أشرف الزغل
جمعتنا اللغة، فمتى تجمعنا األرض؟
تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان أثّر على ّإنتاجه على غزة وكيف وحياته اليومية، وبعض ما يود مشاركته مع القراء
■ مـا الهاجس الـــذي يشغلك هــذه األيـــام في ظل ما يجري من عدوان إبادة على غزة؟ تشغلني أسئلة تتعلق بهويتنا ومستقبلنا كفلسطينين. أحاول أن أجد أكثر التفسيرات بـــســـاطـــة وقــــربــــًا إلـــــى الــحــقــيــقــة لـــكـــل صــــورة وجــمــلــة عــلــى شــاشــة األخـــبـــار أو فـــي فـضـاء اإلنـــتـــرنـــت ووســـائـــل الـــتـــواصـــل االجــتــمــاعــي. أحـــــاول أن أفـــعـــل كـــل ذلـــك دون أن أصـــل إلـى مـرحـلـة يتبلد فيها شــعــوري. ثــمــة معضلة أخـاقـيـة تقف فـي وجهنا جميعًا. علينا أن نـــدرك أننا، في معظمنا اآلن متفرجون. من املستحيل أن تكون متفرجًا وفي ذات الوقت أن تحس وتــــدرك مـا يـدركـه مـن على األرض وتحت النار.
■ كيف أثر العدوان على حياتك اليومية واإلبداعية؟ أقـرأ أكثر مما أكتب. ربما ألنني ال أستطيع التركيز بالقدر الكافي إلنتاج الشعر أو النقد وإضـافـة مـا يمكن إضافته وحــذف مـا يجب حـــذفـــه. تــبــدو الــكــتــابــة اآلن، عــلــى أهـمـيـتـهـا، فعا زائدًا عن الحاجة. تصحب فعل القراءة حــــالــــة مـــكـــثـــفـــة مــــن الــــتــــذكــــر. تــــقــــول ســــــوزان سـونـتـاغ «الــتــذكــر هــو فـعـل أخـــاقـــي». الـيـوم في حالة غزة، تكتسب الذاكرة قيمة أخاقية اســتــثــنــائــيــة ألنـــهـــا رابــــــط عـــضـــوي حـقـيـقـي بــن مقتل إنــســان فــي غـــزة وســيــرة اإلنــســان الفلسطيني املظلوم: موته وحياته في السلم والحرب، داخل فلسطن وخارجها.
■ إلــى أي درجـــة تشعر أن العمل اإلبــداعــي ممكن وفــعــال فــي مـواجـهـة حـــرب اإلبــــادة الــتــي يــقــوم بها النظام الصهيوني في فلسطني اليوم؟
إمكانيات واحتماالت العمل اإلبداعي كبيرة وكثيرة، خصوصًا مع تعدد وسائل التأثير والتواصل في زمننا الحالي. فعالية العمل تــعــتــمــد عـــلـــى هـــــدف الـــعـــمـــل، مـــســـاحـــتـــه فـي الفضاء العام وسياقه في الخطاب الجمعي. على سبيل املثال، ال يمكن املقارنة بن عمل صـــريـــح ومـــبـــاشـــر كـــحـــوار «بــــودكــــاســــت» أو عرض «ستاند أب كوميدي» من جهة ومقالة أو كتاب نقدي أو تأريخي من جهة أخرى، مع أن كلها أعمال تستلهم حالة اإلبـادة والقتل فـــي غــــزة وفـلـسـطـن. الـجـمـهـور املــتــلــقــي، في أحيان كثيرة، يظلم األعمال الكثيفة والعميقة والتي تأخذ وقتًا في فعل املواجهة، والعكس أيضًا صحيح. علينا أن نعطي كل عمل وزنه ووقته وفضاء ه الخاص.
■ لو قيض لك البدء من جديد، هل ستختار املجال اإلبــــداعــــي أو مـــجـــاال آخـــــر، كــالــعــمــل الــســيــاســي أو النضالي أو اإلنساني؟
لـــدي مـيـل دائـــم للتعامل مــع أكـثـر مــن مجال مــعــرفــي ورؤيـــــة اإلبــــــداع مـــن خــــال أكــثــر من منظور. أعتبر نفسي محظوظًا ألنني أعمل فـــي مــجــالــن فـيـهـمـا تــأثــيــر كـبـيـر عــلــى روح
العصر الــذي نعيش فيه: الكتابة اإلبداعية وهندسة البيئة.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟ أن يـكـون منتبهًا. مــا أريـــده مــن الـعـالـم هو أن ينتبه.
■ شـخـصـيـة إبـــداعـــيـــة مـــقـــاومـــة مـــن املـــاضـــي تـــود لقاءها، وماذا ستقول لها؟
الشاعر الفلسطيني أحمد دحـبـور، والـذي مــــــرت ذكــــــرى رحـــيـــلـــه قـــبـــل أيــــــــام. ســأســألــه «كــيــف بــإمــكــان الــشــاعــر املــنــكــوب أن يكتب دون زعيق؟»