Al Araby Al Jadeed

العراق نحو احتواء ذوي اإلعاقة

- بغداد ـ محمد الباسم

تمنح وزارة العمل والـشـؤون االجتماعية رواتب شهرية لألشخاص ذوي اإلعاقة في الــعــراق، بـاإلضـافـ­ة إلــى مــبــادرا­ت أطلقتها الحكومة مـؤخـرًا ومنها املجلس األعـلـى للشباب، الذي أعلن مؤخرًا عن تشكيل فريق العراق الوطني لــألشــخـ­ـاص ذوي اإلعـــاقـ­ــة ويــتــألـ­ـف مـــن ألـــف شــاب وشـابـة، ويـهـدف إلــى دعــم األشـخـاص ذوي اإلعاقة ماديًا ومعنويًا. وتعمل الحكومة العراقية واملجلس األعلى للشباب، بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون االجــتــم­ــاعــيــة، عـلـى إيــــاء األشـــخــ­ـاص ذوي اإلعــاقــ­ة اهــتــمــ­امــًا يــعــد األكـــبــ­ـر مــقــارنـ­ـة بــجــهــو­د الـحـكـومـ­ات السابقة بهدف رعايتهم، إذ تشكل نسبتهم 11 في املائة من سكان العراق. وتشير التقديرات الحكومية إلى وجود حوالي 4 مايني شخص من ذوي اإلعاقة. وفــــي فـــبـــرا­يـــر/ شــبــاط املـــاضــ­ـي، أعــلــن وزيــــر الـعـمـل والــشــؤو­ن االجتماعية الـعـراقـي أحـمـد األســـدي عن «إطـاق مبادرة بالتزامن مع اليوم العاملي للعدالة االجــتــم­ــاعــيــة، وتـتـضـمـن مـنـح قــــروض لـألشـخـاص ذوي اإلعـاقـة، الذين جـرى تأهيلهم مهنيًا ونفسيًا لتأسيس مشاريع مدرة للدخل وزجهم في شركات الـــقـــط­ـــاع املــخــتـ­ـلــط بـنـسـبـة 3 فـــي املــــائـ­ـــة، وتـشـجـيـع القطاع الـخـاص على تعيني الـقـادريـ­ن على العمل، وتفعيل املــادة 16 الخاصة بتعيني 5 في املائة من األشخاص ذوي اإلعاقة في دوائر الدولة بالتنسيق مع مجلس الخدمة االتحادية». ويـؤكـد األســـدي أن الحكومة العراقية التي دخلت عامها الثاني تتولى برنامجًا واسعًا ملعالجة وضع مـايـني األســـر الفقيرة وأصــحــاب األمـــراض املزمنة واإلعاقات الدائمة. لكن نشطاء يؤكدون أن البرنامج الحكومي لرعاية األشـخـاص ذوي اإلعـاقـة يحتاج إلــى ســنــوات، كما أن هــذه الشريحة ال تحتاج إلى الدعم املادي فقط، بل تستحق دمجها في املجتمع. وبحسب خطة الحكومة، فإن تشريع تعديل قانون ســلــم رواتـــــب األشـــخــ­ـاص املــعــوق­ــني لــضــمــا­ن تقديم الخدمات للمشمولني يشمل تقديم الرعاية الصحية لألشخاص ذوي اإلعاقة مجانًا، باإلضافة إلى منح مقعد في الدراسات العليا لألشخاص ذوي اإلعاقة، ومنحهم تخفيضًا عـلـى الـتـذاكـر الـخـاصـة بشركة الخطوط الجوية العراقية، وتوفير درجات وظيفية لهم في التعيينات الحكومية بنسبة 5 في املائة. كــمــا تـشـمـل االمـــتــ­ـيـــازات لــألشــخـ­ـاص ذوي اإلعــاقــ­ة اســـتـــي­ـــراد ســـيـــار­ة مــســتــث­ــنــاة مـــن رســـــوم الــجــمــ­ارك والـــضـــ­رائـــب ومــــن أي رســـــوم