«تحرير الشام» تضيق بالمعارضين: إنذار «تجمع دمشق»
تسود حالة من الترقب في ريف إدلب، وسط مخاوف من توجه هيئة تحرير الشام (جبهة الـنـصـرة سـابـقـًا)، والـتـي تشكل سلطة األمـر الـــواقـــع فـــي شــمــال غــربــي ســـوريـــة، ملهاجمة فصيل «تـجـمـع دمــشــق» الـتـابـع للمعارضة بعدما وجهت الهيئة إنـــذارًا للفصيل، وفق مــصــدر فـــي الـتـجـمـع فــضــل عـــدم ذكـــر اسـمـه. وأشار املصدر في «تجمع دمشق»، في حديث مع «العربي الجديد»، إلـى أن تهديدات غير رسمية وصلتهم مـن الهيئة، مساء أول من أمـــس الـجـمـعـة، بــوجــوب مـــغـــادرة مقاتليهم املـنـاطـق الـتـي ينتشرون فيها. مــع العلم أن عناصر التجمع يقطنون مـع عائاتهم في بلدة الفوعة بريف إدلــب، ويدعمون الحراك الشعبي ضـد «تحرير الـشـام» وقـائـدهـا أبو مــحــمــد الـــجـــوالنـــي، فــيــمــا يــنــحــدر معظمهم من دمشق وريفها. وبحسب املصدر نفسه، فــقــد تـــرافـــقـــت الـــرســـائـــل الـــتـــي وصــلــتــهــم مع تهديدات مماثلة عبر حسابات تتبع للهيئة، باإلضافة إلــى تحريك الهيئة رتــا عسكريًا إلـــى مـحـيـط مـنـاطـق الـتـجـمـع. وفـيـمـا اعتبر املـــصـــدر أن هــــذه الـــتـــطـــورات تـشـيـر إلــــى نية الهيئة تنفيذ تهديداتها، شدد على جاهزية مـقـاتـلـي الـفـصـيـل لــــ«الـــدفـــاع عــن مـنـاطـقـنـا»، وفق تعبيره. بدورها، ذكرت مصادر محلية تحدثت لـ«العربي الجديد» أن هيئة تحرير الـــشـــام تـــريـــد خـــــروج املــقــاتــلــن فـــي املــرحــلــة األولى، على أن يعقبها خروج العائات بعد ذلــك إلــى مناطق سيطرة فصائل املعارضة
فـي الشمال الـسـوري. ولـم تستبعد املصادر نفسها لجوء الهيئة إلى «القوة لدفع مقاتلي هذا الفصيل للخروج من الفوعة». فـــي املـــقـــابـــل، قـــالـــت مـــصـــادر مـطـلـعـة عــلــى ما يــــدور داخــــل الـهـيـئـة لـــ«الــعــربــي الــجــديــد» إن األخيرة «ليست بصدد القيام بعمل عسكري ضد تجمع دمشق»، مشيرة إلى أنه «ال يملك الــقــدرة العسكرية على مـواجـهـة الهيئة بأي حــــال مـــن األحـــــــوال، وغـــيـــر قـــــادر عــلــى تـهـديـد الهيئة». واعـتـبـرت أن «عناصر هــذا التجمع يعملون حرسًا للقواعد التركية في املنطقة ال أكــثــر». وبحسب املـصـادر، فـإن الـرتـل التابع لــلــهــيــئــة، والــــــذي انـــتـــشـــرت مــقــاطــع مــصــورة لــه عـلـى مــواقــع الــتــواصــل االجــتــمــاعــي أمـس السبت فـي محيط مناطق التجمع، «توجه لفض مشاجرة بن عائلتن في ريف إدلب»، مــشــيــرة إلــــى أنــــه يــتــبــع إلدارة األمـــــن الــعــام الخاصة بالهيئة. ويقطن مقاتلو الفصيل مـع عائاتهم فـي بـلـدة الـفـوعـة الـتـي أخليت مـــن سـكـانـهـا فـــي