أسعار الغاز تقفز في أوروبا
تــعــود أســـعـــار الـــغـــاز فـــي أوروبــــا إلـى الصعود، وسـط قلق متزايد مــــن مـــخـــاطـــر اإلمـــــــــــدادات بـسـبـب الــتــوتــرات الـجـيـوسـيـاسـيـة، مــا يــزيــد القلق حـــــول الـــشـــتـــاء املـــقـــبـــل فــــي الــــقــــارة الــــبــــاردة، وذلــك بعدما تنفست الصعداء أخيرًا بدعم مــن املــخــزونــات الــتــي عـمـلـت عـلـى توفيرها عبر شحنات الـغـاز املـسـال التي حلت محل الكثير من اإلمدادات الروسية، والتي جاءت أغلبها من الواليات املتحدة األميركية رغم كلفتها الـبـاهـظـة. وأدى تـصـاعـد الـتـوتـرات في الشرق األوسـط خالل األسابيع املاضية إلــى خلق ضـغـوط صـعـوديـة على األسـعـار، بينما من املقرر أن تنتهي صالحية االتفاق املبرم بني روسيا وأوكرانيا لنقل الغاز هذا العام، ولم يتأكد حاليًا ما إذا كانت إمدادات الـــغـــاز الـــروســـي ســتــجــد طــريــقــهــا لــلــوصــول إلـى أوروبـــا. يوضح منحنى العقود اآلجلة في الفترة الحالية ارتفاع األسعار في العام املــقــبــل عـــن مــســتــواهــا فـــي الــشــهــر املـــاضـــي، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ األميركية. قال فـريـدريـك بـــارنـــاود، املــديــر الـتـجـاري لشركة «سكيورينغ إنيرجي فور يوروب» األملانية: «هــــنــــاك دومــــــًا خـــطـــر عـــلـــى اإلمـــــــــــدادات، ومـــا يـزال مرتبطًا بروسيا. وانتهاء اتفاقية نقل الغاز مع أوكرانيا قد يغير ميزان القوى في السوق». وقال بارناود في حوار على هامش قــمــة «فــايــنــنــشــال تـــايـــمـــز» الــعــاملــيــة للسلع املــنــعــقــدة فـــي لــــــوزان فـــي ســـويـــســـرا: «هــنــاك أيضًا احتمال فرض مزيد من العقوبات على روسـيـا، فما زلنا فـي حالة حـــرب». وأضـاف أن الغارات الروسية األخيرة على صهاريج تــخــزيــن الـــغـــاز فـــي غــــرب أوكـــرانـــيـــا تـوضـح املــخــاطــر عـلـى اإلمـــــــدادات. وتـمـكـنـت أوروبــــا مـــن تـلـبـيـة مـعـظـم احــتــيــاجــات الــطــاقــة دون اإلمــدادات املعتادة عبر األنابيب من روسيا خالل العامني املاضيني. كما أن معظم مواقع التخزين ممتلئة، والبنية التحتية الستيراد الغاز املسال أصبحت جاهزة. مــع ذلـــك، كـــان الـطـقـس مـعـتـدال فــي فصلي الشتاء املاضيني، وما تزال السوق عرضة لتقلب شديد ورد فعل قوي على اضطراب اإلمــــــــــــدادات. فــيــمــا يــعــنــي االعــــتــــمــــاد عـلـى إمـــدادات الـغـاز املـسـال العاملية أن التوقف في منشآت اإلنتاج الواقعة على بعد آالف األمــيــال قـد يـؤثـر أيـضـًا على أسـعـار الغاز فـي أوروبـــا. وقــال مـاركـو سالفرانك، مدير تــجــارة الـسـلـع فــي قـــارة أوروبــــا فــي شركة املـــرافـــق والـــتـــجـــارة الــســويــســريــة «أكـسـبـو
سوليوشنز» في حوار مع بلومبيرغ: «ما تــزال هناك عـالمـات استفهام كبيرة حول الــشــتــاء املـــقـــبـــل». وأضـــــاف أن «الــكــثــيــر قد يــحــدث، وبـالـتـأكـيـد قــد يغير ذلـــك الـوضـع نسبيًا في أوروبا بسرعة». وارتــفــعــت الــعــقــود املستقبلية الـهـولـنـديـة األقــــــرب أجــــــال، الـــتـــي تــعــد مــعــيــارًا ألســعــار الـــغـــاز فـــي أوروبــــــا، بـنـسـبـة %1.73 لتصل إلى 27.82 يورو للميغاواط/ساعة (وحدة قـــيـــاس أوروبــــــيــــــة) فــــي أمــــســــتــــردام، أمــــس. وأعلنت روسيا في وقت سابق من إبريل/ نيسان الــجــاري أن عــائــدات النفط والـغـاز نمت بوتيرة سريعة، إذ ارتفعت %80 خالل الربع األول من العام الجاري تقريبًا مقارنة بــنــفــس الـــفـــتـــرة مــــن عـــــام ،2023 مــدعــومــة بصعود األسـعـار وكـذلـك حصيلة ضريبة تسدد ملرة واحدة من شركات النفط.