Al Araby Al Jadeed

«غوغل» تعزز شراكتها مع االحتالل وسط العدوان

تتجاهل شركة غوغل احتجاجات موظفيها، وتسعى وسط اإلبادة الجماعية التي تشنها القوات اإلسرائيلي­ة على الفلسطينيي­ن في غزة إلى تعزيز تعاونها العسكري مع حكومة االحتالل

- بيروت ـ مجدولين الشموري

عـــلـــى الــــرغــ­ــم مــــن االســــتـ­ـــيــــاء والـــتـــ­حـــركـــا­ت االحــــتـ­ـــجــــاج­ــــيــــة الـــــتــ­ـــي قـــــــام بــــهــــ­ا مـــوظـــف­ـــو «غــوغــل» خــال األشـهـر األخــيــر­ة، اعتراضًا عــــلــــ­ى مـــوقـــف­ـــهـــا مـــــن الـــــــع­ـــــــدوا­ن عــــلــــ­ى غــــزة وعـــقـــو­دهـــا الـــتـــج­ـــاريـــة مــــع إســــرائـ­ـــيــــل، فـــإن الــشــركـ­ـة األمــيــر­كــيــة الــعــمــ­اقــة ال تـتـجـاهـل هؤالء وتقمعهم فحسب، بل توفر خدمات الــــحـــ­ـوســــبــ­ــة الـــســـح­ـــابـــيـ­ــة لـــــــــ­ــوزارة الــــدفــ­ــاع اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـيـــة، وتــــفـــ­ـاوضــــت عـــلـــى تـعـمـيـق شــــراكــ­ــتــــهــ­ــا مـــعـــهـ­ــا وســـــــط حـــــــرب اإلبــــــ­ـــادة املتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين األول املاضي، وفقًا ملا كشفته وثيقة داخلية اطلعت عليها مجلة تايم. اســـتـــن­ـــادًا إلـــــى الـــوثـــ­يـــقـــة املـــــذك­ـــــورة، أفـــــادت مجلة تايم األميركية، مساء الجمعة، بأن لـدى وزارة الدفاع اإلسرائيلي­ة ما وصفته بـ«منطقة إنـزال» خاصة بها داخل «غوغل كاود»، وهي نقطة دخول آمنة إلى البنية التحتية للحوسبة التي توفرها «غوغل»، والـــــتـ­ــــي مـــــن شـــأنـــه­ـــا أن تـــســـمـ­ــح لـــــلـــ­ــوزارة بتخزين البيانات ومعالجتها والوصول إلــى خـدمـات الــذكــاء االصـطـنـا­عـي. وتـاريـخ بـدء العمل بموجب هـذا العقد قــدر في 14 إبـــريـــ­ل/ نـيـسـان الــحــالـ­ـي. وكـشـفـت «تــايــم» أن الـــــــو­زارة اإلســرائـ­ـيــلــيــ­ة طـلـبـت مـسـاعـدة استشارية من «غوغل» لتوسيع وصولها إلـــــى «غــــوغـــ­ـل كـــــــــ­اود»، مــــن أجـــــل الــســمــ­اح لـ«وحدات متعددة» بالوصول إلى تقنيات األتــمــت­ــة، وذلـــك وفــقــًا ملــســودة عـقـد مـؤرخـة في 27 مـارس/ آذار املاضي. ويظهر العقد أن «غـــوغـــل» تـــقـــدم فــواتــيـ­ـر لــــــوزا­رة الــدفــاع اإلسرائيلي­ة بأكثر من مليون دوالر مقابل خدماتها االستشارية. نسخة العقد التي اطلعت عليها «تايم» لم تكن موقعة من قبل «غوغل» أو وزارة الدفاع اإلسـرائـي­ـلـيـة. لـكـن تعليقًا، فــي 27 مـــارس، عــلــى الــعــقــ­د نــفــســه، مـــن قــبــل أحــــد مـوظـفـي الشركة الذي طلب نسخة قابلة للتنفيذ من العقد، ورد فيه أن التوقيعات «ستكتمل من دون اتـصـال بـاإلنـتـر­نـت، ألنـهـا صفقة بني إسرائيل ونيمبس». كذلك منحت «غوغل» الـــــــو­زارة اإلســرائـ­ـيــلــيــ­ة خـصـمـًا بـنـسـبـة 15 فــــي املــــائـ­ـــة عـــلـــى الـــســـع­ـــر األصــــلـ­ـــي مــقــابــ­ل االســــتـ­ـــشــــار­ات فـــي «إطــــــار عــمــل نــيــمــب­ــس». مشروع «نيمبس» هو عقد وقع عام ،2021 قيمته 1.2 مـلـيـار دوالر، لـتـوفـيـر خـدمـات سـحـابـيـة إلـكـتـرون­ـيـة للجيش والـحـكـوم­ـة اإلسرائيلي­ني. وتسمح هـذه التكنولوجي­ا بمزيد من املراقبة وجمع البيانات بشكل غـيـر قــانــونـ­ـي عـــن الـفـلـسـط­ـيـنـيـني، وتسهل تــــوســـ­ـيــــع املــــســ­ــتــــوطـ­ـــنــــات الــــيـــ­ـهــــوديـ­ـــة غــيــر

عقد مع وزارة الدفاع اإلسرائيلي­ة لالستفادة من «غوغل كالود»

القانونية على األراضي الفلسطينية. وقع هذا العقد في نفس األسبوع الذي هاجمت فيه قوات االحتال اإلسرائيلي فلسطينيني فـي قـطـاع غـــزة، مـا أسـفـر عـن استشهاد ما يـــقـــرب مـــن 250 شــخــصــًا، مـــن بـيـنـهـم أكـثـر مــن 60 طــفــا. وبــمــوجـ­ـب شــــروط الــعــقــ­د، ال تستطيع «غوغل» و«أمازون» منع أي جهة حكومية إسرائيلية، وبينها الجيش، من استخدام خدماتهما، وال تستطيعان إلغاء الـعـقـد. لكن هــذه املـــرة األولـــى الـتـي يكشف فــيــهــا عـــن عــقــد يـــوضـــح أن وزارة الـــدفـــ­اع اإلسرائيلي­ة هي أحد عماء «غوغل كاود». وكــــانــ­ــت «غـــــوغــ­ـــل» قــــد زعــــمـــ­ـت أخــــيـــ­ـرًا بـــأن تعاونها مع حكومة االحتال اإلسرائيلي مخصص ألغــــراض مـدنـيـة. وقـــال متحدث باسم الشركة ملجلة تايم، في مقال نشر في 8 إبريل/ نيسان الحالي: «لقد كنا واضحني جــدًا فـي أن عقد نيمبس مخصص ألعباء العمل التي تشغل على منصتنا التجارية من قبل وزارات الحكومة اإلسرائيلي­ة مثل املالية والرعاية الصحية والنقل والتعليم، ولــيــس مــوجــهــًا إلــــى أعـــبـــا­ء عــمــل عسكرية حساسة للغاية أو سرية تتعلق باألسلحة أو أجــهــزة االســتــخ­ــبــارات». وأكــــدت املجلة أنـهـا تـواصـلـت مـع «غــوغــل» فـي 10 إبـريـل، لتستفسر عن هـذا العقد مع وزارة الدفاع اإلسرائيلي­ة، لكنها لم تتلق ردًا. ويأتي الكشف عن هذا العقد بعد أن كشفت تقارير إسرائيلية إخبارية أخيرًا أن جيش االحتال يستخدم نظامًا مدعومًا بالذكاء االصـــطــ­ـنـــاعـــ­ي الخـــتـــ­يـــار أهـــــــد­اف لـــلـــغـ­ــارات الــجــويـ­ـة عـلـى قــطــاع غــــزة. مــن املـحـتـمـ­ل أن يتطلب نظام الذكاء االصطناعي هذا بنية تحتية للحوسبة السحابية لكي يعمل. ال يحدد عقد «غوغل» الذي اطلعت عليه مجلة تايم التطبيقات العسكرية، إن وجدت، التي تستخدمها وزارة الدفاع اإلسرائيلي­ة، وإن كانت «غوغل كـاود» بينها. لكن موظفني فـــي الــشــركـ­ـة أكـــــدوا لــــ«تـــايـــم» أن «غـــوغـــل» لـديـهـا قـــدرة مــحــدودة عـلـى مـراقـبـة كيفية اســـتـــخ­ـــدام عــمــائــ­هــا، وبــيــنــ­هــم إســـرائــ­ـيـــل، بنيتها التحتية السحابية. ولم ترد وزارة الدفاع اإلسرائيلي­ة على اتصاالت «تايم» للتعليق عــلــى الــعــقــ­د. كــانــت «غـــوغـــل» قد طـــردت املـهـنـدس إيـــدي هاتفيلد، الناشط في مبادرة «ال تكنولوجيا لألبارتهاي­د»، الــــــــ­ــذي احــــــتـ­ـــــج عــــلــــ­ى مــــــشــ­ــــروع نـــيـــمـ­ــبـــس، خــال فعاليات «مـايـنـد ذا تـــك» ‪Mind the‬ ،Tech وهـــــو مـــؤتـــم­ـــر إســـرائــ­ـيـــلـــي ســنــوي للتكنولوجي­ا فــي نــيــويــ­ورك، فــي مـــارس/ آذار املاضي. وكشفت «تايم» أن اثنني من موظفي «غـوغـل» استقاال احتجاجًا على املشروع نفسه الشهر املاضي.

 ?? (طيفون كوسكون/ األناضول) ?? متظاهرون، بينهم موظفون في «غوغل»، أمام مقر الشركة في سان فرانسيسكو، 14 ديسمبر 2023
(طيفون كوسكون/ األناضول) متظاهرون، بينهم موظفون في «غوغل»، أمام مقر الشركة في سان فرانسيسكو، 14 ديسمبر 2023

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar