نقل المعارضة اإليرانية في كردستان
تكتم عراقي بشأن المقرات البديلة يسود تكتم حول المقرات البديلة التي نُقل إليها مسلحو الجماعات اإليرانية الكردية المعارضة داخل إقليم كردستان العراق
فـــي نــوفــمــبــر/ تــشــريــن الــثــانــي املــاضــي، أكــــد مــســتــشــار األمـــــن الـــقـــومـــي الــعــراقــي قــــاســــم األعــــــرجــــــي، نـــقـــل بـــــغـــــداد جــمــيــع «مسلحي الجماعات اإليـرانـيـة الكردية املعارضة» من مواقعهم في السليمانية وأربــيــل إلــى مناطق بعيدة عـن الـحـدود مـــــع إيـــــــــــران. كــــمــــا أشــــــــار إلـــــــى أن قـــــوات حــــرس الــــحــــدود الـــعـــراقـــيـــة والــبــشــمــركــة سيطرت على مواقع مسلحي املعارضة اإليـرانـيـة، وأن السلطات العراقية تنقل «املسلحني» إلى مخيمات خاصة بعيدة عـــن الــــحــــدود. لــكــن كـــل األطــــــراف تكتمت عـــــن األمــــــاكــــــن الـــــجـــــديـــــدة لـــلـــمـــعـــارضـــني اإليـــــرانـــــيـــــني وعــــوائــــلــــهــــم ونـــشـــاطـــاتـــهـــم الـــتـــي يـــشـــار إلــــى أنـــهـــا «إعـــامـــيـــة» أكـثـر مـن كونها مسلحة، وفـقـا ملـراقـبـني. وفي يـــولـــيـــو/ تـــمـــوز املــــاضــــي، هــــــددت إيـــــران أنـهـا ستهاجم إقليم كـردسـتـان شمالي الــعــراق، بـالـصـواريـخ واألسـلـحـة إذا «لم تف بغداد بالتزاماتها بشأن الجماعات املــــســــلــــحــــة». وبــــالــــفــــعــــل، شـــــــن الــــحــــرس الـــثـــوري اإليـــرانـــي فـــي سـبـتـمـبـر/ أيــلــول املــاضــي، هجوما بأكثر مـن 70 صــاروخ أرض - جـــو والـــعـــشـــرات مـــن الـــطـــائـــرات املسيرة املفخخة على كردستان العراق، اســتــهــدف مـــقـــرات الـــحـــزب الــديــمــقــراطــي الكردستاني اإليراني ومدرسة لاجئني اإليرانيني ومخيمات الاجئني في قضاء كـويـسـنـجـق بـمـحـافـظـة أربـــيـــل، ومــقــرات جـنـاحـي حـــزب كـومـلـة الـكـردسـتـانـي في منطقة زركــويــز بمحافظة السليمانية، ومـــــقـــــرات حـــــزب الـــحـــريـــة الـــكـــردســـتـــانـــي اإليــرانــي فـي جنوب أربـيـل. مـع العلم أن بغداد وطهران، وقعتا في 30 أغسطس/ آب املاضي اتفاقية أمنية تقضي بإنهاء
معسكرات املـعـارضـة الـكـرديـة اإليـرانـيـة املــــــوجــــــودة فــــي إقـــلـــيـــم كــــردســــتــــان عـلـى الــحــدود مــع إيــــران، كما تقضي بإيقاف طـــــهـــــران عـــمـــلـــيـــاتـــهـــا الـــعـــســـكـــريـــة داخـــــل الـــبـــلـــدات الــــحــــدوديــــة الـــعـــراقـــيـــة، مــقــابــل قيام بغداد بتفكيك تجمعات املعارضة وإبــــــعــــــادهــــــا عــــــن الـــــــحـــــــدود مــــــع إيـــــــــران، وتسليمها املطلوبني منهم. وعلى الرغم من إعــان نجاح االتفاقية، عــقــب نــقــل املــعــارضــة اإليـــرانـــيـــة، لــكــن لم يتضح إلى أين ارتحلت هذه املجموعات مـــن املـــعـــارضـــني، وعــوائــلــهــم، ومكاتبهم السياسية واإلعامية. وفي هذا السياق، أفـــادت مـصـادر سياسية مـن أربـيـل، بأن هــــذا املــلــف يـحـظـى بـتـكـتـم كــبــيــر، ضمن تـــفـــاهـــم بــــني بــــغــــداد وأربـــــيـــــل مــــن جــهــة، وطهران من جهة أخرى، على إبعاد امللف عـن اإلعـــام. وأكـــدت لــ«الـعـربـي الجديد» أن غالبية جماعات املعارضة اإليرانية أخلت مواقعها فعا، لكن هناك أجنحة مسلحة رفضت ذلك، خصوصا الحركات القومية منها، مثل حزبي كومله