بايدن يتقدم على ترامب في نوايا التصويت
في الوقت الذي تقدم فيه الرئيس األميركي جو بايدن على منافسه الجمهوري دونالد ترامب في آخر استطالعات الرأي حول االنتخابات الرئاسية، ال يزال موضوع إجراء مناظرة بينهما غير واضح، وهو ما تضغط شبكات إعالمية أميركية للقيام به
تحاول شبكات إعالمية أميركية الضغط على الرئيسني الحالي جـــــو بـــــايـــــدن والــــســــابــــق دونــــالــــد ترامب من أجـل إجــراء مناظرة بينهما قبل االنتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني املقبل، فيما أظهر استطالع جديد لـــلـــرأي أجـــرتـــه وكـــالـــة رويـــتـــرز/إبـــســـوس أن بايدن عزز تقدمه على ترامب بشكل طفيف، بينما يستعد املرشح الجمهوري ملواجهة املحاكمة األولـــى مــن أصــل أربـــع محاكمات جنائية مقررة. وقـال نحو 41 في املائة من الناخبني املسجلني في استطالع «رويترز/ إبــــســــوس» إنـــهـــم ســيــصــوتــون لـــبـــايـــدن، إذا أجــريــت االنـتـخـابـات الــيــوم، مـقـارنـة بنسبة 37 فــي املــائــة اخـــتـــاروا الـتـصـويـت للمرشح الجمهوري. وهذا الفارق أعلى بثالث نقاط من تقدم بايدن بنقطة واحدة في استطالع أجرته «رويترز/إبسوس» في مـارس/ آذار املاضي. فـي املـقـابـل، قــال 22 فـي املـائـة مـن الناخبني املسجلني في االستطالع إنهم لم يختاروا مرشحًا أو إنهم يميلون إلى خيار ثالث غير ترامب وبايدن، أو إنهم قد ال يصوتون في األصل. وتقدم ترامب بني املشاركني الذين ال يحملون شهادة جامعية بينما تقدم بايدن بني الحاصلني على شهادة جامعية. ويأتي تقدم بايدن قبل أيـام من مثول ترامب أمام محكمة في مانهاتن في 15 إبريل/نيسان الحالي لبدء املحاكمة األولى من أصل أربع محاكمات جنائية. وتتضمن املحاكمة في مـانـهـاتـن اتــهــامــات لــتــرامــب بـالـتـسـتـر على دفـــع مـبـلـغ مــالــي ملمثلة أفــــالم إبــاحــيــة قبل االنــتــخــابــات الــرئــاســيــة لــعــام 2016 مقابل صــمــتــهــا. ودفـــــع تـــرامـــب بـــبـــراءتـــه مـــن هــذه االتــهــامــات ونــفــى حـــدوث أي لــقــاء بينهما. وتــــشــــمــــل املــــحــــاكــــمــــات األخــــــــــرى اتــــهــــامــــات بــمــحــاولــتــه إلـــغـــاء هــزيــمــتــه فـــي انــتــخــابــات الـعـام 2020 أو إسـاءتـه التعامل مـع وثائق حساسة بعد ترك الرئاسة في .2021 ودفع ترامب ببراء ته من جميع التهم. وفــــي خـــطـــوة غــيــر مـــعـــتـــادة، أعـــــدت شـبـكـات الــــبــــث اإلخــــــبــــــاري الـــخـــمـــس الـــرئـــيـــســـيـــة فـي أميركا، وهي «أي بي سي» و«سي بي أس» و«ســــــي أن أن» و«أن بــــي ســـــي» و«فـــوكـــس نـــــيـــــوز»، خـــطـــابـــًا مـــفـــتـــوحـــًا مـــشـــتـــركـــًا يـحـث بـايـدن وتـرامـب على املشاركة فـي مناظرات تــلــفــزيــونــيــة قـــبـــل يـــــوم االنــــتــــخــــابــــات، وفــقــًا لـــشـــخـــصـــني عـــلـــى درايـــــــــة مــــبــــاشــــرة بـخـطـط الشبكات. وجـاء في مسودة نسخة حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز أمس األول: «نحن، املنظمات اإلخبارية الوطنية املوقعة عـلـى الــرســالــة، نـحـث املـرشـحـني الرئاسيني املفترضني على االلتزام علنًا باملشاركة في مناظرات االنتخابات العامة قبل انتخابات نـوفـمـبـر». وأشــــارت «نــيــويــورك تـايـمـز» إلى أن الــرســالــة لـيـسـت نـهـائـيـة بــعــد، موضحة أن الـشـبـكـات تـسـعـى أيــضــًا لـلـحـصـول على موافقات من املؤسسات اإلخبارية الوطنية
استطالع «رويترز»: %22 من الناخبين لم يختاروا مرشحًا
األخــرى، بما في ذلك الصحف. وكـان بايدن رفض مرارًا االلتزام باملشاركة في املناظرات الـــــثـــــالث املـــــقـــــرر إجـــــــراؤهـــــــا فـــــي ســبــتــمــبــر/ أيـلـول وأكـتـوبـر/تـشـريـن األول املـقـبـل. وقـال مساعدوه إنهم قلقون من أن لجنة املناظرات الـــرئـــاســـيـــة، وهــــي املــجــمــوعــة غــيــر الـحـزبـيـة الــتــي نـظـمـت الــبــث الـتـلـفـزيـونـي مــنــذ الــعــام ،1988 لـــن تــكــون قـــــادرة عــلــى فــــرض قــواعــد على ترامب. في املقابل، تعهد ترامب بإجراء مــــنــــاظــــرة، وأخــــــذ يــســخــر مــــن بــــايــــدن لــعــدم املوافقة على هذا األمر. وكان ترامب انسحب فـي الـعـام 2020 مـن مناظرة ضـد بـايـدن في اللحظة األخـيـرة، ما أدى إلـى إلغائها. وفي االنـتـخـابـات التمهيدية الـجـمـهـوريـة رفـض الظهور على خشبة املسرح، ولو مرة واحدة،
مــع خـصـومـه. وأشـــار الشخصان املطلعان للصحيفة إلى أن تنظيم شبكات التلفزيون لـــلـــرســـالـــة جـــــاء كـــــرد فـــعـــل عـــلـــى حـــالـــة عـــدم اليقني. وجاء في املسودة: «تتمتع مناظرات االنــــتــــخــــابــــات الــــعــــامــــة بـــتـــقـــلـــيـــد غــــنــــي فــي ديمقراطيتنا األميركية، حيث لعبت دورًا حيويًا في كل انتخابات رئاسية على مدار الـ05 سنة املاضية. في كل تلك االنتخابات، استمع عشرات املاليني ملشاهدة املرشحني يناقشون جنبًا إلــى جنب للحصول على أصــــــوات املـــواطـــنـــني األمـــيـــركـــيـــني». وكــانــت لجنة املــنــاظــرات الـرئـاسـيـة أعلنت بالفعل عن التواريخ واألمـاكـن ومتطلبات األهلية للمشاركة فـي املـنـاظـرات. وجــاء فـي رسالة الشبكات أنه «على الرغم من أنه من السابق ألوانــــــه تــوجــيــه الــــدعــــوات إلــــى أي مــرشــح، إال أنـــه لـيـس مـــن الــســابــق ألوانـــــه بالنسبة للمرشحني الذين يتوقعون تلبية معايير األهــلــيــة أن يـعـلـنـوا عـلـنـًا دعــمــهــم ونيتهم املشاركة في مناظرات اللجنة املخطط لها هـــذا الــخــريــف». وأضـــافـــت: «إذا كـــان هناك شيء واحد يمكن أن يتفق عليه األميركيون فــهــو أن مــخــاطــر هــــذه االنـــتـــخـــابـــات عـالـيـة
بـــشـــكـــل اســــتــــثــــنــــائــــي. بـــبـــســـاطـــة ال يـــوجـــد بــــديــــل لـــلـــمـــرشـــحـــني الــــذيــــن يـــنـــاقـــشـــون مـع بعضهم البعض، وأمــام الشعب األميركي، رؤيتهم ملستقبل األمــة». وإذا لم تحدث أي مـنـاظـرة هـــذا الــعــام، فسيكون ذلـــك بمثابة تغيير جــــذري لـلـحـمـالت الــرئــاســيــة. وكــان األميركيون شهدوا، في كل انتخابات منذ العام ،1976 لقاء تلفزيونيًا مباشرًا واحدًا عـــلـــى األقــــــل بــــني املـــتـــنـــافـــســـني الــرئــيــســيــني. وتوفر املناظرات فرصة نــادرة للمرشحني للتنافس وجهًا لوجه، كما يتم بثها بشكل متزامن على كل شبكة بث رئيسية. ولــــم تـسـتـبـعـد حــمــلــة بـــايـــدن املـــوافـــقـــة على املـــــنـــــاظـــــرات، وفــــقــــًا لـــشـــخـــص لــــديــــه مــعــرفــة مباشرة باملناقشات، طلب عـدم الكشف عن هويته للصحيفة، لكن الحملة ال ترى ميزة لاللتزام مبكرًا علنًا باملشاركة فيها. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن فريق بايدن غضب في العام 2020 من اإلجراءات خالل املناظرة الرئاسية األولـــى فـي كليفالند، حيث وقف ترامب على بعد أمتار من بايدن على الرغم مــــن إصـــابـــتـــه بـــفـــيـــروس كـــــورونـــــا. وذكـــــرت الصحيفة أن الـعـديـد مــن أقـــرب مستشاري بــــايــــدن هــــم مــــن مــنــتــقــدي لــجــنــة املـــنـــاظـــرات الــرئــاســيــة مـنـذ فــتــرة طــويــلــة. وكــانــت أنيتا دن، الــــتــــي تــــقــــود اســـتـــراتـــيـــجـــيـــة اتــــصــــاالت بـــايـــدن، املـنـظـم الـرئـيـسـي لـتـقـريـر صـــدر في العام ،2015 ودعــا إلـى إعــادة هيكلة شاملة لــنــظــام املـــنـــاظـــرات الـــرئـــاســـيـــة. وجــــــادل هــذا التقرير، الـذي شـارك في تأليفه رون كالين، كـبـيـر مـوظـفـي الـبـيـت األبـــيـــض الــســابــق في عهد بايدن، بأنه يجب تغيير شكل املناظرة ليعكس بيئة إعالمية أكثر حداثة. في املقابل، ســعــى تـــرامـــب إلــــى االســـتـــفـــادة مـــن إحــجــام بـايـدن عـن االلــتــزام بـاملـنـاظـرات. وكـتـب على منصته تـــروث سوشيال فـي 5 مــــارس/آذار املاضي: «من املهم، من أجل مصلحة بلدنا، أن نناقش أنا وجو بايدن القضايا الحيوية جــدًا ألمـيـركـا والـشـعـب األمــيــركــي. لــذلــك، أنا أدعو إلى إجراء مناظرات، في أي وقت وفي أي مــكــان». وكـــرر جـيـسـون مـيـلـر، أحـــد كبار مستشاري حملة تـرامـب، هـذا التعهد أمس األول الثالثاء، مضيفًا، في بيان: «بايدن لن يفلت من الروتني هذه املرة».