إسرائيل تواصل استهداف الصحافيين في غزة
أصــــيــــب ثــــاثــــة صـــحـــافـــيـــني فــلــســطــيــنــيــني، الجمعة، إثــر استهداف إسرائيلي طاولهم خــال تغطيتهم العملية العسكرية البرية في مخيم النصيرات لاجئني الفلسطينيني، وسـط قطاع غـزة، لينقلوا إثـر ذلـك إلـى أحد املستشفيات لتلقي الــعــاج. وأفـــاد مراسل قــنــاة «تـــي آر تــي عــربــي» الـتـركـيـة فــي غــزة، ســامــي بـــرهـــوم، بـــأن االحـــتـــال اإلسـرائـيـلـي اسـتـهـدفـه ومـجـمـوعـة مــن الـصـحـافـيـني، من بينهم املــصــور الـصـحـافـي ســامــي شـحـادة من الوكالة الوطنية لإلعام، ومحمد حسن الصوالحي من شبكة «سي أن أن»، وأحمد بـكـر الـــلـــوح، اســتــهــدافــًا مــبــاشــرًا فــي محيط املـكـان الـــذي يعملون فـيـه. وأضـــاف بـرهـوم، لــــ«الـــعـــربـــي الــــجــــديــــد»، أن قــــــوات االحـــتـــال اإلسرائيلي تعمدت استهدافهم بالرغم من ارتــدائــهــم الــســتــرات الـصـحـافـيـة والـقـبـعـات الـتـي تــدل على كونهم صحافيني يعملون عـــلـــى نـــقـــل األحـــــــــداث املـــيـــدانـــيـــة فــــي مـخـيـم الــنــصــيــرات، وســـط الــقــطــاع. وأشـــــار إلـــى أن االسـتـهـداف اإلسـرائـيـلـي نتج عنه بتر قدم املصور الصحافي سامي شحادة وإصابة أخـرى للزميل الصحافي أحمد حـرب، الفتًا إلـى تعمد االحـتـال استهداف الصحافيني في غزة، وهو ما يتضح من خال ماحقتهم بصورة متكررة ويومية من االحتال. كذلك، أظـــهـــر مــقــطــع مـــصـــور لــلــصــحــافــي شــحــادة وهــو يطلب مـن الطبيب إعـــادة وصــل قدمه املــبــتــورة بـالـبـاتـني الــطــبــي، بـعـد أن بـتـرت نــتــيــجــة اإلصــــابــــة املـــبـــاشـــرة الـــتـــي تــعــرض لـهـا مــن االحـــتـــال اإلســرائــيــلــي خـــال عمله املــيــدانــي فــي املــكــان. وقـــال شــحــادة إنـــه كـان يعمل في امليدان وينقل ما يجري من أحداث وهــــو يـــرتـــدي الــســتــرة الــصــحــافــيــة الــواقــيــة التي لم تعمل على حمايته من االستهداف اإلسرائيلي املباشر لـه ولـزمـائـه فـي طاقم الـــقـــنـــاة، مـــشـــددًا عــلــى أن االحــــتــــال يتعمد استهداف الصحافيني. من جانبه، قال املدير العام للمكتب اإلعامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، في حديث مع «العربي الجديد»، إن ما جرى مع الصحافيني يندرج فـي إطـــار اسـتـمـرار حــرب اإلبـــادة الجماعية الـــتـــي يـشـنـهـا جــيــش االحــــتــــال، واصـــفـــًا ما
بترت ساق سامي شحادة بعد استهدافه وزمالءه في مخيم النصيرات
جــرى بأنه استهداف مباشر للصحافيني، ومـذكـرًا باستشهاد أكثر من 140 صحافيًا قتلهم جـيـش االحـــتـــال بـــدم بـــارد مـنـذ بـدء حرب اإلبادة الجماعية على غزة التي دخلت شهرها السابع. واتهم املتحدث باسم الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إسرائيل بأنها «ارتكبت هذه املجزرة عمدًا». وقال في تصريح لصحافيني في أنقرة الجمعة: «نحن أمـام إسرائيل... ال مــبــادئ أخـاقـيـة لديها وتتجاهل القانون الدولي». وقال عبر حسابه في منصة إكس: «ندين هذا الهجوم الدنيء. إنه إرهاب. يجب أن يتوقف هذا اإلرهاب وعلى العالم الغربي أن يــعــارض هــذه الوحشية فــي أســـرع وقت ممكن». وأضـاف أن «أولئك الذين يلتزمون الـــصـــمـــت إزاء هــــــذه الـــهـــجـــمـــات املــمــنــهــجــة مــتــواطــئــون فـــي جـريـمـة اإلبـــــادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل». فــي سـيـاق مـتـصـل، قـــال املــديــر الــعــام لهيئة اإلذاعـــــة والــتــلــفــزيــون الـتـركـيـة (تـــي آر تــي)، مـــحـــمـــد زاهـــــــد صــــوبــــاجــــي، إن «إســــرائــــيــــل املجرمة استهدفت سـيـارة فـريـق تـي آر تي عـــربـــي». وعــبــر صــوبــاجــي عـــن أســفــه حـيـال فقدان املصور املستقل سامي شحادة لقدمه جـــــراء الـــهـــجـــوم، مـــؤكـــدًا أن صــحــة املـــراســـل ســــامــــي بـــــرهـــــوم جـــــيـــــدة. وأضـــــــــــاف: «أديــــــن الـوحـشـيـة اإلسـرائـيـلـيـة الــتــي لـيـس لـهـا أي حدود أخاقية أو قانونية أو إنسانية». وصـــــرحـــــت األمــــــــم املـــــتـــــحـــــدة، الــــجــــمــــعــــة، أن الـــهـــجـــوم اإلســــرائــــيــــلــــي عـــلـــى الــصــحــافــيــني يــظــهــر بـــوضـــوح املـــخـــاطـــر الـــتـــي يـواجـهـهـا هـــــؤالء فـــي غـــــزة، وطــالــبــت بـــإجـــراء تحقيق شـــفـــاف ومــــوثــــوق فــــي الــــحــــادثــــة. جـــــاء ذلـــك عــلــى لــســان املــتــحــدث بــاســم األمــــم املـتـحـدة ســتــيــفــان دوجــــاريــــك، فـــي تــصــريــح مـكـتـوب لوكالة األناضول. وأشار دوجاريك إلى عدم امتاك األمم املتحدة معلومات مفصلة عن الحادثة «التي تظهر بوضوح املخاطر التي يــواجــهــهــا الــصــحــافــيــون فـــي غـــــزة». وشـــدد على ضرورة التحقيق في الهجوم «بطريقة شفافة وموثوقة». ودانت حركة حماس، في بيان على حسابها في «تليغرام»، القصف «اإلجرامي» ملجموعة من الصحافيني أثناء تغطيتهم للهجوم اإلسرائيلي «الهمجي» على مخيم النصيرات.