وحدك، واختارت أن تنتقل إلى مواقع خاصة بها ضمن الحدود على أن تلقي ساحها أو تقبل نقلها مثل الجماعات األخـرى إلى مواقع تحددها بغداد وأربيل سلفا لها. وشددت املصادر على أن 70 في املائة من املقرات تم تفكيكها فعا، ونقل من فيها مـن عـائـات ومدنيني يتبعون مسلحي املعارضة الكردية إلى مناطق أخرى تقع بـــني الـسـلـيـمـانـيـة ومــحــافــظــة ديـــالـــى من جهة إقليم كردستان، وأخرى بني أربيل وكـــركـــوك، لــكــن بـشـكـل بـعـيـد عـــن كونها تـجـمـعـات أو مــعــســكــرات، بـــل تـــم تفريق كثير منهم ضمن خريطة توزيع أمنية. من جهته، أشار غياث السورجي، عضو
مصادر: %70 من مقرات المعارضة اإليرانية تم تفكيكها
سورت يزيدي: هناك تفاصيل لن يعلن عنها كاملة حـــزب االتـــحـــاد الــوطــنــي الــــذي يتزعمه بافل الطالباني، إلــى أن «طـهـران تتهم جماعات املعارضة الكردية اإليرانية في العراق بأنها تسببت بتفجر التظاهرات األخيرة في إيــران، وتحديدًا بعد مقتل املواطنة الكردية اإليرانية مهسا أميني (سبتمبر/ أيلول ،)2022 وتعتقد إيران أن املــــعــــارضــــة فـــــي كــــردســــتــــان دفـــعـــت الـوضـع إلــى الــتــأزم فـي مناطق إيـــران». وأكمل السورجي في حديث لـ«العربي الـــجـــديـــد»، أن «املـــعـــارضـــني اإليـــرانـــيـــني في اإلقليم تحت حماية األمــم املتحدة، وهــــنــــاك نـــحـــو 4 آالف عـــائـــلـــة إيـــرانـــيـــة مـــن الــجــمــاعــات الــكــرديــة املــعــارضــة في اإلقـــلـــيـــم، وأغــلــبــهــا انــتــشــر فـــي مـنـاطـق متفرقة وفــي الـقـرى واألريــــاف البعيدة عــــن الــــــحــــــدود، ألنــــنــــا بــــصــــراحــــة لــــم نـــر ولــــــم نـــســـمـــع أي شــــــيء عـــــن املـــخـــيـــمـــات واملجمعات السكنية التي جرى الحديث عنها خـــال األشــهــر املــاضــيــة». ســورت يــــزيــــدي، وهــــو عــضــو بـــــارز فـــي الــحــزب الـــديـــمـــقـــراطـــي الـــكـــردســـتـــانـــي الـــحـــاكـــم فــــي إقـــلـــيـــم كـــردســـتـــان الـــــعـــــراق، والـــــذي يتزعمه مسعود البارزاني، وصف ملف الجماعات الكردية اإليرانية، بأنه «أمني وحساس». وأكد لـ«العربي الجديد» أن هــنــاك تـفـاصـيـل لــن يـعـلـن عنها كاملة، ألن إيران تحتاج إلى أي ذريعة من أجل قــصــف أربـــيـــل لـلـتـخـفـيـف عـــن وضـعـهـا الداخلي، كما أن أربيل ال تريد خسارة أمنها جـــراء إعــطــاء معلومات إضافية لـــإيـــرانـــيـــني. وأوضـــــــح أن 4 ألــــويــــة مـن حرس الحدود من اإلقليم انتشرت على الــشــريــط الـــحـــدوديـــة مـــع إيــــــران، ابـــتـــداء مــن خـانـقـني وصــــوال إلـــى حـــاج عــمــران، وانـــســـحـــب املــــعــــارضــــون الــــذيــــن كـــانـــوا يـــتـــمـــركـــزون فــــي مـــنـــاطـــق الــــحــــدود إلـــى مناطق بحركة وكويسنجق وبنجوين، كـمـا أغـلـقـت بـعـض املـــقـــرات للمعارضة اإليرانية على الحدود. مـــن جــهــتــه، لــفــت الــخــبــيــر فـــي الـــشـــؤون العسكرية واألمنية جبار يــاور إلـى أن «الــــحــــدود املـــبـــاشـــرة مـــع إيـــــران لـــم تكن تحتوي على عوائل املعارضة اإليرانية، بــــل مــســلــحــني، ويــــقــــدر عــــددهــــم بــألــفــي مسلح. وتحدث لـ«العربي الجديد» عن مــعــلــومــات بــشــأن تـسـلـيـم أغــلــب هـــؤالء املسلحني ساحهم، ونزولهم إلى داخل املـــــدن فـــي اإلقــلــيــم وإخـــائـــهـــم الـشـريـط الحدودي.