عـــام 2018 بــمــوجــب اتــفــاق عــرف في حينه باسم «صفقة املــدن األربــع»، الـــذي تـضـمـن خـــروج سـكـان كـفـريـا والـفـوعـة الشيعيتن، والبالغ عددهم في حينه نحو 7 آالف، إلـــى مــنــاطــق الــنــظــام مــقــابــل خـــروج مقاتلي املعارضة مع عائاتهم من مدينتي الزبداني وبـلـودان شمال غربي دمشق. كما تـضـمـن االتـــفـــاق، الــــذي تــم بــرعــايــة إقليمية، إطـــــــاق ســـــــراح مــعــتــقــلــن مـــــن قـــبـــل الـــنـــظـــام الــســوري مـقـابـل إطـــاق هيئة تـحـريـر الـشـام مـعـتـقـلـن لــديــهــا تــابــعــن لــلــنــظــام. وبحسب مصادر في املعارضة السورية، فإن «مقاتلي تــجــمــع دمـــشـــق ال يـــتـــعـــدى الـــــــــ008 عــنــصــر»، مــعــظــمــهــم مــــن مــنــطــقــة الــــزبــــدانــــي. ويــتــزعــم التجمع أبـو عدنان الزبداني وهـو مناهض لهيئة تحرير الــشــام، وانـضـم أخـيـرًا للفرقة 77 التابعة للجبهة الوطنية للتحرير، أكبر تجمع لفصائل املـعـارضـة فــي شـمـال غربي ســـوريـــة. ويــدعــم الــزبــدانــي الـــحـــراك الشعبي املــشــتــعــل مــنــذ أكـــثـــر مـــن شــهــر فـــي مـحـافـظـة إدلــــب ضــد هـيـئـة تـحـريـر الــشــام وتـــجـــاوزات جناحها األمني ضد سكان الشمال الغربي مــن مـدنـيـن وعـسـكـريـن. وانــتــقــد الــزبــدانــي، فـي تسجيل مـصـور قبل أيـــام، هيئة تحرير الشام، معتبرًا أنها «تستجلب أدوات املرحلة الــســابــقــة لـــلـــثـــورة مـــن ظــلــم وقـــهـــر لتطبقها عـلـى الـشـعـب الــحــر (ســكــان الـشـمـال الغربي مــن ســـوريـــة)». وطــالــب الــزبــدانــي أبــو محمد الجوالني بالتنازل عن السلطة لـ «رجل يحكم مرحلة انتقالية إلرساء أطر العمل الجماعي لنضمن عـدم الـعـودة إلـى الفردية والتفرد»، مشيرًا إلى أن األزمـة الحالية «ال تقاس على
مصادر: عدد مقاتلي تجمع دمشق ال يتعدى الـ008 عنصر
غـيـرهـا مــن األزمـــــات». وكـــان الــجــوالنــي لــوح بـاسـتـخـدام الــقــوة ضــد الــجــهــات والـفـصـائـل التي تحرض أو تدعم التظاهرات التي تخرج فـــي مــــدن وبــــلــــدات فـــي مــحــافــظــة إدلـــــب ضد سـيـاسـات هيئة تحرير الـشـام والـتـي تدعو إلى رحيله عن السلطة. واعـتـبـر الـبـاحـث الــســوري فـي مـركـز «كـانـدل» لـــلـــدراســـات، عــبــاس شــريــفــة، أن «الـــــدور الــذي يقوم به تجمع دمشق وقائده في التظاهرات ضـــد قـــائـــد تــحــريــر الـــشـــام ســبــب الــتــوتــر بن الجانبن». من جانبه، قال الباحث في مركز «جـــســـور» بــســام أبـــو عـــدنـــان، فـــي حــديــث مع «العربي الجديد»، إنه «من املستبعد أن تلجأ هيئة تحرير الشام الستخدام القوة ضد هذا الـتـجـمـع». وبـــرأيـــه «ال تــوجــد مــقــومــات لعمل عـــســـكـــري، والــهــيــئــة فـــي حــــال أرادت تحييد هذا الفصيل، فإنها ستستخدم الحل األمني بــاســم غــرفــة الـفـتـح املــبــن (تــضــم الــعــديــد من الـفـصـائـل فــي إدلــــب)، كـونـهـا تـتـصـرف خــارج اإلطـــار الــعــام، ألن إقـــدام الهيئة وحــدهــا على عمل (عسكري ضد تجمع دمشق) سيكون له تبعات سلبية عليها». ولفت إلــى أنــه يوجد تـخـوف لــدى فصيل تجمع دمـشـق مـن تحرك الـهـيـئـة ضـــده، و«هــــذا مــا يــدفــع هـــذا الفصيل للمبالغة في ردات الفعل». وهـذه ليست املرة األولـى التي تتوتر فيها العاقة بن «تحرير الشام» و«تجمع دمشق»، إذ سبق للهيئة أن وجهت إنذارًا للفصيل في عام ،2021 وطالبته بإخاء مواقعه من بلدة الفوعة شمال شرقي إدلب، والتوجه إلى مناطق سيطرة «الجيش الوطني» في منطقة عفرين شمال غربي حلب.
للبحرية األمـيـركـيـة مـتـمـركـزتـني حـالـيـا في شـــرق الــبــحــر األبـــيـــض املــتــوســط، كــجــزء من عــمــلــيــة الـــنـــشـــر». ولـــفـــت إلـــــى أن «املــــدمــــرات مـــجـــهـــزة بـــنـــظـــام إيـــجـــيـــس الـــقـــتـــالـــي املــتــقــدم القادر على الدفاع عن القوات في املنطقة من تهديدات الصواريخ الباليستية». إلى ذلك استمرت املخاوف الدولية من توسع الحرب في املنطقة، إذ قالت وزارة الخارجية الهولندية، في بيان أمس، إن هولندا ستغلق سفارتها في طهران وقنصليتها في أربيل بـالـعـراق، الـيـوم األحـــد، فـي إجـــراء احــتــرازي، عـــازيـــة ذلـــك إلـــى تــصــاعــد الــتــوتــر بـــني إيـــران وإســـرائـــيـــل، وذلـــــك غـــــداة تــوصــيــة الـحـكـومـة الهولندية رعـايـاهـا، أول مـن أمــس الجمعة، بتأجيل رحاتهم العاجلة إلى إسرائيل. كما دعـت وزارة الخارجية اإليطالية مواطنيها إلى تجنب السفر غير الضروري إلى منطقة الـشـرق األوســـط، عقب اجتماع نائب رئيس مـجـلـس الـــــوزراء وزيــــر الـخـارجـيـة أنطونيو تـاجـانـي، مـسـاء أول مـن أمــس الجمعة، عبر الــفــيــديــو مـــع ســـفـــراء إيــطــالــيــا فـــي تـــل أبــيــب، وبيروت، وطهران، والقنصلية اإليطالية في القدس املحتلة، لتقييم خطط الطوارئ بشأن الـــوضـــع املــتــوتــر فـــي املــنــطــقــة. وفـــي الـسـيـاق طـلـبـت كــنــدا أمــــس، مـــن رعــايــاهــا الـــحـــذر من السفر إلى إسرائيل والضفة الغربية املحتلة. وكانت أملانيا، مساء الجمعة، قد طلبت من رعــايــاهــا مـــغـــادرة إيــــران بسبب مـخـاطـر من تصعيد مفاجئ، فيما حذرت فرنسا رعاياها من السفر إلى املنطقة، بعد أن أعلنت السفارة األمـــيـــركـــيـــة فــــي إســـرائـــيـــل تــقــيــيــد تــحــركــات دبلوماسييها.