية األميركية وسفن قوات شريكة، لم تحدد هويتها، في الفترة بني 22 مايو/ أيار 2021 و51 فبراير/شباط .2023 وأشارت «سنتكوم» إلـى أن األسلحة كـان مرسلة من الـــحـــرس الــــثــــوري اإليــــرانــــي إلــــى الــحــوثــيــني. وردت بعثة إيران الدائمة لدى األمم املتحدة بالقول في بيان إنه «ال يمكننا التعليق على أسلحة ومعدات لم تكن لنا عالقة بها». مــــيــــدانــــيــــًا، أعــــلــــن ســــــالح الــــجــــو األوكــــــرانــــــي ومـــســـؤولـــون إداريـــــــــون، أمــــس األربـــــعـــــاء، أن روســــيــــا اســـتـــهـــدفـــت جـــنـــوب أوكــــرانــــيــــا بـــــ71 طائرة مسيرة هجومية وعدة صواريخ، وأن الــدفــاعــات أسـقـطـت 14 مـسـيـرة وصــاروخــني موجهني. وذكـر قائد سـالح الجو األوكراني مـيـكـوال أولـيـشـوك عـبـر تطبيق تـلـيـغـرام، أن روســـيـــا أطــلــقــت أيــضــًا صـــاروخـــي كــــروز من طــراز إسكندر- كيه وصــاروخــًا بالستيًا من طراز إسكندر - إم، لكنه لم يوضح مصيرها. وأضاف أنه جرى تدمير صاروخني من طراز كيه.إتش ـ 59 أطلقتهما روسيا باتجاه ميناء أوديـسـا على البحر األســـود. وقالت القيادة الجنوبية للقوات املسلحة األوكـرانـيـة على تطبيق تليغرام، إنه جرى إسقاط 12 مسيرة فوق ميكواليف واثنتني فوق أوديسا.