«حليم» و«حليمة»
عـــلـــى «حـــلـــيـــم» أل يـــفـــقـــد صــــبــــره، فـقـد كــــان مــتــوقــعــا مـــن «حــلــيــمــة» أن تــعــود إلــــى عــادتــهــا الـــقـــديـــمـــة... وأن تـعـلــن أن الـتـظـاهـرات «مـــدبـــرة»، وهـدفـهـا تمزيق اللحمة الوطنية.. إلى آخر تلك العبارات التي يحفظها «حليم» عن ظهر قلب. ليس مستغربا ما تفعله «حليمة»، لكن املشكلة في أولئك النفر غير «الحلماء» الذين يأخذون تصريحات حليمة على محمل الـجـد، فيصدقونها، وينقلبون على مواقفهم حيال التضامن مع غزة، ألن «حليمة» أقنعتهم بــأن تضامنهم معها يعني دعمهم لـــ«حــمــاس»، التي تـهـاجـمـهـا «حــلــيــمــة» اآلن، وتـعـتـبـرهـا ســبــب اضـــطـــراب الـــشـــارع و«تـجـيـيـش» الــتــظــاهــرات.. ويــصــدق فــي هــــؤلء قـول اآليـــة الـكـريـمـة: «ومـــن الــنــاس مــن يعبد الــــلــــه عـــلـــى حــــــــــرف».. فـــتـــضـــامـــنـــهـــم مــن أســــاســــه مــخــلــخــل مـــتـــهـــتـــك، ل يــحــتــاج إل إلـــى بـيـان بــائــس، أو فـيـديـو مفبرك مـــن «حـــلـــيـــمـــة»، لــيــتــحــلــلــوا ويــتــخــفــفــوا مـــــن هــــــذا الـــتـــضـــامـــن الــــــــذي يــــبــــدو أنـــه يـثـقـل أعـصـابـهـم. غـيـر أن مــا لــم تـدركـه «حليمة» بـعـد، أن عـادتـهـا القديمة ما عــــادت تـنـطـلـي عـلـى «حــلــيــم»؛ ألن مثل هــذه التصريحات التي تطلقها تعني استخفافا بعقله، هو الـذي لم يخرجه مــن بيته للتظاهر غـيـر شـــرف املعركة ذاتــــهــــا، ولـــيـــس أي تــنــظــيــم أو فـصـيـل، ول حـاجـة بــه إلــى تـحـريـض وهــو يـرى هـول املجازر بـأم عينيه، بينما تصغر «حليمة» بعني الجميع عندما تزعم أن ما يحّرك الشارع فصيل بعينه أو عامل خارجّي، وليس املبادئ والعقائد التي تربى عليهاّ «حليم». عموما يتعني على «حليمة» أل تختبر صبر «حليم» طويال.