زيارة تايوانية إلى الصين
شّكلت زيارة رئيس تايوان السابق ما ينغ جيو إلى بكين حافزًا إضافيًا للرئيس الصيني شي جين بينغ للتمسك بإعادة توحيد تايوان مع الصين رغم «التدخل الخارجي»
أكــــــد الــــرئــــيــــس الـــصـــيـــنـــي شـــــي جـــــني بـيـنـغ لـــرئـــيـــس تـــــايـــــوان الـــســـابـــق مــــا يـــنـــغ جــيــو، أمــــس األربـــــعـــــاء، أن «الـــتـــدخـــل الـــخـــارجـــي» لـــن يــمــنــع إعــــــادة تــوحــيــد الـــجـــزيـــرة مـــع بر الـصـني الرئيسي، خــالل لـقـاء جمعهما في بكني. وقـال شي متوجهًا إلـى ما ينغ جيو إن «االخـــتـــالفـــات فـــي األنــظــمــة ال يـمـكـن أن تــغــيــر الــحــقــيــقــة املـــوضـــوعـــيـــة املــتــمــثــلــة في أننا ننتمي إلى أمة واحدة وشعب واحد»، مضيفًا أن «الـتـدخـل الـخـارجـي ال يمكن أن يوقف القضية التاريخية املتعلقة بإعادة توحيدنا»، بحسب مقطع فيديو لالجتماع نشرته قناة تلفزيونية تايوانية. وقال شي إن الناس على جانبي املضيق صينيون. وتـــوجـــه الـــرئـــيـــس الـــتـــايـــوانـــي الـــســـابـــق إلــى الـــصـــني فـــي 1 إبــريــل/نــيــســان الـــحـــالـــي، في مـا أسـمـاه «رحـلـة ســـالم» لتهدئة التوترات مــــع بــــكــــني، وذلـــــــك عـــلـــى رأس وفــــــد مــــن 20 طالبًا تايوانيًا، وزار شركات التكنولوجيا والجامعات واملـواقـع التاريخية في جميع أنــــحــــاء الـــــبـــــالد. وخــــــدم مــــا فـــتـــرتـــني زعـيـمـًا لتايوان بني عامي 2008 2016و ممثال حزب الــكــومــيــنــتــانــغ، وهــــو أكــثــر تــقــبــال تـاريـخـيـًا
لـبـكـني. وأشــــرف مــا عـلـى تحسني الـعـالقـات عبر املضيق وعقد قمة تاريخية مع شي في سنغافورة في عام ،2015 لكن العالقات بني بكني وتايبيه تدهورت منذ انتخاب خليفته تساي إنغ وين عام 2016 . كما أن انتخاب الي تـشـيـنـغ تـــي نـــائـــب تـــســـاي فـــي يــنــايــر/ كانون الثاني املاضي سيدفع إلى مزيد من تدهور العالقات عبر املضيق. ونددت بكني بالي ووصفته بـ «االنفصالي الخطير». وال يـــــــــــزال مـــــــا عــــــضــــــوًا بـــــــــــــارزًا فـــــــي حـــــزب الـــكـــومـــيـــنـــتـــانـــغ الـــــــذي خـــســـر االنـــتـــخـــابـــات الـرئـاسـيـة لـلـمـرة الـثـالـثـة عـلـى الــتـوالــي في يناير املاضي، لكنه ال يشغل منصبًا رسميًا في الحزب. ويدعو الكومينتانغ إلى عالقات وثيقة مع الصني والحوار، لكنه ينفي بشدة أن يكون مؤيدًا لبكني. من جهتها، حثت تشو فنج ليان، املتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان في مجلس الدولة الــصــيــنــي، الــــواليــــات املـــتـــحـــدة عــلــى الـــوفـــاء بــالــتــزامــهــا بــعــدم دعــــم «اســـتـــقـــالل تـــايـــوان» والتوقف عن إرسال اإلشارات الخاطئة إلى القوى االنفصالية. وقالت تشو في مؤتمر صـحـافـي، أمــس األربـــعـــاء، فــي بـكـني: «نحث الجانب األميركي على االلتزام بمبدأ صني واحدة وأحكام البيانات الصينية األميركية املشتركة الثالث بإجراءات ملموسة»، وفق ما نقلته وكالة أنباء شينخوا الصينية في نسختها اإلنكليزية. وأدلـــــــــت تـــشـــو بــــهــــذا الـــتـــصـــريـــح ردًا عـلـى اســـتـــفـــســـار بـــشـــأن تـــصـــريـــحـــات أدلــــــت بـهـا أخيرًا لورا روزنبرغر، رئيسة مجلس أمناء املعهد األمـيـركـي فـي تــايــوان، وهــو بمثابة ســـفـــارة أمـيـركـيـة غـيـر رسـمـيـة فـــي تـايـبـيـه. وأضـــافـــت تــشــو أن مــبــدأ صـــني واحـــــدة هو األســــــاس الــســيــاســي واملــنــطــلــق األســـاســـي إلقـــامـــة وتــطــويــر الـــعـــالقـــات الـدبـلـومـاسـيـة
بني الصني والواليات املتحدة. واستطردت قـائـلـة إن قــانــونــي «الــعــالقــات مــع تــايــوان» و«الضمانات الستة» األميركيني ينتهكان بشكل خطير مبدأ الصني الواحدة، وأحكام االتــفــاقــيــات الــثــالث بــني الــصــني والــواليــات املـتـحـدة. وأوضـحـت أن البيانات املشتركة واألعــــــــراف األســـاســـيـــة لــلــعــالقــات الــدولــيــة تتدخل بشكل صارخ في الشؤون الداخلية لــلــصــني، ووصــفــتــهــا بــأنــهــا خــاطــئــة تـمـامـًا وغير قانونية وغير صالحة، وخلصت إلى الــقــول إن «الــحــكــومــة الـصـيـنـيـة عارضتها باستمرار وبحزم منذ البداية». والبيانات املشتركة الثالثة هـي مجموعة من ثالثة تصريحات مشتركة بني حكومة الــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة وجــــمــــهــــوريــــة الـــصـــني الشعبية. وصدر البيان األول في 28 فبراير/ شــبــاط ،1972 املـــعـــروف بــبــيــان شـنـغـهـاي، مـلـخـصـًا الـــحـــوار الــتــاريــخــي بـــني الـرئـيـس األميركي ريتشارد نيكسون وتشو إن الي رئـيـس الــــوزراء الصيني فـي فـبـرايـر .1972 وأبــلــغــت الـــواليـــات املــتــحــدة الــصــني بشكل رسمي برغبتها بصني موحدة غير مجزئة. وصــــدر الــبــيــان الــثــانــي فــي 1 يـنـايـر ،1979 الذي دشن العالقات بني البلدين، وتعترف الـــواليـــات املــتــحــدة بـــأن حـكـومـة جمهورية الصني الشعبية وحدها الحكومة الشرعية لـــلـــصـــني. كـــمـــا تــــطــــرق الــــبــــيــــان إلــــــى إعـــــالن الــواليــات املتحدة أنها قـد تنهي العالقات الــــرســــمــــيــــة مـــــع تـــــــايـــــــوان، بـــيـــنـــمـــا تــحــتــفــظ بالروابط االقتصادية والثقافية معها. أما الـبـيـان الـثـالـث، الــصــادر فــي 17 أغسطس/ آب ،1979 فجدد تأكيد ما صدر في البيانني السابقني بشأن تايوان، رغم عدم الوصول إلــــى اســتــنــتــاج نــهــائــي بــخــصــوص قضية مبيعات السالح لتايوان.