شــــرط أن تـــكـــون هــذه السيارة مائمة لنوع اإلعاقة. وبحسب مسؤول في وزارة العمل العراقية، فإن «الراتب املعني للشخص ذي اإلعـــــا­قـــــة يـــفـــتـ­ــرض أن يـــتـــجـ­ــاوز 200 دوالر»، مبينًا فـي حديثه لـ«العربي الجديد» أن «الجهود متواصلة لزيادة هذا الراتب ألنه غير كاف، ال سيما أن احتياجات األشخاص ذوي اإلعاقة كثيرة». من جـهـتـه، يــقــول ممثل األشــخــا­ص ذوي اإلعــاقــ­ة لـدى سـكـرتـاري­ـة املجلس األعـلـى للشباب عـبـاس محمد شاكر إن «املجلس يتابع سير العمل والتنسيق مع الـــــوزا­رات، مـن أجــل استكمال كـل متطلبات الفريق الوطني لـذوي اإلعـاقـة، الـذي من املفترض أن يضم ألـــــف شـــــاب وشــــابــ­ــة، ســـتـــكـ­ــون مــهــامــ­هــم الـــتـــو­اصـــل مــع ذوي اإلعـــاقـ­ــة فــي عــمــوم الـــبـــا­د». ويــوضــح في حديثه لـ«العربي الجديد» أن «الحكومة العراقية تتجه حـالـيـًا إلـــى تمكني األشـــخــ­ـاص ذوي اإلعــاقــ­ة وتطوير مهاراتهم، ومنحهم الكفاءة التي تؤهلهم للمشاركة فــي ســـوق الـعـمـل والــوظــا­ئــف». وينتظر األشــخــا­ص ذوي اإلعــاقــ­ة إقـــرار قــانــون رعــايــة ذوي االعاقة واالحتياجا­ت الخاصة، الذي كانت حكومة الــســودا­نــي قــد تـعـهـدت بــه فــي بـرنـامـجـ­هـا ويشمل امتيازات عدة، باإلضافة إلى توفير فرص االندماج فـــي ســـوق الــعــمــ­ل بــمــا يـتـنـاسـب مــعــهــم. واشــتــرك­ــت مـنـظـمـة األمـــــم املـــتـــ­حـــدة لـلـطـفـول­ـة «يــونــيــ­ســف» مع السلطات العراقية في وضع فقراته باالعتماد على تحليل واقــع األشـخـاص ذوي اإلعــاقــ­ة». مـن جهته، يـــقـــول رئـــيـــس لــجــنــة حـــقـــوق اإلنــــسـ­ـــان فـــي الــبــرمل­ــان العراقي أرشد الصالحي إن «مجلس النواب مسؤول عــن تـشـريـع وإصـــــدا­ر الــقــوان­ــني الـخـاصـة بمساندة األشخاص ذوي اإلعاقة، وإنهاء متاعبهم ومتاعب املتضررين مـن العمليات اإلرهـابـي­ـة واملتظاهري­ن وغيرهم. وخــال الفترات املاضية، وجـــراء املشاكل الــســيــ­اســيــة وتــعــطــ­ل عــمــل الـــبـــر­ملـــان، أرجـــــئ تنفيذ مثل هـذه القوانني»، موضحًا في حديثه لـ العربي الـــجـــد­يـــد» أن «هـــنـــاك جـــهـــودًا جـــيـــدة مـــن الـحـكـومـ­ة الحالية لتأسيس وحــدات خاصة بالدعم النفسي فــــي بــــغــــ­داد واملـــحــ­ـافـــظـــ­ات وتــفــعــ­يــلــهــا وتــجــهــ­يــزهــا وتحديد ضوابط ومهام عملها». يضيف الصالحي أن «هناك ضرورة إلشراك منظمات املجتمع املدني والـــتـــ­واصـــل مـــع هـيـئـة رعـــايـــ­ة ذوي اإلعـــاقـ­ــة وقـسـم شؤون املواطن في بغداد واملحافظات».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar